أربعینات

چهل حدیث های کوتاه با موضوع های متفاوت

أربعینات

چهل حدیث های کوتاه با موضوع های متفاوت

أربعینات

ما قصد داریم شما را با روایاتی از متون دینی واسلامی آشنا کنیم

طبقه بندی موضوعی
آخرین نظرات


باب
المسترابة بالحبل

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال: سمعت أبا
إبراهیم علیه السلام یقول: إذا طلّق الرّجل امرأته فادّعت حبلاً انتظر تسعة أشهر فإن ولدت و إلاّ
اعتدّت ثلاثة أشهر ثمّ قد بانت منه(2) .

باب
أنّ المطلّقة ثلاثا لا سکنى لها و لا نفقة

محمّد بن یعقوب ، عن أبی العبّاس الرزّاز، عن أیّوب بن نوح ؛ و أبی علیّ الأشعری،
عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و حمید بن زیاد،
عن ابن سماعة کلّهم، عن صفوان بن یحیى، عن موسى بن بکر، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السلام
قال: إنّ المطلّقة ثلاثا لیس لها نفقة على زوجها إنّما هی للّتی لزوجها علیها رجعة(3) .

باب
المتوفّى عنها زوجها و لم یدخل بها و ما لها

(1) الکافی 6: 92ـ96 .

(2) الکافی 6: 101 / 1، الفقیه 3: 330، التهذیب 8: 129 / 444، وسائل الشّیعة 22: 223 / 28441 .

(3) الکافی 6: 104 / 1، وسائل الشّیعة 21: 520 / 27742 .

(306) مسند الفضل بن شاذان

من الصّداق و العدّة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج، عن رجل، عن علیّ بن
الحسین علیه السلام أنّه قال فی المتوفّى عنها زوجها و لم یدخل بها: إنّ لها نصف الصّداق و لها
المیراث و علیها العدّة(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن حمید، عن ابن سماعة ؛ و أبی العبّاس الرزّاز، عن أیّوب بن
نوح ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان بن یحیى، عن ابن
مسکان، عن الحسن الصّیقل، و أبی العبّاس، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی المرأة یموت عنها
زوجها قبل أن یدخل بها قال: لها نصف المهر و لها المیراث و علیها العدّة(2) .

باب
طلاق المریض و نکاحه

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و الرزّاز، عن
أیّوب بن نوح ؛ و محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ؛ و حمید بن زیاد، عن ابن
سماعة کلّهم، عن صفوان، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج، عمّن حدّثه، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی
رجل طلّق امرأته و هو مریض قال: إن مات فی مرضه و لم تتزوّج ورثته، و إن کانت قد
تزوّجت فقد رضیت بالّذی صنع لا میراث لها(3) .

باب
طلاق المعتوه و المجنون و طلاق ولیّه عنه

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و أبو العبّاس

(1) الکافی 6: 118 / 3، وسائل الشّیعة 21: 327 / 27206 .

(2) الکافی 6: 119 / 10، وسائل الشّیعة 21: 330 / 27213 .

(3) الکافی 6: 121 / 3، التهذیب 8: 77 / 264، الاستبصار 3: 305، وسائل الشّیعة 22: 153 / 28254 .

مسند الفضل بن شاذان (307)

الرزّاز، عن أیّوب بن نوح ؛ و حمید بن زیاد، عن ابن سماعة ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن
الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان، عن أبی خالد القمّاط قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام :
رجل یعرف رأیه مرّة و ینکره اُخرى یجوز طلاق ولیّه علیه؟ قال: ما له هو لا یطلّق؟ قلت: لا
یعرف حدّ الطّلاق و لا یؤمن علیه إن طلّق الیوم أن یقول غدا لم اُطلّق، قال: ما أراه إلاّ بمنزلة
الإمام یعنی الولیّ(1) .

باب الإیلاء(2)

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و أبو العبّاس
محمّد بن جعفر، عن أیّوب بن نوح ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و حمید
بن زیاد، عن ابن سماعة جمیعا، عن صفوان، عن ابن مسکان، عن أبی بصیر، عن أبی عبد
اللّه‏ علیه السلام قال: سألته عن الإیلاء ما هو؟ فقال: هو أن یقول الرّجل لامرأته: و اللّه‏ لا اُجامعک کذا
و کذا، و یقول: و اللّه‏ لاُغیضنّک، فیتربّص بها أربعة أشهر ثمّ یؤخذ فیوقف بعد الأربعة الأشهر،
فإن فاء ـ و هو أن یصالح أهله ـ فإنّ اللّه‏ غفور رحیم، و إن لم یفى‏ء جبر على أن یطلّق، و لا
یقع طلاق فیما بینهما و لو کان بعد الأربعة الأشهر ما لم یرفعه إلى الإمام(3) .

باب المباراة(4)

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبو العبّاس محمّد بن جعفر ، عن أیّوب بن نوح ؛ و حمید
بن زیاد ، عن ابن سماعة جمیعا ، عن سفیان ، عن ابن مسکان ، عن أبی بصیر ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : المباراة تقول المرأة لزوجها : لک ما علیک و اترکنی، أو تجعل له من قبلها

(1) الکافی 6: 125 / 2، وسائل الشّیعة 22: 81 / 27076 .

(2) الإیلاء لغة الحلف و شرعا حلف الزّوج الدّائم على ترک وطی الزّوجة المدخولة بها قبلاً مطلقا أو زیادة
على أربعة أشهر للإضرار بها، و کان طلاقا فی الجاهلیّة کالظّهار فغیّر الشّرع حکمه و جعل له أحکاما
خاصّة إن جمع شرائطه و إلاّ فهو یمین یعتبر فیه ما یعتبر فی الیمین أو یلحقه حکمه.

(3) الکافی 6: 132 / 9، التهذیب 8: 3 / 4، الاستبصار 3: 253، وسائل الشّیعة 22: 349 / 28763 .

(4) قال الجوهری : بارأت شریکی إذا فارقته ، و بارأ الرّجل امرأته و استبرأت الجاریة و استبرأت ما عندک .

(308) مسند الفضل بن شاذان

شیئا فیترکها، إلاّ أنّه یقول : فإن ارتجعتِ فی شیء فأنا أملک ببضعک، و لا یحلّ لزوجها أن
یأخذ منها إلاّ المهر فما دونه(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال :
سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام هل یکون خلع أو مباراة إلاّ بطهر ؟ فقال : لا یکون إلاّ بطهر(2) .

صفوان ، عن عبداللّه‏ بن مسکان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبی جعفر علیه السلام ؛ و صفوان ،
عن عنبسة بن مصعب ، عن سماعة ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : لا یکون طلاق و لا تخییر و لا
مباراة إلاّ على طهر من غیر جماع بشهود(3) .

باب
المرأة یبلغها موت زوجها أو طلاقها فتعتدّ ثمّ تزوّج
فیجیى‏ء زوجها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی العبّاس الرّزاز محمّد بن جعفر ، عن أیّوب بن نوح ، و أبی
علیّ الأشعریّ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان
جمیعا ، عن صفوان، عن موسى بن بکر ،عن زرارة ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : إذا نعى الرّجل
أهله أو خبّروها أنّه طلّقها فاعتدّت ثمّ تزوّجت فجاء زوجها بعد فإنّ الأوّل أحقّ بها من هذا
الآخر دخل بها أو لم یدخل بها، و لها من الأخیر المهر بما استحلّ من فرجها ، قال : و لیس
للآخر أن یتزوّجها أبدا(4) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی بصیر ، و
غیره ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه قال : فی شاهدین شهدا على امرأة بأنّ زوجها طلّقها أو مات
فتزوّجت ثمّ جاء زوجها قال : یضربان الحدّ و یضمنان الصّداق للزّوج بما غرّاه ثمّ تعتدّ و

(1) الکافی 6: 143 / 5، التهذیب 8: 100 / 339، وسائل الشّیعة 22: 295 / 28634 .

(2) الکافی 6: 143 / 8، وسائل الشّیعة 22: 290 / 28620 .

(3) الکافی 6: 143 / 9، وسائل الشّیعة 22: 291 / 28621 .

(4) الکافی 6: 149 / 1، وسائل الشّیعة 22: 252 / 28521 .

مسند الفضل بن شاذان (309)

ترجع إلى زوجها الأوّل(1) .

باب الظّهار

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج، [عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام ] قال :
الظّهار ضربان: أحدهما فیه الکفّارة قبل المواقعة، و الآخر بعدها، فالّذی یکفّر قبل المواقعة
الّذی یقول : أنت علیّ کظهر اُمّی و لا یقول : إن فعلت بک کذا و کذا ، و الّذی یکفّر بعد
المواقعة هو الّذی یقول : أنت علیّ کظهر اُمّی إن قربتک(2) .

(1) الکافی 6: 149 / 1، وسائل الشّیعة 22: 253 / 28525 ، اعلم أنّه اختلف الأصحاب فیما إذا رجع
الشّاهدان على الطّلاق عن شهادتهما فالمشهور أنّه إن کان بعد الدّخول لم یضمنا و إن کان قبل الدّخول
ضمنا نصف المهر المسمّى للزّوج الأوّل و لا یرد حکم الحاکم بالطّلاق برجوعهما و لا تردّ المرأة إلى
الزّوج الأوّل، و ذهب الشّیخ فی النّهایة إلى أنّها لو تزوّجت بعد الحکم بالطّلاق ثمّ رجعا ردّت إلى الأوّل
بعد العدّة و غرم الشّاهدان المهر للثّانی و استند إلى موثّقة إبراهیم بن عبد الحمید، و ردّ الأکثر الخبر بضعف
السّند، و منهم من حمله على ما لو تزوّجت بمجرّد الشّهادة من غیر حکم الحاکم، و على التّقادیر لابدّ من
حمل الخبر على رجوع الشّاهدین لا بمجرّد انکار الزّوج کما هو ظاهر الخبر، و الحدّ محمول على
التّعزیر. (مرآة)

(2) الکافی 6: 160 / 32، وسائل الشّیعة 22: 332 / 28725 ، قال فی المرآة : ظاهره أنّ الظّهار بالشّرط
إنّما یتحقّق إذا کان الشّرط الجماع لا غیر و لیس ببعید عن فحوى الأخبار لکنّه خلاف المشهور بین
الأصحاب.

(310) مسند الفضل بن شاذان

«کتاب العتق»

باب
ثواب العتق و فضله و الرّغبة فیه

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن حمّاد بن عیسى ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن زرارة ، عن
أبی جعفر علیه السلام قال، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : من أعتق مسلما أعتق اللّه‏ عزّوجلّ بکلّ عضو منه
عضوا من النّار(1) .

(1) الکافی 6: 180 / 2، وسائل الشّیعة 23: 10 / 28983 .

(311)

«کتاب الصّید»

باب
صید البزاة و الصّقور و غیر ذلک

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحلبی ، قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : کان أبی علیه السلام یفتی و کان یتّقی و نحن نخاف فی صید البزاة
و الصّقور، و أمّا الآن فإنّا لا نخاف و لا نحلّ صیدها إلاّ أن تدرک ذکاته فإنّه فی کتاب
علیّ علیه السلام إنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول : «وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُکَلِّبِینَ»(1) فی الکلاب(2) .

باب
الصّید بالسّلاح

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان، عن ابن مسکان، عن الحلبی قال:
سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن الصّید یضربه الرّجل بالسّیف أو یطعنه بالرّمح أو یرمیه بسهم فقتله
و قد سمّى حین فعل ذلک؟ فقال: کلّ لا بأس به(3) .

(1) سورة المائدة(5): 4 .

(2) الکافی 6: 207 / 1، وسائل الشّیعة 23: 349 / 29715 ، یعنی فی کتاب علیّ «ع» هی مختصّة
بالکلاب ، و فی الوافی نقلاً عن التّهذیبین: «فسمّى» مکان «فی».

(312)

باب المعراض(1)

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحلبی قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن الصّید یرمیه الرّجل بسهم فیصیبه معترضا فیقتله و قد
کان سمّى حین رمى و لم تصبه الحدیدة فقال: إن کان السّهم الّذی أصابه هو الّذی قتله فإذا
رآه فلیأکل(2).

(1) الکافی 6: 210 / 6، وسائل الشّیعة 23: 362 / 29752 .

(2) المعراض کمحراب : سهم بلا ریش، دقیق الطّرفین غلیظ الوسط یصیب بعرضه دون حدّه. (القاموس)

(3) الکافی 6: 212 / 4، وسائل الشّیعة 23: 371 / 29771 .

مسند الفضل بن شاذان (313)

«کتاب الذّبائح»

باب
البعیر و الثّور یمتنعان من الذّبح

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ، عن محمّد الحلبی قال ، قال
أبو عبداللّه‏ علیه السلام فی ثور تعاصى فابتدروه بأسیافهم و سمّوا و أتوا علیّا علیه السلام فقال : هذه ذکاة
وحیّة(1) و لحمه حلال(2).

(1) الوحیّة بتشدید الیاء: السّریعة .

(2) الکافی 6: 231 / 3، التهذیب 9: 54 / 225، وسائل الشّیعة 24: 19 / 29877 .

(314)

«کتاب الأطعمة»

باب
اُنس الرّجل فی منزل أخیه

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن یحیى ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن
شاذان ، عن صفوان بن یحیى، قال : جاءنی عبداللّه‏ بن سنان، فقال : هل عندک شیء ؟ قلت :
نعم فبعثت ابنی فأعطیته درهما یشتری به لحما و بیضا، فقال لی : أین أرسلت ابنک؟
فأخبرته، فقال: ردّه ردّه ، عندک زیت ؟ قلت : نعم ، قال : هاته فإنّی سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام
یقول : هلک امرؤ احتقر لأخیه ما یحضره، و هلک امرؤ احتقر لأخیه ما قدّم إلیه(1) .

باب
أنّ ابن آدم أجوف لابدّ له من الطّعام

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن یحیى ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن
شاذان ؛ و علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ،
عن الولید بن صبیح ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إنّما بنی الجسد على الخبز(2) .

باب الرّمان

(1) الکافی 6: 276 / 3، وسائل الشّیعة 24: 276 / 30536 .

(2) الکافی 6: 287 / 7، وسائل الشّیعة 24: 322 / 30660 .

(315)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید قال : سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام یقول :
علیکم بالرّمّان فإنّه لم یأکله جائع إلاّ أجزأه و لا شبعان إلاّ أمرأة(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ، عن
أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : ذکر الرّمان الحلو فقال : المزّ(2) أصلح فی البطن(3) .

(1) الکافی 6: 352 / 1، وسائل الشّیعة 25: 152 / 31487 .

(2) الرمّان المُزّ: بین الحلو و الحامض .

(3) الکافی 6: 354 / 14، وسائل الشّیعة 25: 156 / 31503 .

(316) مسند الفضل بن شاذان

«کتاب الأشربة»

باب
شرب الماء من قیام و الشّرب فی نفس واحد

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : کنت عند أبی
عبداللّه‏ علیه السلام إذ دخل علیه عبد الملک القمی فقال له : أصلحک اللّه‏ أشرب الماء و أنا قائم؟ فقال
له : إن شئت ، قال : أفأشرب بنفس واحد حتّى أروی ؟ قال : إن شئت ، قال : فأسجد و یدیّ
فی ثوبی ؟ قال : إن شئت ، ثمّ قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إنّی و اللّه‏ ما من هذا و شبهه أخاف
علیکم(1) .

باب
ما یتّخذ منه الخمر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : الخمر من خمسة : العصیر من الکرم ، و النّقیع من الزّبیب ، و البِتْع
من العسل ، و المِزْر من الشّعیر ، و النّبیذ من الّتمر(2) .

 

(1) الکافی 6: 383 / 4، وسائل الشّیعة 25: 243 / 31803 .

(2) الکافی 6: 392 / 1، التهذیب 9: 101 / 442، وسائل الشّیعة 25: 279 / 31907 .

(317)

باب
شارب الخمر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، و درست ، و هشام بن سالم
جمیعا، عن عجلان أبی صالح قال : سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام یقول : قال اللّه‏ عزّوجلّ : «من
شرب مسکرا أو سقاه صبیّا لا یعقل سقیته من ماء الحمیم معذّبا أو مغفورا له، و من ترک
المسکر ابتغاء مرضاتی أدخلته الجنّة و سقیته من الرّحیق المختوم و فعلت به من الکرامة ما
أفعل بأولیائی(1) .

باب
شرب الفقّاع و اللّعب بالشطرنج

محمّد بن علیّ بن بابویه قال: و روى لنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس
النّیسابوری رحمه‏الله قال : حدّثنا علیّ بن محمّد بن قتیبة ، عن الفضل بن شاذان قال : سمعت
الرّضا علیه السلام یقول : لمّا حمل رأس الحسین علیه السلام إلى الشّام أمر یزید «لعنه اللّه‏» فوضع و نصب
علیه مائدة ، فأقبل هو «لعنه اللّه‏» و أصحابه یأکلون و یشربون الفقّاع، فلمّا فرغوا أمر بالرّأس
فوضع فی طست تحت سریره و بسط علیه رقعة الشّطرنج، و جلس یزید «لعنه اللّه‏» یلعب
بالشّطرنج و یذکر الحسین بن علی و أباه و جدّه علیهم‏السلام و یستهزى‏ء بذکرهم ، فمتى قمر(2)
صاحبه تناول الفقّاع، فشربه ثلاث مرّات ثمّ صبّ فضله على ما یلی الطّست من الأرض،
فمن کان من شیعتنا فلیتورّع عن شرب الفقّاع و اللّعب بالشّطرنج ، و من نظر إلى الفقّاع أو
إلى الشّطرنج فلیذکر الحسین علیه السلام و لیلعن یزید و آل زیاد ، یمحو اللّه‏ عزّوجلّ بذلک ذنوبه و
لو کانت بعدد النّجوم(3) .

 

(1) الکافی 6: 397 / 7، وسائل الشّیعة 25: 308 / 31975 .

(2) قمَر الرّجلَ: غلبه فی القمار.

(3) الفقیه 4: 419 / 5915، عیون أخبار الرضا «ع» 2: 22 / 50، و رواه أیضا بإسناده عن عبد السّلام بن
صالح الهروی، جامع الأخبار: 153، الدّعوات للراوندی: 162، بحار الأنوار 45: 176، أیضا 66: 492،
وسائل الشّیعة 25: 363 / 32132 .

(318) مسند الفضل بن شاذان

مسند الفضل بن شاذان (319)

«کتاب الزیّ و التجمّل»

باب
ألوان النعال

محمّد بن مسعود العیّاشی فی تفسیره، عن الفضل بن شاذان، عن بعض أصحابنا رفعه
إلى أبی عبد اللّه‏ علیه السلام إنّه قال: من لبس نعلاً صفراء لم یزل مسرورا حتّى یبلیها کما قال اللّه‏
تعالى: «صَفْراءٌ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِین(1)»(2).

باب الخضاب

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی الحسن علیه السلام قال :
فی الخضاب ثلاث خصال : مهیبة فی الحرب ، و محبّة إلى النّساء ، و یزید الباه(3).

باب الحمام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی الحسن «صلوات اللّه‏

(1) سورة البقرة(2): 69 .

(2) تفسیر العیّاشی 1: 47، وسائل الشّیعة 5: 70 / 5940 .

(3) الکافی 6: 481 / 6، وسائل الشیعة 2: 82 / 1552 .

(320)

علیه» فی الرّجل یطلی و یتدلّک بالزّیت و الدّقیق ، قال : لا بأس به(1).

باب الإبط

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن حفص بن البختری أنّ أبا
عبداللّه‏ علیه السلام کان یطلی إبطه بالنّورة فی الحمّام(2) .

باب
سعة المنزل

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : من
السّعادة سعة المنزل(3) .

(1) الکافی 6: 499 / 15، وسائل الشیعة 2: 78 / 1540 .

(2) الکافی 6: 507 / 3، وسائل الشیعة 2: 135 / 1725 .

(3) الکافی 6: 525 / 1، وسائل الشّیعة 5: 299 / 6592 .

مسند الفضل بن شاذان (321)

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الوصایا»

باب
الوصیّة و ما اُمر بها

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی
قول اللّه‏ تبارک و تعالى : «أوْ آخَرانِ مِنْ غَیْرِکُمْ»(1) قال : إذا کان الرّجل فی بلد لیس فیه
مسلم جازت شهادة من لیس بمسلم على الوصیّة(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی شهادة امرأة حضرت رجلاً یوصی لیس معها رجل؟ فقال :
یجاز ربع ما أوصى بحساب شهادتها(3) .

 

(1) سورة المائدة(5): 105.

(2) الکافی 7: 4 / 3، وسائل الشّیعة 19: 310 / 24672 .

(3) الکافی 7: 4 / 4، وسائل الشّیعة 19: 316 / 24680 .

(322)

باب
الرّجل یوصی إلى آخر و لا یقبل وصیّته

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ ، عن فضیل ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی رجل یوصى إلیه ، فقال : إذا بعث بها إلیه من
بلد فلیس له ردّها ، و إن کان فی مصر یوجد فیه غیره فذلک إلیه(1) .

باب
أنّ صاحب المال أحقّ بماله مادام حیّا

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان ، عن مرازم ، عن بعض أصحابنا ،
عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل یعطی الشّیء من ماله فی مرضه ، فقال : إذا أبان فیه(2) فهو
جائز و إن أوصى به فهو من الثّلث(3) .

باب
الوصیّة للوارث

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : الوصیّة للوارث لا بأس
بها(4) .

الفضل بن شاذان ، عن یونس ، عن عبداللّه‏ بن بکیر ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبی
جعفر علیه السلام نحوه .

(1) الکافی 7: 6 / 2، الفقیه 4: 144، التهذیب 9: 205 / 815، وسائل الشّیعة 19: 320 / 24689 .

(2) أی عزله عن ماله و سلّمه إلى المعطى فی مرضه و لم یعلّق إعطاءه على الموت. (وافی)

(3) الکافی 7: 8 / 6، وسائل الشّیعة 19: 298 / 24640 .

(4) الکافی 7: 9 / 3، وسائل الشّیعة 19: 288 / 24609 .

مسند الفضل بن شاذان (323)

باب
ما للإنسان أن یوصى به بعد موته و ما یستحبّ
له من ذلک

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان
البراء بن معرور الأنصاری بالمدینه و کان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم بمکّة و أنّه حضره الموت و کان
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم بمکّة و أصحابه و المسلمون یصلّون إلى بیت المقدس و أوصى البراء إذا
دفن أن یجعل وجهه إلى تلقاء النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم إلى القبلة(1) و أوصى بثلث ماله فجرت به
السنّة(2).

باب
من أوصى بعتق أو صدقة أو حجٍّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار فی رجل مات و أوصى أن یحجّ
عنه ، فقال : إن کان صرورة یحجّ عنه من وسط المال، و إن کان غیر صرورة فمن الثّلث(3) .

عنه ، عن معاویة بن عمّار فی امرأة أوصت بمال فی عتق و صدقة و حجّ فلم یبلغ قال:
ابدأ بالحجّ فإنّه مفروض فإن بقی شیء فاجعله فی الصّدقة طائفة و فی العتق طائفة(4) .

باب
أنّ المدبّر من الثّلث

(1) أی إلى الکعبة الّتی هی القبلة الیوم.

(2) الکافی 7: 10 / 1، وسائل الشّیعة 19: 272 / 24570، «فجرت به السنّة» أی بتوجیه المیّت إلى
الکعبة و أن لا یزاد على الثّلث فی الوصیّة .

(3) الکافی 7: 18 / 7، وسائل الشّیعة 19: 358 / 24756 .

(4) الکافی 7: 18 / 8، وسائل الشّیعة 19: 397 / 24836 .

(324) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن
الرّجل یدّبر مملوکه أله أن یرجع فیه ؟ قال : نعم ، هو بمنزلة الوصیّة(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن
المدبّر قال: هو بمنزلة الوصیّة یرجع فیما شاء منها(2) .

باب
من أوصى و علیه دین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن زکریّا بن یحیى الشّعیری ، عن
الحکم بن عتیبة قال: کنّا على باب أبی جعفر علیه السلام و نحن جماعة ننتظر أن یخرج إذ جاءت
امرأة فقالت : أیّکم أبو جعفر؟ فقال لها القوم : ما تریدین منه ؟ قالت : اُرید أن أسأله عن
مسألة، فقالوا لها : هذا فقیه أهل العراق فسلیه ، فقالت : إنّ زوجی مات و ترک ألف درهم و
کان لی علیه من صداقی خمسمائه درهم فأخذت صداقی و أخذت میراثی ثمّ جاء رجل
فادّعى علیه ألف درهم فشهدت له.

قال الحکم : فبینا أنا أحسب إذ خرج أبو جعفر علیه السلام فقال : ما هذا الّذی أراک تحرّک به
أصابعک یا حکم ؟ فقلت : إنّ هذه المرأة ذکرت أنّ زوجها مات و ترک ألف درهم و کان لها
علیه من صداقها خمسمائة درهم فأخذت صداقها و أخذت میراثها ثمّ جاء رجل فادّعى
علیه ألف درهم فشهدت له ، فقال الحکم : فو اللّه‏ ما أتممت الکلام حتّى قال : أقرّت بثلث ما
فی یدیها و لا میراث لها ، قال الحکم : فما رأیت و اللّه‏ أفهم من أبی جعفر علیه السلام قطّ(3) .

قال ابن أبی عمیر: و تفسیر ذلک أنّه لا میراث لها حتّى تقضی الدّین و إنّما ترک ألف
درهم و علیه من الدّین ألف و خمسمائة درهم لها و للرّجل، فلها ثلث الألف و للرّجل

(1) الکافی 7: 22 / 2، الفقیه 4: 176، التهذیب 9: 225 / 886، وسائل الشّیعة 19: 308 / 24667 .

(2) الکافی 7: 23 / 4، وسائل الشّیعة 19: 308 / 24668 .

(3) سیجیء هذا الحدیث فی کتاب المواریث .

مسند الفضل بن شاذان (325)

ثلثاها(1) .

باب
من اعتق و علیه دین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ؛ و أبی علیّ الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ؛ و ابن أبی عمیر ،
عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألنی أبو عبداللّه‏ علیه السلام هل یختلف ابن أبی لیلى و ابن
شبرمة ؟ فقلت : بلغنی أنّه مات مولى لعیسى بن موسى و ترک علیه دینا کثیرا و ترک ممالیک
یحیط دینه بأثمانهم فأعتقهم عند الموت فسألهما عیسى بن موسى عن ذلک، فقال ابن
شبرمه: أرى أن یستسعیهم فی قیمتهم فیدفعها إلى الغرماء فإنّه لیس له أن یعتقهم عند موته .

و قال ابن أبی لیلى : أرى أن أبیعهم و أدفع أثمانهم إلى الغرماء فإنّه لیس له أن یعتقهم
عند موته و علیه دین یحیط بهم، و هذا أهل الحجاز الیوم یعتق الرّجل عبده و علیه دین کثیر
فلا یجیزون عتقه إذا کان علیه دین کثیر .

فرفع ابن شبرمة یده إلى السّماء فقال : سبحان اللّه‏ یا ابن أبی لیلى متى قلت بهذا
القول؟ و اللّه‏ ما قلته إلاّ طلب خلافی .

فقال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : فعن رأی أیّهما صدر ؟ قال ، قلت : بلغنى أنّه أخذ برأی ابن أبی
لیلى و کان له فی ذلک هوى(2) فباعهم و قضى دینه قال : فمع أیّهما من قبلکم ؟ قلت له : مع
ابن شبرمة و قد رجع ابن أبی لیلى إلى رأی ابن شبرمة بعد ذلک.

فقال : أمّا و اللّه‏ إنّ الحقّ لفی الّذی قال ابن أبی لیلى و إن کان قد رجع عنه ، فقلت له :
هذا ینکسر عندهم فی القیاس ، فقال : هات قایسنی ، فقلت : أنا أقایسک(3) ؟ فقال : لتقولنّ
بأشدّ ما یدخل فیه من القیاس .

فقلت له : رجل ترک عبدا لم یترک مالاً غیره و قیمة العبد ستّمائة درهم و دینه

(1) الکافی 7: 24 / 3، التهذیب 9: 164 / 671، الاستبصار 4: 114، وسائل الشّیعة 19: 326 / 24703 .

(2) أی کان لعیسى میل فی العمل بفتوى ابن أبی لیلى.

(3) استفهام للإنکار، و أمره بالمقایسة لبیان موضع الخطاء فی قیاسهم. (مرآة)

(326) مسند الفضل بن شاذان

خمسمائة درهم فأعتقه عند الموت کیف یصنع ؟ قال : یباع العبد فیأخذ الغرماء خمسمائة
درهم و یأخذ الورثة مائة درهم ، فقلت : ألیس قد بقی من قیمة العبد مائة درهم عن دینه ؟
فقال : بلى ، قلت : ألیس للرّجل ثلثه یصنع به ما یشاء ؟ قال : بلى ، قلت : ألیس قد أوصى
للعبد بالثّلث من المائة حین أعتقه ؟ فقال : إنّ العبد لا وصیّة له(1) إنّما ماله لموالیه ، فقلت له :
فإذا کانت قیمة العبد ستّمائة درهم و دینه أربعمائة درهم ؟ قال : کذلک یباع العبد فیأخذ
الغرماء أربعمائة درهم و یأخذ الورثة مائتین، فلا یکون للعبد شیء ، قلت له : فإنّ قیمة العبد
ستّمائة درهم و دینه ثلاثمائة درهم ، فضحک و قال : من ههنا اُتی أصحابک(2) فجعلوا
الأشیاء شیئا واحدا و لم یعلموا السنّة ، إذا استوى مال الغرماء و مال الورثة أو کان مال
الورثة أکثر من مال الغرماء لم یتّهم الرّجل على وصیّته و اُجیزت وصیّته على وجهها فالآن
یوقف هذا فیکون نصفه للغرماء و یکون ثلثه للورثة و یکون له السّدس(3) .

