أربعینات

چهل حدیث های کوتاه با موضوع های متفاوت

أربعینات

چهل حدیث های کوتاه با موضوع های متفاوت

أربعینات

ما قصد داریم شما را با روایاتی از متون دینی واسلامی آشنا کنیم

طبقه بندی موضوعی
آخرین نظرات

مسند الفضل بن شاذان 3

دوشنبه, ۲۷ خرداد ۱۳۹۸، ۰۳:۰۶ ق.ظ


محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: فی
خمس قلایص شاة(2) و لیس فیما دون الخمس شیء، و فی عشر شاتان، و فی خمس
عشرة ثلاث شیاه، و فی عشرین أربع، و فی خمس و عشرین خمس، و فی ستّة و عشرین
بنت مخاض إلى خمس و ثلاثین .

و قال عبد الرّحمان : هذا فرق بیننا و بین النّاس، فإذا زادت واحدة ففیها بنت لبون إلى
خمس و أربعین، فإذا زادت واحدة ففیها حقّة إلى ستّین، فإذا زادت واحدة ففیها جذعة إلى
خمس و سبعین ،فإذا زادت واحدة ففیها بنتا لبون إلى تسعین فإذا کثرت الإبل ففی کلّ
خمسین حقّة(3) .

باب
صدقة الغنم

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام أنّه قال : لیس فی الأکیلة(4) و لا فی الرُّبّى - و الرّبّى الّتی تربّی اثنین - و لا شاة
لبن، و لا فحل الغنم صدقة(5) .

(1) الکافی 3: 527 / 1، التهذیب 4: 68 / 185، الاستبصار 2: 10، وسائل الشّیعة 9: 71 / 11547 .

(2) القلوص من النّوق : الشّابّة و هی بمنزلة الجاریة من النّساء .

(3) الکافی 3: 532 / 2، التهذیب 4: 23 / 56، الاستبصار 2: 22، وسائل الشّیعة 9: 110 / 11642 .

(4) فی روایة: الأکولة الکبیرة من الشاة تکون فی الغنم. فی النّهایة: و الأکولة: الّتی تسمن للأکل و قیل: هی
الخصى و الهرمة و العاقر من الغنم.

(202) مسند الفضل بن شاذان

باب
زکاة مال الیتیم

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، و أحمد بن
إدریس ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن
أبی العطارد الخیّاط(1) قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : مال الیتیم یکون عندی فاتّجر به ، فقال :
إذا حرّکته فعلیک زکاته قال ، قلت : فإنّی اُحرّکه ثمانیة أشهر و أدعه أربعة أشهر، قال : علیک
زکاته(2) .

باب
زکاة مال المملوک و المکاتب و المجنون

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : امرأة من أهلنا مختلطة أعلیها
زکاة ؟ فقال : إن کان عمل به فعلیها زکاة و إن لم یعمل به فلا(3) .

باب
فی ما یأخذ السّلطان من الخراج

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عیص بن القاسم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الزّکاة فقال : ما أخذ منکم بنو اُمیّة
فاحتسبوا به و لا تعطوهم شیئا ما استطعتم فإنّ المال لا یبقى على هذا إن تزکّیه مرّتین(4).

 

(1) الکافی 3: 535 / 2، وسائل الشّیعة 9: 124 / 11669 .

(2) فی التهذیب: الحنّاط.

(3) الکافی 3: 540 / 2، التهذیب 4: 28 / 68، الاستبصار 2: 29، وسائل الشّیعة 9: 88 / 11589 .

(4) الکافی 3: 542 / 2، التهذیب 4: 30 / 75، وسائل الشّیعة 9: 90 / 11595 .

(5) الکافی 3: 543 / 4، وسائل الشّیعة 9: 252 / 11954 .

مسند الفضل بن شاذان (203)

باب
الرّجل یعطی من زکاة من یظنّ أنّه معسر ثمّ یجده موسرا

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن الأحول ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی رجل عجّل زکاة
ماله ثمّ أیسر المعطى قبل رأس السّنة قال : یعید المعطی الزّکاة(1).

باب
قضاء الزّکاة عن المیّت

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن شعیب قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ على أخی
زکاة کثیرة فأقضیها أو اُؤدّیها عنه ؟ فقال لی : و کیف لک بذلک ؟ قلت : أحتاط ، قال: نعم إذا
تفرِّج عنه(2) .

باب
أنّه یعطى عیال المؤمن من الزّکاة إذا کانوا صغارا
و یقضى عن المؤمنین الدّیون من الزّکاة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و محمّد بن یحیى،
عن محمّد بن الحسین جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال :
سألت أبا الحسن علیه السلام عن رجل عارف فاضل توفّی و ترک علیه دینا قد ابتلی به، لم یکن
بمفسد و لا بمسرف و لا معروف بالمسألة، هل یقضى عنه من الزّکاة الألف و الألفان؟ قال :
نعم(3).

(1) الکافی 3: 545 / 2، التهذیب 4: 45 / 117، الاستبصار 2: 33، وسائل الشّیعة 9: 214 / 11867،
أیضا 304 / 12083 .

(2) الکافی 3: 547 / 3، وسائل الشّیعة 9: 256 / 11964 .

(204) مسند الفضل بن شاذان

باب
تفضیل أهل الزّکاة بعضهم على بعض

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، و ابن أبی عمیر جمیعا ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت أبا الحسن علیه السلام عن
الزّکاة أیفضّل بعض من یعطى ممّن لا یسأل على غیره ؟ قال : نعم یفضّل الّذی لا یسأل على
الّذی یسأل(1).

باب
الزّکاة تبعث من بلد إلى بلد أو تدفع إلى من یقسمها فتضیع

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی
الرّجل یعطى الزّکاة یقسّمها أله أن یخرج الشّیء منها من البلدة الّتی هو فیها إلى غیرها ؟ قال :
لا بأس(2).

باب
قصاص الزّکاة بالدّین

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن یحیى ، عن محمّد بن الحسین ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن
الحجّاج قال : سألت أبا الحسن الأوّل علیه السلام عن دین لی على قوم قد طال حبسه عندهم
لایقدرون على قضائه و هم مستوجبون للزّکاة، هل لی أن أدعه و أحتسب به علیهم من

(1) الکافی 3: 549 / 2، التهذیب 4: 102 / 288، وسائل الشّیعة 9: 258 / 11971، أیضا 304 /
12081.

(2) الکافی 3: 550 / 2، وسائل الشّیعة 9: 262 / 11982 .

(3) الکافی 3: 554 / 7، وسائل الشّیعة 9: 283 / 12026 .

مسند الفضل بن شاذان (205)

الزّکاة ؟ قال: نعم(1) .

باب
من یحلّ له أن یأخذ الزّکاة و من لا یحلّ له
و من له المال القلیل

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال ، قلت لأبی الحسن علیه السلام رجل مسلم مملوک و
مولاه رجل مسلم و له مال یزکّیه و للمملوک ولد صغیر حرّ أیجزى‏ء مولاه أن یعطی ابن عبده
من الزّکاة ؟ فقال : لا بأس به(2) .

باب
فضل الصّدقة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أحمد بن
إدریس، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا، عن صفوان بن یحیى، عن إسحاق بن غالب، عمّن
حدّثه، عد أبی جعفر علیه السلام قال: البرّ و الصّدقة ینفیان الفقر و یزیدان فی العمر و یدفعان
تسعین(3) میتة السّوء؛ و فی خبر آخر: و یدفعان عن شیعتی میتة السّوء(4).

باب
أنّ الّذی یقسّم الصّدقة شریک صاحبها فی الأجر

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،

(1) الکافی 3: 558 / 1، فی المدارک : اتّفق علماؤنا و أکثر العامّة على أنّه یجوز للمزکّی قضاء الدّین عن
الغارم من الزّکاة بأن یدفعه إلى مستحقّه و مقاصّته بما علیه من الزّکاة. (مرآة)

(2) الکافی 3: 563 / 14، وسائل الشّیعة 9: 295 / 12057 .

(3) فی بعض النسخ: سبعین.

(4) الکافی 4: 2 / 2، وسائل الشّیعة 9: 368 / 12255 .

(206) مسند الفضل بن شاذان

عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل یعطى الدّراهم یقسّمها قال : یجری له ما
یجری للمعطی و لا ینقص المعطی من أجره شیئا(1).

باب القرض

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد ، عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن فضیل بن یسار
قال ، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : ما من مؤمن أقرض مؤمنا یلتمس به وجه اللّه‏ إلاّ حسب اللّه‏ له أجره
بحساب الصّدقة حتّى یرجع إلیه ماله(2) .

باب
تحلیل المیّت

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الحسن بن خنیس
قال، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ لعبد الرّحمان بن سیابة دینا على رجل قد مات و قد کلّمناه
أن یحلّله فأبى فقال : ویحه أما یعلم أنّ له بکلّ درهم عشرة حلّله فإذا لم یحلّله فإنّما له
درهم بدل درهم(3) .

باب
فضل إطعام الطّعام

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : من أحبّ الأعمال إلى اللّه‏ عزّوجلّ إشباع
جوعة المؤمن، أو تنفیس کربته، أو قضاء دینه(4) .

(1) الکافی 4: 18 / 3، وسائل الشّیعة 9: 280 / 12020 .

(2) الکافی 4: 34 / 2، وسائل الشّیعة 16: 318 / 21650 .

(3) الکافی 4: 36 / 1، وسائل الشّیعة 16: 321 / 21658 .

مسند الفضل بن شاذان (207)

باب
الصّدقة لبنی هاشم و موالیهم و صلتهم

أحمد بن إدریس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن
شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عیص بن القاسم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إنّ
اُناسا من بنی هاشم أتوا رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فسألوه أن یستعملهم على صدقات المواشی و
قالوا: یکون لنا هذا السّهم الّذی جعله اللّه‏ للعاملین علیها فنحن أولى به، فقال رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : یا بنی عبد المطّلب إنّ الصّدقة لا تحلّ لی و لا لکم و لکنّی قد وُعدت الشّفاعة ـ ثمّ
قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : و اللّه‏ لقد وعدها صلّی الله علیه و آله وسلّم ـ فما ظنّکم یا بنی عبد المطّلب إذا أخذتُ بحلقة
باب الجنّة أترونی مؤثرا علیکم غیرکم(1)؟!

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن جعفر بن إبراهیم الهاشمی ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال ، قلت له : أتحلّ الصّدقة لبنی هاشم ؟ فقال : إنّما تلک الصّدقة الواجبة على النّاس لا تحلّ
لنا، فأمّا غیر ذلک فلیس به بأس، و لو کان کذلک ما استطاعوا أن یخرجوا إلى مکّة ، هذه
المیاه عامّتها صدقة(2) .

(1) الکافی 4: 51 / 7، التهذیب 4: 110 / 318، وسائل الشّیعة 9: 469 / 12517، تقدّم أیضا.

(2) الکافی 4: 58 / 1، التهذیب 4: 58 / 154، وسائل الشّیعة 9: 268 / 11992 .

(3) الکافی 4: 59 / 3، التهذیب 4: 62 / 166، وسائل الشّیعة 9: 272 / 12002 .