باب
ما یجوز من الوقف و الصّدقة و النّحل و الهبة
و السّکنى و العمرى

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل یجعل لولده شیئا و هم صغار
ثمّ یبدو له أن یجعل معهم غیرهم من ولده، قال : لا بأس(4) .

و بإسناده ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان قال : سألت أبا الحسن علیه السلام عن
الرّجل یتصدّق على ولده و هم صغار بالجاریة ثمّ تعجبه الجاریة و هم صغار فی عیاله أترى
أن یصیبها أو یقوّمها قیمة عدل فیشهد بثمنها علیه أم یدع ذلک کلّه فلا یعرض لشیء منه ؟
قال : یقوّمها قیمة عدل و یحتسب بثمنها لهم على نفسه و یمسّها(5) .

(1) أی إنّ هذا لیس من قبیل الوصیّة و لو کان وصیّة لبطل مطلقا لعدم صحّة الوصیّة لعبد الغیر فلا ینافی ما
سیأتی من حکمه «ع» بصحّته فی بعض الصّور. (مرآة)

(2) على بناء المجهول أی أتاهم الخطأ و هلکوا.

(3) الکافی 7: 26 / 1، وسائل الشّیعة 19: 354 / 24753 .

(4) الکافی 7: 31 / 9، التهذیب 9: 135 / 572، الاستبصار 4: 100، وسائل الشّیعة 19: 202 / 24426 .

مسند الفضل بن شاذان (327)

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن معاویة بن عمّار قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن الرّجل یکون له على الرّجل الدّراهم
فیهبها له، أله أن یرجع فیها ؟ قال : لا(1) .

باب
صدقات النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و فاطمة و الأئمّة علیهم‏السلام و
وصایاهم

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال :
بعث إلیّ أبو الحسن موسى علیه السلام بوصیّة أمیر المؤمنین علیه السلام و هی :

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

هذا ما أوصى به و قضى به فی ماله عبداللّه‏ علیّ ابتغاء وجه اللّه‏ لیولجنی به الجنّة و
یصرفنی به عن النّار و یصرف النّار عنّی یوم تبیضّ وجوهٌ و تسودّ وجوهٌ: إنّ ما کان لی من
مال بیَنْبُع یعرف لی فیها و ما حولها صدقة و رقیقها، غیر أنّ رباحا و أبا نیزر و جبیرا عتقاء
لیس لأحد علیهم سبیل فهم موالیّ یعملون فی المال خمس حجج و فیه نفقتهم و رزقهم و
أرزاق أهالیهم .

و مع ذلک ما کان لی بوادی القرى(2) کلّه من مال، لبنی فاطمة و رقیقها صدقة. و ما
کان لی بدیمة(3) و أهلها صدقة، غیر أنّ زریقا له مثل ما کتبت لأصحابه(4). و ما کان لی

(1) الکافی 7: 31 / 10، التهذیب 9: 153 / 626، الاستبصار 4: 106، وسائل الشّیعة 19: 206 /
24436.

(2) الکافی 7: 32 / 13، التهذیب 9: 154 / 629، الاستبصار 4: 111، وسائل الشّیعة 19: 229 /
24476.

(3) منخفض فی الحجاز على الطریق التجاریّة القدیمة إلى الشّام و هو بین تیماء و خیبر فیه قرى کثیرة و
بها سمّی وادی القرى .

(4) کذا فی الکافی، فی التهذیب: بدعة، فی الدعائم: ببرقة، و فی نسختین منه: برعة، فی تاریخ المدینة:
ترعة، ثمّ قال محقّقه: واد یلقى اضم من القبلة، أقول: دیمة قصبة قرب طبنا فی مصر لا فی أطراف المدینة،
نعم قال یاقوت: ریمة بوزن دیمة واد لبنی شیبة قرب المدینة بأعلاه نخل لهم، فی تاریخ المدینة: و لعلیّ
بناحیة فدک واد بین لابتی حرّة یدعى «رعیة» .

(328) مسند الفضل بن شاذان

بأذینة(1) و أهلها صدقة، و الفقیرین(2) کما قد علمتم صدقة فی سبیل اللّه‏، و إنّ الّذی کتبت
من أموالی هذه صدقة واجبة بتلة(3) حیّا أنا أو میّتا ینفق فی کلّ نفقة یبتغى بها وجه اللّه‏ فی
سبیل اللّه‏ و وجهه و ذوی الرّحم من بنی هاشم و بنی المطّلب و القریب و البعید ، فإنّه یقوم
على ذلک الحسن بن علی یأکل منه بالمعروف و ینفقه حیث یراه اللّه‏ عزّوجلّ فی حلّ محلّل
لا حرج علیه فیه ، فإن أراد أن یبیع نصیبا من المال فیقضی به الدّین فلیفعل إن شاء و لا
حرج علیه فیه ، و إن شاء جعله سری الملک(4) و إنّ ولد علی و موالیهم و أموالهم إلى الحسن
بن علی، و إن کانت دار الحسن بن علی غیر دار الصّدقة فبدا له أن یبیعها فلیبع إن شاء لا
حرج علیه فیه، و إن باع فإنّه یقسّم ثمنها ثلاثة أثلاث فیجعل ثلثا فی سبیل اللّه‏، و ثلثا فی بنی
هاشم و بنی المطّلب، و یجعل الثّلث فی آل أبی طالب ، و إنّه یضعه فیهم حیث یراه اللّه‏.

و إن حدث بحسن حدث و حسین حیّ فإنّه إلى الحسین بن علی و إنّ حسینا یفعل
فیه مثل الّذی أمرت به حسنا، له مثل الّذی کتبت للحسن و علیه مثل الّذی على الحسن ، و
إنّ لبنی (ابنی) فاطمة من صدقة علی مثل الّذی لبنی علی، و إنّی إنّما جعلت الّذی جعلت
لابنی فاطمة ابتغاء وجه اللّه‏ عزّوجلّ و تکریم حرمة رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و تعظیمهما و
تشریفهما و رضاهما .

و إن حدث بحسن و حسین حدث فإنّ الآخر منهما ینظر بنی علی ، فإن وجد فیهم
من یرضى بهداه و إسلامه و أمانته فإنّه یجعله إلیه إن شاء ، و إن لم یرَ فیهم بعض الّذی یریده

(1) فی التّهذیب: غیر أنّ رقیقها لهم مثل ما کتبت لأصحابهم.

(2) قال الحموی فی معجم البلدان 1: 212: أرینة بالضم ثمّ الفتح و یاء ساکنة و نون و هاء من نواحی
المدینة، و قال فی موضع آخر منه 2: 6: تیتد ثالثه مثل أوله مفتوح و دال مهملة: اسم واد من أودیة القبلیة
و هو المعروف بأذینة و فیه عرض و فیه النخل من دقّة رسول اللّه‏ «ص» . و ضبطها بعض: بأذنیة، و بعض
آخر: الادبیة .

(3) الفقیرین بلفظ المثنى اسم موضعین قرب بنی قریضة من نواحی المدینة ، فی وفاء الوفاء 2: 155 إنّ من
صدقات علیّ الفقیرین مثنّى فقیر و أهل المدینة الیوم ینطقون به مفردا تصغیرا لفقیر ضدّ الغنی و هو اسم
الحدیقة بالعالیة قرب بنی قریظة و کان الفقیر لعمر بن سعد و صار لعلیّ بن أبی طالب. أقول: روى العامة
أنّ رسول اللّه‏ «ص» أقطع علیّا «ع» أربع أرضین: الفقیرین و بئر قیس و الشجرة .

(4) صدقة بتْلة: منقطعة لاتردّ و لاتورث .

(5) کذا فی الکافی، و فی التهذیب: شراء، و لعلّه کان شروى بمعنى مثل . و فی تاریخ المدینة: و إن شاء
جعله یسیر إلى ملک .

مسند الفضل بن شاذان (329)

فإنّه یجعله إلى رجل من آل أبی طالب یرضى به ، فإن وجد آل أبی طالب قد ذهب کبراؤهم
و ذووا آرائهم فإنّه یجعله إلى رجل یرضاه من بنی هاشم، و إنّه یشترط على الّذی یجعله إلیه
أن یترک المال على اُصوله و ینفق ثمره حیث أمرته به من سبیل اللّه‏ و وجهه و ذوی الرّحم
من بنی هاشم و بنی المطّلب و القریب و البعید، لا یباع منه شیء و لا یوهب و لا یورث .

و إنّ مال محمّد بن علی على ناحیته و هو إلى ابنی فاطمة، و إنّ رقیقی الذّین فی
صحیفة صغیرة الّتی کتبت لی(1) عتقاء، هذا ما قضى به علیّ بن أبی طالب فی أمواله هذه الغد
من یوم قدم مسکن(2) ابتغاء وجه اللّه‏ و الدّار الآخرة و اللّه‏ المستعان على کلّ حال، و لا یحلّ
لامرى‏ء مسلم یؤمن باللّه‏ و الیوم الآخر أن یقول فی شیء قضیته من مالی و لا یخالف فیه
أمری من قریب أو بعید.

أمّا بعد، فإنّ ولائدی اللائی أطوف علیهنّ السّبعة عشر، منهنّ اُمّهات أولاد معهنّ
أولادهنّ، و منهنّ حبالى، و منهنّ من لا ولد له، فقضای فیهنّ إن حدث بی حدث أنّه من کان
منهنّ لیس لها ولد و لیست بحبلى فهی عتیق لوجه اللّه‏ عزّوجلّ لیس لأحد علیهنّ سبیل، و
من کان منهنّ لها ولد أو حبلى فتمسک على ولدها و هی من حظّه(3) فإن مات ولدها و هی
حیّة فهی عتیق لیس لأحد علیها سبیل .

هذا ما قضى به علیّ فی ماله الغد من یوم قدم مسکن، شهد أبو شمر بن أبرهة(4)، و
صعصعة بن صوحان، و یزید بن قیس، و هیاج بن أبی هیاج، و کتب علیّ بن أبی طالب بیده
لعشر خلون من جمادى الاُولى سنة سبع(5) و ثلاثین(6) .

و کانت الوصیّة الاُخرى :

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

(1) لا یوجد فی التهذیب: لی.

(2) مسکن بکسر الکاف: موضع بالکوفة على شاطى‏ء الفرات .

(3) فی بعض النّسخ: فی حصّته .

(4) فی الکافی أبوسمر بن برهة، والصحیح ما أثبتناه .

(5) فی التهذیب و تاریخ المدینة و المصنّف: تسع .

(6) الکافی 7: 49، التهذیب 9: 146، الدعائم 2: 341، المصنّف للصنعانی 10: 375، تاریخ المدینة لابن
شبة 1: 225، بحار الأنوار 41: 40، أیضا 42: 72، الوسائل 19: 204 / 24427، المستدرک 14: 52.

(330) مسند الفضل بن شاذان

هذا ما أوصى به علیّ بن أبی طالب، أوصى أنّه یشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شریک
له و أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دین الحقّ لیظهره على الدّین کلّه و لو کره
المشرکون، صلّى اللّه‏ علیه و آله، ثمّ إنّ صلاتی و نسکی و محیای و مماتی للّه‏ ربّ العالمین لا
شریک له و بذلک اُمرت و أنا من المسلمین.

ثمّ إنّی اُوصیک یا حسن و جمیع أهل بیتی و ولدی و من بلغه کتابی بتقوى اللّه‏ ربّکم و
لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل اللّه‏ جمیعا و لا تفرّقوا فإنّی سمعت رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یقول: صلاح ذات البین أفضل من عامّة الصّلاة و الصّیام، و أنّ المُبیرة الحالقة(1)
للدّین فساد ذات البین و لا قوّة إلاّ باللّه‏ العلیّ العظیم ، انظروا ذوی أرحامکم فصلوهم یهون
اللّه‏ علیکم الحساب .

اللّه‏ اللّه‏ فی الأیتام فلا تغبّوا أفواههم و لا یضیعوا بحضرتکم فقد سمعت رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یقول : من عال یتیما حتّى یستغنی أوجب اللّه‏ عزّوجلّ له بذلک الجنّة کما أوجب
لأکل مال الیتیم النّار .

اللّه‏ اللّه‏ فی القرآن فلا یسبقکم العمل به أحد غیرکم .

اللّه‏ اللّه‏ فی جیرانکم فإنّ النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم أوصى بهم و مازال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یوصی بهم
حتّى ظننّا أنّه سیورّثهم .

اللّه‏ اللّه‏ فی بیت ربّکم فلا یخلو منکم ما بقیتم فإنّه إن ترک لم تناظروا و أدنى ما یرجع
به من أمّه(2) أن یغفر له ما سلف .

اللّه‏ اللّه‏ فی الصّلاة فإنّها خیر العمل، إنّها عمود دینکم .

اللّه‏ اللّه‏ فی الزّکاة فإنّها تطفى‏ء غضب ربّکم .

اللّه‏ اللّه‏ فی شهر رمضان فإنّ صیامه جُنّة من النّار .

اللّه‏ اللّه‏ فی الفقراء و المساکین فشارکوهم فی معایشکم .

اللّه‏ اللّه‏ فی الجهاد بأموالکم و أنفسکم و ألسنتکم فإنّما یجاهد رجلان: إمام هدى أو

(1) المبیرة: المهلکة. قال ابن الأثیر: الحالقة: الخصلة الّتی من شأنها أن تحلق أی تهلک و تستأصل الدّین
کما تستأصل الموسی الشّعر، و قیل: هی قطیعة الرّحم و التّظالم.

(2) أمّه: قصده.

مسند الفضل بن شاذان (331)

مطیع له مقتد بهداه .

اللّه‏ اللّه‏ فی ذریّة نبیّکم فلا یظلمنّ بحضرتکم و بین ظهرانیکم و أنتم تقدرون على
الدّفع عنهم .

اللّه‏ اللّه‏ فی أصحاب نبیّکم الّذین لم یحدثوا حدثا و لم یؤووا محدثا فإنّ رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أوصى بهم، و لعن المحدث منهم و من غیرهم و المؤوی للمحدث .

اللّه‏ اللّه‏ فی النّساء و فیما ملکت أیمانکم فإنّ آخر ما تکلّم به نبیّکم صلّی الله علیه و آله وسلّم أن قال:
اُوصیکم بالضّعیفین: النّساء و ما ملکت أیمانکم .

الصّلاة الصّلاة الصّلاة، لا تخافوا فی اللّه‏ لومة لائم ، یکفکم اللّه‏ من آذاکم و بغى
علیکم، قولوا للنّاس حسنا کما أمرکم اللّه‏ عزّوجلّ ، و لا تترکوا الأمر بالمعروف و النّهی عن
المنکر فیولّی اللّه‏ أمرکم شرارکم ثمّ تدعون فلا یستجاب لکم علیهم ، و علیکم یا بنیّ
بالتّواصل و التّباذل و التّبارّ و إیّاکم و التّقاطع و التّدابر و التّفرّق ، و تعاونوا على البرّ و التّقوى
و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتّقوا اللّه‏ إنّ اللّه‏ شدید العقاب ، حفظکم اللّه‏ من أهل بیت و
حفظ فیکم نبیّکم ، أستودعکم اللّه‏ و أقرأ علیکم السّلام و رحمة اللّه‏ و برکاته .

ثمّ لم یزل یقول : لا إله إلاّ اللّه‏ ، لا إله إلاّ اللّه‏ حتّى قبض صلوات اللّه‏ علیه و رحمته فی
ثالث لیال من العشر الأواخر لیلة ثلاث و عشرین(1) من شهر رمضان لیلة الجمعة سنة أربعین
من الهجرة، و کان ضرب لیلة إحدى و عشرین من شهر رمضان(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ؛ و
محمّد بن إسماعیل عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ؛ و علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن
صفوان ؛ و محمّد بن یحیى ، عن محمّد بن الحسین ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان
بن الحجّاج إنّ أبا الحسن موسى علیه السلام بعث إلیه بوصیّة أبیه و بصدقته مع أبی إسماعیل
مصادف:

(1) ما اشتمل الخبر من تاریخ شهادته «ع» مخالف لسائر الأخبار و لما هو المشهور بین الخاصّة و العامّة و
لعلّه اشتباه من الرّواة. (مرآة)

(2) الکافی 7: 51، الفقیه 4: 189، نهج البلاغة: 76 خ47، کتاب سلیم بن قیس: 445، روضة الواعظین:
136، معجم الکبیر للطبرانی 1: 101، تاریخ الطبری 4: 113، البدایة والنهایة 7: 362، مجمع الزوائد
للهیثمی 9: 143، بحار الأنوار 42: 248 .

(332) مسند الفضل بن شاذان

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

هذا ما عهد جعفر بن محمّد و هو یشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شریک له، له الملک و
له الحمد یحیی و یمیت بیده الخیر و هو على کلّ شیء قدیر، و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أنّ
السّاعة آتیة لا ریب فیها و أنّ اللّه‏ یبعث من فی القبور، على ذلک نحیى و علیه نموت و علیه
نبعث حیّا إن شاء اللّه‏ .

و عهد إلى ولده ألاّ یموتوا إلاّ و هم مسلمون، و أن یتّقوا اللّه‏ و یصلحوا ذات بینهم ما
استطاعوا فإنّهم لن یزالوا بخیر ما فعلوا ذلک و إن کان دین یدان به(1) و عهد إن حدث به
حدث و لم یغیّر عهده هذا و هو أولى بتغییره ما أبقاه اللّه‏ لفلان کذا و کذا و لفلان کذا و کذا و
لفلان کذا و فلان حرّ و جعل عهده إلى فلان .

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

هذا ما تصدّق به موسى بن جعفر بأرض بمکان کذا و کذا و حدّ الأرض کذا و کذا کلّها
و نخلها و أرضها و بیاضها و مائها و أرجائها و حقوقها و شربها من الماء و کلّ حقّ قلیل أو
کثیر هو لها فی مرفع أو مظهر أو مغیض أو مرفق أو ساحة أو شعبة أو مشعب أو مسیل أو عامر
أو غامر(2) تصدّق بجمیع حقّه من ذلک على ولده من صلبه الرّجال و النّساء ، یقسّم والیها ما
أخرج اللّه‏ عزّوجلّ من غلّتها بعد الّذی یکفیها من عمارتها و مرافقها و بعد ثلاثین عذقا یقسّم
فی مساکین أهل القریة بین ولد موسى للذّکر مثل حظّ الاُنثیین، فإن تزوّجت امرأة من ولد
موسى فلا حقّ لها فی هذه الصّدقة حتّى ترجع إلیها بغیر زوج فإن رجعت کان لها مثل حظّ
الّتی لم تتزوّج من بنات موسى، و أنّ من توفّی من ولد موسى و له ولد فولده على سهم أبیه
للذّکر مثل حظّ الاُنثیین على مثل ما شرط موسى بن جعفر فی ولده من صلبه و أنّ من توفّی
من ولد موسى و لم یترک ولدا ردّ حقّه على أهل الصّدقة ، و أن لیس لولد بناتی فی صدقتی
هذه حقّ إلاّ أن یکون آباؤهم من ولدی و أنّه لیس لأحد حقّ فی صدقتی مع ولدی أو ولد

(1) کذا فی النّسخ.

(2) المظهر: ما ارتفع من الأرض، و المرفع: موضع البیدر، و المفیض: مجتمع الماء و مصبّه، و المرفق:
المتوضّأ و المطبخ و نحو ذلک، و الشّعبه: المسیل فی الرّمل و ما صغر من التّلعة و ما عظم من سواقی
الأودیة، و المشعب کمنبر: الطّریق، و الغامر: الخراب. و قال العلاّمة المجلسی: یمکن أن یکون المراد
بالمشعب المقسم .

مسند الفضل بن شاذان (333)

ولدی و أعقابهم ما بقی منهم أحد، و إذا انقرضوا و لم یبق منهم أحد فصدقتی على ولد أبی
من اُمّی ما بقی أحد منهم على ما شرطته بین ولدی و عقبی، فإن انقرض ولد أبی من اُمّی
فصدقتی على ولد أبی و أعقابهم ما بقی منهم أحد على مثل ما شرطت بین ولدی و عقبی،
فإذا انقرض من ولد أبی و لم یبق منهم أحد فصدقتی على الأوّل فالأوّل حتّى یرثها اللّه‏ الّذی
ورثها و هو خیر الوارثین.

تصدّق موسى بن جعفر بصدقته هذه ـ و هو صحیح ـ صدقة حبسا بتلاً بتّا، لا مشوبة
فیها و لا ردّ أبدا، ابتغاء وجه اللّه‏ عزّوجلّ و الدّار الآخرة ، لا یحلّ لمؤمن یؤمن باللّه‏ و الیوم
الآخر أن یبیعها أو شیئا منها و لا یهبها و لا ینحلها و لا یغیّر شیئا منها ممّا وضعته علیها حتّى
یرث اللّه‏ الأرض و ما علیها.

و جعل صدقته هذه إلى علیّ و إبراهیم فإن انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقی
منهما ، فإن انقرض أحدهما دخل إسماعیل مع الباقی منهما ، فإن انقرض أحدهما دخل
العبّاس مع الباقی منهما ، فإن انقرض أحدهما فالأکبر من ولدی ، فإن لم یبق من ولدی إلاّ
واحد فهو الّذی یلیه ، و زعم أبو الحسن أنّ أباه قدّم إسماعیل فی صدقته على العبّاس و هو
أصغر منه(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن جمیل بن صالح، عن هشام بن أحمر ؛ و علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید جمیعا، عن
سالمة مولاة أبی عبداللّه‏ علیه السلام قالت: کنت عند أبی عبداللّه‏ علیه السلام حین حضرته الوفاة فاُغمی
علیه فلمّا أفاق قال: اُعطوا الحسن بن علیّ بن الحسین و هو الأفطس سبعین دینارا، و اُعطوا
فلانا کذا و کذا، و فلانا کذا و کذا، فقلت: أتعطی رجلاً حمل علیک بالشّفرة؟ فقال: ویحک أما
تقرئین القرآن؟ قلت: بلى، قال: أما سمعت قول اللّه‏ عزّوجلّ: «اَلَّذِینَ یَصِلُونَ ما أمَرَ اللّه‏ُ بِهِ
أنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَونَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ»(2) .

قال ابن محبوب فی حدیثه: حمل علیک بالشّفرة یرید أن یقتلک.

(1) الکافی 7: 53 / 8، التهذیب 9: 149 / 610، و رواه الصدوق فی الفقیه 4: 184 / 647، و العلل 1:
37، وسائل الشیعة 19: 204 / 24427 .

(2) سورة الرّعد(13): 21.

(334) مسند الفضل بن شاذان

فقال أتریدین على أن لا أکون من الّذین قال اللّه‏ تبارک و تعالى: «اَلَّذِینَ یَصِلُونَ ما
أمَرَ اللّه‏ُ بِهِ أنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَونَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ»؟ نعم یا سالمة إنّ اللّه‏ خلق
الجنّة و طیّبها و طیّب ریحها و أنّ ریحها لتوجد من مسیرة ألفی عام و لا یجد ریحها عاقّ و
لا قاطع رحم(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان، عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال:
سألت أبا الحسن علیه السلام عمّا یقول النّاس فی الوصیّة بالثّلث و الرّبع عند موته أشیء صحیح
معروف أم کیف صنع أبوک؟ فقال: الثّلث ذلک الأمر الّذی صنع أبی رحمه اللّه‏(2) .

باب
ما یلحق المیّت بعد موته

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن
ابن مسکان ، عن محمّد الحلبی ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: لیس یتبع الرّجل بعد موته من
الأجر إلاّ ثلاث خصال: صدقة أجراها فی حیاته فهی تجری بعد موته، و صدقة مبتولة لا
تورث، أو سنّة هدى یعمل بها بعده، أو ولد صالح یستغفر له(3) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : ما یلحق الرّجل بعد موته ؟ فقال :
سنّة سنّها یعمل بها بعد موته فیکون له مثل أجر من عمل بها من غیر أن ینتقص من اُجورهم
شیء ، و الصّدقة الجاریة تجری من بعده ، و الولد الصّالح یدعو لوالدیه بعد موتهما و یحجّ و
یتصدّق عنهما و یعتق و یصوم و یصلّی عنهما، فقلت : أشرکهما فی حجّى؟ قال: نعم(4).

باب النّوادر

(1) الکافی 7: 55 / 10، تفسیر العیّاشی 2: 209، وسائل الشّیعة 19: 417 / 24871 .

(2) الکافی 7: 55 / 11، وسائل الشّیعة 19: 272 / 24572 .

(3) الکافی 7: 56 / ذیل2، وسائل الشّیعة 19: 172 / 24378 .

(4) الکافی 7: 57 / 4، وسائل الشیعة 2: 444 / 2603 .

مسند الفضل بن شاذان (335)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج، عن أبی الحسن علیه السلام قال:
سألته عن رجل کان غارما فهلک فاُخذ بعض ولده بما کان علیه فغرموا غرما عن أبیهم
فانطلقوا إلى داره فابتاعوها و معهم ورثة غیرهم نساء و رجال لم یطلقوا البیع و لم
یستأمروهم فیه، فهل علیهم فی ذلک شیء؟ فقال: إذا کان إنّما أصاب الدّار من عمله ذلک
فإنّما غرموا فی ذلک العمل فهو علیهم جمیعا(1) .

(1) الکافی 7: 65 / 28، وسائل الشّیعة 19: 331 / 24711 .

(336) مسند الفضل بن شاذان

«کتاب المواریث»

باب
فی إبطال العول

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن
یحیى ، عن علیّ بن عبداللّه‏ ، عن یعقوب بن إبراهیم بن سعد قال : حدّثنی أبی، عن محمّد بن
إسحاق قال : حدّثنی الزّهری ، عن عبیداللّه‏ بن عبداللّه‏ بن عتبه قال : جالست ابن عبّاس
فعرض ذکر الفرائض فی المواریث، فقال ابن عبّاس : سبحان اللّه‏ العظیم أترون أنّ الّذی
أحصى رمل عالج(1) عددا جعل فی مال نصفا و نصفا و ثلثا(2) فهذان النّصفان قد ذهبا بالمال
فأین موضع الثّلث؟

فقال له زفر بن أوس البصری: یا ابن عبّاس، فمن أوّل من أعال الفرائض؟ فقال: عمر
بن الخطّاب لمّا التفّت عنده الفرائض و دفع بعضها بعضا قال: واللّه‏ ما أدری أیّکم قدّم اللّه‏ و
أیّکم أخّر و ما أجد شیئا هو أوسع من أن اُقسّم علیکم هذا المال بالحصیص، فأدخل على
کلّ ذی حقّ ما دخل علیه من عول الفریضة، و أیم اللّه‏ أن لو قدّم من قدّم اللّه‏ و أخّر من أخّر اللّه‏
ما عالت فریضة.

فقال له زفر بن أوس: و أیّها قدّم و أیّها أخّر؟ فقال: کلّ فریضة لم یهبطها(3) اللّه‏ عزّوجلّ

(1) عالج : اسم موضع فیه رمل کثیر.

(2) قال العلاّمة المجلسی: مثال ذلک أنّه إن ماتت امرأة و ترکت زوجا و إخوتها لاُمّها و اُختها لأبیها فإنّ
للزّوج النّصف ثلاثة أسهم و للإخوة من الاُمّ الثّلث سهمین و للاُخت من الأب أیضا عندهم النّصف ثلاثة
أسهم یصیر من ستّة تعول إلى الثّمانیة ، و یحتجّون لذلک بقوله تعالى «و له اُخت فلها نصف ما ترک» و
عندنا للاُخت من الأب السّدس .

(3) هذا لا یجری فی کلالة الاُمّ کما لا یخفى.

(337)

عن فریضة إلاّ إلى فریضة فهذا ما قدّم اللّه‏، و أمّا ما أخّر اللّه‏ فکلّ فریضة إذا زالت عن فرضها و
لم یکن لها إلاّ ما بقی فتلک الّتی أخّر اللّه‏، و أمّا الّتی قدّم فالزّوج له النّصف فإذا دخل علیه ما
یزیله عنه رجع إلى الرّبع و لا یزیله عنه شیء. و الزّوجة لها الرّبع فإذا زالت عنه صارت إلى
الّثمن لا یزیلها عنه شیء. و الاُمّ لها الثّلث فإذا زالت عنه صارت إلى السّدس و لا یزیلها عنه
شیء، فهذه الفرائض الّتی قدّم اللّه‏ عزّوجلّ.

و أمّا الّتی أخّر اللّه‏، ففریضة البنات و الأخوات لها النّصف و الثّلثان(1) فإذا زالتهنّ
الفرائض عن ذلک لم یکن لها إلاّ ما بقی، فتلک الّتی أخّر اللّه‏، فإذا اجتمع ما قدّم اللّه‏ و ما أخّر
بدأ بما قدّم اللّه‏ فاُعطی حقّه کاملاً، فإن بقی شیء کان لمن أخّر اللّه‏ فإن لم یبق شیء فلا شیء
له.

فقال له زفر بن أوس: ما منعک أن تشیر بهذا الرّأی على عمر؟ فقال: هیبته، فقال
الزّهری: واللّه‏ لو لا أنّه تقدّمه إمام عدل کان أمره على الورع فأمضى أمرا فمضى ما اختلف
على ابن عبّاس فی العلم اثنان(2) .

قال الفضل : و روى عبداللّه‏ بن الولید العدنی(3) صاحب سفیان ، قال : حدّثنی أبو
القاسم الکوفی صاحب أبی یوسف، عن أبی یوسف(4)، قال : حدّثنا لیث بن أبی سلیم(5)، عن
أبی عمرو العبدی(6)، عن علیّ بن أبی طالب علیه السلام أنّه کان یقول : الفرائض من ستّة أسهم(7):

(1) فی الفقیه: لها النّصف إن کانت واحدة، و إن کانت اثنتین أو أکثر فالثلثان.

(2) الکافی 7: 79 / 3، الفقیه 4: 256 / 5602، علل الشّرایع 2: 568، التهذیب 9: 248 / 6، وسائل
الشّیعة 26: 78 / 32530 ، راجع مستدرک الحاکم 4: 340، سنن البیهقی 6: 253، أحکام القرآن
للجصّاص 2: 109، کنز العمّال 6: 7.

(3) عبداللّه‏ بن الولید العدنی أبو محمّد من أهل الیمن سکن مکّة روى عن سفیان الثوری و إبراهیم بن
طهمان، روى عنه أحمد بن حنبل و سعید بن عبد الرّحمان المخزومی، قال أحمد: حدیثه صحیح.

(4) لایوجد فی العلل: عن أبی یوسف.

(5) فی الفقیه: لیث بن سلیمان و فی التهذیب: بن أبی سلیمان تصحیف.

(6) أبو عمرو العبدی الأجدع روى عن علیّ «ع» روى عنه لیث بن أبی سلیم (الجرح و التعدیل 9: 409).

(7) یعنی السّهام المذکورة فی الکتاب لیست إلاّ ستّة و هی: الثّلثان و النّصف و الثّلث و الرّبع و السّدس و
الثّمن، فلیست فیها: السّبع و التّسع و العشر اللاّزمة على القول بالعول، فالثّلثان: هو فرض البنتین فصاعدا
و الاُختین فصاعدا لأب و اُمّ أو لأب مع فقد الإخوة. و النّصف: هو فرض البنت الواحدة و الاُخت
الواحدة لأب و اُمّ أو لأب مع فقد الإخوة، و الزّوج مع عدم الولد و إن نزل. و الثّلث: هو فرض الاُمّ مع عدم
من یحجبها، و فرض الزّائد على الواحد من ولد الاُمّ. و الرّبع: هو فرض الزّوج مع الولد و إن نزل، و
الزّوجة فأزید مع فقد الولد. و السّدس: هو فرض الأب مع وجود الولد و إن نزل، و الاُمّ المحجوبة، و
الواحد من ولد الاُمّ و إن نزل. و الثّمن: هو فرض الزّوجة فأزید مع وجود الولد. و هی اُصول الفرائض، ثمّ
ینقسم کلّ فریضة على سهام بعدد الورّاث و اختلافهم فی الإرث إلى ما لا یحصى و هذا معنى ما مرّ أو
یأتی من أنّها ربّما تزید على المائة فأمّا قولهم : إنّها لاتجوز ستّة فمعناه أنّها و إن زادت و زادت فلا تزید
اُصولها على ستّة و هذا المعنى مصرّح به فی حدیث البجلی عن بکیر.

(338) مسند الفضل بن شاذان

الثّلثان أربعة أسهم، و النّصف ثلاثة أسهم، و الثّلث سهمان، و الرّبع سهم و نصف،(1) و الّثمن
ثلاثة أرباع سهم .

و لا یرث مع الولد إلاّ الأبوان و الزّوج و المرأة ، و لا یحجب الاُمّ من الثّلث إلاّ الولد و
الإخوة، و لا یزاد الزّوج على النّصف و لا ینقص من الرّبع، و لا تزاد المرأة على الرّبع و لا
تنقص من الّثمن و إن کنّ أربعا أو دون ذلک فهنّ فیه سواء، و لا یزاد الإخوة من الاُمّ على
الثّلث و لا ینقصون من السّدس و هم فیه سواء الذّکر و الاُنثى و لا یحجبهم عن الثّلث إلاّ
الولد و الوالد ، و الدّیة تقسّم على من أحرز المیراث .

قال الفضل: و هذا حدیث صحیح على موافقة الکتاب و فیه دلیل أنّه لا یرث الإخوة
و الأخوات مع الولد شیئا، و لا یرث الجدّ مع الولد شیئا، و فیه دلیل على أنّ الاُمّ تحجب
الإخوة عن المیراث .

فإن قال قائل: إنّما قال والد و لم یقل والدین و لا قال والدة، قیل له: هذا جائز کما
یقال ولد یدخل فیه الذّکر و الاُنثى، و قد تسمّى الاُمّ والدا إذا جمعتها مع الأب کما تسمّى أبا
إذا اجتمعت مع الأب ، لقول اللّه‏ تعالى: «وَ لاِءبَوَیْهِ لِکُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ»(2) فأحد
الأبوین هی الاُمّ ، و قد سمّاها اللّه‏ عزّوجلّ أبا حین جمعها مع الأب و کذلک قال: «اَلْوَصِیَّةُ
لِلْوالِدَیْنِ وَ الأَقْرَبِینَ»(3) واحد الوالدین هی الاُمّ ، و قد سمّاها اللّه‏ والدا کما سمّاها أبا ، و
هذا واضح بیّن ، و الحمد للّه‏(4) .

باب آخر

(1) سقط من هنا ذکر السّدس.

(2) سورة النّساء(4): 10.

(3) سورة البقرة(2): 180.

(4) الفقیه 4: 257 / 5603، علل الشرایع 2: 569، التهذیب 9: 249 / 964، وسائل الشّیعة 26: 79و80
/ 32530، و 196 / 32808، بحار الأنوار 104: 332 .

مسند الفضل بن شاذان (339)

فی إبطال العول و أنّ السّهام لا تزید على ستّة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن اُذینة ، عن محمّد بن مسلم ، و الفضیل بن
یسار ، و برید العجلی ، و زرارة بن أعین ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : السّهام لا تعول(1) و لا
تکون أکثر من ستّة(2) .

باب
ما یرث الکبیر من الولد دون غیره

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ بن عبداللّه‏، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا مات الرّجل فللأکبر من ولده سیفه و
مصحفه و خاتمه و درعه(3) .

باب
میراث ولد الولد

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن
عبد الرّحمان بن الحجّاج، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : بنات الابنة یقمن مقام الابنة إذا لم تکن
للمیّت بنات و لا وارث غیرهنّ، و بنات الابن یقمن مقام الابن إذا لم یکن للمیّت ولد و لا
وارث غیرهنّ(4) .

قال الفضل: و ولد الولد أبدا یقومون مقام الولد إذا لم یکن ولد الصّلب [و [لا یرث

(1) لا تعول: لا تزید و لا ترتفع. تقدّم تفصیله فی الباب السابق.

(2) الکافی 7: 80 / 1، وسائل الشّیعة 26: 72 / 32510 .

(3) الکافی 7: 86 / 3، التهذیب 9: 275 / 996، الاستبصار 4: 144، وسائل الشّیعة 26: 97 / 32568 .

(4) الکافی 7: 88 / 4، التهذیب 9: 316 / 1136، الاستبصار 4: 166، وسائل الشّیعة 26: 111و112 /
32604.

(340) مسند الفضل بن شاذان

معهم إلاّ الولدان و الزّوج و الزّوجة.

فإن ترک ابن ابن و ابنة ابن فالمال بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

فإن ترک ابن ابن و ابن ابنة فلابن الابن الثّلثان و لابن الابنة الثّلث.

و إن ترک ابنة ابن و ابن ابنة فلابنة الابن الثّلثان نصیب الابن و لابن البنت الثّلث
نصیب الابنة .

و إن ترک ابنة ابن و ابنة ابنة فلابنة الابن الثّلثان و لابنة الابنة الثّلث فالحکم فی ذلک و
المیراث فیه کالحکم فی البنین و البنات من الصّلب ، یکون لولد الابن الثّلثان و لولد البنات
الثّلث .

فإن ترک ثلاث بنین أو بنات ابن بعضهم أسفل من بعض فالمال للأعلى و لیس لمن
دونه شیء لأنّه أقرب ببطن ، و کذلک لو کانوا کلّهم بنات فکان أسفل منهنّ ببطن غلام فالمال
کلّه لمن هو أعلى و لیس لمن سفل شیء لأنّ من هو أقرب ببطن أحقّ بالمال من الأبعد ، مثل
ذلک إن ترک ابن الابنة و ابن ابنة ابن فالمال کلّه لابن الابنة لأنّه أقرب ببطن .

و کذلک إن ترک ابنة ابنة و ابن ابنة ابن فالمال کلّه لابنة الابنة لأنّها أقرب ببطن.

و کذلک إن ترک ابنة ابن ابنة و ابن ابن ابن ابن فالمال کلّه لابنة ابن الابنة لأنّها أقرب
ببطن .

و کذلک إن ترک ابن ابنة و بنت ابنة و امرأة و عصبة فللمرأة الّثمن و ما بقی فبین بنت
الابنة و ابن الابنة للذّکر مثل حظّ الاُنثیین یقسّم المال على أربعة و عشرین سهما، للمرأة
الّثمن ثلاثة أسهم، و لابنة الابنة سبعة أسهم، و لابن الابنة أربعة عشر سهما.

و إن ترک زوجا و بنت ابنة و ابن ابنة فللزّوج الرّبع، و ما بقی فبین ابنة الابنة و ابن
الابنة للذّکر مثل حظّ الاُنثیین و هی من أربعة أسهم فللزّوج سهم و لابن الابنة سهمان و لابنة
الابنة سهم.

و إن ترک ابن ابنة و ابن ابن و زوجا فللزّوج الرّبع و ما بقی فبین ابن الابنة و ابن الابن،
و لابن الابنة نصیب الابنة و هو الثّلث، و لابن الابن نصیب الابن و هو الثّلثان و هی أیضا من
أربعة أسهم.

و إن ترک زوجا و ابنة ابنة فللزّوج الرّبع و ما بقی فلابنة الابنة.

مسند الفضل بن شاذان (341)

و إن ترک ابنة ابنة و أبوین فللأبوین السّدسان، و لابنة الابنة النّصف، و بقی سهم واحد
مردود علیهم على قدر سهامهم یقسّم المال على خسمة أسهم فللأبوین سهمان و لابنة الابنة
ثلاثة أسهم.

و إن ترک ابن ابنة و أبوین فللأبوین السّدسان و لابن الابنة النّصف، کذلک أیضا یقسّم
المال على خمسة أسهم للأبوین سهمان و لابن الابنة ثلاثة أسهم.

فإن ترک ابنة ابن و أبوین فللأبوین السّدسان و ما بقی فلابنة الابن و هی من ستّة أسهم
للأبوین سهمان و لابنة الابن أربعة أسهم.

قال الفضل: من الدّلیل على خطأ القوم فی میراث ولد البنات أنّهم جعلوا ولد البنات
ولد الرّجل من صلبه فی جمیع الأحکام إلاّ فی المیراث و أجمعوا على ذلک فقالوا : لا تحلّ
حلیلة ابن الابنة للرّجل، و لا حلیلة ابن ابن الابنة لقول اللّه‏ عزّوجلّ: «وَ حَلائِلُ أبْنائِکُمُ
الَّذِینَ مِنْ أصْلابِکُمْ»(1) فإذا کان ابن الابنة ابن الرّجل لصلبه فی هذا الموضع لِمَ لا یکون
فی المیراث ابنه.

و کذلک قالوا: لو أنّ رجلاً طلّق امرأة له قبل أن یدخل بها لم تحلّ تلک المرأة لابن ابنه
لقول اللّه‏ عزّوجلّ: «وَ لا تَنْکِحُوا ما نَکَحَ آباؤُکُمْ مِنَ النِّساءِ»(2) فکیف صار الرّجل هاهنا
أبا ابن ابنته و لا یصیر أباه فی المیراث .

و کذلک قالوا: یحرم على الرّجل أن یتزوّج بامرأة کان تزوّجها ابن ابنته .

و کذلک قالوا: لو شهد لأبی اُمّه بشهادة أو شهد لابن ابنته بشهادة لم تجز شهادته و
أشباه هذه فی أحکامهم کثیرة.

فإذا جاؤوا إلى باب المیراث قالوا: لیس ولد الابنة ولد الرّجل و لا هو له بأب اقتداءا
منهم بالأسلاف و الّذین أرادوا إبطال الحسن و الحسین علیهماالسلام بسبب اُمّهما و اللّه‏ المستعان.

هذا مع ما قد نصّ اللّه‏ فی کتابه بقوله عزّوجلّ: «کُلاًّ هَدَیْنا وَ نُوحا هَدَیْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ
ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ وَ أیُّوبَ» إلى قوله: «وَ عِیسى وَ إلْیاسَ کُلٌّ مِنَ الصّالِحِینَ»(3)
فجعل عیسى من ذرّیّة آدم و من ذرّیّة نوح و هو ابن بنت لأنّه لا أب لعیسى فکیف لا یکون

(1) سورة النّساء(4): 23.

(2) سورة النّساء(4): 22.

(3) سورة الأنعام(6): 84و85.

(342) مسند الفضل بن شاذان

ولد الابنة ولد الرّجل؟ بلى لو أرادوا الانصاف و الحق و باللّه‏ التّوفیق(1).

و قال الفضل بن شاذان فی ابنة و أب: للابنة النّصف و للأب السّدس و ما بقی ردّ
علیهما على قدر أنصبائهما.

و کذلک إن ترک ابنة و اُمّا فللابنة النّصف و للاُمّ السّدس و مابقی ردّ علیهما على قدر
أنصبائهما. و قد قال بعض النّاس: و مابقی فللابنة لأنّها أقرب من الوالدین و غلط فی ذلک کلّه
لأنّ الأبوین یتقرّبان بأنفسهما کما یتقرّب الولد و لیسوا بأقرب من الأبوین، و الصّواب أن یردّ
علیهم ما بقی على قدر أنصبائهم لأنّهم استکملوا سهامهم فکانوا أقرب الأرحام فکان ما بقی
من المال لهم بقرابة الأرحام فیقسّم ذلک بینهم على قدر منازلهم فیکون حکم ما بقی من
المال حکم ما قسّمه اللّه‏ عزّوجلّ بینهم لا یخالف اللّه‏ فی حکمه و لا یتغیّر قسمته .

و إن ترک بنتا و أبوین، فللابنة النّصف و للأبوین السّدسان، و ما بقی ردّ علیهم على
قدر أنصبائهم، لأنّ اللّه‏ عزّوجلّ لم یردّ على أحد دون الآخر و جعل للنّساء نصیبا کما جعل
للرّجال نصیبا و سوّى فی هذه الفریضة بین الأب و الاُمّ .

و إن ترک ابنتین و أبوین، فللابنتین الثّلثان و للأبوین السّدسان .

و إن ترک ثلاث بنات أو أکثر، فللأبوین السّدسان و للبنات الثّلثان .

و إن ترک أبوین و ابنا و بنتا، فللأبوین السّدسان و ما بقی فبین الابن و الابنة للذّکر
مثل حظّ الانثیین(2) .

حمید بن زیاد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن علیّ بن الحسن بن رباط ، عن
عبداللّه‏ بن وضّاح ، عن أبی بصیر ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی امرأة توفّیت و ترکت زوجها و اُمّها
و أباها قال: هی من ستّة أسهم: للزّوج النّصف ثلاثة أسهم، و للاُمّ الثّلث سهمان، و للأب
السّدس سهم .

قال الفضل بن شاذان فی هذه المسألة : و من الدّلیل على أنّ للاُمّ الثّلث من جمیع
المال أنّ جمیع من خالفنا لم یقولوا فی هذه الفریضة للاُمّ السّدس و إنّما قالوا للاُمّ ثلث ما
بقی، و ثلث ما بقی هو السّدس، و لکنّهم لم یستجیزوا أن یخالفوا لفظ الکتاب فأثبتوا لفظ

(1) الکافی 7: 88 / 4.

(2) الکافی 7: 95 / ذیل 3.

مسند الفضل بن شاذان (343)

الکتاب و خالفوا حکمه و ذلک خلاف على اللّه‏ و على کتابه.

و کذلک میراث المرأة مع الأبوین، للمرأة الرّبع، و للاُمّ الثّلث کاملاً، و ما بقی فللأب،
لأنّ اللّه‏ جلّ ذکره قد سمّى فی هذه الفریضة و فی الّتی قبلها للمرأة الرّبع و للزّوج النّصف و
للاُمّ الثّلث و لم یسمّ للأب شیئا و إنّما قال: «وَ وَرِثَهُ أبَواهُ فَلاُِمِّهِ الثُّلُثُ»(1) و کان ما بقی بعد
ذهاب السّهام للأب فإنّما یرث الأب ما بقی(2).

باب الکلالة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال: الکلالة(3) مالم یکن ولد و لا والد(4) .

باب
میراث الإخوة و الأخوات مع الولد

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن جمیل بن درّاج، عن بکیر ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : سأله رجل عن اُختین و زوج؟ فقال :
النّصف و النّصف، فقال الرّجل : أصلحک اللّه‏، قد سمّى اللّه‏ لهما أکثر من هذا لهما الثّلثان، فقال :
ما تقول فی أخ و زوج ؟ فقال : النّصف و النّصف ، فقال : ألیس قد سمّى اللّه‏ المال؟ فقال : «وَ
هُوَ یَرِثُها إنْ لَمْ یَکُنْ لَها وَلَدٌ(5)»(6) .

محمّد بن یعقوب ، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن أحمد بن محمّد بن

(1) سورة النّساء(4): 11.

(2) الکافی 7: 98 / 5.

(3) الکلالة من الکلّ و هو بمعنى الثقل و هو إمّا لأنّهم کلٌّ على الأب فیحجبون الاُمّ عن الزّائد على السّدس و
الأب عن الزّیادة على الرّبع، أو لأنّهم کلٌّ على المیّت لأنّهم یرثونه مع عدم کونهم من الأب .

(4) الکافی 7: 99 / 3، التهذیب 9: 319 / 1147، وسائل الشّیعة 26: 92 / 32557 .

(5) سورة النّساء(4): 176.

(6) الکافی 7: 103 / 6، التهذیب 9: 293 / 1048، وسائل الشّیعة 26: 154 / 32705، و 179 /
32775.

(344) مسند الفضل بن شاذان

أبی نصر، عن جمیل، عن عبد اللّه‏ بن محمّد، عن أبی عبد اللّه‏ علیه السلام قال، قلت له: رجل ترک ابنته
و اُخته لأبیه و اُمّه؟ فقال: المال کلّه لابنته(1) .

قال الفضل: إنّ اللّه‏ عزّوجلّ إنّما جعل للاُخت فریضة إذا لم یکن لها ولد، فقال: «إنِ
امْرَؤٌ هَلَکَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ اُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَکَ»(2) فإذا کان له ولد فلیس لها شیء،
فمن أعطاها فقد خالف اللّه‏ و رسوله، و کذلک ولد الولد ذکورا کانوا أو اُناثا و إن سفلوا فإنّ
الإخوة و الأخوات لا یرثون مع الولد، و کذلک الإخوة و الأخوات لا یرثون مع الوالدین و لا
مع أحدهما .

قال الفضل: و العجب للقوم أنّهم جعلوا للاُخت مع الابنة النّصف و هی أقرب من
الاُخت و أحرى أن تکون على مخالفة الکتاب و لم یجعلوا لابنة الابن مع الابنة نصفا و هی
أقرب من الاُخت و أحرى أن تکون عصبة من الاُخت کما أنّ ابن الابن مع الأخ هو العصبة
دون الأخ و لا یجعلون أیضا لها الثّلث حتّى کأنّها ابنة مع ابنة ابن کما جعلوا للاُخت النّصف
کأنّها أخ مع الابنة فلیس لهم فی أمر الاُخت کتاب و لا سنّة جامعة و لا قیاس و ابنة الابن
کانت أحقّ أن تفضّل على الاُخت من الاُخت أن تفضّل على ابنة الابن إذا کانت ابنة الابن
ابنة المیّت و الاُخت ابنة الاُمّ و اللّه‏ المستعان

قال: و الإخوة و الأخوات من الأب یقومون مقام الإخوة و الأخوات من الأب و الاُمّ
إذا لم یکن إخوة و أخوات لأب و اُمّ، و یرثون کما یرثون و یحجبون کما یحجبون، و هذا
مجمعٌ علیه.

إن مات رجل و ترک أخا لأب و اُمّ فالمال کلّه له، و کذلک إن کانا أخوین أو أکثر من
ذلک، فالمال بینهم بالسّویّة.

و إن ترک اُختا لأب و اُمّ فلها النّصف بالتّسمیة، و الباقی مردود علیها لأنّها أقرب
الأرحام و هی ذات سهم، و کذلک إن ترک اُختین أو أکثر من ذلک فلهنّ الثّلثان بالتّسمیة و
الباقی یردّ علیهنّ بسهام ذوی الأرحام و إن کانوا إخوة و أخوات لأب و اُمّ فالمال بینهم
للذّکر مثل حظّ الاُنثیین و کذلک إخوة و أخوات من الأب یقومون مقام الإخوة و الأخوات
من الأب و الاُمّ إذا لم یکن إخوة و أخوات لأب و اُمّ .

(1) الکافی 7: 104 / 8، وسائل الشّیعة 26: 107 / 32594 .

(2) سورة النّساء(4): 167 .

مسند الفضل بن شاذان (345)

و إن ترک أخا لأب و اُمّ و أخا لأب فالمال کلّه للأخ للأب و الاُمّ و سقط الأخ للأب، و
لا ترث الإخوة من الأب ذکورا کانوا أو اُناثا مع الإخوة للأب و الاُمّ ذکورا کانوا أو اُناثا.

فإن ترک اُختا لأب و اُمّ و اُختا لأب فالمال کلّه للاُخت للأب و الاُمّ .

و إن ترک اُختا لأب و اُمّ، و أخا لأب فالمال کلّه للاُخت للأب و الاُمّ یکون لها النّصف
بالتّسمیة و یکون ما بقی لها و هی أقرب اُولی الأرحام لأنّ النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم قال: أعیان(1) بنی
الأب(2) أحقّ بالمیراث من ولد العلاّت(3)، و هذا مجمعٌ علیه من قوله علیهم‏السلام .

و إن ترک أخا لأب و اُمّ و أخا لاُمّ فللأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فللأخ للأب و الاُمّ و
إنّما تسقط الإخوة من الأب لأنّهم لا یقومون مقام الإخوة من الأب و الاُمّ إذا لم یکن إخوة
لأب و اُمّ کما یقوم الإخوة من الأب مقام الإخوة من الأب و الاُمّ إذا لم یکن إخوة لأب و اُمّ .

و إن ترک إخوة و أخوات لأب و اُمّ، و أخا و اُختا لاُمّ، فللأخ و الاُخت من الاُمّ الثّلث
بینهما بالسّویّة و ما بقی فبین الإخوة و الأخوات للأب و الاُمّ للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

و إن ترک اُختا لأب و اُمّ، و أخا و اُختا لاُمّ، فللأخ و الاُخت للاُمّ الثّلث و للاُخت للأب
و الاُمّ النّصف و ما بقی ردّ علیهما على قدر أنصبائهما.

و إن ترک إخوة لاُمّ، و أخا لأب، فللإخوة من الاُمّ الثّلث الذّکر و الاُنثى فیه سواء و ما
بقی فللأخ للأب.

و إن ترک اُختین لأب و اُمّ و أخا لاُمّ أو اُختا لاُمّ، فللاُختین للأب و الاُمّ الثّلثان و للأخ
أو الاُخت من الاُمّ السّدس و ما بقی ردّ علیهم على قدر أنصبائهم.

و إن ترک اُختا لأب و اُمّ و إخوة لاُمّ و ابن أخ لأب و اُمّ فللإخوة من الاُمّ الثّلث و
للاُخت للأب و الاُمّ النّصف و ما بقی ردّ علیهنّ على قدر أنصبائهنّ و یسقط ابن الأخ للأب و
الاُمّ.

و إن ترک أخا لأب و ابن أخ لأب و اُمّ فالمال کلّه للأخ للأب لأنّه أقرب ببطن و
قرابتهما من جهة واحدة و لا یشبه هذا أخا لاُمّ و ابن أخ لأب لأنّ قرابتهما من جهتین فیأخذ

(1) قال ابن الأثیر: الأعیان: الإخوة لأب واحد و اُمّ واحدة، مأخوذة من عین الشیء و هو النفیس منه.

(2) فی الفقیه : أعیان بنی الاُمّ.

(3) بنو العلات هم أولاد الرّجل من نسوة شتّى، سمّیت بذلک لأنّ الّذی تزوّجها على اُولى قد کانت قبلها
«ناهل ثمّ علّ من هذه» و العلل: الشّرب الثّانی قال الشاعر: واسقیانی عللاً بعد نهل.

(346) مسند الفضل بن شاذان

کلّ واحد منهما من جهة قرابته و إن ترک ثلاثة بنی إخوة متفرّقین فلابن الأخ للاُمّ السّدس و
ما بقی فلابن الأخ للأب و الاُمّ، و سقط الباقون و بنو الإخوة من الأب و بنات الإخوة من
الأب یقومون مقام بنی الإخوة و بنات الإخوة من الأب و الاُمّ إذا لم یکن بنو إخوة و أخوات
لأب و اُمّ.

فإن ترک ابن أخ لأب و اُمّ و ابن أخ لاُمّ فلابن الأخ للاُمّ السّدس نصیب اُمّه و ما بقی
فلابن الأخ للأب و الاُمّ نصیب أبیه، و کذلک ابنة اُخت من الاُمّ و بنت الاُخت من الأب و الاُمّ
یقمن کلّ واحدة منهما مقام اُمّها و ترث میراثها.

و إن ترک أخا لاُمّ و ابن أخ لأب و اُمّ فللأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فلابن الأخ للأب و
الاُمّ لأنّه یقوم مقام أبیه فإن ترک أخا لاُمّ و ابنة أخ لأب و اُمّ فللأخ للاُمّ السّدس و لابنة الأخ
من الأب و الاُمّ النّصف و ما بقی ردّ علیها لأنّها ترث میراث أبیها.

و إن ترک ابن أخ لأب و اُمّ و ابنة أخ لأب و اُمّ فالمال بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

فإن ترک ابن أخ لاُمّ و ابن ابن أخ لأب فلابن الأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فلابن ابن
الأخ للأب یأخذ کلّ واحد منهما حصّة من یتقرّب به، و کذلک إن ترک ابن أخ لاُمّ و ابن ابن
ابن أخ لأب فلابن الأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فلابن ابن ابن الأخ للأب.

و إن ترک ابنة أخیه و ابن اُخته فلابنة أخیه الثّلثان نصیب الأخ و لابن اُخته الثّلث
نصیب الاُخت.

و إن ترک اُختا لاُمّ و ابن اُخت لأب و اُمّ فللاُخت للاُمّ السّدس و لابن الاُخت للأب و
الاُمّ النّصف و ما بقی ردّ علیهما على قدر سهامهما.

فإن ترک اُختین لاُمّ و ابن اُخت لأب و اُمّ فللاُختین للاُمّ الثّلث و لابن الاُخت الثّلثان
بینهما، و کذلک إن ترک اُختا لاُمّ و بنی أخوات لأب و اُمّ فللاُخت للاُمّ السّدس و لبنی
الأخوات للأب و الاُمّ الثّلثان للذّکر مثل حظّ الاُنثیین و ما بقی ردّ علیهم و لا یشبه هذا ولد
الولد لأنّ ولد الولد هم ولد یرثون ما یرث الولد و یحجبون ما یحجب الولد فحکمهم حکم
الولد، و ولد الإخوة و الأخوات لیسوا بإخوة و لا یرثون فی کلّ موضع ما یرث الإخوة و لا
یحجبون ما تحجب الإخوة لأنه لا یرث مع أخ لأب و لا یحجبون الاُمّ و لیس سهمهم
بالتّسمیة کسهم الولد إنّما یأخذون من طریق سبب الأرحام و لا یشبهون أمر الولد.

فإن ترک ابن ابن أخ لاُمّ و ابنة ابن أخ لاُمّ فالمال بینهما نصفان.

مسند الفضل بن شاذان (347)

فإن ترک ابن ابنة أخ لأب و اُمّ و ابنة ابن أخ لأب و اُمّ، فإن کانت بنت الأخ و ابن الأخ
أبوهما واحدا فلابن بنت الأخ للأب و الاُمّ الثّلث و لابنة ابن الأخ الثّلثان، و إن کان أبو ابنة
الأخ غیر أبی ابن الأخ فالمال بینهما نصفان یرث کلّ واحد منهما میراث جدّه.

فإن ترک ابن ابنة أخ لأب و اُمّ و ابنة ابنة أخ لأب و اُمّ فإن کانت اُمّهما واحدة فالمال
بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین، و إن لم تکن اُمّهما واحدة فالمال بینهما نصفان.

فإن ترک ابن ابنة أخ لاُمّ و ابن ابنة أخ لأب فلابن ابنة الأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فلابن
ابنة الأخ للأب.

و إن ترک ابنة ابنة أخ لأب و اُمّ و ابنة الأخ لاُمّ فلابنة الأخ للاُمّ السّدس و ما بقی فلابنة
ابنة الأخ للأب و الاُمّ.

و إن ترک ابن ابنة اُخت و ابن ابن اُخت فالمال بینهما على ثلاثة، لابن ابن الاُخت
الثّلثان، و لابن ابنة الاُخت الثّلث إن کانت الاُمّ واحدة، فإن کانا من اُختین فالمال بینهما
نصفان.

و إن ترک ابن اُخت لأب و اُمّ و ابنة اُخت لأب و اُمّ و ابن ابن اُخت اُخرى لأب و اُمّ
فإن کانت اُمّ ابنة الاُخت و ابن الاُخت واحدة فالمال بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین، و سقط
ابن ابن الاُخت الاُخرى، و إن کانت اُمّ ابن الاُخت غیر اُمّ ابنة الاُخت فالمال بینهما
نصفان(1).