(208) مسند الفضل بن شاذان

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الصّیام»

باب
ما جاء فی فضل الصّوم و الصّائم

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن معاویة بن عثمان ، عن إسماعیل بن یسار قال ، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : قال أبی : إنّ الرّجل
لیصوم یوما تطوّعا یرید ما عند اللّه‏ عزّوجلّ فیدخله اللّه‏ به الجنّة(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن بعض أصحابنا ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: أوحى اللّه‏
عزّوجلّ إلى موسى علیه السلام ما یمنعک من مناجاتى ؟ فقال : یا ربّ اُجلّک عن المناجات لخُلوف
فم الصّائم(2) فاوحى اللّه‏ عزّوجلّ إلیه: یا موسى لخلوف فم الصّائم أطیب عندی من ریح
المسک(3) .

 

(1) الکافی 4: 62 / 5، وسائل الشّیعة 10: 399 / 13683 .

(2) خلفَ فم الصّائم خُلوفا: تغیّرت رائحته و فسدت.

(3) الکافی 4: 64 / 13، وسائل الشّیعة 10: 397 / 13677 .

(209)

باب
فضل شهر رمضان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : من لم یغفر له فی شهر رمضان لم یغفر له إلى
قابل إلاّ أن یشهد عرفة(1) .

باب
صوم رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان، عن ابن مسکان، عن الحلبی قال سألت
أبا عبداللّه‏ علیه السلام هل صام أحد من آبائک شعبان قطّ؟ قال علیه السلام : صامه خیر آبائی رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم (2) .

باب
[صوم] الوصال و صوم الدّهر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل

(1) الکافی 4: 66 / 3، الفقیه 2: 61، التهذیب 4: 192 / 548 و رواه الشیخ الطوسی فی أمالیه، عنه فی
البحار 89: 81، إقبال الأعمال: 28، وسائل الشّیعة 10: 305 / 13480 .

(2) الکافی 4: 91 / 6، التهذیب 4: 308 / 931، وسائل الشّیعة 10: 485 / 13913 .

و روى الکلینی عن علیّ بن إبراهیم، عن محمّد بن عیسى بن عبید، عن یونس، عن ابن مسکان، عن الحلبی،
عن أبی عبداللّه‏ «ع» مثله. ثمّ قال الکلینی: فأمّا الّذى جاء فى صوم شعبان أنّه سئل «ع» عنه فقال: ما صامه
رسول اللّه‏ «ص» و لا أحد من آبائی قال ذلک لأنّ قوما قالوا إنّ صیامه فرض مثل صیام شهر رمضان و
وجوبه مثل وجوب شهر رمضان و إنّ من أفطر یوما منه فعلیه من الکفّارة مثل ما على من أفطر یوما من
شهر رمضان، و إنّما قول العالم «ع»: ما صامه رسول اللّه‏ «ص» و لا أحد من آبائی: أی ما صاموه فرضا
واجبا، تکذیبا لقول من زعم أنّه فرض، و إنّما کانوا یصومونه سنّة فیها فضل و لیس على من لم یصمه
شیء.

(210) مسند الفضل بن شاذان

بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال :
المواصل فی الصّیام یصوم یوما و لیلة و یفطر فی السّحر(1).

باب
من أکل أو شرب و هو شاکّ فی الفجر أو بعد طلوعه

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عیص بن القاسم قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل خرج فی شهر رمضان و
أصحابه یتسحّرون فی بیت فنظر إلى الفجر و ناداهم فکفّ بعضهم و ظنّ بعضهم أنّه یسخر
فأکل فقال : یتمّ صومه و یقضی(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، صفوان بن یحیى ،
عن إسحاق بن عمّار قال ، قلت لأبی إبراهیم علیه السلام : یکون علیّ الیوم و الیومان من شهر
رمضان فأتسحّر مصبحا ، أفطر ذلک الیوم و أقضی مکان ذلک الیوم یوما آخر أو اُتمُّ على
صوم ذلک الیوم و أقضی یوما آخر ؟ فقال : لا بل تفطر ذلک الیوم لأنّک أکلت مصبحا و تقضی
یوما آخر(3).

باب
الفجر ما هو و متى یحلّ و متى یحرم الأکل

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أحمد بن
إدریس ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن أبی
بصیر ، عن أحدهما علیهماالسلام فی قول اللّه‏ تعالى : «اُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَةَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إلى
نِسائِکُمْ...(4)»(5).



(1) الکافی 4: 96 / 3، وسائل الشّیعة 10: 521 / 14018 .

(2) الکافی 4: 97 / 4، الفقیه 2: 83، التهذیب 4: 270 / 814، وسائل الشّیعة 10: 119 / 13003 .

(3) الکافی 4: 97 / 5، وسائل الشّیعة 10: 117 / 13000 .

(4) سورة البقرة(2): 187.

مسند الفضل بن شاذان (211)

فقال : نزلت فی خوّات بن جبیر الأنصاری(1) و کان مع النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فی الخندق و هو
صائم فأمسى و هو على تلک الحال، و کانوا قبل أن تنزل هذه الآیة إذا نام أحدهم حرم علیه
الطّعام و الشّراب، فجاء خوّات إلى أهله حین أمسى فقال : هل عندکم طعام؟ فقالوا : لا لاتنم
حتّى نصلح لک طعاما فاتّکأ فنام فقالوا له : قد فعلت؟ قال : نعم، فبات على تلک الحال
فأصبح ثمّ غدا إلى الخندق فجعل یغشى علیه، فمرّ به رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فلمّا رأى الّذی به
أخبره کیف کان أمره فأنزل اللّه‏ عزّوجلّ فیه الآیة:

«وَ کُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتّى یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الْخَیْطُ الأبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الأسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ(2)»(3).

باب
من أفطر متعمّدا من غیر عذرٍ أو جامع متعمّدا
فی شهر رمضان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه سئل عن
رجل أفطر یوما من شهر رمضان متعمّدا ، فقال : إنّ رجلاً أتى النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فقال: هلکت یا
رسول اللّه‏، فقال : مالک ؟ فقال : النّار یا رسول اللّه‏ ، قال : و ما لک؟ قال : وقعت على أهلی ،
قال : تصدّق و استغفر، فقال الرّجل : فوالّذی عظّم حقّک ما ترکت فی البیت شیئا لا قلیلاً و لا
کثیرا ، قال : فدخل رجل من النّاس بمکتل(4) من تمر فیه عشرون صاعا یکون عشرة أصوع
بصاعنا فقال له رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : خذ هذا الّتمر فتصدّق به ، فقال : یا رسول اللّه‏ على من
أتصدّق به و قد أخبرتک أنّه لیس فی بیتى قلیل و لا کثیر ؟ قال : فخذه و أطعمه عیالک(5) و

(1) سورة البقرة(2): 187.

(2) عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب أمیر المؤمنین «ع» و قال هو بدریّ.

(3) سورة البقرة(2): 187.

(4) الکافی 4: 98 / 4، التهذیب 4: 184 / 512، بحار الأنوار 20: 267، وسائل الشّیعة 10: 112 /
12990.

(5) المِکتل: زِنبیل کبیر من خوص یحمل فیه التمر و غیره.

(6) لعلّه صلّی الله علیه و آله وسلّم إنّما رخّص أن یطعمه عیاله لکونه عاجزا و کان لایجب علیه الکفّارة و إنّما تبرّع صلّی الله علیه و آله وسلّم
من قبله فلا ینافی عدم جواز إعطاء الکفّارة ممّن یجب علیه نفقته کما جوّزه بعض الأصحاب، قال الشّهید
رحمه‏الله فی الدّروس : و لو کانوا واجبی النّفقة و المکفر فقیر قیل : یجزى‏ء. (مرآة)

(212) مسند الفضل بن شاذان

استغفر اللّه‏ ، قال : فلمّا خرجنا قال أصحابنا : إنّه بدأ بالعتق فقال : أعتق أو صم أو تصدّق(1).

باب
الصّائم یقبّل أو یباشر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، عن زرارة ، عن أبی جعفر علیه السلام (2) قال : لا
تنقض القبلة الصّوم(3).

باب
الصّائم یتقیّأ أو یذرعه القیء أو یقلس(4)

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحلبی ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا تقیّأ الصّائم فعلیه قضاء ذلک الیوم و إن ذرعه من غیر
أن یتقیّأ فلیتمّ صومه(5).

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،

(1) الکافی 4: 102 / 2، التهذیب 4: 206 / 595، الاستبصار 2: 80، وسائل الشّیعة 10: 45 / 12790،
الظّاهر أنّ جمیلاً کان فی ذلک الوقت مشتغلاً بشخص أو بشیء آخر و لم یسمع العتق و الصّوم و سمعهما
بقیّة الأصحاب کعبد المؤمن الّذی روى عنه الصّدوق هذا الحدیث على ما هو المشهور من أنّه علیه السلام قال ،
قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم للأعرأبی: أعتق رقبة فاعتذر ثمّ قال صلّی الله علیه و آله وسلّم : صم شهرین فاعتذر ثمّ قال صلّی الله علیه و آله وسلّم :
تصدّق ... أو کان سماعهم قبل مجى‏ء جمیل ذلک المجلس فلمّا جاء جمیل کرّره لأجله و لم یذکر العتق و
الصّوم و اختصر على ذکر التّصدّق اعتمادا على ذکر الأصحاب له و کثیرا ما یقع أمثال ذلک فی
المحاورات.

(2) فی بعض النسخ: أبی عبداللّه‏ «ع».

(3) الکافی 4: 104 / 2، وسائل الشّیعة 10: 97 / 12941 .

(4) قلس من باب ضرب: خرج من بطنه طعام أو شراب إلى الفم سواء ألقاه أو أعاده إلى بطنه.

(5) الکافی 4: 108 / 1، التهذیب 4: 264 / 790، وسائل الشّیعة 10: 87 / 12908 .

مسند الفضل بن شاذان (213)

عن معاویة ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الّذی یذرعه القیء و هو صائم قال : یتمّ صومه و لا
یقضی(1).

باب
الصّائم یحتجم

قال الصدوق: حدّثنا الحاکم أبو محمّد جعفر بن نعیم بن شاذان رضى‏الله‏عنه قال : حدّثنی
محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان، قال : سمعت الرّضا علیه السلام یحدّث عن أبیه، عن آبائه،
عن علیّ أنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم احتجم و هو صائم محرم(2) .

باب
من توالى علیه رمضانان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، عن زرارة ، عن أبی جعفر علیه السلام فی الرّجل
یمرض فیدرکه شهر رمضان و یخرج عنه و هو مریض و لایصحّ حتّى یدرکه شهر رمضان
آخر ، قال : یتصدّق عن الأوّل و یصوم الثّانی فإن کان صحّ فیما بینهما و لم یصم حتّى أدرکه
شهر رمضان آخر صامهما جمیعا و یتصدّق عن الأوّل(3).

باب
الرّجل یصبح و هو یرید الصّیام فیفطر و یصبح و هو لا یرید الصّوم
فیصوم فی قضاء شهر رمضان و غیره

(1) الکافی 4: 108 / 3، وسائل الشّیعة 10: 87 / 12908 .

(2) عیون أخبار الرّضا «ع» 2: 17 / 39، بحار الأنوار 96: 274، وسائل الشّیعة 10: 79 / 12881، أیضا
12: 514 / 16949 .