باب الجدّ

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن
ابن مسکان ، عن الحلبی، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سألته عن الإخوة من الاُمّ مع الجدّ؟
فقال: للإخوة للاُمّ فریضتهم الثّلث مع الجدّ(2) .

باب

(1) الکافی 7: 104 / 8.

(2) الکافی 7: 112 / 7،، التهذیب 9: 309 / 1108، وسائل الشّیعة 26: 173 / 32759 .

(348) مسند الفضل بن شاذان

ابن أخ و جدّ

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن عبداللّه‏ بن
جبله ، عن أبی المغرا، عن سماعة ، عن أبی بصیر قال : سمعت رجلاً یسأل أبا جعفر علیه السلام أو أبا
عبداللّه‏ علیه السلام و أنا عنده عن ابن أخ و جدّ؟ قال : یجعل المال بینهما نصفین(1) .

الفضل بن شاذان، عن ابن محبوب ، عن سعد بن أبی خلف ، عن بعض أصحاب أبی
عبداللّه‏، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : فی بنات اُخت و جدّ ، فقال : لبنات الاُخت الثّلث(2) و ما
بقی فللجدّ، فأقام بنات الاُخت مقام الاُخت و جعل الجدّ بمنزلة الأخ(3).

و قال الفضل بن شاذان: إنّ الجدّ بمنزلة الأخ یرث حیث یرث الأخ و یسقط حیث
یسقط الأخ، و ذلک أنّ الأخ یتقرّب إلى المیّت بأبی المیّت و کذلک الجدّ یتقرّب إلى المیّت
بأبی المیّت، فلمّا أن استویا فی القرابة و تقرّبا من جهة واحدة کان فرضهما و حکمهما
واحدا.

قال: فإن قال قائل: فلِمَ لا تحجب الاُمّ بالجدّ و الأخ أو بالجدّین کما تحجب
بالأخوین؟ قیل له : لأنّه لا یکون فی الأجداد من یقوم مقام الأخوین لأب و اُمّ فی المیراث،
لأنّ الجدّ أبا الاُمّ بمنزلة أخ لاُمّ و الإخوة من الاُمّ لا یحجبون و الجدّ و إن قام مقام الأخ فإنّه
لیس بأخ و إنّما حجب اللّه‏ بالإخوة لأنّ کلّهم على الأب فوفّر على الأب لما یلزمه من
مؤونتهم و لیس کلّ الجدّ على الأب من أجل ذلک، و لمّا أن ذکر اللّه‏ الإماء فقال: «فَعَلَیْهِنَّ
نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ»(4) و لم یذکر الحدّ على العبید و کان العبید فی
معناهنّ فی الرّق فلزم العبید من ذلک ما لزم الإماء إذا کانت علّتهما و معناهما واحدا، و
استغنى بذکر الإماء فی هذا الموضع عن ذکر العبید، و کذلک الجدّ لمّا أن کان فی معنى الأخ
من جهة القرابة و جهة من یتقرّب إلى المیّت کان فی ذکر الأخ غنىً عن ذکر الجدّ و دلالة
على فرضه إذا کان فی معنى الأخ کما کان فی ذکر الإماء غنىً عن ذکر العبید فی الحدود و

(1) الکافی 7: 113 / 6، التهذیب 9: 309 / 1108، وسائل الشّیعة 26: 161 / 32719 .

(2) محمول على ما إذا کان الجدّ و الاُخت کلاهما من جهة الأب کما لا یخفى. (مرآت)

(3) الکافی 7: 113 / 6، التهذیب 9: 309 / 1109، وسائل الشّیعة 26: 161 / 32720 .

(4) سورة النّساء(4): 25 .

مسند الفضل بن شاذان (349)

باللّه‏ التّوفیق.

فإن مات رجل و ترک جدّا و أخا فالمال بینهما نصفان، و کذلک إن کانوا ألف أخ و جدّ
فالمال بینهم بالسّویّة، و الجدّ کواحد من الإخوة و للإخوة من الاُمّ فریضتهم المسمّاة لهم مع
الجدّ.

فإن ترک جدّا و اُختا لأب و اُمّ فالمال بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

و کذلک إن ترک جدّا و أخوات لأب و اُمّ أو أخوات لأب بالغا ما بلغوا فالمال بینهم
للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

فإن ترک جدّا و أخا لاُمّ أو اُختا لاُمّ فللأخ أو الاُخت من الاُمّ السّدس و ما بقی فللجد.

فإن ترک اُختین أو أخوین أو إخوة و أخوات لاُمّ و جدّا فللإخوة و الأخوات من الاُمّ
فریضتهم الثّلث الذّکر و الاُنثى فیه سواء و ما بقی فللجد.

فإن ترک جدّا و ابن أخ لأب و اُمّ فالمال بینهما نصفان لأنّهم قد أجمعوا أنّ ابن الأخ
یقوم مقام الأخ إذا لم یکن الأخ کما یقوم ابن الابن مقام الابن إذا لم یکن ابن ، و هذا أصلٌ
مجمعٌ علیه.

و الجدّة بمنزلة الاُخت ترث حیث ترث الاُخت و تسقط حیث تسقط الاُخت و
حکمها فی ذلک کحکم الجدّ سواء ، و الجدّة من قبل الاُمّ و هی اُمّ الاُمّ بمنزلة الاُخت للاُمّ، و
الجدّة من قبل الأب بمنزلة الاُخت للأب و الاُمّ على هذا تجری مواریثهنّ فی کلّ موضع ،
فإذا اجتمع ثلاث جدّات أو أربع جدّات لم یرث منهنّ إلاّ جدّتان اُمّ الأب و اُمّ الاُمّ و سقطن
الباقیات.

فإن ترک جدّته اُمّ أبیه و جدّته اُمّ اُمّه فلاُمّ الاُمّ السّدس و لاُمّ الأب النّصف و ما بقی ردّ
علیهما على قدر أنصبائهما لأنّ هذا مثل من ترک اُختا لأب و اُمّ و اُختا لاُمّ و هذا الباب کلّه
على مثال ما بینّاه من الإخوة و الأخوات.

فإن ترک اُختیه لاُمّه و جدّته اُمّ اُمّه و اُختیه لأبیه و اُمّه و جدّته اُمّ أبیه فلاُختیه لاُمّه و
جدّته اُمّ اُمّه الثّلث بینهنّ بالسّویّة و لاُختیه لأبیه و اُمّه و جدّته اُمّ أبیه الثّلثان بینهنّ بالسّویّة.

و إن ترک اُختا لأبیه و اُمّه و جدّه أبا أبیه و جدّته اُمّ أبیه و جدّته اُمّ اُمّه فلجدّته اُمّ اُمّه
السّدس لأنّها بمنزلة اُخت الاُمّ و ما بقی فبین الاُخت و الجدّ و الجدّة اُمّ الأب و أبی الأب

(350) مسند الفضل بن شاذان

للذّکر مثل حظّ الاُنثیین.

فإن ترک اُختیه لأبیه و اُمّه و أخاه و اُخته لأبیه و جدّته اُمّ أبیه و جدّته اُمّ اُمّه فإنّ
لجدّته اُمّ اُمّه السّدس و ما بقی فبین الاُختین للأب و الاُمّ و الجدّة اُمّ الأب بینهنّ بالسّویّة و
سقط الإخوة و الأخوات من الأب.

و إن ترک اُخته لأبیه و اُمّه و جدّته اُمّ اُمّه فلجدّته اُمّ اُمّه السّدس فإنّها بمنزلة الاُخت
لاُمّ، و للاُخت للأب و الاُمّ النّصف و ما بقی ردّ علیهما على قدر أنصبائهما.

فإن ترک اُمّا و امرأة و أخا و جدّا فللمرأة الرّبع و للاُمّ الثّلث و ما بقی ردّ على الاُمّ لأنّها
أقرب الأرحام.

فإن ترک اُمّا و أخا لأب و اُمّ و أخا لأب و جدّا فالمال کلّه للاُمّ .

و إن ترک زوجا و اُمّا و اُختا لأب و اُمّ و جدّا [و هی کالأکدریّة(1)] فللزّوج النّصف و
ما بقی فللاُمّ و سقط الباقون لأنّهم لا یرثون مع الاُمّ .

فإن ترک جدّته اُمّ اُمّه و ابنة ابنته فالمال لابنة الابنة لأنّ الجدّة اُمّ الاُمّ بمنزلة اُخت لاُمّ
و الاُخت للاُمّ لا ترث مع الولد و لا مع ولد الولد شیئا .

فإن ترک جدّته اُمّ أبیه و عمّته و خالته فالمال للجدّة. و جعل یونس المال بینهنّ.

قال الفضل: غلط هاهنا فی موضعین: أحدهما أنّه جعل للخالة و العمّة مع الجدّة اُمّ
الأب نصیبا، و الثّانی أنّه سوّى بین الجدّة و العمّة ، و العمّة إنّما تتقرّب بالجدّة.

فإن ترک ابن ابن ابن و جدّا أبا الأب، قال یونس: المال کلّه للجدّ .

قال الفضل: غلط فی ذلک لأنّ الجدّ لا یرث مع الولد و لا مع ولد الولد فالمال کلّه لابن
ابن الابن و إن سفل لأنّه ولد و الجدّ إنّما هو کالأخ و لا خلاف أنّ ابن ابن الابن أولى
بالمیراث من الأخ(2) .

قال الصدوق: و قال الفضل بن شاذان: اعلم أنّ الجدّ بمنزلة الأخ أبدا یرث حیث یرث
و یسقط حیث یسقط .

و ذکر الفضل بن شاذان من الدّلیل على ذلک:

(1) سمّیت الأکدریّة لأنّ عبد الملک بن مروان سأل عنها رجل یقال له الأکدر فلم یعرفها کذا فی القاموس.

(2) الکافی 7: 116.

مسند الفضل بن شاذان (351)

ما رواه فراس ، عن الشّعبی ، عن ابن عبّاس إنّه قال: کتب إلیّ علیّ بن أبی طالب علیه السلام
فی ستّة إخوة و جدّ أن اجعله کأحدهم و امح کتابی .

فجعله علیّ علیه السلام سابعا معهم، و قوله علیه السلام : «و امح کتابی» کره أن یشنّع علیه بالخلاف
على من تقدّمه(1) .

باب
اختلاف الرّجل و المرأة فی متاع البیت

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال: سألنی هل یقضی ابن أبی لیلى بالقضاء ثمّ یرجع عنه ؟ فقلت له : بلغنی أنّه قضى فی
متاع الرّجل و المرأة إذ مات أحدهما فادّعاه ورثة الحیّ و ورثة المیّت أو طلّقها الرّجل
فادّعاه الرّجل و ادّعته النّساء بأربع قضیّات، فقال : و ما ذاک ؟ فقلت :

أمّا أولاهنّ فقضى فیه بقول إبراهیم النّخعی کان یجعل متاع المرأة الّتی لا یصلح
للرّجال للمرأة و متاع الرّجل الّذی لا یصلح للنّساء للرّجل و ما کان للرّجال و النّساء بینهما
نصفان .

ثمّ بلغنی أنّه قال : إنّهما مدّعیان جمیعا فالّذی بأیدیهما جمیعا بینهما نصفان.

ثمّ قال : الرّجال صاحب البیت و المرأة الدّاخلة علیه و هی المدّعیة فالمتاع کلّه
للرّجل إلاّ متاع النّساء الّذی لا یکون للرّجال فهو للمرأة.

ثمّ قضى بعد ذلک بقضاء لولا أنّی شاهدته لم أردّه علیه ، ماتت امرأة منّا و لها زوجها و
ترکت متاعا فرفعته إلیه، فقال : اکتبوا المتاع فلمّا قرأه قال للزّوج : هذا یکون للرّجل و المرأة
فقد جعلناه للمرأة إلاّ المیزان فإنّه من متاع الرّجل فهو لک.

فقال لی : فعلى أیّ شیء هو الیوم ؟ قلت : رجع إلى أن قال بقول إبراهیم النّخعی أن

(1) الفقیه 4: 287 / 5651، وسائل الشیعة 26: 165 / 32736 . ثمّ قال الصدوق: و لیس هذا بحجّة
للفضل بن شاذان، لأنّ هذا الخبر إنّما یثبت أنّ الجدّ مع الإخوة بمنزلة واحد منهم ، و لیس یثبت کونه أبدا
بمنزلة الأخ، و لا یثبت أنّه یرث حیث یرث الأخ و یسقط حیث یسقط الأخ .

(352) مسند الفضل بن شاذان

جعل البیت للرّجل، ثمّ سألته عن ذلک فقلت له : ما تقول أنت فیه ؟ فقال: القول الّذی
أخبرتنی أنّک شهدته و إن کان قد رجع عنه، فقلت : یکون المتاع للمرأة فقال : أرأیت إن
أقامت بیّنة إلى کم کانت تحتاج؟ فقلت : شاهدین ، فقال : لو سألت من بینهما یعنی الجبلین و
نحن یومئذ بمکّة لأخبروک أنّ الجهاز و المتاع یهدى علانیة من بیت المرأة إلى بیت زوجها
فهی الّتی جاءت به و هذا المدّعی فإن زعم أنّه أحدث فیه شیئا فلیأت علیه البیّنة(1) .

باب
میراث المتزوّجة المدرکة و لم یدخل بها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن
رجل ، عن علیّ بن الحسین علیه السلام فیالمتوفّى عنها زوجها و لم یدخل بها قال : لها نصف
الصّداق و لها المیراث و علیها العدّة(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن
الحجّاج ، عمّن حدّثه ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل المریض یطلّق امرأته و هو مریض؟
قال : إن مات فی مرضه ذلک و هی مقیمة علیه لم تتزوّج ورثته و إن کانت قد تزوّجت فقد
رضیت الّذی صنع و لا میراث لها(3) .

باب
میراث ذوی الأرحام مع الموالی

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبی ثابت ،

(1) الکافی 7: 130 / 1، وسائل الشّیعة 26: 214 / 32855 .

(2) الکافی 7: 132 / 1، وسائل الشّیعة 21: 327 / 27206 .

(3) الکافی 7: 134 / 7، التهذیب 9: 386 / 1378، الاستبصار 4: 305، وسائل الشّیعة 26: 227 /
32885.

مسند الفضل بن شاذان (353)

عن حنّان بن سدیر، عن ابن أبی یعفور ، عن إسحاق قال : مات مولى لعلیّ بن الحسین علیهماالسلام
قال: انظروا هل تجدون له وارثا؟ فقیل : له ابنتان بالیمامة مملوکتان فاشتراهما من مال
المیّت ثمّ دفع إلیهما بقیّة المال(1) .

قال محمّد بن الحسن الطوسی: روى الفضل بن شاذان قال: روی عن حنّان قال: کنت
جالسا عند سوید بن غفلة فجاءه رجل فسأله عن بنت و امرأة و موالی؟ فقال: اُخبرک فیها
بقضاء علیّ بن أبی طالب علیه السلام جعل للبنت النّصف و للمرأة الّثمن و ما بقی ردّ على البنت و لم
یعط الموالی شیئا.

قال الفضل: و هذا الخبر أصحّ ممّا رواه سلمة بن کهیل، قال: رأیت المرأة الّتی ورّثها
علیّ علیه السلام فجعل للبنت النّصف و للموالی النّصف، لأنّ سلمة لم یدرک علیّا علیه السلام و سویدا قد
أدرک علیّا علیه السلام .

قال: و أمّا ما روی أنّ مولى لحمزة علیه السلام توفّی و أنّ النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم أعطى بنت حمزة
النّصف و أعطى الموالی النّصف. فهو حدیث منقطع إنّما هو عبداللّه‏ بن شدّاد عن النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم
و هو مرسل قال: و لعلّ ذلک کان قبل نزول الفرائض فنسخ فقد فرض اللّه‏ للحلفاء فی کتابه
فقال عزّوجلّ: «وَ الَّذِینَ عَقَدَتْ أیْمانُکُمْ فَآتُوهُمْ نَصِیبَهُمْ»(2) فنسخت الفرائض ذلک کلّه
بقوله تعالى: «وَ اُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ»(3) و قد کان إبراهیم النّخعی ینکر هذا
الحدیث فی میراث حمزة و الصّحیح من هذا الباب قد بیّنّاه(4) .

باب
أنّ میراث أهل الملل بینهم على کتاب اللّه‏ و سنّة نبیّه صلّی الله علیه و آله وسلّم

قال محمّد بن یعقوب: قال الفضل: المجوس یرثون بالنّسب و لا یرثون بالنّکاح(5)،

(1) الکافی 7: 136 / 9، التهذیب 9: 330 / 1187، أیضا: 333 / 1197، الاستبصار 4: 175، وسائل
الشّیعة 26: 240 / 32918 ، و رواه الکلینی و الطّوسی أیضا، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد محمّد بن
عیسى ؛ و أیضا عن علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسى، عن یونس، عن أبی ثابت مثله، و سیأتی فی
باب میراث الممالیک لکن هاهنا: لعلیّ «ع».

(2) سورة النّساء(4): 33 .

(3) سورة الأنفال(8): 75 .

(4) التهذیب 9: 331 / 1192، وسائل الشّیعة 26: 236 / 32910 .

(5) قال: یونس بن عبد الرّحمان و کثیر ممّن تبعه من المتأخّرین: إنّه لا یورث إلاّ من جهة النّسب و السّبب
الّذین یجوزان فی شریعة الإسلام فإنّه لا یورث منه على حال .

و قال الشیخ الطّوسی: الصّحیح عندی أنّه یورث المجوسی من جهة النّسب و السّبب معا سواء کانا ممّا یجوز
فی شریعة الإسلام أو لا یجوز .

قال المحقّق فی الشّرایع و النّافع: اختیار الفضل و هو مذهب شیخنا المفید حسن .

(354) مسند الفضل بن شاذان

فإن مات مجوسیّ و ترک اُمّه و هی اُخته و هی امرأته فالمال لها من قبل أنّها اُمٌّ و لیس لها من
قبل أنّها اُخت و أنّها زوجة شیء.

فإن ترک اُمّا و هی اُخته و ابنة فللاُمّ السّدس و للابنة النّصف و ما بقی ردّ علیهما على
قدر أنصبائهما و لیس لها من قبل أنّها اُخت شیء لأنّ الاُخت لا ترث مع الاُمّ.

و إن ترک ابنته و هی اُخته و هی امرأته فإنّ هذه اُخته لاُمّه فلها النّصف من قبل أنّها
ابنته و الباقی ردّ علیها و لا ترث من قبل أنّها اُخت و لا من قبل أنّها زوجة شیئا.

و إن ترک اُخته و هی امرأته و أخاه فالمال بینهما للذّکر مثل حظّ الاُنثیین و لا ترث من
قبل أنّها امرأته شیئا و هذا کلّه على هذا المثال إن شاء اللّه‏.

فإن تزوّج مجوسیّ ابنته فأولدها ابنتین ثمّ مات فإنّه ترک ثلاث بنات فالمال بینهنّ
بالسّویّة .

فإن ماتت إحدى الابنتین فإنّها ترکت اُمّها و هی اُختها لأبیها و ترکت اُختها لأبیها و
اُمّها فالمال لاُمّها الّتی هی اُختها لأبیها لأنّه لیس للإخوة و الأخوات مع أحد الوالدین
شیء(1).

باب
میراث الغرقى و أصحاب الهدم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سألته
عن بیت وقع على قوم مجتمعین فلا یدرى أیّهم مات قبل ؟ قال : فقال : یورث بعضهم من
بعض ، قلت: فإنّ أبا حنیفة أدخل فیها شیئا، قال : و ما أدخل ؟ قلت : رجلین أخوین أحدهما

(1) الکافی 7: 145 .

مسند الفضل بن شاذان (355)

مولای و الآخر مولى لرجل لأحدهما مائة ألف درهم و الآخر لیس له شیء رکبا فی السّفینة
فغرقا فلم یدر أیّهما مات أوّلاً کان المال لورثة الّذی لیس له شیء و لم یکن لورثة الّذی له
المال شیء ، قال : فقال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : لقد سمعها و هو هکذا(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن
الحلبى ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا قتل الرّجل أباه قتل به، و إن قتله أبوه لم یقتل به و لم
یرثه.

الفضل بن شاذان قال : لو أنّ رجلاً ضرب ابنه غیر مسرف فی ذلک یرید تأدیبه فقتل
الابن من ذلک الضّرب ورثه الأب و لم تلزمه الکفّارة لأنّ ذلک للأب لأنّه مأمور بتأدیب ولده
لأنّه فی ذلک بمنزلة الإمام یقیم حدّا على رجل فمات فلا دیة علیه و لا یسمّى الإمام قاتلاً، و
إن ضربه ضربا مسرفا لم یرثه الأب.

فإن کان بالابن جرح أو خراج فبطّه الأب(2) فمات من ذلک فإنّ هذا لیس بقاتل و لا
کفّارة علیه و هو یرثه لأنّ هذا بمنزلة الأدب و الاستصلاح و الحاجة من الولد إلى ذلک و إلى
شبهه من المعالجات.

و لو أنّ رجلاً کان راکبا على دابّة فأوطأت الدّابّة أباه أو أخاه فمات لم یرثه، و لو کان
یسوق الدّابّة أو یقودها فوطئت الدّابّة أباه أو أخاه فمات ورثه و کانت الدّیة على عاقلته
لغیره من الورثة و لم تلزمه الکفّارة.

و لو أنّه حفر بئرا فی غیر حقّه أو أخرج کنیفا أو ظلّة فأصاب شیء منها وارثا له فقتله
لم تلزمه الکفّارة و کانت الدّیة على العاقلة و ورثه لأنّ هذا لیس بقاتل، ألا ترى لو کان فعل
ذلک فی حقّه لم یکن بقاتل و لا وجب فی ذلک دیة و لا کفّارة فإخراجه ذلک الشّیء فی غیر
حقّه لیس هو بقتل لأنّ ذلک بعینه یکون فی حقّه فلا یکون قتلاً و إنّما اُلزم الدّیة فی ذلک إذا
کان فی غیر حقّه احتیاطا للدّماء و لئلاّ یبطل دم امرى‏ء مسلم ، و کیلا یتعدّى النّاس حقوقهم
إلى ما لا حقّ لهم فیه.

(1) الکافی 7: 137 / 2، وسائل الشّیعة 26: 309 / 33058 ، فی بعض النسخ: لقد شنعها و هو هکذا، و فی
بعضها: سعفها و هو هکذا. و الدّخل بالتحریک العیب و الغشّ و الفساد، و أدخل فی تلک القاعدة شیئا
لیشنع به علینا على سبیل النّقض فأجاب «ع» بأنّه و إن ذکره للتشنیع لکنّه حکم اللّه‏ و لا یردّ حکمه
بالآراء الفاسدة. (مرآة)

(2) بطّه: شقّه.

(356) مسند الفضل بن شاذان

و کذلک الصّبیّ و المجنون لو قتلا لورثا و کانت الدّیة على العاقلة و القاتل یحجب و
إن لم یرث.

قال: و لا یرث القاتل من المال شیئا لأنّه إن قتل عمدا فقد أجمعوا أنّه لایرث و إن قتل
خطاء فکیف یرث و هو تؤخذ منه الدّیة و إنّما منع القاتل من المیراث احتیاطا لدماء
المسلمین کیلا یقتل أهل المیراث بعضهم بعضا طمعا فی المواریث(1) .

باب
میراث الممالیک

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن یحیى ، عن أحمد بن
محمّد ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام
بن سالم، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان أمیر المؤمنین علیه السلام یقول فی
الرّجل الحرّ یموت و له اُمّ مملوکة قال : تشترى من مال ابنها ثمّ تعتق ثمّ یورثها(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن
ابن مسکان ، عن سلیمان بن خالد ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان أمیر المؤمنین علیه السلام یقول:
الرّجل الحرّ یموت و له اُمّ مملوکة ، قال : تشترى من مال ابنها ثمّ تعتق ثمّ یورثها(3).

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبی ثابت ،
عن حنّان بن سدیر، عن ابن أبی یعفور ، عن إسحاق بن عمّار قال : مات مولى لعلیّ علیه السلام
فقال: انظروا هل تجدون له وارثا؟ فقیل له : إنّ له بنتین بالیمامة مملوکتین، فاشتراهما من
مال المیّت ثمّ دفع إلیهما بقیّة المال(4) .

قال الفضل: فإن قال قائل : فإن أبى مولى المملوک أن یبیعه و امتنع من ذلک یجبر

(1) الکافی 7: 141 / 10.

(2) الکافی 7: 146 / 1، وسائل الشّیعة 26: 49 / 32467 .

(3) الکافی 7: 147 / 5، وسائل الشّیعة 26: 51 / 32473 .

(4) الکافی 7: 168 / 8، التهذیب 9: 330 / 1187، أیضا: 333 / 1197، الاستبصار 4: 175، وسائل
الشّیعة 26: 52 / 32474 ، تقدّم أیضا فی باب میراث ذوی الأرحام مع الموالی، لکن فیه: مولى لعلیّ بن
الحسین «ع».

مسند الفضل بن شاذان (357)

علیه؟ قیل : نعم ، لأنّه لیس له أن یمتنع و هذا حکم لازم لأنّه یردّ علیه قیمته تامّا و لا ینقص
منه شیئا و فی امتناعه فساد المال و تعطیله و هو منهیّ عن الفساد.

فإن قال: فإنّها کانت اُمّ ولد لرجل فیکره الرّجل أن یفارقها و أحبّها و خشی أن لا یصبر
عنها و خاف الغیرة أن تصیر إلى غیره هل تؤخذ منه و یفرّق بینه و بینها و بین ولده منها ؟
قلنا: فالحکم یوجب تحریرها فإن خشی الرّجل ما ذکرت و أحبّ أن لا یفارقها فله أن یعتقها
و یجعل مهرها عتقها حتّى لا تخرج من ملکه ثمّ یدفع إلیها ما ورثت.

فإن قال: فإنّها ورثت أقلّ من قیمتها و ورثت النّصف من قیمتها أو الثّلث أو الرّبع؟ قیل
له: یعتق منها بحساب ما ورثت فإن شاء صاحبها أن یستسعیها فیما بقی من قیمتها فعل ذلک
و إن شاء أن تخدمه بحساب ما بقی منها فعل ذلک.

فإن قال: فإن کان قیمتها عشرة آلاف درهم و ورثت عشرة دراهم أو درهما واحدا أو
أقلّ من ذلک ؟ قیل له : لا تبلغ قیمة المملوکة أکثر من خمسة آلاف درهم الّذی هو دیة الحرّة
المسلمة إن کانت ما ورثته جزءا من قیمتها أو أکثر من ذلک اُعتق منها بمقدار ذلک، و إن کان
أقلّ من جزء من ثلاثین جزءا لم یعبأ بذلک و لم یعتق منها شیء فإن کان جزءا و کسرا أو
جزئین و کسرا لم یعبأ بالکسر کما أنّ الزّکاة تجب فی المائتین ثمّ لا تجب حتّى تبلغ مائتین
و أربعین ثمّ لا تجب فی ما بین الأربعینات شیء کذلک هذا.

فإن قال قائل: لِمَ جعلت ذلک جزءا من ثلاثین دون أن تجعله جزءا من عشرة أو جزءا
من ستّین أقلّ أو أکثر ؟ قیل له : إنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول فی کتابه «یَسْأَلُونَکَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِیَ
مَواقِیتُ لِلنّاسِ وَ الْحَجِّ»(1) و هی الشّهور، فجعل المواقیت هی الشّهور فأتمّ الشّهور ثلاثون
یوما و کان الّذی یجب لها من الرّقّ و العتق من طریق المواقیت الّتی وقّتها اللّه‏ عزّوجلّ
للنّاس.

فإن قال: فما قولک فیمن أوصى لرجل بجزء من ماله و مات و لم یبیّن هل تجعل له
جزءا من ثلاثین جزءا من ماله کما فعلته للمعتق ؟ قیل له : لا ، و لکنّه نجعل له جزءا من
عشرة من ماله لأنّ هذا لیس هو من طریق المواقیت و إنّما هذا من طریق العدد فلمّا أن کان
أصل العدد کلّه الّذی لا تکرار فیه و لا نقصان فیه عشرة فأخذنا الأجزاء من ذلک، لأنّ ما زاد

(1) سورة البقرة(2): 189.

(358) مسند الفضل بن شاذان

على العشرة فهو تکرار، لأنّک تقول: إحدى عشر و اثنتا عشر و ثلاثة عشر و هذا تکرار
الحساب الأوّل و ما نقص من عشرة فهو نقصان عن حدّ کمال أصل الحساب و عن تمام
العدد فجعلنا لهذا الموصى له جزءا من عشرة إذا کان ذلک من طریق العدد، و هکذا روینا
عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّ له جزءا من عشرة، و جلعنا للمعتق جزءا من ثلاثین لأنّه من طریق
المواقیت، و هکذا جعل اللّه‏ المواقیت للنّاس الشّهور کما ذکرنا.

فإن قال: فإن وهب رجل للمملوک مالاً هل یعتق بذلک المال کما اُعتق بالأوّل؟ قیل
له: إنّ هذا لا یشبه ذاک فإنّ المیّت لمّا أن مات لم یکن لذلک المال ربّ غیر المملوک و لم
یستحقّه أحد غیر المملوک فیبقى مال لا ربّ له، و الهبة لها ربّ قائم بعینه، إن أزلنا عن
المملوک رجع إلى ربّه القائم و قد رضی ربّه بما صنع المملوک فهذا لا یشبه ذاک و الحمد
للّه‏(1).

باب
میراث المستهلّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سمعته
یقول فی المنفوس(2) إذا تحرّک ورث ، إنّه ربّما کان أخرس(3) .

باب
میراث الخنثى

(1) الکافی 7: 148 / 8.

(2) المنفوس: المولود، من نفست المرأة و هی نفساء إذا ولدت.