(3) الکافی 4: 119 / 2، التهذیب 4: 250 / 744، الاستبصار 2: 111، وسائل الشّیعة 10: 335 /
13544.

(214) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن یحیى ، عن أحمد بن محمّد ؛ و محمّد بن إسماعیل ،
عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی
الحسن علیه السلام فی الرّجل یبدو له بعد ما یصبح و یرتفع النّهار فی صوم ذلک الیوم لیقضیه من
شهر رمضان و لم یکن نوى ذلک من اللّیل قال : نعم لیصمه و لیعتدّ به إذا لم یکن أحدث
شیئا(1).

باب
الرّجل یموت و علیه من صیام شهر رمضان أو غیره

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل
یموت و علیه صلاة أو صیام ، قال ، یقضی عنه أولى النّاس بمیراثه ، قلت: فإن کان أولى
النّاس به امرأة؟ فقال : لا إلاّ الرّجال(2) .

باب
من لایجب له الإفطار و التّقصیر فی السّفر و من یجب له ذلک

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال :
المکاری و الجمّال الّذی یختلف و لیس له مقام یتمّ الصّلاة و یصوم شهر رمضان(3) .

باب
من وجب علیه صوم شهرین متتابعین فعرض له أمر
یمنعه عن إتمامه

(1) الکافی 4: 122 / 4، وسائل الشّیعة 10: 10 / 12703 .

(2) الکافی 4: 123 / 1، وسائل الشّیعة 10: 331 / 13530 .

(3) الکافی 4: 128 / 1، التهذیب 4: 218 / 634، وسائل الشّیعة 8: 484 / 11233 .

مسند الفضل بن شاذان (215)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل ، و محمّد بن حمران ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
فی الرّجل الحرّ یلزمه صوم شهرین متتابعین فی ظهار فیصوم شهرا ثمّ یمرض ، قال : یستقبل
و إن زاد على الشّهر الآخر یوما أو یومین بنى على ما بقی(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن منصور بن حازم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه قال : فی رجل صام فی ظهار شعبان ثمّ
أدرکه شهر رمضان، قال : یصوم رمضان و یستأنف الصّوم، فإن هو صام فی الظّهار فزاد
النّصف یوما قضى بقیّته(2) .

باب
من جعل على نفسه صوما معلوما و من نذر أن
یصوم فی شکر

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی الحسن الرّضا علیه السلام قال : سألته عن الرّجل یجعل للّه‏
عزّوجلّ علیه صوم یوم مسمّى ، قال : یصومه أبدا فی السّفر و الحضر(3) .

باب
صوم العیدین و أیّام التّشریق

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ؛ و ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت أبا الحسن علیه السلام عن

(1) الکافی 4: 138 / 1، التهذیب 4: 284 / 861، الاستبصار 2: 124، وسائل الشّیعة 10: 371 /
13622.

(2) الکافی 4: 139 / 5، الفقیه 2: 97، التهذیب 4: 283 / 857، وسائل الشّیعة 10: 372 / 13623 أیضا
375 / 13633 .

(3) الکافی 4: 143 / 9، وسائل الشّیعة 10: 199 / 13210، أقول: حمله الشیخ على من شرط على نفسه
أن یصوم فی السفر و الحضر .

(216) مسند الفضل بن شاذان

الیومین اللّذین بعد الفطر أیصامان أم لا ؟ فقال : أکره لک أن تصومهما(1).

باب
الغسل فی شهر رمضان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن منصور بن حازم ، عن سلیمان بن خالد قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام کم اغتسل فی
شهر رمضان لیلة ؟ قال : لیلة تسع عشرة و لیلة إحدى و عشرین و ثلاث و عشرین قال ،
قلت : فإن شقّ علیّ ؟ قال : فی إحدى و عشرین و ثلاث و عشرین ، قلت : فإن شقّ علیّ قال:
حسبک الآن(2) .

صفوان بن یحیى ، عن عیص بن القاسم قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن اللّیلة الّتی
یطلب فیها ما یطلب متى الغسل ؟ فقال : من أوّل اللّیل و إن شئت حیث تقوم من آخره . و
سألته عن القیام فقال : تقوم فی أوّله و آخره(3) .

باب
التّکبیر لیلة الفطر و یومه

محمّد بن علیّ بن بابویه ، قال: و فی العلل الّتی تروى عن الفضل بن شاذان
النّیسابوری رضى‏الله‏عنه و یذکر أنّه سمعها من الرّضا علیه السلام أنّه و إنّما جعل التّکبیر فیها أکثر منه فی
غیرها من الصّلاة لأنّ التّکبیر إنّما هو تعظیم للّه‏ و تمجید على ما هدى و عافا کما قال اللّه‏
عزّوجلّ: «وَ لِتُکَبِّرُوا اللّه‏َ عَلى ما هَداکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ»(4) و إنّما جعل فیها اثنتا عشرة
تکبیرة لأنّه یکون فی [کلّ [رکعتین اثنتا عشرة تکبیرة(5)، و جعل سبع فی الاُولى و خمس

(1) الکافی 4: 104 / 2، وسائل الشّیعة 10: 519 / 14008، یدلّ على أنّ الأخبار الدالّة على استحباب
الصّوم السّنة بعد العید محمولة على التّقیّة. (مرآة)

(2) الکافی 4: 153 / 2، وسائل الشیعة 3: 310 / 3726 .

(3) الکافی 4: 154 / 3، وسائل الشیعة 3: 324 / 3769 .

(4) سورة البقرة(2): 185.

(5) هی تکبیرة الافتتاح، تکبیرة للقنوت، و فی کلّ من الرّکعتین تکبیرة للرّکوع و أربع تکبیرات للسّجدتین.

مسند الفضل بن شاذان (217)

فی الثّانیة و لم یسوّ بینهما لأنّ السّنّة فی الصّلاة الفریضة أن تستفتح بسبع تکبیرات، فلذلک
بدأ هاهنا بسبع تکبیرات ، و جعل فی الثّانیة خمس تکبیرات، لأنّ التّحریم من التّکبیر فی
الیوم و اللّیلة خمس تکبیرات، و لیکون التّکبیر فی الرّکعتین جمیعا وترا وترا(1) .

باب
یوم الفطر

محمّد بن علیّ بن بابویه ، قال: و فی العلل الّتی تروى عن الفضل بن شاذان
النّیسابوری رضى‏الله‏عنه أیضا: إنّما جعل یوم الفطر العید لیکون للمسلمین مجتمعا یجتمعون فیه ، و
یبرزون للّه‏ عزّوجلّ، فیمجّدونه على ما منّ علیهم ، فیکون یوم عید، و یوم اجتماع، و یوم
فطر، و یوم زکاة ، و یوم رغبة ، و یوم تضرّع ، و لأنّه أوّل یوم من السّنة یحلّ فیه الأکل و
الشّرب، لأنّ أوّل شهور السّنة عند أهل الحقّ شهر رمضان فأحبّ اللّه‏ عزّوجلّ أن یکون لهم
فی ذلک مجمع یحمدونه فیه و یقدّسونه(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن إبراهیم بن عمر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبی جعفر علیه السلام قال ، قال النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم :
کان أوّل یوم من شوّال نادى مناد : أیّها المؤمنون اُغدوا إلى جوائزکم ، ثمّ قال : یا جابر جوائز
اللّه‏ لیست بجوائز هؤلاء الملوک ، ثمّ قال : هو یوم الجوائز(3) .

باب الفطرة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : الّتمر
فی الفطرة أفضل من غیره لأنّه أسرع منفعة و ذلک أنّه إذا وقع فی ید صاحبه أکل منه ، قال : و

(1) الفقیه 1: 522 / 1485، علل الشرایع 1: 269، عیون أخبار الرضا «ع» 1: 122، وسائل الشّیعة 7:
433 / 9781.

(2) الفقیه 1: 522 / 1485، علل الشرایع 1: 269، عیون أخبار الرضا «ع» 1: 122، وسائل الشّیعة 7:
481 / 9911.

(3) الکافی 4: 168 / 3، وسائل الشّیعة 7: 480 / 9908 .

(218) مسند الفضل بن شاذان

قال : نزلت الزّکاة و لیس للنّاس أموال و إنّما کانت الفطرة(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : لابأس بأن یعطی الرّجل عن عیاله و هم غیّب
عنه و یأمرهم فیعطون عنه و هو غائب عنهم(2) .

باب
المعتکف یمرض و المعتکفة تطمث

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا مرض المعتکف و طمث
المرأة المعتکفة فإنّه یأتی بیته یعید إذا برى‏ء و یصوم(3) .


و فی روایة اُخرى عنه: لیس على المریض ذلک(4) .

 

(1) الکافی 4: 171 / 1، الفقیه 2: 117 / 2075 مرسلاً، التهذیب 4: 85 / 248، وسائل الشّیعة 9: 317 /
12111، أیضا 351 / 12211 .

(2) الکافی 4: 171 / 7، وسائل الشّیعة 9: 366 / 12251 .

(3) الکافی 4: 179 / 1، التهذیب 4: 294 / 893، وسائل الشّیعة 10: 554 / 14101، الإعادة محمول
على الاستحباب على المشهور إلاّ أن یکون لازما بنذر و شبهه و یحصل العذر قبل مضیّ ثلاثة أیّام فإنّه إذا
مضت الثلاثة لا یعید بل یبنی حتّى یتمّ العدد إلاّ إذا کان العدد أقلّ من ثلاثة أیّام فیتمّها من باب المقدّمة.

(4) الکافی 4: 179 / 1، الفقیه 2: 122، التهذیب 4: 294 / 894، وسائل الشّیعة 10: 554 / 14102 .

مسند الفضل بن شاذان (219)

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الحجّ»

باب
بدء الحجر و العلّة فی استلامه

محمّد بن یعقوب، قال: حدّثنى علیّ بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إنّ اللّه‏ تبارک و تعالى لمّا أخذ مواثیق العباد أمر الحجر فالتقمها(1) و لذلک
یقال: «أمانتی أدّیتها و میثاقی تعاهدته لتشهد لی بالموافاة»(2) .

باب
أنّ اللّه‏ عزّوجلّ حرم مکّة حین خلق السّماوات و الأرض

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یوم
فتح مکّة : إنّ اللّه‏ حرّم مکّة یوم خلق السّماوات و الأرض و هی حرام إلى أن تقوم السّاعة لم
تحلّ لأحد قبلی(3) و لا تحلّ لأحد بعدی و لم تحلّ لی إلاّ ساعة من النّهار(4).

(1) کنایة عن ضبطه و حفظه لها.

(2) الکافی 4: 184 / 1، وسائل الشّیعة 13: 314 / 17827 .

(220)

باب
الإلحاد بمکّة و الجنایات

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال : أتى أبو عبداللّه‏ علیه السلام فی
المسجد فقیل له: إنّ سبعا من سباع الطّیر على الکعبة لیس یمرّ به شیء من حمام الحرم إلاّ
ضربه، فقال : انصبوا له و اقتلوه فإنّه قد ألحد(1) .