(3) الکافی 7: 155 / 1، وسائل الشّیعة 26: 302 / 33044 ، استهلال الصّبی تصویته عند الولادة. قال فی
الدّروس: إرث الحمل ممنوع إلاّ أن ینفصل حیّا و لو سقط میّتا لم یرث لقوله: السقط لایرث و لا یورث،
و لا یشترط حیاته عند موت المورّث، فلو کان الحیاة نطفة ورث إذا انفصل حیّا و لا یشترط استقرار
الحیاة فلو سقط بجنایة جان و تحرّک حرکة تدلّ على الحیاة ورث و انتقل ماله إلى وارثه و لا اعتبار
بالتقلص الطبیعی، و لو خرج بعضه میتا لم یرث و لا یشترط الاستهلال لأنّه قد یکون أخرس بل تکفی
الحرکة البیّنة، و روایة عبداللّه‏ بن سنان باشتراط صوته محمولة على التقیّة. (مرآة)

مسند الفضل بن شاذان (359)

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن
یحیى ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ،
عن داود بن فرقد ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سئل عن مولود ولد و له قبل و ذکر کیف یورث؟
قال: إن کان یبول من ذکره فله میراث الذّکر، و إن کان یبول من القبل فله میراث الاُنثى(1).

باب آخر منه

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبداللّه‏ بن مسکان ،
عن [أبی [إسحاق الفزاری قال : سئل و أنا عنده یعنی أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن مولود ولد و لیس
بذکر و لا اُنثى لیس له إلاّ دبر کیف یورث ؟ قال : یجلس الإمام و یجلس معه ناس فیدعو اللّه‏
و یجیل السّهام على أیّ میراث یورث میراث الذّکر أو میراث الاُنثى فأیّ ذلک خرج ورّثه
علیه، ثمّ قال : و أیّ قضیّة أعدل من قضیّة یجال علیها بالسّهام إنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول:«فَساهَمَ
فَکانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ(2)»(3) .

باب
میراث ابن الملاعنة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر
، عن سیف بن عمیرة، عن منصور ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان علیّ علیه السلام یقول : إذا مات
ابن الملاعنة و له إخوة قسّم ماله على سهام اللّه‏ عزّوجلّ(4) .

باب الحمیل(5)

(1) الکافی 7: 156 / 1، التهذیب 9: 353 / 1267، وسائل الشّیعة 26: 283 / 33007 .

(2) سورة الصّافّات(37): 141، دخضت الحجّة دحوضا: بطلت.

(3) الکافی 7: 157 / 1، وسائل الشّیعة 26: 291 / 33023 .

(4) الکافی 7: 161 / 6، الفقیه 4: 236، التهذیب 9: 338 / 1217، وسائل الشّیعة 26: 2260 / 32961.

(360) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى جمیعا ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال:
سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن الحمیل فقال : و أیّ شیء الحمیل ؟ قال ، قلت: المرأة تسبى من
أهلها معها الولد الصّغیر فتقول : هذا ابنی، و الرّجل یسبى فیلقى أخاه فیقول: هو أخی و لیس
لهم بیّنة إلاّ قولهم، قال، فقال : فما یقول فیهم النّاس عندکم ؟ قلت : لا یورّثونهم لأنّه لم یکن
لهم على ولادتهم بیّنة و إنّما هی ولادة الشّرک ، فقال : سبحان اللّه‏، إذا جاءت بابنها أو ابنتها و
لم تزل مقرّة به، و إذا عرف أخاه و کان ذلک فی صحّة منهما و لم یزالا مقرّین بذلک ورث
بعضهم من بعض(1) .

باب
الإقرار بوارث آخر

قال الفضل بن شاذان: إن مات رجل و ترک ابنتین و ابنین فأقرّ أحدهم بأخ آخر فإنّه
إنّما أقرّ على نفسه و على غیره، و إنّما یجوز إقراره على نفسه و لا یجوز إقراره على غیره و
لا على إخوته و أخواته، فیلزمه فی حصّته للأخ الّذی أقرّ به نصف سدس جمیع المال .

و إن ترک ثلاث بنات فأقرّت إحداهنّ باُخت ردّت على الّتی أقرّت لها ربع ما فی
یدیها.

و إن ترک أربع بنات و أقرّت واحدة منهنّ بأخ ردّت على الّذی أقرّت له ثلث ما فی
یدیها و هو نصف سدس المال .

و إن ترک ابنین فادّعى أحدهما أخا و أنکر الآخر فإنّه یردّ هذا المقرّ على الّذی ادّعاه
ثلث ما فی یدیه.

و إن مات أحدهما لم یورثا لأنّ الدّعوى إنّما کان على أبیه و لم یثبت نسب المدّعی
بدعوى هذا على أبیه(2) .

 

(1) الحمیل: الّذی یحمل من بلده صغیرا و لم یولد فی الإسلام.

(2) الکافی 7: 165 / 1، وسائل الشّیعة 26: 278 / 33000 .

(3) الکافی 7: 166.

مسند الفضل بن شاذان (361)

باب
إقرار بعض الورثة بدین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن زکریّا بن یحیى ، عن
الشّعیری ، عن الحکم بن عتیبة قال : کنّا على باب جعفر علیه السلام و نحن جماعة ننتظره أن یخرج
إذ جاءت امرأة فقالت : أیّکم أبو جعفر ؟ فقال لها القوم : ما تریدین منه ؟ قالت : اُرید أن أسأله
عن مسألة، فقالوا لها : هذا فقیه أهل العراق فسلیه ، فقالت : إنّ زوجی مات و ترک ألف درهم
و کان لی علیه من صداقی خمسمائة درهم فأخذت صداقی و أخذت میراثی ثمّ جاء رجل
فادّعى علیه ألف درهم فشهدت له.

فقال الحکم: فبینا أنا أحسب ما یصیبها إذ خرج أبو جعفر علیه السلام فقال : ما هذا الّذی أراک
تحرّک به أصابعک یا حکم ؟ فأخبرته بمقالة المرأة و ما سألت عنه، فقال أبو جعفر علیه السلام : أقرّت
بثلث ما فی یدیها و لا میراث لها(1) .

قال الحکم : فواللّه‏ ما رأیت أحدا أفهم من أبی جعفر علیه السلام .

قال الفضل بن شاذان: و تفسیر ذلک أنّ الّذی على الزّوج صار ألفا و خمسمائة درهم
للرّجل ألف و لها خمسمائة درهم هو ثلث الدّین و إنّما جاز إقرارها فی حصّتها فلها ممّا ترک
المیّت الثّلث و للرّجل الثّلثان فصار لها ممّا فی یدیها الثّلث و یردّ الثّلثان على الرّجل و الدّین
استغرق المال کلّه فلم یبق شیء یکون لها من ذلک المیراث و لا یجوز إقرارها على
غیرها(2).

 

(1) قوله : أقرّت بثلث ما فی یدیها، و قد مرّ هکذا فی کتاب الوصایا، و فی الفقیه و بعض نسخ التّهذیب:
بثلثی ما فی یدیها، و لعلّه کان هکذا فی روایه الفضل ففسّره بما فسّره أو حمل قوله «ع»: أقرّت بثلث ما
فی یدیها على أنّ المعنى أقرّت بأنّ لها ثلث ما فی یدیها، أو قرأ: اُقرّت على البناء للمجهول أی تقرّ المرأة
على الثّلث و یردّ منها الباقی. و فی الدّروس بعد نقل هذا الخبر و تحقیق المسألة: و الّذی فی التّهذیب نقلاً
عن الفضل فقد أقرّت بثلث ما فی یدیها و إنّه بخطّ مصنّفه، و کذا فی الاستبصار و هذا موافق لما قلناه، و
ذکره الشّیخ أیضا بسند آخر غیر الفضل و غیر الحکم متّصلاً بفضیل بن یسار عنه «ع» أقرّت بذهاب ثلث
مالها و لا میراث لها تأخذ المرأة ثلثی خمسمائة و تردّ علیه ما بقی (محمّد تقی المجلسی).

(2) الکافی 7: 167 / 1، و تقدّم الحدیث فی کتاب الوصایا باب من أوصى و علیه دین.

(362) مسند الفضل بن شاذان

باب
من مات و لیس له وارث

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن محمّد
الحلبی ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی قول اللّه‏ تبارک و تعالى: «یَسْأَلُونَکَ عَنِ الأنْفالِ»(1) قال :
من مات و لیس له مولى فماله من الأنفال(2) .

باب
ولاء السّائبة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ،
عن هشام بن سالم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا والى الرّجل الرّجل فله میراثه و علیه
معقلته(3).

(1) سورة الأنفال(8): 2.

(2) الکافی 7: 169 / 4، وسائل الشّیعة 26: 247 / 32932 .

(3) الکافی 7: 171 / 3، التهذیب 9: 396 / 1413، وسائل الشّیعة 26: 244 / 32924و32925 .

مسند الفضل بن شاذان (363)

«کتاب الحدود»

باب
ما یوجب الجلد

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر؛
و علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سمعت أبا
عبداللّه‏ علیه السلام یقول : کان علیّ علیه السلام إذا أخذ الرّجلین فی لحاف واحد ضربهما الحدّ فإذا أخذ
المرأتین فی لحاف واحد ضربهما الحدّ(1) .

باب
حدّ النّبّاش

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری قال : سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام
یقول: حدّ النّباش حدّ السّارق(2) .

 

(1) الکافی 7: 181 / 7، وسائل الشّیعة 28: 86 / 34275 .

(2) الکافی 7: 228 / 1، التهذیب 10: 115 / 457، الاستبصار 4: 245، وسائل الشّیعة 28: 278 /
34754.

(364)

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الدّیات»

باب القتل

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن حمّاد بن عیسى ، عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن محمّد بن مسلم قال :
سألت أبا جعفر علیه السلام عن قول اللّه‏ عزّوجلّ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسا بِغَیْرِ نَفْسٍ [أوْ فَسادٍ فِی الأرْضِ[
فَکَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعا»(1) قال : له فی النّار مقعد لو قتل النّاس جمیعا لم یرد إلاّ إلى ذلک
المقعد(2).

باب
الرّجل یقتل المرأة و المرأة تقتل الرّجل ، و فضل دیة الرّجل
على دیة المرأة فی النّفس و الجراحات

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبان بن تغلب قال ،
قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : ما تقول فی رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة کم فیها ؟ قال : عشر من

(1) سورة المائدة(5): 32.

(2) الکافی 7: 272 / 6، وسائل الشّیعة 29: 9 / 35021 .

(365)

الإبل ، قلت قطع اثنین ؟ قال : عشرون ، قلت : قطع ثلاثا ؟ قال : ثلاثون، قلت : قطع أربعا ؟
قال : عشرون ، قلت : سبحان اللّه‏ یقطع ثلاثا فیکون علیه ثلاثون و یقطع أربعا فیکون علیه
عشرون ؟ إنّ هذا کان یبلغنا و نحن بالعراق فنبرأ ممّن قاله و نقول : الّذی جاء به شیطان ،
فقال : مهلاً یا أبان هکذا حکم رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم إنّ المرأة تقابل الرّجل إلى ثلث الدّیة فإذا
بلغت الثّلث رجعت إلى النّصف . یا أبان إنّک أخذتنی بالقیاس ، و السّنّة إذا قیست محق
الدّین(1).

باب
فیما یصاب من البهائم و غیرها من الدّوابّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: فی دیة الکلب السّلوقی(2) أربعون درهما أمر رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أن یدیه لبنی
جذیمة(3) .

(1) الکافی 7: 299 / 6، وسائل الشّیعة 29: 352 / 35762 .

(2) السّلوق: قریة بالیمن تنسب إلیها الدّروع و الکلب السّلوقی، و یقال هی مدینة.

(3) الکافی 7: 368 / 5، وسائل الشّیعة 29: 226 / 35510 .

(366) مسند الفضل بن شاذان

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب القضاء و الأحکام»

باب
أنّ القضاء بالبیّنات و الأیمان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن سعد بن هشام(1) بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال ، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : إنّما أقضی بینکم بالبیّنات و الأیمان، و بعضکم ألحن بحجّته(2)
من بعض، فأیّما رجل قطعت له من مال أخیه شیئا فإنّما قطعت له به قطعة من النّار(3).

باب
أنّ من رضی بالیمین فحلف له فلا دعوى له بعد الیمین
و إن کانت له بیّنة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم عبد الحمید ، عن خضر النّخعی ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل یکون له على الرّجل المال فیجحده، قال : إن استحلفه فلیس له أن

(1) فی بعض النّسخ: عن سعد و هشام بن الحکم، و هو أصوب.

(2) ألحن أی أشدّ فهما و إفهاما، أو أعرف بتغییر الکلام عن وجهه.

(3) الکافی 7: 414 / 1، وسائل الشّیعة 27: 232 / 33663 .

(367)

یأخذ شیئا و إن ترکه و لم یستحلفه فهو على حقّه(1) .

(1) الکافی 7: 418 / 2، وسائل الشّیعة 27: 246 / 33691 .

(368) مسند الفضل بن شاذان

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الأیمان و النّذور»

باب
الیمین الکاذبة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن شیخ من أصحابنا
یکنّى أبا الحسن ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : إنّ اللّه‏ تبارک و تعالى خلق دیکا أبیض، عنقه تحت
العرش و رجلاه فی تخوم الأرض السّابعة ، له جناح فی المشرق و جناح فی المغرب ، لا
تصیح الدّیوک حتّى یصیح فإذا صاح خفق بجناحیه ثمّ قال : سبحان اللّه‏ سبحان اللّه‏ العظیم
الّذی لیس کمثله شیء، قال : فیجیبه اللّه‏ تبارک و تعالى فیقول : لا یحلف بی کاذبا من یعرف
ما تقول(1).

باب
کفّارة الیمین

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحلبیّ ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی کفّارة الیمین یطعم عشرة مساکین لکلّ مسکین مدّ من

(1) الکافی 7: 437 / 11، فی الفقیه 1: 306 / 1398 مرسلاً، وسائل الشّیعة 23: 206 / 29377 .

(369)

حنطة أو مدّ من دقیق و حفنة(1) أو کسوتهم لکلّ إنسان ثوبان أو عتق رقبة و هو فی ذلک
بالخیار أیّ الثّلاثة صنع، فإن لم یقدر على واحدة من الثّلاثة فالصّیام علیه ثلاثة أیّام(2) .

(1) الحفنة: مل‏ء الکف.

(2) الکافی 7: 451 / 1، الفقیه 3: 230، التهذیب 8: 295 / 1091، الاستبصار 4: 51، وسائل الشّیعة 22:
375 / 28818 .

(370) مسند الفضل بن شاذان

«إلزامات للمخالفین»

إلزام
فقهاء العامّة فی الإمامة

قال الشیخ المفید: سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان النّیسابوری رحمه‏الله قیل له : ما الدّلیل
على إمامة أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام ؟

فقال : الدّلیل على ذلک من کتاب اللّه‏ عزّوجلّ، و من سنّة نبیّه صلّی الله علیه و آله وسلّم ، و من إجماع
المسلمین .

فأمّا کتاب اللّه‏ سبحانه و تعالى قوله عزّوجلّ: «یا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أطِیعُوا اللّه‏َ وَ
أطِیعُوا الرَّسُولَ وَ اُولِی الأمْرِ مِنْکُمْ»(1) .

فدعانا سبحانه و تعالى إلى إطاعة اُولى الأمر کما دعانا إلى طاعة نفسه و طاعة
رسوله صلّی الله علیه و آله وسلّم ، فاحتجنا إلى معرفة اُولى الأمر کما وجبت علینا معرفة اللّه‏ و معرفة
رسوله صلّی الله علیه و آله وسلّم ، فنظرنا فی أقاویل الاُمّة فوجدناهم قد اختلفوا فی اُولى الأمر و أجمعوا فی
الآیة على ما یوجب کونها فی علیّ بن أبی طالب علیه السلام .

فقال بعضهم : اُولوا الأمر هم اُمراء السّرایا. و قال بعضهم : هم العلماء . و قال بعضهم :
هم القوّامون على النّاس ، و الآمرون بالمعروف و النّاهون عن المنکر . و قال بعضهم : هم
علیّ بن أبی طالب و الأئمّة من ذریّته علیهم‏السلام .

(1) سورة النّساء(4): 59.

(371)

فسألنا الفرقة الاُولى، فقلنا لهم : ألیس علیّ بن أبی طالب من اُمراء السّرایا ؟ فقالوا:
بلى .

فقلنا للثّانیة : ألم یکن علیّ علیه السلام من العلماء ؟ قالوا : بلى .

و قلنا للثّالثة : ألیس علیّ علیه السلام قد کان من القوّام على النّاس بالأمر بالمعروف و النّهى
عن المنکر ؟ فقالوا : بلى .

فصار أمیر المؤمنین علیه السلام معنیا بالآیة باتّفاق الاُمّة و إجماعها ، و تیقّنّا ذلک بإقرار
المخالف لنا فی إمامته علیه السلام و الموافق علیها، فوجب أن یکون إماما بهذه الآیة لوجود الاتّفاق
على أنّه معنیٌ بها ، و لم یجب العدول إلى غیره و الاعتراف بإمامته، لوجود الاختلاف فی
ذلک ، و عدم الاتّفاق و ما یقوم مقامه فی البرهان .

و أمّا السّنّة : فإنّا وجدنا النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم استقضى علیّا علیه السلام على الیمن، و أمّره على
الجیوش، و ولاّه الأموال، و أمره بادائها إلى بنی جذیمة الّذین قتلهم خالد بن الولید ظلما، و
اختاره علیه السلام لأداء رسالات اللّه‏ عزّوجلّ و الإبلاغ عنه فی سورة البراءة ، و استخلفه عند
غیبته على من خلّف، و لم نجد النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم سنّ هذه السّنن فی غیره، و لا اجتمعت هذه
السّنن فی أحد بعد النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم کما اجتمعت فی علیّ علیه السلام و سنّة رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم بعد موته
واجبة کوجوبها فی حیاته ، و إنّما تحتاج الاُمّة إلى الإمام لهذه الخصال الّتی ذکرناها فإذا
وجدناها فی رجل قد سنّها صلّی الله علیه و آله وسلّم فیه کان أولى بالإمامة ممّن لم یسنّ النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فیه شیئا
من ذلک .

و أمّا الإجماع، فإنّ إمامته تثبت من جهته من وجوه:

منها: أنّهم قد أجمعوا جمیعا على أنّ علیّا علیه السلام قد کان إماما و لو یوما واحدا ، و لم
یختلف فی ذلک أصناف أهل الاُمّة، ثمّ اختلفوا ، فقالت طائفة : کان إماما فی وقت کذا دون
وقت کذا، و قالت طائفة: کان إماما بعد النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فی جمیع أوقاته، و لم تجتمع الاُمّة على
غیره أنّه کان إماما فی الحقیقة طرفة عین ، و الإجماع أحقّ أن یتّبع من الخلاف .

و منها: أنّهم أجمعوا جمیعا على أنّ علیّا علیه السلام کان یصلح للإمامة، و أنّ الإمامة تصلح
لبنی هاشم ، و اختلفوا فی غیره ، و قالت طائفه : لم تکن تصلح لغیر علیّ بن أبی طالب علیه السلام ،
و لا تصلح لغیر بنی هاشم، و الإجماع حقّ لا شبهة فیه ، و الاختلاف لا حجّة فیه .

و منها: أنّهم أجمعوا على أنّ علیّا علیه السلام کان بعد النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ظاهر العدالة واجبة له

(372) مسند الفضل بن شاذان

الولایة ، ثمّ اختلفوا، فقال قوم : إنّه کان مع ذلک معصوما من الکبائر و الضّلال .

و قال آخرون : لم یک معصوما و لکن کان عدلاً برّا تقیّا على الظّاهر لا یشوب ظاهره
الشّوائب، فحصل الإجماع على عدالته ، و اختلفوا فی نفی العصمة عنه .

ثمّ أجمعوا کلّهم جمیعا على أنّ أبابکر لم یک معصوما و اختلفوا فی عدالته ، فقالت
طائفه: کان عدلاً ، و قالت اُخرى : لم یکن عدلاً، لأنّه أخذ ما لیس له ، فمن أجمعوا على
عدالته و اختلفوا فی عصمته أولى بالإمامة ممّن اختلفوا فی عدالته و أجمعوا على نفی
العصمة عنه(1) .

إلزام آخر فی الإمامة

قال الشیخ المفید: سئل الفضل بن شاذان رحمه‏الله عمّا روته النّاصبة عن أمیر المؤمنین علیه السلام
أنّه قال: لا اُوتی برجل یفضّلنی على أبی بکر و عمر إلاّ جلّدته جلدة المفتری، فقال : إنّما
روى هذا الحدیث سوید بن غفلة ، و قد أجمع أهل الآثار على أنّه کان کثیر الغلط.

و بعد فإنّ نفس الحدیث متناقض، لأنّ الاُمّة مجمعة على أنّ علیّا علیه السلام کان عدلاً فی
قضیّته، و لیس من العدل أن یجلِّد حدَّ المفتری من لم یفْتر ، هذا جور على لسان الاُمّة کلّها و
علیّ بن أبی طالب علیه السلام عندنا بریء من ذلک(2) .

إلزام آخر لهم

قال الشیخ المفید: و قد کان الفضل بن شاذان رحمه‏الله استدلّ على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام
بقول اللّه‏ تعالى: «وَ اُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللّه‏ِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ
الْمُهاجِرِینَ»(3) قال : و إذا أوجب اللّه‏ للأقرب برسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم الولایة و حکم بأنّه أولى به
من غیره ، وجب أنّ أمیر المؤمنین علیه السلام کان أولى بمقام رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم من کلّ أحد .

قال الفضل: فإن قال قائل : فإنّ العبّاس کان أقرب إلى رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم من علیّ علیه السلام ،

(1) الفصول المختارة: 118 .

(2) الفصول المختارة: 167 .

(3) سورة الأحزاب(33): 6.

مسند الفضل بن شاذان (373)

قیل له : إنّ اللّه‏ تعالى لم یذکر الأقرب فی النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم دون أنّه علّقه بوصف، فقال: «اَلنَّبِیُ
أوْلى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أنْفُسِهِمْ وَ أزْواجُهُ اُمَّهاتُهُمْ وَ اُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْضٍ فِی
کِتابِ اللّه‏ِ مِنَ الْمُؤمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ»(1) فشرط فی الأولى بالرَّسول الإیمان و الهجرة ، و
لم یکن العبّاس من المهاجرین ، و لا کانت له هجرة بالاتّفاق(2) .

إلزام
فقهاء العامّة على قولهم فی الطّلاق

قال الشیخ المفید: و قد ألزم الفضل بن شاذان رحمه‏الله فقهاء العامّة على قولهم فی الطّلاق،
أن یحلّ للمرأة الحرّة المسلمة أن تمکّن من وطئها فی الیوم الواحد عشرة أنفس على سبیل
النّکاح، و هذا شنیع فی الدّین، منکر فی الإسلام .

قال الشّیخ المفید: و وجه إلزامه لهم ذلک بأن قال : خبّرونی عن رجل تزوّج امرأة على
الکتاب و السّنّة و ساق إلیها مهرها، ألیس قد حلّ له وطیها ؟ فقالوا: و قال المسلمون کلّهم:
بلى .

قال لهم : فإن وطئها ثمّ کرهها عقیب الوطی ألیس یحلّ له خلعها على مذهبکم فی
تلک الحال ؟ فقالت العامّة خاصّة : نعم .

قال لهم : فإنّه خلعها ثمّ بدا له بعد ساعة فی العود إلیها ألیس یحلّ له أن یخطبها لنفسه،
و یحلّ لها أن ترغب فیه ؟ قالوا : بلى .

(1) نفس الآیة السّابقة .

(2) الفصول المختارة: 170، مناقب ابن شهر آشوب 1: 261، ثمّ قال الشّیخ المفید: و أقول: إنّ أمیر المؤمنین
«ع» کان أقرب إلى رسول اللّه‏ «ص» من العبّاس و أولى بمقامه منه إن ثبت أنّ المقام موروث، و ذلک أنّ
علیّا «ع» کان ابن عمّ رسول اللّه‏ «ص» لأبیه و اُمّه، و العبّاس عمّه لأبیه خاصّة، و من تقرّب بسببین کان
أقرب ممّن تقرّب بسبب واحد. و أقول: إنّه لو لم تکن فاطمة «س» موجودة بعد رسول اللّه‏ «ص» لکان
أمیر المؤمنین «ع» أحقّ بمیراث رسول اللّه‏ و ترکته من العبّاس . و لو ورث مع الولد أحد غیر الأبوین و
الزّوج و الزّوجة لکان أمیر المؤمنین «ع» أحقّ بمیراث الرّسول مع فاطمة «س» من العبّاس، لما قدّمت
من انتظامه القربة من جهتین و اختصاص العبّاس بها من جهة واحدة. و لست أعلم بین أهل العلم خلافا
فی أنّ علیّا کان ابن عمّ رسول اللّه‏ لأبیه و اُمّه و أنّ العبّاس کان عمّه لأبیه خاصّة، و فی ذلک یقول أبو
طالب خطابا لابنیه علیّ و جعفر:

 لا تخذلا و انصرا ابن عمّکما
   

 أخی لاُمّی من بینهم و أبی

(374) مسند الفضل بن شاذان

فقال لهم : فإن عقد علیها عقد النّکاح ألیس قد عادت إلى ما کانت علیه من النّکاح و
سقط عنها عدّة الخلع ؟ قالوا : بلى .

قال لهم : فإن رجع إلى نیّته فی فراقها ففارقها عقیب العقد الثّانی بالطّلاق من غیر أن
یدخل بها ثانیة ألیس قد بانت منه و لا عدّة علیها بنصّ القرآن من قوله: «ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ
قَبْلِ أنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَکُمْ عَلَیهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها»(1) ؟ قالوا : نعم، و لابدّ لهم من ذلک مع
التمسّک بالدّین .

قال لهم : ألیس قد حلّت من وقتها للأزواج، إذ لیس علیها عدّة بنصّ القرآن؟ قالوا :
بلى .

قال : فما تقولون إن صنع بها الثّانی کصنع الأوّل ، ألیس یکون قد نکحها اثنان فی
بعض یوم من غیر حظر من ذلک على اُصولکم فی الأحکام؟ فلابدّ أن یقولوا: بلى .

قال لهم : و کذلک لو نکحها ثالث و رابع إلى أن یتمّ ناکحوها عشرة أنفس و أکثر من
ذلک فی آخر النّهار ، ألیس یکون ذلک جائزا طلقا حلالاً ؟ و هذه هی الشّناعة الّتی لا تلیق
بأهل الإسلام(2) .

إلزام
فقهاء العامّة فی قولهم فی المیراث

قال الشیخ المفید: و قد ألزم الفضل بن شاذان رحمه‏الله فقهاء العامّة فی قولهم فی المیراث
أن یکون نصیب بنی العمّ أکثر من نصیب الولد، و اضطرّهم إلى الاعتراف بذلک .

قال لهم : خبّرونی عن رجل توفّی و خلّف ثلاثین ألف درهم، و خلّف ثمانیة و
عشرین بنتا، و خلّف ابنا واحدا، کیف یقسّم میراثه ؟

فقالوا : یعطى الولد الذّکر ألفی درهم، و یعطى کلّ بنت ألف درهم ، فیکون للبنات

(1) سورة الأحزاب(33): 49.

(2) الفصول المختارة: 178، ثمّ قال الشّیخ المفید: و الموضع الّذی لزمت منه هذه الشّناعة فقهاء العامّة دون
الشّیعة الإمامیّة أنّهم یجیزون الخلع و الطّلاق و الظّهار فی الحیض ، و فی الطّهر الّذی قد حصل فیه جماع
من غیر استبانة حمل ، و الإمامیّة تمنع من ذلک و تقول : إنّ هذا أجمع لا یقع بالحاضرة الّتی تحیض إلاّ
بعد أن تکون طاهرة من الحیض طهرا لم یحصل فیه جماع، فلذلک سلمت ممّا وقع فیه المخالفون .

مسند الفضل بن شاذان (375)

ثمانیة و عشرون ألف درهم على عددهم، و یحصل للولد الذّکر ألفا درهم فیکون ما قسّمه
اللّه‏ تعالى و أوجبه فی کتابه: «لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَیَیْنِ»(1).

قال لهم: فما تقولون إن کان موضع الابن ابن عمّ، کیف تقسّم الفریضة؟ فقالوا: یعطى
ابن العمّ عشرة آلاف درهم و تعطى البنات کلّهنّ عشرین ألف درهم.

قال لهم الفضل بن شاذان : فقد صار ابن العمّ أوفر حظّا من الابن للصّلب، و الابن
مسمّى فی التّنزیل، متقرّب بنفسه ، و بنو العمّ لا تسمیة لهم إنّما یتقرّبون بأبیهم، و أبوهم
یتقرّب بجدّه ، و الجدّ یتقرّب بابنه ، و هذا نقض الشّریعة(2) .

قال محمد بن الحسن الطوسی:

و قد ذکر الفضل بن شاذان رحمه‏الله إلزامات للمخالفین لنا، أوردناها على وجهها لأنّها
واقعة موقعها، فمن ذلک أنّه قال: أوجبوا أنّ اللّه‏ تعالى فرض المحال المتناقض، فقالوا فی
أبوین و ابنتین و زوج: للأبوین السّدسان، و للابنتین الثّلثان، و للزّوج الرّبع، فزعموا أنّ اللّه‏
عزّوجلّ أوجب فی مال ثُلثین و سُدسین و رُبعا، و هذا محال متناقض فاسد، لأنّ هذا لا
یکون فی مال أبدا، و اللّه‏ لا یتکلّم بالمحال، و لا یوجب التّناقض.