ابن أبی عمیر ، عن معاویة قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام ، عن قول اللّه‏ عزّوجلّ: «وَ مَنْ
یُرِدْ فِیهِ بِإلْحادٍ بِظُلْمٍ»(2) قال : کلّ ظلم إلحاد، و ضرب الخادم فی غیر ذنب من ذلک
الإلحاد(3) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن
رجل قتل رجلاً فی الحلّ ثمّ دخل الحرم فقال ، لایقتل و لایطعم و لایسقى و لایبایع و
لایؤوی حتّى یخرج من الحرم فیقام علیه الحدّ ، قلت : فما تقول فی رجل قتل فی الحرم أو
سرق ؟ قال : یقام علیه الحدّ فی الحرم صاغرا إنّه لم یرَ للحرم حرمة و قد قال اللّه‏ تعالى :
«فَمَنِ اعْتَدى عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَیْکُمْ»(4) فقال : هذا هو فی الحرم،
فقال : «فَلا عُدْوانَ إلاّ عَلَى الظّالِمِینَ(5)»(6).

باب
شجر الحرم

(1) أی الدخول فیه للقتال و بغیر إحرام.

(2) الکافی 4: 226 / 4، الفقیه 2: 159 مرسلاً، وسائل الشّیعة 12: 404 / 16629 .

(3) الکافی 4: 227 / 1، وسائل الشّیعة 13: 84 / 17294 .

(4) سورة الحجّ(22): 25.

(5) الکافی 4: 227 / 1، وسائل الشّیعة 13: 233 / 17625 .

(6) سورة البقرة(2): 190.

(7) سورة البقرة‏ة(2): 193.

(8) الکافی 4: 227 / 4، وسائل الشّیعة 13: 225 / 17607 .

مسند الفضل بن شاذان (221)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : شجرة
أصلها فی الحلّ و فرعها فی الحرم ؟ فقال : حرم أصلها لمکان فرعها ، قلت : فإن أصلها فی
الحرم و فرعها فی الحلّ فقال : حرم فرعها لمکان أصلها(1) .

باب
صید الحرم و ما تجب فیه الکفّارة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سألته
عن رجل اُهدی له حمام أهلی و هو فی الحرم فقال : إن هو أصاب منه شیئا(2) فلیتصدّق
بثمنه نحوا ممّا کان یسوی فی القیمة(3) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : فی
الحمامة درهم و فی الفرخ نصف درهم و فی البیضة ربع درهم(4) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن منصور بن حازم قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : اُهدی لنا طائر مذبوح بمکّة فأکله
أهلنا فقال: لایرى به أهل مکّة بأسا ، قلت : فأیّ شیء تقول أنت ؟ قال : علیهم ثمنه(5) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، و أبی علیّ
الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت
أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن فرخین مسرولین ذبحتهما و أنا بمکّة فقال لی : لِمَ ذبحتهما ؟ فقلت :
جاءتنی بهما جاریة من أهل مکّة فسألتنی أن أذبحهما فظننت أنّی بالکوفة و لم أذکر الحرم ؟

(1) الکافی 4: 231 / 4، وسائل الشّیعة 12: 560 / 117082 .

(2) أی ذبحه أو قتله.

(3) الکافی 4: 232 / 2، وسائل الشّیعة 13: 31 / 17165 .

(4) الکافی 4: 234 / 10، وسائل الشّیعة 13: 26 / 17150 .

(5) الکافی 4: 236 / 18، وسائل الشّیعة 12: 424 / 16676، أیضا 13: 39 / 17186 .

(222) مسند الفضل بن شاذان

فقال: علیک قیمتهما ، قلت : کم قیمتهما ؟ قال : درهم و هو خیر منهما(1) .

باب
فضل النّظر إلى الکعبة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عمر بن اُذینة ، عن زرارة قال : کنت قاعدا إلى
جنب أبی جعفر علیه السلام و هو محتب(2) مستقبل الکعبة ، فقال : أمّا إنّ النّظر إلیها عبادة فجاءه
رجل من بجیلة یقال له : عاصم بن عمر فقال لأبی جعفر علیه السلام : إنّ کعب الأحبار کان یقول : إنّ
الکعبة تسجد لبیت المقدس فی کلّ غداة ، فقال أبو جعفر علیه السلام : فما تقول فیما قال کعب ؟
فقال: صدق ، القول ما قال کعب، فقال أبو جعفر علیه السلام : کذبت و کذب کعب الأحبار معک و
غضب .

قال زرارة: ما رأیته استقبل أحدا بقول: کذبت غیره، ثمّ قال : ما خلق اللّه‏ عزّوجلّ بقعة
فی الأرض أحبّ إلیه منها ثمّ أومأ بیده نحو الکعبة، و لا أکرم على اللّه‏ عزّوجلّ منها، لها حرّم
اللّه‏ الأشهر الحرم فی کتابه یوم خلق السّماوات و الأرض ثلاثة متوالیة للحجّ : شوّال و ذو
العقدة و ذو الحجّة و شهر مفرد للعمرة ]و هو [رجب(3) .

و بهذا الإسناد ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إنّ
اللّه‏ تبارک و تعالى حوّل الکعبة عشرین و مائة رحمة منها ستّون للطّائفین و أربعون للمصلّین
و عشرون للنّاظرین(4) .

باب
فی من رآى غریمه فی الحرم

(1) الکافی 4: 237 / 21، وسائل الشّیعة 13: 27 / 17152 .

(2) قال ابن الأثیر: الاحتباء هو أن یضمّ الإنسان رجلیه إلى بطنه یجمعهما به مع ظهره و یشدّه علیهما، و قد
یکون الاحتباء بالیدین عوض الثّوب. و المشهور لین الأصحاب کراهة الاحتباء قبالة البیت و هذا الخبر
یدلّ على عدمها.

(3) الکافی 4: 239 / 1، وسائل الشّیعة 13: 262 / 17699، و 266 / 17710 .

(4) الکافی 4: 240 / 2، وسائل الشّیعة 13: 262 / 17699، و 302 / 17800 فیه: جعل حول الکعبة.

مسند الفضل بن شاذان (223)

محمّد بن یعقوب ، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن شاذان بن الخلیل
أبی الفضل، عن سماعة بن مهران، عن أبی عبد اللّه‏ علیه السلام قال: سألته عن رجل لی علیه مال
فغاب عنّی زمانا فرأیته یطوف حول الکعبة أ فأتقاضاه مالی؟ قال: لا، لا تسلّم علیه و لا
تروّعه حتّى یخرج من الحرم(1) .

باب
حجّ النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إنّ
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أقام بالمدیّنة عشر سنین لم یحجّ ثمّ أنزل اللّه‏ عزّوجلّ علیه : «وَ أذِّنْ فِی
النّاسِ بِالْحَجِّ یَأتُوکَ رِجالاً وَ عَلى کُلِّ ضامِرٍ یَأتِینَ مِنْ کُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ»(2) فأمر المؤذّنین أن
یؤذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یحجّ فی عامه هذا ، فعلم به من حضر المدینة و
أهل العوالی و الأعراب و اجتمعوا لحجّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و إنّما کانوا تابعین ینظرون ما
یؤمرون و یتّبعونه أو یصنع شیئا فیصنعونه .

فخرج رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فی أربع بقین من ذی القعدة فلمّا انتهى إلى ذی الحلیفة زالت
الشّمس فاغتسل ثمّ خرج حتّى أتى المسجد الّذی عند الشّجرة فصلّى فیه الظّهر و عزم
بالحجّ مفردا و خرج حتّى انتهى إلى البیداء عند المیل الأوّل فصفّ له سماطان(3) فلبّى
بالحجّ مفردا و ساق الهدی ستّا و ستّین أو أربعا و ستّین حتّى انتهى إلى مکّة فی سلخ أربع
من ذی الحجّة(4) فطاف بالبیت سبعة أشواط ثمّ صلّى رکعتین خلف مقام إبراهیم علیه السلام ثمّ عاد
إلى الحجر فاستلمه و قد کان استلمه فی أوّل طوافه ثمّ قال : إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه‏
فابدأ بما بدأ اللّه‏ تعالى به و إنّ المسلمین کانوا یظنّون أنّ السّعی بین الصّفا و المروة شیء

(1) الکافی 4: 241 / 1، وسائل الشّیعة 13: 265 / 17709، قال الشهید فی الدروس: لو التجأ الغریم إلى
الحرم حرمت المطالبة. و الروایة تدلّ على تحریم المطالبة لو ظفر به فی الحرم من غیر قصد للالتجاء .

(2) سورة الحجّ(22): 26. الضّامر: البعیر المهزول. فجّ عمیق: طریق بعید.

(3) ذو الحلیفة موضع على ستّة أمیال من المدینة. مفردا أی من دون عمرة معه فی نیّة واحدة. و البیداء
أرض ملساء بین الحرمین. و سِماطُ القوم: صفُّهم .

(4) أی آخر الیوم الرّابع.

(224) مسند الفضل بن شاذان

صنعه المشرکون فأنزل اللّه‏ عزّوجلّ: «إنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّه‏ِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أوِ
اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ أنْ یُطَّوَّفَ بِهِما»(1) .

ثمّ أتى الصّفا فصعد علیه و استقبل الرّکن الیمانی فحمد اللّه‏ و أثنى علیه و دعا مقدار
ما یقرأ سورة البقرة مترسّلاً، ثمّ انحدر إلى المروة فوقف علیها کما وقف على الصّفا، ثمّ
انحدر و عاد إلى الصّفا فوقف علیها، ثمّ انحدر إلى المروة حتّى فرغ من سعیه ، فلمّا فرغ من
سعیه و هو على المروة أقبل على النّاس بوجهه فحمد اللّه‏ و أثنى علیه ثمّ قال : إنّ هذا جبرئیل
ـ و أومأ بیده إلى خلفه ـ یأمرنی أن آمر من لم یسقِ هدیا أن یحلّ و لو استقبلتُ من أمری ما
استدبرتُ لصنعت مثل ما أمرتکم(2) و لکنّی سقت الهدی و لاینبغی لسائق الهدی أن یحلّ
حتّى یبلغ الهدی محلّه .

قال : فقال له رجل من القوم : لنخرجنّ حجّاجا و رؤوسنا و شعورنا تقطر(3) فقال له
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : أمّا إنّک لن تؤمن بهذا أبدا؛ فقال له سراقة بن مالک بن جعشم الکنانی: یا
رسول اللّه‏ عُلّمنا دیننا کأنّا خلقنا الیوم فهذا الّذی أمرتنا به لعامنا هذا أم لما یستقبل ؟ فقال له
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : بل هو للأبد إلى یوم القیامة ، ثمّ شبّک أصابعه و قال : دخلت العمرة فی
الحجّ إلى یوم القیامة .

قال : و قدم علیّ علیه السلام من الیمن على رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و هو بمکّة فدخل على
فاطمة علیهاالسلام و هی قد أحلّت فوجد ریحا طیّبة و وجد علیها ثیابا مصبوغة فقال : ما هذا یا
فاطمة ؟ فقالت أمرنا بهذا رسول صلّی الله علیه و آله وسلّم فخرج علیّ علیه السلام إلى رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم مستفتیا ، فقال :
یا رسول اللّه‏ إنّی رأیت فاطمة قد أحلّت و علیها ثیاب مصبوغة ؟ فقال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : أنا
أمرت النّاس بذلک فأنت یا علی بما أهللت ؟ قال : یا رسول اللّه‏ إهلالاً کإهلال النّبیّ ؟ فقال له
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : قرِّ على إحرامک مثلی و أنت شریکی فی هدیی .

قال : و نزل رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم بمکّة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ینزل الدّور فلمّا کان
یوم التّرویة عند زوال الشّمس أمر النّاس أن یغتسلوا و یهلّوا(4) بالحجّ و هو قول اللّه‏ عزّوجلّ

(1) سورة البقرة(2): 153.

(2) قال الفیض رحمه‏الله : یعنی لو جاءنی جبرئیل بحجّ التّمتّع و إدخال العمرة فی الحجّ قبل سیاقی الهدی کما
جاءنی بعد ما سقت الهدی لصنعت مثل ما أمرتکم یعنی لتمتّعت بالعمرة و ما سقت الهدی.

(3) القائل فی بعض الرّوایات عمر و أراد بقوله : «رؤوسنا تقطر» أی من ماء غسل الجنابة.

(4) أهلّ: أی رفع صوته بالتّلبیة.

مسند الفضل بن شاذان (225)

أنزل على نبیّه صلّی الله علیه و آله وسلّم : «فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ أبِیکُمْ إبْراهِیمَ»(1) .

فخرج النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و أصحابه مهلّین بالحجّ حتّى أتى مِنى فصلّى الظّهر و العصر و
المغرب و العشاء الآخرة و الفجر، ثمّ غدا و النّاس معه و کانت قریش تفیض من المزدلفة و
هی جمع و یمنعون النّاس أن یفیضوا منها ، فأقبل رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قریش ترجو أن تکون
إفاضته من حیث کانوا یفیضون فأنزل اللّه‏ تعالى علیه: «ثُمَّ أفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أفاضَ النّاسُ وَ
اسْتَغْفِرُوا اللّه‏َ»(2) یعنی إبراهیم و إسماعیل و إسحاق فی إفاضتهم منها و من کان بعدهم .

فلمّا رأت قریش أن قُبّة رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قد مضت کأنّه دخل فی أنفسهم شیء للّذی
کانوا یرجون من الإفاضة من مکانهم حتّى انتهى إلى نمرة و هی بطن عُرنة(3) بحیال الأراک
فضربت قُبّته و ضرب النّاس أخبیتهم عندها فلمّا زالت الشّمس خرج رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و معه
قریش و قد اغتسل و قطع التّلبیة حتّى وقف بالمسجد فوعظ النّاس و أمرهم و نهاهم ثمّ
صلّى الظّهر و العصر بأذان و إقامتین.

ثمّ مضى إلى الموقف فوقف به فجعل النّاس یبتدرون أخفاف ناقته یقفون إلى جانبها
فنحاها ، ففعلوا مثل ذلک ، فقال : أیّها النّاس لیس موضع أخفاف ناقتی بالموقف و لکن هذا
کلّه ـ و أومأ بیده إلى الموقف ـ فتفرّق النّاس و فعل مثل ذلک بالمزدلفة فوقف النّاس حتّى
وقع القرص ـ قرص الشّمس ـ ثمّ أفاض و أمر النّاس بالدّعة حتّى انتهى إلى المزدلفة و هو
المشعر الحرام .

فصلّى المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و إقامتین، ثمّ أقام حتّى صلّى فیها الفجر
و عجّل ضعفاء بنی هاشم بلیل و أمرهم أن لایرموا الجمرة ـ جمرة العقبة ـ حتّى تطلع
الشّمس، فلمّا أضاء له النّهار أفاض حتّى انتهى إلى مِنى فرمى جمرة العقبة .

و کان الهدی الّذی جاء به رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أربعة و ستّین أو ستّة و ستّین(4) و جاء
علیّ علیه السلام بأربعة و ثلاثین أو ستّة و ثلاثین ، فنحر رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ستّة و ستّین و نحر
علیّ علیه السلام أربعة و ثلاثین بدنة، و أمر رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أن یؤخذ من کلّ بدنة منها حذوة(5) من

(1) سورة آل عمران(3): 89.

(2) سورة البقرة(2): 198.

(3) بحذاء عرفات.

(4) لعلّ التّردید من الرّاوی أو خرج مخرج التّقیة .

(5) الحذوة بالضّم و الکسر: القطعة من اللحم .

(226) مسند الفضل بن شاذان

لحم ثمّ تطرح فی برمة(1) ثمّ تطبخ، فأکل رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و علیّ و حسیا(2) من مرقها و لم
یعطیا الجزّارین جلودها و لا جلالها و لا قلائدها و تصدّق به و حلق و زار البیت و رجع إلى
مِنى و أقام بها حتّى کان الیوم الثّالث من آخر أیّام التّشریق ، ثمّ رمى الجمار و نفر حتّى انتهى
إلى الأبطح .

فقالت له عایشه : یا رسول اللّه‏ ترجع نساؤک بحجّة و عمرة معا و أرجع بحجّة(3) ؟
فأقام بالأبطح و بعث معها عبد الرّحمان بن أبی بکر إلى التّنعیم(4) فأهلّت بعمرة ثمّ جاءت و
طافت بالبیت و صلّت رکعتین عند مقام إبراهیم علیه السلام و سعت بین الصّفا و المروة ، ثمّ أتت
النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم .

فارتحل من یومه و لم یدخل المسجد الحرام و لم یطف بالبیت و دخل من أعلى مکّة
من عقبة المدنیّین و خرج من أسفل مکّة من ذی طُوى(5) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : الّذی
کان على بدن رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم (6) ناجیة بن جندب الخزاعی الأسلمی(7) و الّذی حلق
رأس النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فی حجّته معمر بن عبداللّه‏ بن حراثة بن نصر بن عوف بن عویج بن عدیّ
بن کعب قال : و لمّا کان فی حجّة رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و هو یحلقه قالت قریش أی معمر! اُذُن
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فی یدک و فی یدک الموسى(8) ، فقال معمر : و اللّه‏ إنّی لأعدّه من اللّه‏ فضلاً

(1) البُرمة بالضّم : قِدر من الحجارة .

(2) حسا الرّجل المرق: شربه شیئا بعد شیء .

(3) إنّما قالت ذلک لأنّها کانت قد حاضت و لم تعدل من الحجّ إلى العمرة. (مرآة)

(4) التّنعیم موضع على ثلاثة أمیال من مکّة و هو أدنى الحلّ إلیها على طریق المدینة.

(5) الکافی 4: 245 / 4، وسائل الشّیعة 11: 217 / 14647، و 339 / 14963،أیضا 14: 162 /
18875.

(6) أی الموکّل على بدنه الّذی ساقها. و البُدن جمع البَدَنة: النّاقة أو البقرة المسمنة.

(7) روى الصّدوق رحمه‏الله فی الفقیه هذه الرّوایة بسند صحیح و زاد فیه بعد الأسلمی: «و الّذی حلق رأسه
صلّی الله علیه و آله وسلّم یوم الحدیبیّة خراش بن اُمیّة الخزاعی» و کأنّه سقط من قلم الکلینی أو النسّاخ و فیه «کان معمر
بن عبداللّه‏ یرجل شعره صلّی الله علیه و آله وسلّم » و اکتفى به و لم یذکر التّتمّة و هذا التّصحیف منه غریب و لعلّه کان فی
الأصل یرحل بعیره فصحفه النسّاخ لمناسبة الحلق. (مرآة)

(8) کنّوا لعنهم اللّه‏ بذلک عن قتل رسول اللّه‏ «ص»، و تعییر منهم إیّاه.

مسند الفضل بن شاذان (227)

عظیما علیّ ، قال : و کان معمر هو الّذی یرحل(1) لرسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فقال رسول اللّه‏ : یا معمر
إنّ الرّحل اللّیلة لمسترخى ، فقال معمر: بأبی أنت و اُمّی لقد شددته کما کنت أشدّه و لکن
بعض من حسدنی مکانی منک یا رسول اللّه‏ أراد أن تستبدل بی ، فقال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : ما
کنت لأفعل(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : اعتمر
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ثلاث عمر مفترقات : عمرة فی ذی القعدة أهلّ من عسفان(3) و هی عمرة
الحدیبیّة، و عمرة من الجحفة و هی عمرة القضاء، و عمرة أهلّ من الجعرانة بعد ما رجع من
الطّائف من غزوة حنین(4) .

باب
فضل الحجّ و العمرة و ثوابهما

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن
عیسى ، عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن الفضیل بن یسار قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول : قال
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : لایحالف الفقر(5) و الحمى مدمن الحجّ و العمرة(6) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل

(1) قال الجوهری : رحلت البعیر أرحله رحلاً إذا شددت على ظهره الرّحل .

(2) الکافی 4: 250 / 9، وسائل الشّیعة 14: 228 / 19361 .

(3) عسفان بالمهملتین کعثمان : موضع على مرحلتین من مکّة لقاصد المدینة . و الجحفة بالجیم ثمّ الحاء
المهملة : میقات أهل الشّام و کانت قریة جامعة على اثنین و ثمانین میلاً من مکّة . و الجعرانة قال صاحب
المراصد : لا خلاف فی کسر أوّله و أصحاب الحدیث یکسرون عینه و یشدّدون راءه و أهل الأدب
یخطّئونهم و یسکنون العین و یخفّفون الرّاء و الصّحیح أنّهما لغتان جیّدتان. قال علیّ بن المدینى : أهل
المدینة یثقّلون الجعرانة و الحدیبیّة و أهل العراق یخفّفونها : منزل بین الطّائف و مکّة و هی إلى مکّة
أقرب، نزله النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قسّم بها غنائم حنین و أحرم منه بالعمرة و له فیه مسجد و به بئار متقاربة.

(4) الکافی 4: 251 / 10، وسائل الشّیعة 14: 299 / 19241 .

(5) لا یحالف بالحاء المهملة أی لا یلازمه فقر، و حالفه: عاهده و لازمه . و فی بعض النّسخ بالخاء المعجمة
أی لا یأتیه، من قولهم : هو یخالف امرأة فلان أی یأتیها إذا غاب عنها زوجها قاله الجوهری. و أدمن
الشّیء : أدامه .

(6) الکافی 4: 254 / 8، وسائل الشّیعة 11: 133 / 14448 .

(228) مسند الفضل بن شاذان

بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا أخذ
النّاس منازلهم بمنى نادى منادٍ : لو تعلمون بفناء من حللتم لأیقنتم بالخلف بعد المغفرة(1).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار قال : لمّا أفاض رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم تلقّاه
أعرابی بالأبطح فقال : یا رسول اللّه‏ إنّی خرجت اُرید الحجّ فعاقنی(2) و أنا رجل میّل ـ یعنی
کثیر المال ـ فمُرنی أصنع فی مالی ما أبلغ به ما یبلغ به الحاجّ، قال : فالتفت رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم
إلى أبی قبیس فقال : لو أنّ أبا قبیس لک زنته ذهبة حمراء أنفقته فی سبیل اللّه‏ ما بلغت ما بلغ
الحاجّ(3).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : أتى
النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم رجلان رجل من الأنصار و رجل من ثقیف فقال الثّقیفی : یا رسول اللّه‏ حاجتی ،
فقال : سبقک أخوک الأنصاری، فقال : یا رسول اللّه‏ إنّی على ظهر سفر و إنّی عجلان و قال :
الأنصاری : إنّی قد أذنت له، فقال : إن شئت سألتنی و إن شئت نبّأتک فقال : نبّئنی یا رسول
اللّه‏ ، فقال : جئت تسألنی عن الصّلاة، و عن الوضوء، و عن السّجود فقال الرّجل : أی و الّذی
بعثک بالحقّ ، فقال : أسبغ الوضوء، و املأ یدیک من رکبتیک، و عفّر جبینک فی التّراب، و صلّ
صلاة مودّع .