ثمّ زعموا أنّ للابنتین الثّلثین أربعة من سبعة و نصف، و ثلثا سبعة و نصف یکون
خمسة لا أربعة، فسمّوا نصفا و ثلث عشر ثلثین و هذا محال متناقض .

و زعموا أنّ للزّوج واحدا و نصفا من سبعة و نصف، و هذا هو خمس لا ربع فسمّوا
الخمس ربعا و هذا کلّه محال متناقض.

و زعموا أنّ للأبوین السّدسین اثنین من سبعة و نصف و إنّما یکون السّدسان من سبعة
و نصف اثنین و نصف فسمّوا ربعا و سدس عشر ثلثا و هذا محال متناقض.

و کذلک قالوا فی زوج و اُخت لأب و اُمّ و اُختین لاُمّ فقالوا للزّوج النّصف ثلاثة من

(1) سورة النّساء(4): 11.

(2) الفصول المختارة: 182، کنز الفوائد 1: 284، ثمّ قال الشّیخ المفید: و إنّما لزمت هذه الشّناعة فقهاء
العامّة خاصّة لقولهم بأنّ من عدا الزّوج و الزّوجة و الأبوین یرثون مع الولد على خلاف مسطور الکتاب و
السّنّة ، و إنّما أعطوا ابن العمّ عشرة آلاف درهم فی هذه الفریضة من حیث تعلّقوا بقوله تعالى: «فَإنْ کُنَّ
نِساءٌ فَوْقَ اثْنَتَیْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَکَ» سورة النّساء(4): 11. فلمّا بقی الثّلث أعطوه لابن العمّ، فلحقتهم
الشّناعة المخرجة لهم عن الدّین، و نجت الشّیعة من ذلک .

(376) مسند الفضل بن شاذان

ثمانیة و ذلک إنّما یکون ربعا و ثمنا فسمّوا ثلاثة أثمان نصفا.

و قالوا للاُختین للاُمّ الثّلث اثنان من ثمانیة و ذلک إنّما هو ربع فسمّوا الرّبع ثلثا و قالوا
للاُخت من الأب و الاُمّ النّصف ثلاثة من ثمانیة و نصف الّثمانیة إنّما یکون أربعة لا ثلاثة
فسمّوا ثلاثة أثمان نصفا و هذا کلّه محال متناقض و إذا ذهب النّصفان فأین موضع الثّلث.

و کذلک قالوا فی زوج و اُختین لأب و اُمّ و اُختین لاُمّ فقالوا: للزّوج النّصف ثلاثة من
تسعة و ذلک هو ثلث لا نصف فسمّوا الثّلث نصفا.

و قالوا: للاُختین للأب و الاُمّ الثّلثان أربعة من تسعة، و ثلثا تسعة إنّما هو ستّة لا أربعة
فسمّوا الثّلث و ثلث الثّلث ثلثین.

و قالوا: للاُختین من الاُمّ الثّلث اثنان من تسعة، و الثّلث من تسعة یکون ثلاثة لا اثنین،
فسمّوا أقلّ من الرّبع ثلثا و هذا کلّه محال متناقض .

و کذلک قالوا فی زوج و اُمّ و اُختین لأب و اُمّ و اُختین لاُمّ، فقالوا: للزّوج النّصف ثلاثة
من عشرة و نصف عشرة یکون خمسة لا ثلاثة فسمّوا أقلّ من الثّلث نصفا .

و قالوا: للاُمّ السّدس واحد من عشره فسمّوا العشر سدسا، و قالوا للاُختین من الأب و
الاُمّ الثّلثان أربعة من عشرة فسمّوا خمسین ثلثین .

و قالوا للاُختین من الاُمّ الثّلث اثنان من عشرة، و اثنان من عشرة یکونان خمسا،
فسمّوا الخمس ثلثا و هذا کلّه محال متناقض فاسد، و هو تحریف الکتاب کما حرّفت الیهود
و النّصارى کتبهم، و ذلک أنّ اللّه‏ عزّوجلّ لا یفرض المحال و لا یغلط فی الحساب و لا
یخطى‏ء فی اللّفظ و القول و التّسمیة و لا یموه على خلقه و لا یلبس على عباده و لا یکلّفهم
المجهول الّذی لا تضبطه العقول، و قد أوجبوا کلّ هذا على ربّ العزّة، و لو کان مراد اللّه‏
عزّوجلّ الّذی قالوا لقدر أن یسمّى السّبع و الّثمن و العشر کما سمّى الرّبع و الثّلث و النّصف،
إلاّ أن یکون اللّه‏ عزّوجلّ أراد عندهم أن یتعمّد الخطأ و أن یغالط العباد و یموّه على الخلق و
یدخل فی السّخف و الجهل و العبث، و کلّ هذا محال فی صفة اللّه‏ تعالى و منزّه عزّوجلّ عمّا
وصفه به الجاهلون، و فیما بیّنّا کفایة إن شاء اللّه‏ تعالى .

و یقال لهم: إن جاز هذا الّذی قلتم، فما تنکرون أن یکون قوله عزّوجلّ فی کفّارة
الیمین: «إطْعامُ عَشَرَةِ مَساکِینَ»(1) إنّما هو واحد فی المعنى لقوله عزّوجلّ: «مَنْ جاءَ


(1) سورة المائدة(5): 89 .

مسند الفضل بن شاذان (377)

بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها»(1) فالعشرة هاهنا واحد فی المعنى، و کذلک قوله: «فَإطْعامُ
سِتِّینَ مِسْکِینا»(2) فالستّون هاهنا فی المعنى ستّة، و کذلک قوله: «اَلزّانِیَةُ وَ الزّانِی
فَاجْلِدُوا کُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ»(3) فالمائة هاهنا فی المعنى ثمانون الّتی هی الحدّ
المعروف .

فإن قالوا: کیف یکون العشرة واحدا و الستّون ستّة و المائة ثمانین؟ قیل لهم: کما جاز
أن یکون النّصف ثلثا و الثّلث عندکم ربعا و الرّبع خمسا، و المتعارف من الخلق على خلاف
ذلک و هذا لازم على قیاد قولهم و فیه دلیل أنّ الصّحیح ما قاله ابن عباس رضی اللّه‏ عنه و
الأئمّة الهادیة من آل محمّد علیهم‏السلام ، انتهى کلام الفضل رحمه‏الله (4) .

 

(1) سورة الأنعام(6): 160.

(2) سورة المجادلة(58): 4 .

(3) سورة النّور(24): 2.

(4) التهذیب 9: 251 ـ 255، ثمّ قال: قال محمّد بن الحسن: فإن قیل جمیع ما شنعتم به على مخالفیکم
راجع علیکم و لازم لکم و إلاّ بیّنوا وجه الانفصال منهم قیل له: الفصل بیننا و بین من خالفنا أنّا قد بیّنّا أنّه
محال أن یکون أصحاب هذه السّهام مرادین بالظّاهر على وجه الاجتماع، لاستحالة ذلک فیه، و إنّما یصحّ
أن یکون کلّ واحد منهم أو اثنین مرادا على وجه لا یؤدّی إلى المحال، و لم یبق بعد هذا إلاّ أن نبیّن من
الّذی یحصل مرادا عند الاجتماع و من الّذی یسقط؟

أمّا المسألة الاُولى، و هی اجتماع الأبوین و الزّوج و البنتین فعندنا أنّه یکون للزّوج الرّبع من أصل المال و
للأبوین السّدسان و لا تتناول التّسمیة فی هذا الموضع البنتین، بل یکون لهما الباقی .

و أمّا اجتماع الزّوج و الاُختین للأب و الاُمّ و الاُختین للاُمّ فیکون للزّوج النّصف من أصل المال، و کذلک
الثّلث للاُختین من قبل الاُمّ و لا تتناول التّسمیة للاُختین من قبل الأب، بل یکون لهما ما یبقى .

و کذلک المسألة الثّالثة یکون للزّوج النّصف و للاُختین من الاُمّ الثّلث و ما یبقى للاُختین للأب و الاُمّ .

و المسألة الرّابعة و هی اجتماع زوج و اُمّ و اُختین لأب و اُمّ و اُختین لاُمّ فیکون للزّوج النّصف من أصل المال
و ما یبقى فللاُمّ و لا تتناول التّسمیة هاهنا للاُختین من قبل الأب و الاُمّ و لا للاُختین من قبل الاُمّ على
حال.

فإن قیل: هذا الّذی ذکرتموه کلّه تشه و تمن و خلاف لظاهر القرآن لأنّه لیس فی ظاهره من المتناول له و من
الّذی لم یتناوله .

قیل له: الّذی نعلم عند اجتماع هؤلاء ذوی الأسهام أنّه لا یجوز أن یکونوا مرادین على الاجتماع لما یؤدّی
إلیه من وجوه الفساد و التّناقض و المحال و إنّما یعلم من منهم المراد دون صاحبه بدلیل غیر الظّاهر و
الّذی یدلّ على صحّة ما ذهبنا إلى تناول الظّاهر له ما قدّمناه من الأخبار من أنّ الزّوج لا ینقص عن الرّبع و
الزّوجة لا تنقص عن الثّمن و الأبوان لا ینقصان عن السّدسین و الإخوة من الاُمّ لا ینقصون عن الثّلث و
إذا ثبت ذلک فإذا اجتمع هؤلاء مع غیرهم وفیناهم حقوقهم الّتی استقرّ أنّهم لا ینقصون عنها و أدخلنا
النّقصان على من عداهم و هذا بیّن لا إشکال فیه .

و یدلّ على ذلک أیضا أنّه لا خلاف بین الاُمّة أنّ من ذهبنا إلى تناول الظّاهر لهم مرادون به و اختلفوا فیمن
عداهم، فقلنا نحن: إنّ من عدا المذکورین الّذین ذکرناهم لیس بمراد و قال مخالفونا إنّهم أیضا مرادون و
نحن مستمسکون بما أجمع معنا مخالفونا علیه إلى أن یقوم دلیل على صحّة ما خالفونا فیه، و إن شئت أن
تقول: لا خلاف بین الاُمّة أنّ من ذکروه أنّ الظّاهر متناول لهم سوى من نذکره أنّه لیس له فرضه على
الکمال بل النّقصان داخل علیهم، فقلنا نحن: إنّ النّقصان داخل علیهم لأنّ لهم ما یبقى و قالوا هم النّقصان
داخل علیهم من حیث دخل على جمیع ذوی السّهام و ما اجتمعت الاُمّة على دخول النّقصان على من
قلنا إنّ الظّاهر متناول لهم لأنّا نقول: إنّ لهم سهامهم على الکمال و إنّما یقول مخالفونا إنّهم منقوصون من
حیث اعتقدوا أنّ النّقصان داخل على الکلّ و نحن على ما أجمعنا علیه و اتّفقنا إلى أن تقوم دلالة على ما
قالوه و هذا أیضا بیّن بحمد اللّه‏ و منّه .

(378) مسند الفضل بن شاذان

قال الشیخ الطوسی: و قد استدلّ من خالفنا على صحّة ما ذهبوا إلیه بما ذکره
الفضل رحمه‏الله عن أبی ثور أنّه قال: لا خلاف بین أهل العلم فی رجل مات و علیه لرجل ألف
درهم و لآخرین خمسمائة و ترک ألف درهم أنّهم یقتسمون الألف على قدر أموالهم فیضرب
صاحب الألف فیها بعشرة و صاحب الخمسمائة بخمسة فیصیر لصاحب الألف خمسمائة
درهم و للآخرین بینهما خمسمائة درهم و ذلک أنّ لکلّ واحد منهما حقّا فلا یجوز أن یسقط
واحد منهما و کذلک أهل المیراث لکلّ حقّ قد فرضه اللّه‏ فلمّا أن اجتمعوا ضربوا فی المیراث
بقدر حصصهم .

قال الفضل رحمه‏الله : فأقول و باللّه‏ التّوفیق: إنّ هذا یفسد علیهم من وجوه: فمنها أن یقال له:
أخبرنا ألیس حقوق هولاء لازمة للمیّت فی حیاته، واجب علیه الخروج منها لهم کملاً بلا
نقصان؟

فإن قال: بلى، قیل له: أفهکذا القول فی المیراث هو شیء ثابت لازم یجب علیه
الخروج منه لأهل العول و توفیره علیهم؟

فإن قال: لا، قیل: فما یشبه العول ممّا قستَ به علیه و مثّلتَ، ثمّ یقال لهم: ألیس حقوق
الغرماء ثابتا لازما قائما إن بطل عنهم فی الدّنیا لم یبطل عنهم فی الآخرة، و عوّضوا من ذلک
بقدر ما یدخله علیهم من النّقص فی الدّنیا؟

فإن قال: نعم، قیل له: أفهکذا العول یبطل عنهم حق هو لهم یعوّضون منه فی الآخرة؟

فإن قال: نعم، فالاُمّة مجتمعة على إبطالهم، و إن قال: لا، قیل له: فما یشبه العول ممّا
قلت؟

ثمّ یقال له: أخبرنا عن هذا الرّجل ألیس أخذ من القوم ما لم یکن عندهم بذلک وفاءا؟

مسند الفضل بن شاذان (379)

فإن قال: نعم، قیل له: فاللّه‏ عزّوجلّ أوجب للقوم ما لا وفاء لهم فیما أوجبه و قسّمه لهم
قسمة لا یمکن تصحیحها لهم؟

فإن قال: بلى، فقد عجّز اللّه‏ و نسبه إلى العبث و الجهل .

و إن قال: لا، قیل له: فما یشبه ما مثّلث من العول.

ثمّ یقال له: أخبرنا أ محال أن یکون لرجل على رجل ألف درهم و أقلّ و أکثر، و لآخر
عنده خمسمائة درهم، و لآخر عنده عشرة آلاف درهم و لا یکون عنده لشیء من ذلک
وفاء، أم ذلک جائز صحیح؟

فإن قال: إنّ ذلک لیس بمحال و هو جائز صحیح، قیل له: أ فجائز أن یکون للمال نصف
و نصف و ثلث، أو یکون للمال ثلثان و نصف و ثلث؟

فإن قال: جائز، أکذبه الوجود، و قیل له: أوجد لنا ذلک، و لا سبیل له إلى ذلک.

و إن قال: محال ذلک غیر جائز، قیل له: فکیف تقیس الصّحیح الجائز بالمحال
الفاسد؟ و هل هذا إلاّ قیاس إبلیس الّذی ضلّ به و أضلّ؟

ثمّ یقال له: ألیس جائز لهذا المیّت الّذی لم یخلّف إلاّ ألف درهم أن یکون علیه عشرة
آلاف درهم متفرّقة لأقوام شتّى و أقلّ من ذلک و أکثر؟

فإن قال: بلى، قیل له: فلِمَ لا یجوز أن یکون مال له نصف و نصف و عشرون ثلثا و
ثلاثون ربعا، و کذلک یکون مال له ثلثان و ثلث و خمسون نصفا و مائتا ثلث، لأنّه إن جاز أن
یکون بعد نصفین ثلث و بعد الثّلث و ثلثین نصف جاز عشرون ثلثا و خمسون نصفا، هذا کلّه
دلیل على فساد قوله و إبطال قیاسه، و الحمد للّه‏ کثیرا. انتهى حکایة کلام الفضل(1) .

 

(1) التهذیب 9: 255 ـ 257 .

(380) مسند الفضل بن شاذان

«کتاب الرّجال»

فی
سلمان الفارسی

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن إسماعیل ، قال حدّثنی الفصل بن شاذان ، عن ابن
أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی بصیر ، قال ، قلت لأبی عبداللّه‏: ارتدّ النّاس
إلاّ ثلاثة: أبوذر، و سلمان، و المقداد، قال ، فقال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : فأین أبو ساسان و أبو عمرة
الأنصاری(1) ؟

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن إسماعیل ، قال حدّثنی الفضل بن شاذان ، عن ابن
أبی عمیر، عن وهیب بن حفص ، عن ابى بصیر، عن أبی جعفر علیه السلام ، قال : جاء المهاجرون و
الأنصار و غیرهم بعد ذلک إلى علیّ علیه السلام فقالوا له : أنت واللّه‏ أمیر المؤمنین و أنت واللّه‏ أحقّ
النّاس و أولاهم بالنّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم هلمّ یدک نبایعک فواللّه‏ لنموتنّ قدّامک ! فقال علیّ علیه السلام : إن کنتم
صادقین فاغدوا غدا علیّ محلّقین، فحلق علیّ علیه السلام و حلق سلمان و حلق مقداد و حلق
أبوذر و لم یحلق غیرهم، ثمّ انصرفوا فجاؤوا مرّة اُخرى بعد ذلک ، فقالوا له: أنت واللّه‏ أمیر
المؤمنین و أنت أحقّ النّاس و أولاهم بالنّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم هلمّ یدک نبایعک، فحلفوا، فقال : إن کنتم
صادقین فاغدوا علیّ محلّقین، فما حلق إلاّ هؤلاء الثّلاثة، قلت : فما کان فیهم عمّار ؟ فقال :
لا ، قلت : فعمّار من أهل الرّدّة ؟ فقال: إنّ عمّارا قد قاتل مع علیّ علیه السلام بعد(2).

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی، قال : حدّثنی أبو محمّد الفضل بن

(1) اختیار معرفة الرجال 1: 38، خلاصة الأقوال: 305 .

(2) اختیار معرفة الرجال 1: 39 .

(381)

شاذان، قال : حدّثنا ابن أبی عمیر، عن عمر بن یزید، قال ، قال سلمان : قال لی رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : إذا حضرک أو أخذک الموت حضر أقوام یجدون الرّیح و لا یأکلون الطّعام ، ثمّ
أخرج صرّة من مسک فقال : هیه أعطانیها رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ، قال : ثمّ بلّها و نضحها حوله ثمّ
قال لامرأته: قومی أجیفی الباب، فقامت و أجافت الباب فرجعت و قد قبض رضى‏الله‏عنه (1).

قال أبو عمرو الکشی: حکی عن الفضل بن شاذان أنّه قال : ما نشأ فی الإسلام رجل
من کافّة النّاس کان أفقه من سلمان الفارسی(2) .

فی
أبی ذرّ الغفاری

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال حدّثنی الفضل بن شاذان ،
قال: حدّثنی أبی، عن علیّ بن الحکم ، عن موسى بن بکر ، قال، قال أبو الحسن علیه السلام قال
أبوذر : من جزى اللّه‏ عنه الدّنیا خیرا فجزاها اللّه‏ عنّی مذمّة بعد رغیفی شعیر أتغدّى بأحدهما
و أتعشّى بالآخر ، و بعد شملتی صوف أتّزر بإحداهما و أرتدی بالاُخرى .

قال ، و قال : إنّ أباذر بکى من خشیة اللّه‏ حتّى اشتکى عینیه فخافوا علیهما، فقیل له:
یا أبا ذر لو دعوت اللّه‏ فی عینیک ؟ فقال : إنّی عنهما لمشغول و ما عنانی أکبر ، فقیل له: و ما
شغلک عنهما ؟ قال : العظیمتان الجنّة و النّار .

قال: و قیل له عند الموت: یا أباذر ما مالک ؟ قال: علمی ، قالوا: إنّا نسألک، عن الذّهب
و الفضّه ؟ قال: ما أصبح فلا أمسى و ما أمسى فلا أصبح، لنا کندوج ندع فیه حرّ متاعنا ،
سمعت حبیبی رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یقول : کندوج المرء قبره(3).

باب
فی عمّار

(1) اختیار معرفة الرجال 1: 66 .

(2) اختیار معرفة الرجال 1: 66، وسائل الشّیعة 27: 146 / 33444 .

(3) اختیار معرفة الرجال 1: 120.

(382) مسند الفضل بن شاذان

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة النّیسابوری ، قال: حدّثنا
الفضل بن شاذان، عن محمّد بن سنان ، عن أبی خالد ، عن حمران بن أعین ، عن أبی
جعفر علیه السلام قال، قلت : ما تقول فی عمّار ؟ قال : رحم اللّه‏ عمّارا ، ثلاثا، قاتل مع أمیر
المؤمنین علیه السلام و قتل شهیدا، قال ، قلت فی نفسی: ما تکون منزلة أعظم من هذه المنزلة ؟
فالتفت إلیّ، فقال: لعلّک تقول مثل الثّلاثة ! هیهات ! قال ، قلت : و ما علمه أنّه یقتل فی ذلک
الیوم؟ قال : إنّه لمّا رأى الحرب لا تزداد إلاّ شدّة و القتل لا یزداد إلاّ کثرة ترک الصفّ و جاء
إلى أمیر المؤمنین علیه السلام فقال: یا أمیر المؤمنین هو هو ؟ قال : ارجع إلى صفّک ، فقال له ذلک
ثلاث مرّات ، کلّ ذلک یقول له ارجع إلى صفّک ، فلمّا أن کان فی الثّالثة قال له: نعم، فرجع إلى
صفّه و هو یقول : الیوم ألقى الأحبّة محمّدا و حزبه(1).

فی
سهل بن حنیف رضى‏الله‏عنه

قال أبو عمرو الکشی: و قال الفضل بن شاذان : إنّه من السّابقین الّذین رجعوا إلى أمیر
المؤمنین علیه السلام (2).

فی
أبی أیّوب الأنصاری

قال أبو عمرو الکشی: و سئل الفضل بن شاذان عن أبی أیّوب خالد بن زید الأنصاری
و قتاله مع معاویة المشرکین ؟ فقال : کان ذلک منه قلّة فقه و غفلة ، ظنّ أنّه إنّما یعمل عملاً
لنفسه یقوی به الإسلام و یوهی به الشّرک و لیس علیه من معاویة شیء کان معه أو لم
یکن(3).

فی

(1) اختیار معرفة الرجال 1: 126.

(2) اختیار معرفة الرجال 1: 162.

(3) اختیار معرفة الرجال 1: 177.

مسند الفضل بن شاذان (383)

ابن مسعود و حذیفة

قال أبو عمرو الکشی: و سئل الفضل بن شاذان عن ابن مسعود و حذیفة ؟ فقال: لم
یکن حذیفة مثل ابن مسعود، لأنّ حذیفة کان رکنا و ابن مسعود خلّط و والى القوم و قال
بهم(1).

فی
السّابقین الّذین رجعوا إلى أمیر المؤمنین علیه السلام

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل بن شاذان : إنّ من السّابقین الّذین رجعوا إلى أمیر
المؤمنین علیه السلام : أبو الهیثم بن التیهان ، و أبو أیّوب ، و خزیمة بن ثابت ، و جابر بن عبد اللّه‏ ، و
زید بن أرقم ، و أبو سعید الخدری ، و سهل بن حنیف ، و البراء بن مالک ، و عثمان بن حنیف ،
و عبادة بن الصامت .

ثمّ ممّن دونهم: قیس بن سعد بن عبادة ، و عدیّ بن حاتم ، و عمرو بن الحمق ، و
عمران بن الحصین ، و بریدة الأسلمی ، و بشرٌ کثیر(2) .

فی
عبداللّه‏ بن العبّاس

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی أبو الحسن علیّ بن محمّد بن قتیبة ، قال حدّثنا الفضل
بن شاذان ، عن محمّد بن أبی عمیر ، عن أحمد بن محمّد بن زیاد ، قال : جاء رجل إلى علیّ
بن الحسین علیهماالسلام فقال: إنّ فلانا ـ یعنی عبداللّه‏ بن العبّاس ـ یزعم أنّه یعلم کلّ آیة نزلت فی
القرآن فی أیّ یوم نزلت، و فیمَ نزلت؟ فسله فی من نزلت: «وَ مَنْ کانَ فِی هذِهِ أعْمى فَهُوَ
فِی الآخِرَةِ أعْمى وَ أضَلُّ سَبِیلاً»(3) و فیمَ نزلت: «وَ لا یَنْفَعُکُمْ نُصْحِی إنْ أرَدْتُ أنْصَحَ


(1) اختیار معرفة الرّجال 1: 178، خلاصة الأقوال: 369 .

(2) اختیار معرفة الرّجال 1: 181، خلاصة الأقوال: 94، 139، 148، 213، 218، 220، 226 .

(3) سورة الإسراء(17): 72 .

(384) مسند الفضل بن شاذان

لَکُمْ»(1) و فیمَ نزلت: «یا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا»(2)؟

فأتاه الرّجل و قال: وددت الّذی أمرک بهذا واجهنی به فاُسائله ، و لکن سله ما
العرش؟ و متى خلق؟ و کیف هو ؟ فانصرف الرّجل إلى أبی فقال له: ما قال ، فقال : و هل
أجابک فی الآیات ؟ قال : لا، قال : و لکنّی اُجیبک فیها بنور و علم غیر المدّعى و المنتحل ،
أمّا الاُولیان فنزلتا فی أبیه ، و أمّا الأخیرة فنزلت فی أبی و فینا ، و ذکر الرّباط الّذی امرنا به
بعد و سیکون ذلک من نسلنا المرابط و من نسله المرابط . فأمّا ما سألت عنه: فما العرش : فإنّ
اللّه‏ عزّوجلّ جعله أرباعا لم یخلق قبله شیئا إلاّ ثلاثة أشیاء: الهواء و القلم و النّور ، ثمّ خلقه
من ألوان مختلفة من ذلک النّور الأخضرّ الّذی منه اخضرّت الخضرة ، و من نور أصفر خلقت
منه الصفرة ، و نور أحمر احمرّت منه الحمرة ، و نور أبیض و هو نور الأنوار و منه ضوء النّهار.
ثمّ جعله سبعین ألف طبق غلظ کلّ طبق کأوّل العرش إلى أسفل السّافلین ، و لیس من ذلک
طبق إلاّ یسبّح بحمده و یقدسّه بأصوات مختلفة و ألسنة غیر مشتبهة و لو سمع واحدا منها
شیء بما تحته لانهدم الجبال و المدائن و الحصون و لخسف البحار و اهلک و ما دونه . له
ثمانیة أرکان یحمل کلّ رکن منها من الملائکة ما لا یحصى عدّتهم إلاّ اللّه‏، یسبّحون اللّیل و
النّهار و لا یفترون ، و لو حسّ حسّ شیء ممّا فوقه أقام لذلک طرفة عین ، بینه و بین
الإحساس الجبروت و الکبریاء و العظمة و القدس و الرّحمة ثمّ العلم، و لیس وراء هذا مقال
لقد طمع الخائن فی غیر مطمع . أمّا أنّ فی صلبه ودیعة قد ذرئت لنار جهنّم سیخرجون أقوام
من دین اللّه‏ أفواجا کما دخلوا فیه ، و ستصبغ الأرض بدماء الفراخ من فراخ آل محمّد، تنهض
تلک الفراخ فی غیر وقت و تطلب غیر ما تدرک ، و یرابط الّذین آمنوا و یصبرون لما یرون
حتّى یحکم اللّه‏ و هو خیر الحاکمین(3) .

فی
زید بن صوحان

(1) سورة هود(11): 34 .

(2) سورة آل عمران (2): 200 .

(3) اختیار معرفة الرجال 1: 273، و رواه أیضا، عن جعفر بن معروف ، قال: حدّثنا یعقوب بن یزید
الأنباری، عن حمّاد بن عیسى، عن إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن الفضیل بن یسار ، عن أبی جعفر «ع»
تفسیر القمی، التوحید للصدوق، الاختصاص: 73-71، بحار الأنوار 55: 26 .

مسند الفضل بن شاذان (385)

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی قال ، قال الفضل بن شاذان : ثمّ عرف
النّاس بعده فمن التّابعین و رؤسائهم و زهّادهم زید بن صوحان(1) .

فی
زید بن علیّ بن الحسین علیه السلام (2)

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود قال: حدّثنی أبو عبداللّه‏ الشّاذانی و کتب به
إلیّ قال: حدّثنی الفضل بن شاذان قال: حدّثنی أبی قال: حدّثنی أبو یعقوب المقری و کان من
کبار الزّیدیّة، قال: أخبرنا عمرو بن خالد و کان من رؤساء الزّیدیّة ، عن أبی الجارود و کان
رأس الزّیدیّة قال: کنت عند أبی جعفر علیه السلام جالسا إذ أقبل زید بن علی علیه السلام فلمّا نظر إلیه أبو
جعفر علیه السلام قال: هذا سیّد أهل بیتی و الطّالب بأوثارهم .

و منزل عمرو بن خالد کان عند مسجد سمال، و ذکر ابن فضّال أنّه ثقة(3) .

فی
جندب بن زهیر و عبد اللّه‏ بن بدیل و غیرهما

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل بن شاذان : فمن التّابعین الکبار و رؤسائهم و
زهّادهم: جندب بن زهیر قاتل السّاحر ، و عبداللّه‏ بن بدیل ، و حجر بن عدی ، و سلیمان بن
صرد ، و المسیّب بن نجبة ، و علقمة، و الأشتر ، و سعید بن قیس ، و أشباههم کثیر ، أفناهم
الحرب ثمّ کثروا بعد حتّى قتلوا مع الحسین علیه السلام و بعده(4) .

فی
الزهّاد الثّمانیة

(1) اختیار معرفة الرجال 1: 284.

(2) قال المفید «ره» فی الإرشاد: کان زید بن علی بن الحسین «ع» عین إخوته بعد أبی جعفر «ع» و
أفضلهم، و کان عابدا ورعا فقیها سخیّا شجاعا و ظهر بالسّیف یأمر بالمعروف و ینهى عن المنکر و یطلب
بثارات الحسین «ع».

(3) اختیار معرفة الرجال 2: ؟49، و ذکر فی أبی بکر الحضرمی و أبی الصباح الکنانی فراجع.

(4) اختیار معرفة الرجال 1: 286.

(386) مسند الفضل بن شاذان

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد بن قتیبة قال : سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان
عن الزهّاد الثمّانیة(1) ؟ فقال : الرّبیع بن خثیم ، و هرم بن حیّان، و اُویس القرنی ، و عامر بن
عبد قیس ، و کانوا مع علیّ علیه السلام و من أصحابه، و کانوا زهّادا أتقیاء .

و أمّا أبو مسلم فإنّه کان فاجرا مرائیا ، و کان صاحب معاویة ، و هو الّذی کان یحثّ
النّاس على قتال علیّ علیه السلام ، و قال لعلیّ علیه السلام : ادفع إلینا الأنصار و المهاجرین حتّى نقتلهم
بعثمان ، فأبى علیّ علیه السلام ذلک ، فقال أبو مسلم : الآن طاب الضّراب ، إنّما کان وضع فخّا و
مصیدة .

و أمّا مسروق، فإنّه کان عشّارا لمعاویة ، و مات فی عمله ذلک بموضع أسفل من
واسط على دجلة یقال : الرّصافة و قبره هناک .

و الحسن کان یلقى أهل کلّ فرقة بما یهوون و یتصنّع للرّیاسة ، و کان رئیس القدریّة.

و اُویس القرنی مفضّلاً علیهم کلّهم ، قال أبو محمّد : ثمّ عرف النّاس بعد(2).

فی
عبید اللّه‏ بن العبّاس

قال أبو عمرو الکشی: ذکر الفضل بن شاذان فی بعض کتبه أنّ الحسن لمّا قتل أبوه علیه السلام
خرج فی شوّال من الکوفة إلى قتال معاویة ، فالتقوا بکَسْکَر و حاربه ستّة أشهر

و کان الحسن علیه السلام جعل ابن عمّه عبیداللّه‏ بن العبّاس على مقدّمته ، فبعث إلیه معاویة
بمائة ألف درهم فمرّ بالرّایة و لحق بمعاویة و بقی العسکر بلا قائد و لا رئیس، فقام قیس بن
سعد بن عبادة فخطب النّاس و قال : أیّها النّاس لا یهوّلنّکم ذهاب عبیداللّه‏ هذا الکذا و کذا ،
فإنّ هذا و أباه لم یأتیا قطّ بخیر ، و قام بأمر النّاس، و وثب أهل عسکر الحسن بالحسن علیه السلام
فی شهر ربیع الأوّل فانتهبوا فُسطاطه و أخذوا متاعه ، و طعنه ابن بشیر الأسدی(3) فی

(1) المذکور منهم فی الروایة سبعة فما ذکر الثّامن، قیل: و سمعنا من بعض الفضلاء أنّ الثّامن جریر بن عبد
اللّه‏ البجلّی واللّه‏ أعلم. أقول: و أظنّ الثّامن زید بن صوحان فإنّ الفقرة المذکورة تحت هذا العنوان آنفا لعلّها
کانت من هذه الروایة فقطعها الکشی «ره» أو الشیخ الطوسی .

(2) اختیار معرفة الرجال 1: 313، خلاصة الأقوال: 77، 145 .

(3) قیل طعنه جراح بن سنان و قیل ابن قبضة.

مسند الفضل بن شاذان (387)

خاصرته ، فردّوه جریحا إلى المدائن حتّى یحصّن فیها عند عمّ المختار بن أبی عبید(1) .

فی
سعید بن المسیّب أبی محمّد و غیره

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل بن شاذان : و لم یکن فی زمن علیّ بن الحسین علیه السلام
فی أوّل أمره إلاّ خمسة أنفس : سعید بن جبیر ، سعید بن المسیّب ، محمّد بن جبیر بن مطعم ،
یحیى بن اُمّ الطّویل ، أبو خالد الکابلی و اسمه وردان و لقبه کنکر .

سعید بن المسیّب ربّاه أمیر المؤمنین علیه السلام ، و کان حزن جدّ سعید أوصى به إلى أمیر
المؤمنین علیه السلام (2) .

فی
سعید بن جبیر

أبو عمرو الکشی، عن أبی المغیرة قال: حدّثنی الفضل ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام
بن سالم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ سعید بن جبیر کان یأتمّ بعلیّ بن الحسین علیهماالسلام و کان علیّ
یثنی علیه، و ما کان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ، و کان مستقیما، و ذکر أنّه لمّا
اُدخل على الحجّاج بن یوسف ، فقال له : أنت شقیّ بن کسیر؟ قال : اُمّی کانت أعرف باسمی
سمّتنی: سعید بن جبیر ، قال : ما تقول فی أبی بکر و عمر أهما فی الجنّة أو فی النّار ؟ قال : لو
دخلتُ الجنّة فنظرتُ إلى أهلها لعلمتُ من فیها و لو دخلتُ النّار و رأیت أهلها لعلمتُ من
فیها، قال : فما تقول فی الخلفاء ؟ قال: لست علیهم بوکیل، قال: فأیّهم أحبّ إلیک ؟ قال :
أرضاهم لخالقی، قال : فأیّهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلک عند الّذی یعلم سرّهم و
نجواهم، قال : أبیت أن تصدقنی ؟ قال : بل لم اُحبّ أن اُکذبک(3).

 

(1) اختیار معرفة الرجال 1: 329.

(2) اختیار معرفة الرّجال 1: 332، خلاصة الأقوال: 157، 227، 287، 293 .

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 335، و رواه الشیخ المفید فی الاختصاص: 205 عن جعفر بن الحسین، عن
أحمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان . ذکر أیضا فی الباب السّابق .

(388) مسند الفضل بن شاذان

فی
زرارة بن أعین

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود قال: کتب إلیّ الفضل یذکر عن ابن أبی عمیر،
عن إبراهیم بن عبد الحمید، عن عیسى بن أبی منصور، و أبی اُسامة الشّحّام، و یعقوب
الأحمر قالوا: کنّا جلوسا عند أبی عبداللّه‏ علیه السلام فدخل علیه زرارة فقال: إنّ الحکم بن عیینة
حدّث عن أبیک أنّه قال: صلّ المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبداللّه‏ علیه السلام بأیمان ثلاثة: ما
قال أبی علیه السلام هذا قطّ، کذب الحکم على أبی، قال: فخرج زرارة و هو یقول: ما أرى الحکم
کذب على أبیه(1).

فی
محمّد بن مسلم الطّائفی الثّقفی

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی أبو الحسن علیّ بن محمّد بن قتیبة، قال: حدّثنی الفضل
بن شاذان، قال: حدّثنی أبی، عن غیر واحد من أصحابنا، عن محمّد بن حکیم و صاحب له ـ
قال أبو محمّد : قد کان درس اسمه فی کتاب أبی ـ قالا : رأینا شریکا واقفا فی حائط من
حیطان فلان ـ قد کان درس اسمه أیضا فی الکتاب ـ قال أحدُنا لصاحبه : هل لک فی خلوة
من شریک؟ فأتیناه فسلّمنا علیه، فردّ علینا السّلام، فقلنا: یا أبا عبداللّه‏ مسألة ، قال : فی أیّ
شیء ؟ فقلنا : فی الصّلاة، قال : سلوا عمّا بدا لکم، فقلنا : لا نرید أن تقول: قال فلان، و قال
فلان، إنّما نرید أن تستنده إلى النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ، فقال : ألیس فی الصّلاة؟ قلنا : بلى ، فقال: سلوا
عمّا بدا لکم ، فقلنا : فی کم یجب التّقصیر ؟ قال : کان ابن مسعود یقول : لا یغرّنّکم سوادنا
هذا، و کان یقول فلان ، فقلنا : إنّا قد استثنینا علیک أن لا تحدّثنا إلاّ عن نبیّ اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ، قال : و
اللّه‏ إنّه لقبیح لشیخ یسأل عن مسألة فی الصّلاة عن النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم لا یکون عنده فیها شیء، و
أقبح من ذلک أن أکذب على رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم .

قلنا : فمسألة اُخرى ، فقال : ألیس فی الصّلاة ؟ فقلنا : بلى، قال : فسلوا عمّا بدا لکم،

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 335 .

مسند الفضل بن شاذان (389)

فقلنا : على من تجب الجمعة ؟ قال : عادت المسألة جذعه(1)، ما عندی فی هذا عن رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم شیء ، قال : فأردنا الانصراف ، فقال : إنّکم لم تسألوا عن هذا إلاّ و عندکم منه علم،
قال ، قلنا : نعم أخبرنا محمّد بن مسلم الثّقفی ، عن محمّد بن علیّ ، عن أبیه ، عن جدّه ، عن
النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ، فقال : الثّقفی الطّویل اللّحیة ؟ قلنا : نعم، فقال: أمّا إنّه لقد کان مأمونا على
الحدیث و لکن کانوا یقولون : إنّه خشبی(2)، ثمّ قال: ماذا رووا ؟ قلنا: رووا(3) عن النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم
أنّ التّقصیر یجب فی بریدتین، و إذا اجتمع خمسة أحدهم الإمام فلهم أن یجمّعوا(4) .

فی
حمران بن أعین

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، قال : روی عن ابن
أبی عمیر ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال، کان یقول : حمران بن أعین مؤمن
لا یرتدّ واللّه‏ أبدا(5) .

فی
أبی حمزة الثّمالی ثابت بن دینار أبی صفیّة

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی محمّد بن إسماعیل، قال: حدّثنا الفضل، عن الحسن بن
محبوب، عن علیّ بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، قال: دخلت على أبی عبداللّه‏ علیه السلام فقال: ما
فعل أبو حمزة الّثمالی؟ قلت: خلّفته علیلاً، قال: إذا رجعت إلیه فاقرأه منّی السّلام و أعلمه أنّه
یموت فی شهر کذا فی یوم کذا، قال أبو بصیر: فقلت: جعلت فداک واللّه‏ لقد کان لکم فیه اُنس

(1) فی الاختصاص: خدعة.

(2) فی الرجال: حشى.

(3) فی الرجال: روى، و کذا سابقه.

(4) اختیار معرفة الرجال 1: 389، وسائل الشّیعة 7: 306 / 9422، أیضا 8: 455 / 11155، رواه الشیخ
المفید فی الاختصاص: 51 بطریقین: أحدهما عن جعفر بن محمّد، عن أحمد بن شاذان بن نعیم، عن
الفضل، و الثّانی عن هارون بن موسى ، عن علیّ بن محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن الحسن بن علیّ بن
فضّال ، عن جعفر بن محمّد بن حکیم، عن أبیه .

(5) اختیار معرفة الرجال 1: 412.

(390) مسند الفضل بن شاذان

و کان لکم شیعة، قال: صدقت ما عندنا خیر له، قلت: شیعتکم معکم، قال: نعم إن هو خاف
اللّه‏ و راقب اللّه‏ و توقّى الذّنوب فإذا هو فعل کان معنا فی درجتنا، قال علی: فرجعنا تلک
السّنة، فما لبث أبو حمزة إلاّ یسیرا حتّى توفّی(1).

قال أبو عمرو الکشی: وجدت بخط أبی عبداللّه‏ محمّد بن نعیم الشاذانی قال: سمعت
الفضل بن شاذان قال: سمعت الثّقة یقول : سمعت الرّضا علیه السلام یقول : أبو حمزة الّثمالی فی
زمانه کسلمان(2) فی زمانه ، و ذلک أنّه خدم أربعة منّا: علیّ بن الحسین، و محمّد بن علیّ، و
جعفر بن محمّد، و برهة من عصر موسى بن جعفر علیهم‏السلام ، و یونس بن عبد الرّحمان فی زمانه
کسلمان الفارسی فی زمانه(3) .

فی
الکمیت بن زید الأسدی

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد بن قتیبة ، قال: حدّثنی أبو محمّد الفضل بن
شاذان ، قال : حدّثنا أبو المسیح عبداللّه‏ بن مروان الجوانی، قال : کان عندنا رجل من عباد اللّه‏
الصّالحین، و کان راویة شعر الکمیت یعنی الهاشمیّات ، و کان سمع ذلک منه و کان عالما بها،
فترکه خمسا و عشرین سنة لا یستحلّ روایته و إنشاده، ثمّ عاد فیه ، فقیل له : ألم تکن
زهدت فیها و ترکتها ؟ فقال : نعم و لکنّی رأیت رؤیا دعتنی إلى العود فیه ، فقیل له : و ما
رأیت ؟ قال: رأیت کان القیامة قد قامت ، و کأنّما أنا فی المحشر فدفعت إلیّ مجلّة .

قال أبو محمّد : فقلت لأبی المسیح : و ما المجلّة ؟ قال : الصّحیفة .

قال : فنشرتها فإذا فیها : بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم أسماء من یدخل الجنّة من محبّی
علیّ بن أبی طالب ، قال: فنظرت فی السّطر الأوّل فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ، و نظرت فی
السّطر الثّانی فإذا هو کذلک ، و نظرت فی السّطر الثّالث أو الرّابع فإذا فیه: و الکمیت بن زید
الأسدی ، قال: فذلک دعانی إلى العود فیه(4) .

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 781.

(2) فی الخلاصة: کلقمان .

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 781، خلاصة الأقوال: 86 .

مسند الفضل بن شاذان (391)

باب
فی أبی الفضل سدیر بن حکیم

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنا علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان،
عن ابن أبی عمیر، عن بکر بن محمّد الأزدی ، قال: و زعم لی زید الشحّام ، قال : إنّی لأطوف
حول الکعبة و کفّی فی کفّ أبی عبداللّه‏ علیه السلام فقال و دموعه تجری على خدّیه ، فقال : یا شحّام
ما رأیت ما صنع ربّی إلیّ ، ثم بکى و دعا ، ثمّ قال لی : یا شحّام إنّى طلبت إلى إلهی فی سدیر
و عبد السّلام بن عبد الرّحمن و کانا فی السّجن فوهبهما لی و خلّى سبیلهما(1) .

فی
معروف بن خربوذ المکّی

قال أبو عمرو الکشی: ذکر أبو القاسم نصر بن الصّباح ، عن الفضل بن شاذان ، قال :
دخل على محمّد بن أبی عمیر و هو ساجد فأطال السّجود ، فلمّا رفع رأسه و ذکر له طول
سجوده قال: کیف و لو رأیت جمیل بن درّاج ؟ ثمّ حدثّه أنّه دخل على جمیل بن درّاج
فوجده ساجدا فأطال السّجود جدّا فلمّا رفع رأسه قال محمّد بن أبی عمیر: أطلت السّجود ،
فقال : لو رأیت معروف بن خربوذ(2) .

فی
الفضیل بن یسار

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة ، عن الفضل بن شاذان ؛ و
محمّد بن مسعود ، قال : کتب إلیّ الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن عدّة من

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 468.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 470، خلاصة الأقوال: 165، 208، ثمّ قال: و هذا حدیث معتبر یدلّ على علوّ
مرتبتهما.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 471.

(392) مسند الفضل بن شاذان

أصحابنا، قال: کان أبو عبداللّه‏ ، علیه السلام إذا نظر إلى الفضیل بن یسار مقبلاً قال : بشّر المخبتین . و
کان یقول : إنّ فضیلاً من أصحاب أبی ، و إنّى لاُحبّ الرّجل أن یحبّ أصحاب أبیه(1).

فی
عکرمة مولى ابن عبّاس

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنی ابن ازداد بن المغیرة ،
قال : حدّثنی الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد بن عیسى ، عن حریز ، عن
زراره ، قال ، قال أبو جعفر علیه السلام : لو أدرکت عکرمة عند الموت لنفعته ، قیل لأبی عبداللّه‏ علیه السلام :
بمَ ذا ینفعه ؟ قال : کان یلقّنه ما أنتم علیه ، فلم یدرکه أبو جعفر علیه السلام و لم ینفعه(2).

فی
المغیرة بن سعید و أبی الخطّاب

أبو عمرو الکشی قال: حدّثنی محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا ابن المغیره ، قال : حدّثنا
الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن حریز ، عن زرارة ، قال، قال، یعنی أبا
عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ أهل الکوفة قد نزل فیهم کذّاب، أمّا المغیرة : فإنّه یکذب على أبی یعنی أبا
جعفر علیه السلام - قال : حدّثه أنّ نساء آل محمّد إذا حضن قضین الصّلاة ، و کذب واللّه‏ ، علیه لعنة
اللّه‏ ما کان من ذلک شیء و لا حدّثه . و أمّا أبو الخطّاب : فکذب علیّ و قال إنّى أمرته أن لا
یصلّی هو و أصحابه المغرب حتّى یروا کوکب کذا یقال له : القندانی ، واللّه‏ إنّ ذلک لکوکب ما
أعرفه(3) .

قال أبو عمرو الکشی: کتب إلیّ محمّد بن أحمد بن شاذان ، قال : حدّثنی الفضل ، قال:
حدّثنی أبی ، عن علیّ بن إسحاق القمی ، عن یونس بن عبد الرّحمان ، عن محمّد بن الصباح،

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 473.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 477، وسائل الشیعة 2: 458 / 2641، قال الکشی: و هذا نحو ما یروى لو
اتّخذت خلیلاً لاتّخذت فلانا، فلم یوجب مدحا بل أوجب ضدّه. أقول: أشار الکشی «ره» إلى ما روى
العامّة عن رسول اللّه‏ «ص» أنّه قال: لو اتّخذت خلیلاً لاتّخذت أبابکر خلیلاً، فللّه درّ الکشی.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 494، وسائل الشیعة 2: 352 / 2341، أیضا 4: 193 / 4893 .

مسند الفضل بن شاذان (393)

عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : لا یدخل المغیرة و أبو الخطّاب الجنّة إلاّ بعد رکضات فی النّار(1) .

فی
عبداللّه‏ بن أبی یعفور

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنا أبو الحسن علیّ بن محمّد بن قتیبة النّیسابوری ، قال :
حدّثنا أبو محمّد الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن عدّة من أصحابنا ، قال : کان أبو
عبداللّه‏ علیه السلام یقول : ما وجدت أحدا یقبل وصیّتی و یطیع أمری إلاّ عبداللّه‏ بن أبی یعفور(2) .

فی
جمیل بن درّاج

أبو عمرو الکشی، عن نصر بن الصّباح، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان ، قال : دخلت
على محمّد بن أبی عمیر و هو ساجد فأطال السّجود ، فلمّا رفع رأسه ذکر له الفضل طول
سجوده، فقال : کیف لو رأیت جمیل بن درّاج ، ثم حدّثه أنّه دخل على جمیل فوجده ساجدا
فأطال السّجود جدّا ، فلمّا رفع رأسه قال له محمّد بن أبی عمیر : أطلت السّجود، فقال : کیف
لو رأیت معروف بن خربوذ .

فی
أبی محمّد هشام بن الحکم

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل بن شاذان : إنّ هشام بن الحکم أصله کوفیّ ، و
مولده و منشأه بواسط ، و قد رأیت داره بواسط ، و تجارته ببغداد فی الکرخ ، و داره عند
قصر وضّاح فی الطّریق الّذی یأخذ فی برکة بنی زُرزُر حیث تباع الطرایف و الخلنج .

و علیّ بن منصور من أهل الکوفة ، و هشام مولى کندة مات سنة تسع و سبعین و مائة

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 494 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 514، خلاصة الأقوال: 169 .

(394) مسند الفضل بن شاذان

بالکوفة فی أیّام الرّشید(1) .

فی
أبی الخطاب محمّد بن أبی زینب مقلاص

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان ، عن
أبیه، عن محمّد بن سنان ، عن هارون بن خارجة، قال : کنت أنا و مراد أخی عند أبی عبد
اللّه‏ علیه السلام فقال له مراد : جعلت فداک خف(2) السمجد، قال : و ممَّ ذلک ؟ قال : بهولاء الّذین قتلوا
یعنی أصحاب أبی الخطّاب ، قال : فأکبّ على الأرض ملیّا ثمّ رفع رأسه فقال: کلاّ زعم القوم
أنّهم لا یصلّون(3) .

فی
أبی البختری وهب بن وهب

قال أبو عمرو الکشی: ذکر أبو الحسن علیّ بن قتیبة بن محمّد بن قتیبة ، عن علیّ بن
سلمة الکوفی : أبو البختری اسمه وهب بن وهب بن کثیر بن زمعة بن الأسود صاحب رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قال علیّ أیضا: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : کان أبو البختری من أکذب
البریّة(4) .

فی
عیسى بن أبی منصور

أبو عمرو الکشی، عن [محمّد بن مسعود قال]: کتب إلیّ أبو محمّد الفضل بن شاذان

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 526 .

(2) فی رجال القهبائى: خسف.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 595، قال أبو عبداللّه‏ «ع»: اللّهمّ العن أبا الخطّاب فإنّه خوّفنی قائما و قاعدا و
على فراشی اللّهمّ أذقه حرّ الحدید.

(4) اختیار معرفة الرجال 2: 597.

مسند الفضل بن شاذان (395)

یذکر عن ابن أبی عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید، عن سعید بن یسار، عن عبداللّه‏ بن أبی
یعفور قال: کنت عند أبی عبداللّه‏ علیه السلام إذ أقبل عیسى بن أبی منصور فقال: إذا أردت أن تنظر
إلى خیار فی الدّنیا و خیار فی الآخرة فانظر إلیه(1) .

فی
أبی الصباح الکنانی إبراهیم بن نعیم

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود ، قال : کتب إلیّ الشّاذانی ، قال : حدّثنا
الفضل، قال: حدّثنی علیّ بن الحکم و غیره ، عن أبی الصّباح الکنانی قال : جاءنی سدیر
فقال لی: إنّ زیدا تبرّأ منک ، قال: فأخذت على ثیابی(2) ، قال : و کان أبو الصّباح رجلاً
ضاریا، قال : فأتیته فدخلت علیه و سلّمت علیه ، فقلت له: یا أبا الحسین(3) بلغنی أنّک قلت:
الأئمّة أربعة، ثلاثة مضوا و الرّابع هو القائم(4) ، قال زید: هکذا قلت ، قال ، فقلت لزید : هل
تذکر قولک لی بالمدینة فی حیاة أبی جعفر علیه السلام و أنت تقول: إنّ اللّه‏ تعالى قضى فی کتابه أنّ
«مَنْ قُتِلَ مَظْلُوما فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطانا»(5) و إنّما الأئمّة ولاة الدّم و أهل الباب، و هذا
أبو جعفر الإمام فإن حدث به حدث فإنّ فینا خلفا.

و قال : کان یسمع منّی خطب أمیر المؤمنین علیه السلام و أنا أقول : فلا تعلّموهم فهم أعلم
منکم ، فقال لی : أما تذکر(6) هذا القول ؟ فقلت : بلى فإنّ منکم من هو کذلک .

قال : ثمّ خرجت من عنده فتهیّأت و هیّأت راحلة و مضیت إلى أبی عبداللّه‏ علیه السلام و
دخلت علیه و قصصت علیه ما جرى بینی و بین زید ، فقال : أرأیت لو أنّ اللّه‏ تعالى ابتلى
زیدا فخرج منّا سیفان آخران بأیّ شیء یعرف أیّ السّیوف سیف الحقّ ؟ واللّه‏ ما هو کما قال ،
لئن خرج لیقتلنّ ، قال : فرجعت فانتهیت إلى القادسیّة فاستقبلنی الخبر بقتله رحمه‏الله (7).

(1) اختیار معرفة الرّجال 2: 621، خلاصة الأقوال: 215، أقول: لعلّ فیه وقع سهو أو خلط فی نقل الحدیث
بین السند و متن آخر فراجع .

(2) فی رجال القهبائی: ثنایائی.

(3) هو کنیة زید بن علی.

(4) الثّلاثة هم علی و الحسنان، و القائم هو نفسه أی زید حیث قاموا بالسّیف.

(5) سورة الإسراء(17): 33 .

(6) فی رجال القهبائی: أنا أتذکّر.

(396) مسند الفضل بن شاذان

و عن علیّ بن محمّد بن قتیبة ، قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن شاذان ، قال : حدّثنی
علیّ بن الحکم ، بإسناده ، هذا الحدیث بعینه(1) .

فی
سلیمان بن خالد

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان ، قال :
حدّثنی أبی ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سلیمان بن خالد ، قال ، قال لی أبو عبداللّه‏ علیه السلام :
رحم اللّه‏ عمّی زیدا ما قدر أن یسیر بکتاب اللّه‏ ساعة من نهار ، ثمّ قال : یا سلیمان بن خالد ما
کان عدوّکم عندکم ؟ قلنا : کفّار ، قال : فإنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول: «حَتّى إذا أثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا
الْوَثاقَ فَإمّا مَنّا بَعْدُ وَ إمّا فِداءً»(2) فجعل المنّ بعد الإثخان ، و أسرتم قوما ثمّ خلّیتم
سبیلهم قبل الإثخان ، فمننتم قبل الإثخان ، و إنّما جعل اللّه‏ المنّ بعد الإثخان ، حتّى خرجوا
علیکم من وجه آخر فقاتلوکم(3) .

فی
سُکین النّخعی

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود قال : کتب إلیّ الفضل بن شاذان یذکر، عن
ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، قال: حججت و سکین النّخعی(4) فتعبّد و ترک
النّساء و الطّیب و الثّیاب و الطّعام الطیّب ، و کان لا یرفع رأسه داخل المسجد إلى السّماء
فلمّا قدم المدینة دنا من أبی إسحاق فصلّى إلى جانبه ، فقال: جعلت فداک إنّی اُرید أن أسألک

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 639.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 639.

(3) سورة محمّد(47): 4 .

(4) اختیار معرفة الرجال 2: 651.

(5) سکین النّخعی هو ابن إسحاق أو ابن عمّار، لأنّ کلاًّ منهما نخعیّ و من أصحاب الصّادق «ع»، فمن
الغرائب ما صدر من العلاّمة فإنّه بعدما أشار إلى روایة الکشی فی عنوان سکین النّخعی ذکرها فی ترجمة
سلیمان النّخعی .

مسند الفضل بن شاذان (397)

عن مسائل ، قال : اذهب فاکتبها و أرسل بها إلیّ ، فکتب: جعلت فداک رجل دخله الخوف
من اللّه‏ عزّوجلّ حتّى ترک النّساء و الطّعام الطیّب ، و لا یقدر أن یرفع رأسه إلى السّماء ، و أمّا
الثّیاب فشکّ فیها .

فکتب : أمّا قولک فی ترک النّساء ، فقد علمت ما کان لرسول اللّه‏ من النّساء ، و أمّا قولک
فی ترک الطّعام الطیّب ، فقد کان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یأکل اللّحم و العسل ، و أمّا قولک: إنّه دخله
الخوف حتّى لا یستطیع أن یرفع رأسه إلى السّماء، فلیکثر من تلاوة هذه الآیات:
«الصّابِرِینَ وَ الصّادِقِینَ وَ الْقانِتِینَ وَ الْمُنْفِقِینَ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالأسْحار(1)»(2).

فی
المعلّى بن خُنَیس

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود قال: کتب إلیّ الفضل، قال: حدّثنا ابن أبی
عمیر، عن إبراهیم بن عبد الحمید، عن إسماعیل بن جابر، قال: قدم أبو إسحاق من مکّة فذُکر
له المعلّى بن خنیس، قال فقام مُغضبا یجرّ ثوبه، فقال له إسماعیل ابنه: یا أبة أین تذهب؟
قال: لو کانت نازلة لاقدمت علیها، فجاء حتّى دخل على داود بن علی فقال له: یا داود لقد
أتیت ذنبا لا یغفره اللّه‏ لک، قال: و ما ذاک الذّنب؟ قال قتلت رجلاً من أهل الجنّة، ثمّ مکث
ساعة ثمّ قال: إن شاء اللّه‏ تعالى، فقال له داود: و أنت قد أتیت ذنبا لا یغفر اللّه‏ لک، قال: و ما
ذاک الذّنب؟ قال: زوّجت ابنتک فلانا الأمویّ، قال: إن کنت زوّجت فلانا الأمویّ فقد زوّج
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم عثمان، و لی برسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم اُسوة، قال: ما أنا قتلته، قال: فمن قتله؟ قال:
قتله السّیرافی، قال: فافدنا منه، قال: فلمّا کان من الغد غدا السّیرافی فأخذه فقتله فجعل
یصیح: یا عباد اللّه‏ یأمرونی أن أقتل لهم النّاس و یقتلونی.

فی
سنان و عبداللّه‏ ابنه

(1) سورة آل عمران(3): 17 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 668، الکافی 5: 320 / 4، خلاصة الأقوال: 351 فی سلیمان النّخعی .

(398) مسند الفضل بن شاذان

أبو عمرو الکشی، عن أبی الحسن بن أبی طاهر ، قال : حدّثنی محمّد بن یحیى
الفارسی، قال : حدّثنی مکرم بن بشر ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبیه ، عن یونس بن عبد
الرّحمان، عن عبداللّه‏ بن سنان ، و کان رحمه‏الله من ثقات رجال أبی عبداللّه‏ علیه السلام ، عن أبی عبداللّه‏
علیه السلام قال : دخلت علیه أنا مع أبی ، فقال : یا عبداللّه‏ الزم أباک فإنّ أباک لا یزداد على الکبر إلاّ
کبرا(1).

فی
أبی خالد القمّاط

قال أبو عمرو: حدّثنی محمّد بن مسعود، قال: کتب إلیّ أبو عبداللّه‏ یذکر عن الفضل،
قال: حدّثنی محمّد بن جمهور العمى، عن یونس بن عبد الرّحمن، عن علی بن رئاب، عن
أبی خالد القمّاط، قال، قال لی رجل من الزّیدیّة أیّام زید: ما منعک أن تخرج مع زید؟ قال،
قلت له: إن کان أحد فی الأرض مفروض الطّاعة فالخارج قبله هالک و إن کان لیس فی
الأرض مفروض الطّاعة فالخارج و الجالس موسّع لهما فلم یردّ علیّ شیء، قال: فمضیت من
فوری إلى أبی عبداللّه‏ علیه السلام فأخبرته بما قال لی الزّیدی و بما قلت له و کان متّکیا فجلس ثمّ
قال: أخذته من بین یدیه و من خلفه و عن یمینه و عن شماله و من فوقه و من تحته ثمّ لم
یجعل له مخرجا(2) .