و قال الأنصاریّ : یا رسول اللّه‏ حاجتی ، فقال : إن شئت سألتنی و إن شئت نبّأتک،
فقال : یا رسول اللّه‏ نبّئنی ، قال جئت تسألنی عن الحجّ، و عن الطّواف بالبیت، و السّعی بین
الصّفا و المروة، و رمی الجمار، و حلق الرّأس، و یوم عرفة فقال الرّجل : أی و الّذی بعثک
بالحقّ ، قال : لا ترفع ناقتک خفّا إلاّ کتب اللّه‏ به لک حسنة ، و لا تضع خفّا إلاّ حطّ به عنک
سیّئة، و طواف بالبیت و سعی بین الصّفا و المروة تنفتل کما ولدتک اُمّک من الذّنوب، و رمی
الجمار ذخر یوم القیامة، و حلق الرّأس لک بکلّ شعرة نورٌ یوم القیامة، و یوم عرفة یباهی اللّه‏
عزّوجلّ به الملائکة فلو حضرت ذلک الیوم برمل عالج و قطر السّماء و أیّام العالم ذنوبا فإنّه

(1) الکافی 4: 256 / 22، وسائل الشّیعة 11: 94 / 14391 .

(2) فی بعض النسخ: فاتنی. عاقنی عائق بحذف الفاعل أی منعنی مانع.

(3) الکافی 4: 258 / 25، وسائل الشّیعة 11: 116 / 14391 .

مسند الفضل بن شاذان (229)

تبثّ(1) ذلک الیوم .

و فی حدیث آخر: له بکلّ خطوة یخطو إلیها یکتب له حسنة و یمحى عنه سیّئة و
یرفع له بها درجة(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال :
الحاجّ على ثلاثة أصناف : صنف یعتق من النّار، و صنف یخرج من ذنوبه کهیئة یوم ولدته
اُمّه، و صنف یحفظ فی أهله و ماله و هو أدنى ما یرجع به الحاجّ(3).

ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : ما من سفر أبلغ فی لحم
و لا دم و لا جلد و لا شعر من سفر مکّة ، و ما أحد یبلغه حتّى تناله المشقّه(4).

باب
فرض الحجّ و العمرة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال ، قلت لأبی عبد
اللّه‏ علیه السلام : الحجّ على الغنی و الفقیر ؟ فقال : الحجّ على النّاس جمیعا(5) کبارهم و صغارهم فمن
کان له عذر عذره اللّه‏(6).

ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : العمرة واجبة على
الخلق بمنزلة الحجّ على من استطاع لأنّ اللّه‏ تعالى یقول : «وَ أتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ للّه‏ِ»و
إنّما نزلت العمرة بالمدینة، قال ، قلت له : «فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ»(7) أیجزى‏ء ذلک

(1) فی بعض النسخ: تبت. بثّه أی فرّقه و نشره.

(2) الکافی 4: 261 / 37، وسائل الشّیعة 5: 464 / 7083، أیضا 11: 116 / 14391، أیضا 11: 224 /
14659.

(3) الکافی 4: 262 / 40، وسائل الشّیعة 11: 94 / 14328 .

(4) الکافی 4: 258 / 26، وسائل الشّیعة 11: 111 / 14381 .

(5) یمکن حمله على من کان مستطیعا و إن لم یکن غنیّا عرفا و الأظهر حمله على الأعمّ من الوجوب و
الاستحباب المؤکّد. (مرآة)

(6) الکافی 4: 265 / 3، وسائل الشّیعة 11: 14 / 14123 .

(7) سورة البقرة(2): 196.

(230) مسند الفضل بن شاذان

عنه ؟ قال : نعم(1) .

باب
القول إذا خرج الرّجل من بیته

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى جمیعا، عن معاویة
بن عمّار، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا خرجت من بیتک ترید الحجّ و العمرة إن شاء اللّه‏ فادع
دعاء الفرج و هو: «لا إله إلاّ اللّه‏ الحلیم الکریم لا إله إلاّ اللّه‏ العلیّ العظیم، سبحان اللّه‏
ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضین السّبع و ربّ العرش العظیم و الحمد للّه‏ ربّ
العالمین».

ثمّ قل: «اللّهمّ کن لی جارا من کلّ جبّار عنید و من کلّ شیطان مرید».

ثمّ قل: «بسم اللّه‏ دخلت و بسم اللّه‏ خرجت و فی سبیل اللّه‏ اللّهمّ إنّی اُقدّم بین
یدی نسیانی و عجلتی بسم اللّه‏ و ما شاء اللّه‏ فی سفری هذا ذکرته أو نسیته اللّهمّ
أنت المستعان على الاُمور کلّها و أنت الصاحب فی السّفر و الخلیفة فی الأهل(2)
اللّهمّ هوّن علینا سفرنا و اطو لنا الأرض و سیّرنا فیها بطاعتک و طاعة رسولک اللّهمّ
أصلح لنا ظهرنا و بارک لنا فیما رزقتنا و قنا عذاب النّار اللّهمّ إنّى¨ أعوذ بک من وعثاء
السّفر و کآبة المنقلب(3) و سوء المنظر فی الأهل و المال و الولد اللّهمّ أنت عضدی
و ناصری بک أحلّ و بک أسیر».

اللّهمّ إنّی أسألک فی سفری هذا السّرور و العمل بما یرضیک عنّی، اللّهمّ اقطع
عنّی بعده و مشقّته و أصحبنی فیه و اخلفنی فی أهلی بخیر و لا حول و لا قوّة إلاّ

(1) الکافی 4: 265 / 4، وسائل الشّیعة 14: 296 / 19230 ، یدلّ على الاکتفاء بالعمرة المتمتّع بها عن
العمرة المفردة و لا خلاف فیه بین الأصحاب. (مرآة)

(2) قال أمیر المؤمنین «ع»: اللّهمّ أنت الصّاحب فی السّفر و أنت الخلیفة فی الأهل و لا یجمعهما غیرک لأنّ
المستخلف لا یکون مستصحبا و المستصحب لا یکون مستخلفا.

(3) الوعثاء: المشقّة، کآبة المنقلب: الرّجوع بالغمّ و الحزن.

مسند الفضل بن شاذان (231)

باللّه‏، اللّهمّ إنّی عبدک و هذا حملانک و الوجه وجهک و السّفر إلیک و قد اطّلعت
على ما لم یطّلع علیه أحد فاجعل سفری هذا کفّارة لما قبله من ذنوبی و کن عونا لی
علیه واکفنی وعثه و مشقّته و لقّنی من القول و العمل رضاک، فإنّما أنا عبدک و بک و
لک .

فإذا جعلت رجلک فی الرّکاب فقل: «بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم بسم اللّه‏ واللّه‏ أکبر».

فإذا استویت على راحلتک و استوى بک محملک فقل: «الحمد للّه‏ الّذی هدانا
للإسلام و علّمنا القرآن و منّ علینا بمحمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم ، سبحان اللّه‏ سبحان الّذی سخّر لنا
هذا و ما کنّا له مقرنین و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه‏ ربّ العالمین، اللّهمّ أنت
الحامل على الظّهر و المستعان على الأمر، اللّهمّ بلّغنا بلاغا یبلغ إلى مغفرتک و
رضوانک، اللّهمّ لا طیر إلاّ طیرک و لا خیر إلاّ خیرک و لا حافظ غیرک»(1).

باب
أشهر الحجّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی قول اللّه‏
عزّوجلّ : «اَلْحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِیهِنَّ الْحَجَّ»(2) و الفرض التّلبیة، و الإشعار،
و التّقلید، فأیّ ذلک فعل فقد فرض الحجّ(3) و لا یفرض الحجّ إلاّ فی هذه الشّهور الّتی قال اللّه‏
عزّوجلّ: «اَلْحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ» و هو شوّال و ذو القعدة و ذو الحجّة(4) .

باب

(1) الکافی 4: 284 / 2، التهذیب 5: 50 / 154، وسائل الشّیعة 11: 383 / 15071، أیضا 387 /
15080.

(2) سورة البقرة(2): 197.

(3) یدلّ على أنّ تمام ذی الحجّة داخل فی أشهر الحجّ کما هو ظاهر الآیة فیکون المعنى الأشهر الّتی یمکن
إیقاع أفعال الحجّ فیها لا إنشاء الحجّ و هذا أقرب الأقوال فی ذلک. (مرآة)

(4) الکافی 4: 289 / 2، وسائل الشّیعة 11: 271 / 14767 ، یدلّ على أنّ تمام ذی الحجّة داخل فی أشهر
الحجّ کما هو ظاهر الروایة، فیکون المعنى: الأشهر الّتی یمکن إیقاع أفعال الحجّ فیها، لا إنشاء الحجّ، و
هذا أقرب الأقوال فی ذلک (مرآة).

(232) مسند الفضل بن شاذان

أصناف الحجّ

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : المتعة واللّه‏ أفضل و بها نزل القرآن و جرت
السّنّة(1).

باب
ما على المتمتّع من الطّواف و السّعی

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان جمیعا ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : على المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ ثلاثة أطواف بالبیت، و سعیان بین الصّفا و المروة، و
علیه(2) إذا قدم مکّة طواف بالبیت، و رکعتان عند مقام إبراهیم علیه السلام ، و سعی بین الصّفا و
المروة، ثمّ یقصّر و قد أحلّ هذا للعمرة. و علیه للحجّ طوافان، و سعی بین الصّفا و المروة و
یصلّی عند کلّ طواف بالبیت رکعتین عند مقام إبراهیم علیه السلام (3).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن منصور بن حازم ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : على المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ ثلاثة أطواف بالبیت و یصلّی لکلّ طواف
رکعتین و سعیان بین الصّفا و المروة(4).

باب
صفة الإقران و ما یجب على القارن

(1) الکافی 4: 292 / 10، وسائل الشّیعة 11: 248 / 14708 .

(2) الأولى عدم الواو، و فی بعض النّسخ: فعلیه، و لعلّه الصّحیح لأنّه تفصیل لما قبله.

3) الکافی 4: 295 / 1، التهذیب 5: 35 / 104، وسائل الشّیعة 11: 220 / 14651 .

(4) الکافی 4: 295 / 3، التهذیب 5: 36 / 106، وسائل الشّیعة 11: 220 / 14652 .

مسند الفضل بن شاذان (233)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن ابیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن منصور بن حازم ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : لایکون القارن إلاّ بسیاق الهدی، و علیه طوافان بالبیت، و سعی بین الصّفا
و المروة کما یفعل المفرد لیس بأفضل من المفرد إلاّ بسیاق الهدی(1) .

باب
من یشرک قرابته و إخوته فی حجّته أو یصلهم بحجّة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل
یشرک أباه و أخاه و قرابته فی حجّه ؟ فقال : إذا یکتب لک حجّ مثل حجّهم و تزداد أجرا بما
وصلت(2).

باب
مواقیت الإحرام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : من تمام الحجّ و العمرة أن تحرم من المواقیت الّتی وقّتها رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و لا تجاوزها
إلاّ و أنت محرم فإنّه وقّت لأهل العراق و لم یکن یومئذ عراق بطن العقیق من قبل أهل
العراق(3)، و وقّت لأهل الیمن یَلَمْلَم(4)، و وقّت لأهل الطّائف قرن المنازل، و وقّت لأهل

(1) الکافی 4: 295 / 1، التهذیب 5: 42 / 123، وسائل الشّیعة 11: 220 / 14653 .

(2) الکافی 4: 316 / 6، وسائل الشّیعة 11: 202 / 14624 .

(3) قوله : «و لم یکن یومئذ عراق» أی کانوا کفّارا و لمّا علم أنّهم یدخلون بعده فی دینه عیّن لهم المیقات و
لاخلاف فی هذه المواقیت. (مرآة)

(4) یلملم: جبل على لیلتین من مکّة و هو میقات أهل الیمن. قَرْن المنازل: قریة عند الطّائف أو اسم الوادی
کلّه و هو میقات أهل نجد. الجحفة بالضّم: میقات أهل الشّام و کانت قریة جامعة على اثنین و ثمانین میلاً
من مکّة و کانت تسمّى مهیعة فنزل بها بنو عبید و هم أخو عاد و کان أخرجهم العمالیق من یثرب فجاءهم
سیل فأجحفهم فسمّی الجحفة. ذو الحلیفة: موضع على ستّة أمیال من المدینة. (قاموس و مراصد)

(234) مسند الفضل بن شاذان

المغرب الجحفة و هی مهیعة، و وقّت لأهل المدینة ذا الحلیفة، و من کان منزله خلف هذه
المواقیت ممّا یلی مکّة فوقته منزله(1).

باب
ما یجب لعقد الإحرام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان ، و ابن أبی عمیر جمیعا ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا انتهیت إلى العقیق من قبل العراق أو إلى الوقت من هذه المواقیت و أنت ترید
الإحرام إن شاء اللّه‏ فانتِف إبطیک و قلّم أظفارک و اطَّلِ عانتک(2) و خذ من شاربک و لایضرّک
بأیّ ذلک بدأت، ثمّ استکِ و اغتسل و البس ثوبیک و لیکن فراغک من ذلک إن شاء اللّه‏ عند
زوال الشّمس و إن لم یکن عند زوال الشّمس فلایضرّک غیر أنّی اُحبّ أن یکون ذاک مع
الاختیار عند زوال الشّمس(3) .

باب
ما یجزی من غسل الإحرام و ما لایجزی

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن عمر بن یزید ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : غسل یومک لیومک و غسل لیلتک للیلتک(4).

باب

(1) الکافی 4: 318 / 1، التهذیب 5: 54 / 166، أیضا 283 / 964، وسائل الشّیعة 11: 307 / 14874،
أیضا 332 / 14943.

(2) طلاه بالشّیء: لطخه به.

(3) الکافی 4: 326 / 1، وسائل الشیعة 3: 336 / 3807، أیضا 12: 323 / 16410، و 339 / 16460.

(4) الکافی 4: 327 / 1، وسائل الشّیعة 12: 328 / 16425 ، ظاهره عدم انتقاض الغسل بالأحداث
الواقعة قبل إتمام الیوم أو تمام اللیل. (مرآة)

مسند الفضل بن شاذان (235)

صلاة الإحرام و عقده و الاشتراط فیه

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان عن صفوان ، عن ابن أبی عمیر جمیعا ، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه قال: لا یکون إحرام إلاّ فی دبر صلاة مکتوبة أحرمت فی
دبرها بعد التّسلیم، و إن کانت نافلة(1) صلّیت رکعتین و أحرمت فی دبرهما، فإذا انفتلت من
صلاتک فاحمد اللّه‏ و اثنِ علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قل :

«اللّهمّ إنّی أسألک أن تجعلنی ممّن استجاب لک و آمن بوعدک و اتّبع أمرک
فإنّی عبدک و فی قبضتک لا اُوقی إلاّ ما وقیت و لا آخذ إلاّ ما أعطیت و قد ذکرت
الحجّ فأسألک أن تعزم لی علیه على کتابک و سنّة نبیّک و تقوّینی على ما ضعفت
عنه و تسلّم(2) منّی مناسکی فی یسر منک و عافیة و اجعلنی من وفدک الّذین
رضّیت و ارتضیت و سمّیت و کتبت (3)، اللّهمّ فتمّم لی حجّی و عمرتی ، اللّهمّ إنّی
اُرید الّتمتّع بالعمرة إلى الحجّ على کتابک و سنّة نبیّک صلّی الله علیه و آله وسلّم فإن عرض لی شیء
یحبسنی فخلّنی حیث حبستنی لقدرک الّذی قدّرت علیّ(4) اللّهمّ إن لم تکن
حجّة(5) فعمرة أحرم لک شعری و بشری و لحمی و دمی و عظامی و مخّی و عصبی
من النّساء و الثّیاب و الطّیب أبتغی بذلک وجهک و الدّار الآخرة».

قال : و یجزیک أن تقول هذا مرّة واحدة حین تحرم، ثمّ قم فامش هنیئة فإذا استوت
بک الأرض(6) ماشیا کنت أو راکبا فلبّ(7).

باب التّلبیة

(1) یعنی و إن لم یکن وقت صلاة مکتوبة و تکون صلاتک للإحرام نافلة صلّیت رکعتین. (وافی)

(2) تسلّم بالتشدید و حذف إحدى التّاءین أی تتقبّل .

(3) و ارتضیت أی اخترتهم . و سمّیت أی من الّذین سمّیتهم و کتبتهم لتقدیر الحجّ لیلة القدر. (مرآة)

(4) یحبسنی یعنی من إتمام الحجّ . لقدرک متعلّق ب یحبسنی. (وافی)

(5) أی إن لم یتیسّر لی إتمام الحجّ فیکون هذا الإحرام للعمرة فأتمّها عمرة. (وافی)

(6) استوت بک الأرض أی سلکت فیها. (وافی)

(7) الکافی 4: 331 / 2، الفقیه 2: 206، التهذیب 5: 77 / 253، الاستبصار 2: 166، وسائل الشّیعة 12:
341 / 16462 .

(236) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان ، و ابن أبی عمیر جمیعا ، عن معاویة بن عمّار ،
عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : التّلبیة :

«لبّیک اللّهمّ لبّیک لبّیک لا شریک لک لبّیک إنّ الحمد و النّعمة لک و المُلک لا
شریک لک لبّیک ذا المعارج لبّیک لبّیک داعیا إلى دار السّلام لبّیک لبّیک غفّار
الذّنوب لبّیک لبّیک أهل التّلبیة لبّیک لبّیک ذاالجلال و الإکرام لبّیک لبّیک مرهوبا و
مرغوبا لبّیک لبّیک لبّیک تبدى‏ء و المعاد إلیک لبّیک لبّیک کشّاف الکرب العظام
لبّیک لبّیک عبدک و ابن عبدیک لبّیک لبّیک یا کریم لبّیک».

تقول ذلک دبر کلّ صلاة مکتوبة أو نافلة و حین ینهض بک بعیرک، و إذا علوت شرفا
أو هبطت وادیا أو لقیت راکبا أو استیقظت من منامک و بالأسحار و أکثِر ما استطعت منها و
أجهر بها و إن ترکت بعض التّلبیة فلا یضرّک غیر أنّ تمامها أفضل .

و اعلم أنّه لابدّ من التّلبیات الأربع فی أوّل الکلام و هی الفریضة و هی التّوحید و بها
لبّى المرسلون و أکثر من ذی المعارج(1) فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم کان یکثر منها، و أوّل من لبّى
إبراهیم علیه السلام قال : إنّ اللّه‏ عزّوجلّ یدعوکم إلى أن تحجّوا بیته فأجابوه بالتّلبیة، فلم یبق أحد
أخذ میثاقه بالموافاة فی ظهر رجل و لا بطن امرأة إلاّ أجاب بالتّلبیة(2).

باب
ما ینبغی ترکه للمحرم من الجدال و غیره

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر جمیعا، عن معاویة
بن عمّار قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا أحرمت فعلیک بتقوى اللّه‏ و ذکر اللّه‏ کثیرا و قلّة الکلام
إلاّ بخیر فإنّ من تمام الحجّ و العمرة أن یحفظ المرء لسانه إلاّ من خیر کما قال اللّه‏ عزّوجلّ،
فإنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول: فمن فرض فیهنّ الحجّ فلا رفث و لا فسوق و لا جدال فی الحجّ، و

(1) أی أکثر من قول: لبّیک ذا المعارج.

(2) الکافی 4: 335 / 3، التهذیب 5: 284 / 967، وسائل الشّیعة 12: 374 / 16551،و 383 / 16569.

مسند الفضل بن شاذان (237)

الرّفث الجماع، و الفسوق الکذب و السباب، و الجدال قول الرّجل: لا واللّه‏ و بلى واللّه‏.

و اعلم أنّ الرّجل إذا حلف بثلاث أیمان ولاء فی مقام واحد و هو محرم فقد جادل
فعلیه دم یهریقه و یتصدّق به، و إذا حلف یمینا واحدة کاذبة فقد جادل و علیه دم یهریقه و
یتصدّق به .

و قال: اتّق المفاخرة، و علیک بورع یحجزک عن معاصی اللّه‏، فإنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول:
«ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوْفُوا نُذُورَهَمْ وَ لْیَطَّوَّفُوا بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ»(1).

قال أبو عبداللّه‏: من التّفث أن تتکلّم فی إحرامک بکلام قبیح، فإذا دخلت مکّة و طفت
بالبیت و تکلّمت بکلام طیّب فکان ذلک کفّارة .

قال: و سألته عن الرّجل یقول: لا لعمری و بلى لعمری، قال: لیس هذا من الجدال، إنّما
الجدال: لا واللّه‏ و بلى واللّه‏(2).

باب
الطّیب للمحرم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: لا تمسّ شیئا من الطّیب و لا من الدّهن فی إحرامک و اتّق الطّیب فی
طعامک و امسک على أنفک من الرّائحة الطّیّبة و لا تمسک عنه من الرّیح المنتنة فإنّه لا ینبغی
للمحرم أن یتلذّذ بریح طیّبة(3).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ عن ابن أبی عمیر ، عن حمّاد، عن
الحلبی، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: المحرم یمسک على أنفه من الرّیح الطّیّبة و لا یمسک على

(1) سورة الحجّ(22): 29.

(2) الکافی 4: 337 / 3، وسائل الشّیعة 12: 465 / 16792، أیضا 13: 146 / 17438 .