قال أبو عمرو: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة النّیسابوری ، قال : حدّثنا الفضل بن
شاذان، قال : حدّثنی أبی ، قال : حدّثنی محمّد بن جمهور العمی ، عن یونس بن عبد
الرّحمان، عن علیّ بن رئاب ، عن أبی خالد القمّاط ، و ذکر مثل ما روى محمّد بن مسعود،
عن أبی عبداللّه‏ بن نعیم الشّاذانی ، مثله سواء(3) .

فی
أبی بکر الحضرمی عبداللّه‏ و أخیه علقمة

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 710، خلاصة الأقوال: 164 فیه: على الکبر إلاّ خیرا .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 711.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 711.

مسند الفضل بن شاذان (399)

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة القتیبی ، قال : حدّثنا الفضل بن
شاذان ، قال حدّثنی أبی ، عن محمّد بن جمهور ، عن بکار بن أبی بکر الحضرمی قال : دخل
أبو بکر و علقمة على زید بن علیّ ، و کان علقمة أکبر من أبی ، فجلس أحدهما، عن یمینه و
الآخر عن یساره ، و کان بلغهما أنّه قال: لیس الإمام منّا من أرخى علیه ستره إنّما الإمام من
شهّر سیفه، فقال له أبو بکر و کان أجرأهما: یا أبا الحسن أخبرنی عن علیّ بن أبی طالب علیه السلام أ
کان إماما و هو أرخى ستره أو لم یکن إماما حتّى خرج و شهّر سیفه؟ قال و کان زید یبصر
الکلام، قال: فسکت فلم یجبه، فردّ علیه الکلام ثلاث مرّات کلّ ذلک لم یجبه بشیء، فقال له
أبوبکر: إن کان علیّ بن أبی طالب علیه السلام إماما فقد یجوز أن یکون بعده إمام مرخى علیه ستره،
و إن کان علیّ علیه السلام لم یکن إماما و هو مرخى علیه ستره فأنت ما جاء بک ههنا؟ فطلب من
أبی، علقمة أن یکفّ عنه فکفّ(1) .

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود قال: کتب إلیّ الشّاذانی أبو عبداللّه‏ یذکر عن
الفضل، عن أبیه مثله سواء(2).

فی
إبراهیم بن عبد الحمید الصّنعانی

قال أبو عمرو الکشی: ذکر الفضل بن شاذان أنّه صالح(3) .

فی
أبی حفص عمر بن عبدالعزیز بن أبی بشار المعروف بزحل

أبو عمرو الکشی، عن محمّد بن مسعود، قال: حدّثنی عبداللّه‏ بن حمدویه البیهقی،
قال: سمعت الفضل بن شاذان یقول : زحل أبو حفص یروی المناکیر ، و لیس بغال(4).

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 714.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 714.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 744، خلاصة الأقوال: 313 لکن نقله فی ترجمة ابن عبد الحمید الأسدی، و
هو سهو من قلمه الشریف .

(400) مسند الفضل بن شاذان

فی الواقفة

أبو عمرو الکشی، عن جعفر بن معروف قال: حدّثنی سهل بن بحر، قال: حدّثنی
الفضل بن شاذان رفعه عن الرّضا علیه السلام فقال: سئل عن الواقفة فقال: یعیشون حیارى و
یموتون زنادقة.

فی
أبی بصیر یحیى بن أبی القاسم

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة ، قال : حدّثنی الفضل بن
شاذان، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطی ، و محمّد بن یونس ، قالا : حدّثنا الحسن بن
قیاما الصّیرفی، قال: حججت فی سنة ثلاث و تسعین و مائة و سألت أبا الحسن الرّضا علیه السلام
فقلت : جعلت فداک، ما فعل أبوک ؟ قال : مضى کما مضى آباؤه علیهم‏السلام ، قلت : فکیف أصنع
بحدیث حدّثنی به یعقوب بن شعیب ، عن أبی بصیر أنّ أبا عبداللّه‏ علیه السلام قال : إن جاءکم من
یخبرکم أنّ ابنی هذا مات و کفن و لبن و قبر و نفضوا أیدیهم من تراب قبره فلا تصدّقوا به ؟
فقال : کذب أبو بصیر، لیس هکذا حدّثه ، إنّما قال: إن جاءکم عن صاحب هذا الأمر(1) .

فی
زرعة بن محمّد الحضرمی

قال أبو عمرو: حدّثنی علیّ بن محمّد بن قتیبة ، قال : حدّثنا الفضل ، قال : حدّثنا
محمّد بن الحسن الواسطی ، و محمّد بن یونس ، قالا : حدّثنا الحسن بن قیاما الصّیرفی، قال:
سألت أبا الحسن الرّضا فقلت: جعلت فداک، ما فعل أبوک؟ قال: مضى کما مضى آباؤه علیهم‏السلام ،
قلت: کیف أصنع بحدیث حدّثنی به زرعة بن محمّد الحضرمی، عن سماعة بن مهران أنّ أبا
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إنّ ابنی هذا فیه شبه من خمسة أنبیاء، یُحسد کما حُسد یوسف و یغیب کما

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 748، خلاصة الأقوال: 376 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 773.

مسند الفضل بن شاذان (401)

غاب یونس، و ذکر ثلاثة اُخرى؟ قال: کذب زرعة لیس هکذا حدیث سماعة، إنّما قال:
صاحب هذا الأمر یعنی القائم علیه السلام فیه شبه من خمسة أنبیاء و لم یقل ابنی .

أصحاب الرّضا ( ع )

فی
یونس بن عبد الرّحمان أبی محمّد صاحب آل یقطین

قال أبو عمرو: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان، قال:
حدّثنی عبد العزیز بن المهتدی ، و کان خیر قمیّ رأیته ، و کان وکیل الرّضا علیه السلام و خاصّته ،
قال : سألت الرّضا علیه السلام فقلت : إنّی لا ألقاک فی کلّ وقت فعن من آخذ معالم دینی ؟ قال : خذ
من یونس بن عبد الرّحمان(1) .

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان، قال:
حدّثنی محمّد بن الحسن الواسطی ، و جعفر بن عیسى ، و محمّد بن یونس ، أنّ الرّضا علیه السلام
ضمن لیونس الجنّة ثلاث مرّات(2) .

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، عن الفضل ، قال : حدّثنی جعفر بن
عیسى الیقطینی ، و محمّد بن الحسن جمیعا ، أنّ أبا جعفر علیه السلام ضمن لیونس بن عبد الرّحمان
الجنّة على نفسه و آبائه علیهم‏السلام (3).

أبو عمرو الکشی، عن جعفر بن معروف ، قال : حدّثنی سهل بن بحر ، قال : حدّثنی
الفضل بن شاذان ، قال : حدّثنی أبی الجلیل الملّقب بشاذان ، قال : حدّثنی أحمد بن أبی
خلف ظئر أبی جعفر علیه السلام ، قال : کنت مریضا ، فدخل علیّ أبو جعفر علیه السلام یعودنی فی مرضی ،
فإذا عند رأسی کتاب «یوم و لیلة» ، فجعل یتصفّحه ورقة ورقة ، حتّى أتى علیه من أوّله إلى
آخره ، و جعل یقول : رحم اللّه‏ یونس، رحم اللّه‏ یونس، رحم اللّه‏ یونس(4) .

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 779، خلاصة الأقوال: 296، وسائل الشّیعة 27: 148 / 33449 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 779، خلاصة الأقوال: 297 .

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 779.

(402) مسند الفضل بن شاذان

أبو عمرو الکشی، عن جعفر بن معروف ، قال : حدّثنی سهل بن بحر ، قال : سمعت
الفضل بن شاذان یقول : ما نشأ فی الإسلام رجل من سائر النّاس کان أفقه من سلمان
الفارسی ، و لا نشأ رجل بعده أفقه من یونس بن عبد الرّحمان رحمه‏الله (1) .

قال أبو عمرو الکشی: وجدت بخطّ محمّد بن شاذان بن نعیم فی کتابه ، سمعت أبا
محمّد القمّاص الحسن بن علویة الثّقة ، یقول : سمعت الفضل بن شاذان، یقول : حجّ یونس
بن عبد الرّحمان أربعا و خمسین حجّة ، و اعتمر أربعا و خمسین عمرة ، و ألّف ألف جلد ردّا
على المخالفین(2) .

و یقال : انتهى علم الأئمّة علیهم‏السلام إلى أربعة نفر : أوّلهم سلمان الفارسی ، و الثّانی جابر، و
الثّالث السیّد ، و الرّابع یونس بن عبد الرّحمان .

قال أبو عمرو الکشی: و قال الفضل بن شاذان : سمعت الثّقة یقول : سمعت الرّضا علیه السلام
یقول : أبو حمزة الّثمالی فی زمانه کسلمان فی زمانه ، و ذلک أنّه خدم أربعة منّا: علیّ بن
الحسین، و محمّد بن علیّ، و جعفر بن محمّد، و برهة من عصر موسى بن جعفر علیهم‏السلام ، و
یونس فی زمانه کسلمان الفارسی فی زمانه(3) .

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : سألت الفضل بن شاذان ، عن
الحدیث الّذی روی فی یونس أنّه لقیط آل یقطین ؟ فقال : کذب ، ولد یونس فی آخر زمن
هشام بن عبد الملک ، و یقطین لم یکن فی ذلک الزّمان، إنّما کان ولد فی زمن ولد العبّاس(4) .

قال أبو عمرو الکشی: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان،
عن أبی هاشم الجعفری ، قال : سألت أبا جعفر محمّد بن علیّ الرّضا علیهماالسلام ، عن یونس ؟ فقال:
من یونس ؟ قلت : مولى علیّ بن یقطین ، فقال : لعلّک ترید یونس بن عبد الرّحمان ؟ فقلت :
لا واللّه‏ لا أدری ابن من هو ؟ قال : بل هو ابن عبد الرّحمان ، ثم قال : رحم اللّه‏ یونس، رحم اللّه‏
یونس، نعم العبد کان للّه‏ عزّوجلّ(5) .

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 780، وسائل الشّیعة 27: 100 / 33319 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 780.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 780.

(4) اختیار معرفة الرجال 2: 781.

(5) اختیار معرفة الرجال 2: 781.

مسند الفضل بن شاذان (403)

قال: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان ، قا ل : سمعت
الثّقة یقول : سمعت الرّضا علیه السلام یقول : یونس بن عبد الرّحمان فی زمانه کسلمان الفارسی فی
زمانه(1) .

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل: و لقد حجّ یونس إحدى و خمسین حجّة آخرها
عن الرّضا علیه السلام (2).

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی أبو محمّد الفضل بن
شاذان ، قال : حدّثنی أبو جعفر البصری ، و کان ثقة فاضلاً صالحا ، قال : دخلت مع یونس بن
عبد الرّحمان على الرّضا علیه السلام فشکى إلیه ما یلقى من أصحابه من الوقیعة ، فقال الرّضا علیه السلام :
دارهم فإنّ عقولهم لا تبلغ(3) .

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد ، قال : حدّثنی الفضل ، قال : حدّثنی عدّة من
أصحابنا أنّ یونس بن عبد الرّحمان قیل له : إنّ کثیرا من هذه العصابة یقعون فیک و یذکرونک
بغیر الجمیل ، فقال : اُشهدکم أنّ کلّ من له فی أمیر المؤمنین علیه السلام نصیب فهو فی حلّ ممّا
قال(4) .

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان، قال :
کان أحمد بن محمّد بن عیسى تاب و استغفر اللّه‏ من وقیعته فی یونس لرؤیا رآها ، و قد کان
علیّ بن حدید یظهر فی الباطن المیل إلى یونس و هشام «رحمهما اللّه‏»(5).

فی
عبد العزیز بن المهتدی

أبو عمرو الکشی، عن جعفر بن معروف ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان بحدیث عبد

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 782.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 782.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 782.

(4) اختیار معرفة الرجال 2: 783، خلاصة الأقوال: 303 .

(5) اختیار معرفة الرجال 2: 783.

(6) اختیار معرفة الرجال 2: 787.

(404) مسند الفضل بن شاذان

العزیز بن المهتدی، فقال الفضل : ما رأیت قمیّا یشبهه فی زمانه(1) .

علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل ، قال : حدّثنی عبد العزیز و کان خیر قمیّ
فیمن رأیته ، و کان وکیل الرّضا علیه السلام .

فی
محمّد بن سنان

قال أبو عمرو الکشی: قال محمّد بن مسعود: قال عبداللّه‏ بن حمدویه : سمعت الفضل
بن شاذان ، یقول: لا أستحلّ أن أروی أحادیث محمّد بن سنان .

و ذکر الفضل فی بعض کتبه : إنّ من الکاذبین المشهورین ابن سنان و لیس بعبداللّه‏.

قال أبو عمرو الکشی: أبو الحسن علیّ بن محمّد بن قتیبة النّیسابوری قال، قال أبو
محمّد الفضل بن شاذان : ردّوا أحادیث محمّد بن سنان.

و قال : لا اُحلّ لکم أن ترووا أحادیث محمّد بن سنان عنّی مادمت حیّا ، و أذن فی
الرّوایة بعد موته(2) .

فی
الحسن بن علیّ بن فضّال

قال أبو عمرو الکشی: قال الفضل بن شاذان: إنّی کنت فی قطیعة الرّبیع(3) فی مسجد

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 795 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 796، ثمّ قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل ، و أبوه، و یونس ، و محمّد بن
عیسى العبیدی ، و محمّد بن الحسین بن أبی الخطّاب ، و الحسن و الحسین ابنا سعید الأهوازیّان ، و ابنا
دندان ، و أیّوب بن نوح و غیرهم من العدول و الثّقات من أهل العلم ، و کان محمّد بن سنان مکفوف البصر
أعمى فیما بلغنی. خلاصة الأقوال: 394 .

(3) أقطعه قطیعة أی أعطاه الإمام قطعة من أرض الخراج. و القطیعة: محالّ ببغداد و أطرافها أقطعها المنصور
العباسی و من بعده اُناسا من أعیان دولتهم لیعمروها و یسکنوها .

و فی معجم البلدان 4: 377: قطیعة الرّبیع هی منسوبة إلى الرّبیع بن یونس حاجب المنصور و مولاه و هو والد
الفضل وزیر المنصور، و کانت قطیعة الرّبیع بالکرخ مزارع النّاس من قریة یقال لها: بیاوری من أعمال
بادوریا، و هما قطیعتان خارجة و داخلة، فالدّاخلة أقطعه إیّاها المنصور، و الخارجة أقطعه إیّاها المهدی،
و کان التجّار یسکنونها حتّى صارت ملکا لهم دون ولد الرّبیع .

مسند الفضل بن شاذان (405)

الزّیتونة(1) أقرأ على مقرى‏ء یقال له : إسماعیل بن عبّاد ، فرأیت یوما فی المسجد نفرا
یتناجون ، فقال أحدهم: إنّ بالجبل رجلاً یقال له : ابن فضّال، أعبد من رأیت أو سمعت به،
قال: و إنّه لیخرج إلى الصّحراء فیسجد السّجدة فیجیء الطّیر فیقع علیه، فما یظنّ إلاّ أنّه ثوب
أو خرقة ، و إنّ الوحش لیرعى حوله فما ینفر منه لما قد آنست به و إنّ عسکر الصّعالیک
لیجیؤون یریدون الغارة ، أو قتال قوم، فإذا رأوا شخصه طاروا فی الدّنیا فذهبوا حیث لا
یراهم و لا یرونه .

قال أبو محمّد: فظننت أنّ هذا رجل کان فی الزّمان الأوّل ، فبینا أنا بعد ذلک بسنین
قاعد فی قطیعة الرّبیع مع أبی رحمه‏الله إذ جاء شیخ حلو الوجه، حسن الشّمائل، علیه قمیص
نرسیّ ، و رداء نرسیّ ، و فی رجله نعل مخضرّ فسلّم على أبی، فقام إلیه أبی فرحّب به و بجّله،
فلمّا أن مضى یرید ابن أبی عمیر، قلت لشیخی(2): هذا رجل حسن الشّمائل ، من هذا
الشّیخ؟ فقال : هذا الحسن بن علیّ بن فضّال ، قلت له : هذا ذاک العابد الفاضل؟ قال : هو ذاک،
قلت : لیس هو ذاک ، قال : هو ذاک ، قلت : ألیس ذاک بالجبل ؟ قال : هو ذاک کان یکون
بالجبل، قلت : لیس ذاک ، قال : ما أقلّ عقلک من غلام، فأخبرته ما سمعته من اُولئک القوم
فیه، قال : هو ذاک ، فکان بعد ذلک یختلف إلى أبی .

ثم خرجت إلیه بعد إلى الکوفة، فسمعت منه کتاب ابن بکیر و غیره من الأحادیث و
کان یحمل کتابه و یجیء إلى حجرتی فیقرأه علیّ ، فلمّا حجّ (سد و شب)(3) خَتَن طاهر بن
الحسین، و عظّمه النّاس لقدره و حاله و مکانه من السّلطان، و قد کان وُصف له فلم یصر إلیه
الحسن ، فأرسل إلیه اُحبّ أن تصیر إلیّ فإنّه لا یمکننی المصیر إلیک ، فأبى ، و کلّمه أصحابنا
فی ذلک ، فقال : مالی و لطاهر و آل طاهر؟ لا أقربهم لیس بینی و بینهم عمل، فعلمت بعدها
أنّ مجیئه و أنا حدث غلام و هو شیخ، لم یکن إلاّ لجودة النّیّة . و کان مصلاّه بالکوفة فی
المسجد عند الاُسطوانة الّتی یقال لها: السّابعة ، و یقال إنّها اُسطوانة إبراهیم علیه السلام ، و کان

(1) فی رجال النجاشی: مسجد الربیع، أقول: لعلّ النجاشی نقل القصّة من رجال الکشی الکبیر الّذی لا أثر
له، و الّذی دائر بیننا الآن هو اختیار الشیخ الطوسی منه .

(2) الصّحیح: لأبی .

(3) کذا فی الکشی و فی رجال القهبائی: لسد و سیب، والظّاهر أنّه کان اسم ختن طاهر بن الحسین .

(406) مسند الفضل بن شاذان

یجتمع هو و أبو محمّد عبداللّه‏ الحجّال ، و علیّ بن أسباط ، و کان الحجّال یدّعی الکلام و کان
من أجدل النّاس ، فکان ابن فضّال یغری بینی و بینه(1) فی الکلام فی المعرفة ، و کان یحبّنی
حبّا شدیدا(2) .

فی
الحسن بن محمّد بن بابا

قال أبو عمرو الکشی: و ذکر أبو محمّد الفضل بن شاذان فی بعض کتبه أنّ من
الکذّابین المشهورین ابن بابا القمی(3) .

فی
علیّ بن حسکة

قال أبو عمرو الکشی: و ذکر الفضل بن شاذان فی بعض کتبه : أنّ من الکذّابین
المشهورین علیّ بن حسکة(4) .

فی
فارس بن حاتم القزوینی

قال أبو عمرو الکشی: و ذکر الفضل بن شاذان فی بعض کتبه : أنّ من الکذّابین
المشهورین الفاجر فارس بن حاتم القزوینی(5) .

فی
أبی سمینة محمّد بن علی

(1) فی رجال القهبائى: بینه و بینه.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 801، رجال النجاشی: 34، خلاصة الأقوال: 98 .

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 805، خلاصة الأقوال: 334 .

(4) اختیار معرفة الرجال 2: 806، خلاصة الأقوال: 384 .

(5) اختیار معرفة الرجال 2: 807، خلاصة الأقوال: 388 .

مسند الفضل بن شاذان (407)

قال أبو عمرو الکشی: و ذکر علیّ بن محمّد بن قتیبة النّیسابوری ، عن الفضل بن
شاذان أنّه قال : کدت أن اقنت على أبی سمینة محمّد بن علیّ الصّیرفی ، قال ، فقلت له : و لِمَ
استوجب القنوت من بین أمثاله ؟ قال : إنّى لأعرف منه ما لا تعرفه .

قال أبو عمرو الکشی: و ذکر الفضل فی بعض کتبه : الکذّابون المشهورون: أبو
الخطّاب، و یونس بن ظبیان، و یزید الصّائغ، و محمّد بن سنان، و أبو سمینة أشهرهم(1).

فی
محمّد بن الحسن الواسطی

أبو عمرو الکشی قال: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال الفضل بن شاذان : محمّد
بن الحسن کان کریما على أبی جعفر علیه السلام ، و إنّ أبا الحسن علیه السلام أنفذ نفقة فی مرضه و لکفنه و
أقام مأتمه عند موته(2) .

فی
أبی جعفر البصری

قال: حدّثنی علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنی الفضل بن شاذان، قال : حدّثنی أبو
جعفر البصری ، و کان ثقة فاضلاً صالحا(3) .

فی
نوح بن صالح البغدادی(4)



(1) اختیار معرفة الرجال 2: 823.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 831.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 832.

(4) کذا عنونه فی اختیار الرّجال لکن فی متن الأثر کما ترى: نوح بن شعیب، فلعلّهما واحد کما أشار إلیه
الشیخ الطوسی فی رجاله .

أقول: الظّاهر «واللّه‏ أعلم» أنّ العنوان فی الأصل کان هکذا: نوح بن أبی صالح شعیب، فحرّف، و هو ابن حرب
المدائنی أبو صالح البغدادی نزیل مکّة کان أحد المذکورین بالعبادة و الصّلاح و الأمر بالمعروف و النّهی
عن المنکر، قال ابن سعد فی طبقاته 7: 320: کان من أبناء خراسان من أهل بغداد فتحوّل إلى المدائن
فنزلها و اعتزل بها و کان له فضل ثمّ خرج إلى مکّة فنزلها إلى أن مات بها سنة 197. راجع تهذیب الکمال
12: 511 .

(408) مسند الفضل بن شاذان

قال أبو عمرو الکشی: سأل أبو عبداللّه‏ الشّاذانی أبا محمّد الفضل بن شاذان ، قال: إنّا
ربّما صلّینا مع هولاء صلاة المغرب ، فلا نحبّ أن ندخل البیت عند خروجنا من المسجد
فیتوهّموا علینا أنّ دخولنا المنزل لیس إلاّ لإعادة الصّلاة الّتی صلّینا معهم، فنتدافع بصلاة
المغرب إلى صلاة العتمة ؟

فقال : لا تفعلوا هذا من ضیق صدورکم ، ما علیکم لو صلّیتم معهم فتکبّروا فی مرّة
واحدة ثلاثا أو خمس تکبیرات ، و تقرأوا فی کلّ رکعة الحمد و سورة، أیّة سورة شئتم بعد
أن تتمّوها عندما یتمّ إمامهم ، و تقولوا فی الرّکوع: سبحان ربّی العظیم و بحمده بقدر ما یتأتّى
لکم معهم ، و فی السّجود کمثل ذلک ، و تسلّموا معهم ، و قد تمّت صلاتکم لأنفسکم ، ولیکن
الإمام عندکم و الحائط بمنزلة واحدة ، فإذا فرغ من الفریضة فقوموا معهم فصلّوا السّنّة بعدها
أربع رکعات .

فقال : یا أبا محمّد أفلیس یجوز إذا فعلت ما ذکرت ؟ قال : نعم، فهل سمعت أحدا من
أصحابنا یفعل هذه الفعلة ؟ قال : نعم، کنت بالعراق و کان یضیق صدری عن الصّلاة معهم
کضیق صدورکم ، فشکوت ذلک إلى فقیه هناک یقال له : نوح بن شعیب ، فأمرنی بمثل الّذی
أمرتکم به .

فقلت: هل یقول هذا غیرک ؟ قال : نعم ، فاجتمعت معه فی مجلس فیه نحو من
عشرین رجلاً من مشایخ أصحابنا ، فسألته ـ یعنی نوح بن شعیب ـ أن یجری بحضرتهم ذکرا
ممّا سألته من هذا، فقال نوح بن شعیب : یا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراسانیّ(1)
الغمر یظنّ نفسه أنّه أکبر من هشام بن الحکم ، و یسألنی هل یجوز الصّلاة مع المرجئة فی
جماعتهم ؟ فقال جمیع من کان حاضرا من المشایخ کقول نوح بن شعیب ، فعندها طابت
نفسی و فعلته(2) .

قال الشیخ الطوسی: ذکر الفضل بن شاذان أنّه کان فقیها عالما صالحا مرضیّا، و قیل:

(1) أقول: هذه النّسبة له تدلّ على أنّه کان ایرانیّا انتقل مع أبیه إلى العراق لتحصیل العلوم و الأحادیث.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 832، خلاصة الأقوال: 284 .

مسند الفضل بن شاذان (409)

إنّه نوح بن صالح(1) .

فی
أحمد بن حمّاد المروزی

قال أبو عمرو الکشی: وجدت فی کتاب أبی عبداللّه‏ الشّاذانی بخطّه: سمعت الفضل
بن شاذان یقول : التقیت مع أحمد بن حمّاد المتشیّع ، و کان ظهر له منه الکذب فکیف غیره،
فقال : أمّا واللّه‏ لو توغّرت عداوته لما صبرتُ عنه ، فقال له الفضل : هکذا واللّه‏ قال لی کما
ذکر(2).

فی
أبی الخیر صالح بن أبی حمّاد الرّازی

قال أبو عمرو الکشی: قال علیّ بن محمّد القتیبی: سمعت الفضل بن شاذان یقول فی
أبی الخیر: و هو صالح بن سلمة أبی حمّاد الرّازی کما کنّى .

و قال علیّ: کان أبو محمّد الفضل یرتضیه و یمدحه، و لا یرتضی أبا سعید الآدمی و
یقول : هو الأحمق(3) .

فی
محمّد بن أبی عمیر الأزدی

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی قال ، قال أبو محمّد الفضل بن
شاذان رضى‏الله‏عنه : سأل محمّد بن أبی عمیر ، فقال له : إنّک قد لقیت مشایخ العامّة، فکیف لم تسمع
منهم؟ فقال : قد سمعت منهم ، غیر أنّی رأیت کثیرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامّة و علم

(1) رجال الطّوسی: 379 .

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 834.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 837، خلاصة الأقوال: 359 .

(410) مسند الفضل بن شاذان

الخاصّة فاختلط علیهم حتّى کانوا یروون حدیث العامّة عن الخاصّة و حدیث الخاصّة عن
العامّة ، فکرهت أن یختلط علیّ فترکت ذلک و أقبلت على هذا(1).

قال أبو عمرو الکشی: وجدت بخطّ أبی عبداللّه‏ الشّاذانی ، سمعت أبا محمّد الفضل بن
شاذان، یقول: سعی بمحمّد بن أبی عمیر ـ و اسم أبی عمیر: زیاد ـ إلى السّلطان أنّه یعرف
أسامی عامّة الشّیعة بالعراق ، فأمره السّلطان أن یسمّیهم ، فامتنع ، فجرّد و علّق بین العقارین
و ضرب مائة سوط .

قال الفضل : فسمعت ابن أبی عمیر یقول : لمّا ضُربت فبلغ الضّرب مائة سوط أبلغ
الضّرب الألم إلیّ ، فکدت أن اُسمّی ، فسمعت نداء محمّد بن یونس بن عبد الرّحمان یقول :
یا محمّد بن أبی عمیر اُذکر موقفک بین یدی اللّه‏ تعالى ، فتقوّیت بقوله فصبرت و لم اُخبر ، و
الحمد للّه‏ .

قال الفضل : فأضرّ به فی هذا الشّأن أکثر من مائة ألف درهم(2) .

قال أبو عمرو الکشی: وجدت فی کتاب أبی عبداللّه‏ الشّاذانی بخطّه ، سمعت أبا محمّد
الفضل بن شاذان یقول : دخلت العراق فرأیت واحدا یعاتب صاحبه و یقول له : أنت رجل
علیک عیال و تحتاج أن تکتسب علیهم و ما آمن أن تذهب عیناک لطول سجودک ، فلمّا أکثر
علیه قال : أکثرت علیّ ، ویحک لو ذهبت عین أحد من السّجود لذهبت عین ابن أبی عمیر ،
ما ظنّک برجل سجد سجدة الشّکر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه إلاّ عند زوال الشّمس .

و سمعته یقول : أخذ یوما شیخی بیدی و ذهب بی إلى ابن أبی عمیر ، فصعدنا إلیه فی
غرفة و حوله مشایخ له یعظّمونه و یبجّلونه ، فقلت لأبی : من هذا ؟ قال : هذا ابن أبی عمیر ،
قلت : الرّجل الصّالح العابد ؟ قال : نعم .

و سمعته یقول : ضرب ابن أبی عمیر مائة خشبة و عشرین خشبة أیّام هارون لعنه اللّه‏ ،
تولّى ضربه السّندی بن شاهک على التشیّع، و حبس فأدّى مائة و أحدا و عشرین ألفا حتّى
خلّی عنه ، فقلت : و کان متموّلاً ؟ قال : نعم کان ربّ خمسمائة ألف درهم(3).

فی

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 855.

(2) اختیار معرفة الرجال 2: 855.

(3) اختیار معرفة الرجال 2: 855.

مسند الفضل بن شاذان (411)

بکر بن محمّد الأزدی و أنّه ابن أخی
سدیر الصیرفی

أبو عمرو الکشی، عن علیّ بن محمّد القتیبی ، قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن
شاذان، قال : حدّثنا ابن أبی عمیر ، عن بکر بن محمّد ، قال : حدّثنی عمّی سدیر(1) .

(1) اختیار معرفة الرجال 2: 856.

(412) مسند الفضل بن شاذان