(3) الکافی 4: 353 / 1، وسائل الشّیعة 12: 443 / 16728، و 452 / 16759 ، قال المجلسی: یستفاد
من الخبر أحکام: الأوّل: تحریم مطلق الطّیب للمحرم. الثّانی: تحریم التّدهین. الثّالث: تحریم أکل الطّعام
المطیّب. الرّابع: وجوب الإمساک على الأنف من الرّائحة الطّیّبة. الخامس: تحریم الإمساک من الرّائحة
الکریهة. و قیل بالکراهة.

(238) مسند الفضل بن شاذان

أنفه من الرّیح المنتنة(1).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم مثله، و قال : لا
بأس بالرّیح الطّیّبة فیما بین الصّفا و المروة من ریح العطّارین و لا یمسک على أنفه(2) .

باب
ما یجوز للمحرم قتله و لایجب علیه فیه الکفّارة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا أحرمت فاتّق قتل الدّوابّ کلّها إلاّ الأفعی و العقرب و الفأرة فإنّها توهى(3) السّقاء و
تحرق(4) على أهل البیت و أمّا العقرب فإنّ نبیّ اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم مدّ یده إلى الحجر فلسعته عقرب
فقال: لعنک اللّه‏ لا برّا تدعین و لا فاجرا، و الحیّة إذا أرادتک فاقتلها فإن لم تردک فلا تردها، و
الکلب العقور و السّبع إذا أراداک [فاقتلهما] فإن لم یریداک فلا تردهما، و الأسود الغدِر(5)
فاقتله على کلّ حال، و ارم الغراب رمیا، و الحدأة(6) على ظهر بعیرک(7) .

باب
المحصور و المصدود و ما علیهما من الکفّارة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن

(1) الکافی 4: 354 / 4، وسائل الشّیعة 12: 452 / 16758 .

(2) الکافی 4: 354 / 5، وسائل الشّیعة 12: 448 / 16746 .

(3) الضّمیر فی قوله : «توهى السّقا» راجع إلى الفارة و الوهی : الشّق فی الشّیء ، یقال : وهى کوعى أی
تخرق و انشقّ و استرخى رباطه . ذکره الفیروز آبادی. (مرآة)

(4) فی التهذیب: تضرم.

(5) الأسود: الحیّة العظیمة، و الغَدِر: الّذی لا وفاء له.

(6) الحدأة: طائر من الجوارح.

(7) الکافی 4: 363 / 2، وسائل الشّیعة 12: 545 / 17038 .

مسند الفضل بن شاذان (239)

أبی عبد اللّه‏ علیه السلام قال: سمعته یقول : المحصور غیر المصدود، المحصور المریض، و المصدود
الّذى یصدُّه المشرکون کما ردُّوا رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و أصحابه، لیس من مرض، و المصدود
تحلّ له النّساء، و المحصور لا تحلّ له النّساء .

قال : و سألته عن رجل اُحصر فبعث بالهدی؟ قال : یواعد أصحابه میعادا إن کان فی
الحجّ فمحلّ الهدی یوم النّحر فإذا کان یوم النّحر فلیقصّ من رأسه و لا یجب علیه الحلق
حتّى یقضی المناسک، و إن کان فی عمرة فلینظر مقدار دخول أصحابه مکّة و السّاعة الّتی
یعدهم فیها فإذا کان تلک السّاعة قصّر و أحلّ، و إن کان مرض فی الطّریق بعد ما أحرم(1)
فأراد الرّجوع رجع إلى أهله و نحر بدنة أو أقام مکانه حتّى یبرأ إذا کان فی عمرة و إذا برى‏ء
فعلیه العمرة واجبة، و إن کان علیه الحجّ رجع أو أقام ففاته الحجّ فإنّ علیه الحجّ من قابل ،
فإنّ الحسین بن علی «صلوات اللّه‏ علیهما» خرج معتمرا فمرض فی الطّریق فبلغ علیّا علیه السلام
ذلک و هو فی المدینة فخرج فی طلبه فأدرکه بالسقیا و هو مریض بها ، فقال : یا بنیّ ما
تشتکی ؟ فقال : أشتکی رأسی فدعا علیّ علیه السلام ببدنة فنحرها و حلق رأسه و ردّه إلى المدینة،
فلمّا برى‏ء من وجعه اعتمر .

قلت: أرأیت حین برى‏ء من وجعه قبل أن یخرج إلى العمرة حلّت له النّساء؟ قال: لا
تحلّ له النّساء حتّى یطوف بالبیت و بالصّفا و المروة .

قلت: فما بال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم حین رجع من الحدیبیّة حلّت له النّساء و لم یطف
بالبیت؟ قال : لیسا سواء کان النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم مصدودا و الحسین علیه السلام محصورا(2) .

باب
المحرم یواقع امرأته قبل أن یقضی مناسکه أو محلّ
یقع على محرمة

(1) فی بعض هوامش الوافی قوله : «بعد ما أحرم» الظّاهر أنّ هذا القید مأخوذ فی مفهوم الحصر و الصدّ فلا
حصر و لا صدّ إلاّ إذا عرضا بعد الإحرام و أمّا قبله فینتفی الاستطاعة، نعم إن أمکن دفع العدوّ بمال وجب
على الأظهر إن لم یکن مجحفا، و قال بعض علمائنا کالشّیخ فی المبسوط : لا یجب علیه دفع المال لأنّ
أخذه ظلم لا یجوز الإعانة علیه و هذا الدّلیل یعطی الحرمة .

(2) الکافی 4: 369 / 3، و رواه الطوسی فی التهذیب 5: 421 / 1465 بإسناده عن موسى بن القاسم عن
صفوان ، وسائل الشّیعة 13: 178 / 17521، و 182 / 17527 .

(240) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر، و صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن
أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی المحرم یقع على أهله قال: إن کان أفضى إلیها فعلیه بدنة و الحجّ من قابل
و إن لم یکن أفضى إلیها فعلیه بدنة و لیس علیه الحجّ من قابل.

قال: و سألته عن رجل وقع على امرأته و هو محرم؟ قال: إن کان جاهلاً فلیس علیه
شیء و إن لم یکن جاهلاً فعلیه سوق بدنة و علیه الحجّ من قابل، فإذا انتهى إلى المکان الّذی
وقع بها فرّق محملهما فلم یجتمعا فی خبأ واحد إلاّ أن یکون معهما غیرهما حتّى یبلغ الهدی
محلّه(1) .

باب
المحرم یقبّل امرأته و ینظر إلیها بشهوة أو غیر شهوة
أو ینظر إلى غیرها

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ؛ و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : سألته عن محرم نظر إلى امرأته فأمنى أو أمذى و هو محرم ؟ قال : لا شیء علیه و لکن
لیغتسل و یستغفر ربّه و إن حملها من غیر شهوة فأمنى أو أمذى فلا شیء علیه، و إن حملها
أو مسّها بشهوة فأمنى أو أمذى فعلیه دم ، و قال فی المحرم ینظر إلى امرأته و ینزلها بشهوة
حتّى ینزل ، قال : علیه بدنة(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن
عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت أبا الحسن علیه السلام عن المحرم یعبث بأهله حتّى یمنی من

(1) الکافی 4: 373 / 3، التهذیب 5: 319 / 1098، الاستبصار 2: 192، وسائل الشّیعة 13: 113 /
17370، أیضا 119 / 17383 .

(2) الکافی 4: 363 / 2، التهذیب 5: 325 / 1117، وسائل الشّیعة 13: 135 / 17415 ، یستفاد منه
أحکام الأوّل : عدم وجوب الکفّارة على من نظر إلى زوجته بدون الشّهوة فأمنى . الثّانی : عدم وجوبها
على من حمل زوجته من غیر شهوة فأمنى. الثّالث : وجوب الکفّارة على من حملها أو مسّها بشهوة فأمنى
أو أمذى و المشهور کفّارته دم شاة و لو لم یکن أمنى أو أمنى کما فی روایة بعده . الرّابع : وجوب الکفّارة
على من نظر إلى امرأته بشهوة فأنزل فعلیها بدنة. (مرآة)

مسند الفضل بن شاذان (241)

غیر جماع أو یفعل ذلک فی شهر رمضان ماذا علیهما(1) ؟ قال : علیهما جمیعا الکفّارة مثل ما
على الّذی یجامع(2) .

باب
النّهی عن الصّید و ما یصنع به إذا أصابه المحرم و
المحلّ فی الحلّ و الحرم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن منصور بن حازم ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : المحرم لایدلّ على الصّید فإن دلّ علیه فقتل فعلیه الفداء(3) .

ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى جمیعا ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : لا تأکل من الصّید و أنت حرام و إن کان [الّذی] أصابه محلّ و لیس علیک فداء ما أتیته
بجهالة إلاّ الصّید فإنّ علیک فیه الفداء بجهل کان أو بعمد(4) .

باب
المحرم یصید الصّید من أین یفدیه و أین یذبحه

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر ؛ [و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر] و صفوان ، عن معاویة بن عمّار(5) قال:
یفدی المحرم فداء الصّید من حیث أصابه(6).

 

(1) مرجع الضّمیر المحرم و الصّائم.

(2) الکافی 4: 376 / 5، وسائل الشّیعة 13: 132 / 17408 .

(3) الکافی 4: 381 / 2، التهذیب 5: 305 / 1086، و 351 / 1218، الاستبصار 2: 187، وسائل الشّیعة
12: 416 / 16653، أیضا 13: 43 / 17195 .

(4) الکافی 4: 381 / 3، وسائل الشّیعة 13: 69 / 17251 .

(5) کذا مقطوعا فی جمیع النسخ.

(6) الکافی 4: 384 / 1، التهذیب 5: 373 / 1301، الاستبصار 2: 212، وسائل الشّیعة 13: 98 /
17334، قوله: «من حیث أصابه» أی الصّید، و یحتمل الجزاء أی یقدر علیه، و الأوّل أظهر کما فهمه
الأصحاب. (مرآة)

(242) مسند الفضل بن شاذان

باب
القوم یجتعمون على الصّید و هم محرمون

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ؛ و صفوان بن یحیى جمیعا ، عن عبد الرّحمان بن
الحجّاج قال : سألت أبا الحسن علیه السلام عن رجلین أصابا صیدا و هما محرمان الجزاء بینهما أو
على کلّ واحد منهما جزاء ؟ فقال : لا بل علیهما أن یجزى‏ء کلّ واحد منهما الصّید ، قلت : إنّ
بعض أصحابنا سألنی عن ذلک فلم أدرِ ما علیه ، فقال : إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعلیکم
بالاحتیاط حتّى تسألوا عنه فتعلموا(1) .

باب
المحرم یصیب الصّید فی الحرم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إن أصبت الصّید و أنت حرام فی الحرم فالفداء مضاعف علیک، و إن أصبته
و أنت حلال فی الحرم فقیمة واحدة، و إن أصبته و أنت حرام فی الحلّ فإنّما علیک فداء
واحد(2).

باب
قطع تلبیة المتمتّع

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل

(1) الکافی 4: 391 / 1، وسائل الشّیعة 13: 46 / 17201، أیضا 27: 154 / 33464، و رواه الکلینی
أیضا عن علیّ بن إبراهیم ، عن محمّد بن عیسى ، عن یونس ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج.

(2) الکافی 4: 395 / 4، وسائل الشّیعة 13: 90 / 17311 .

مسند الفضل بن شاذان (243)

بن شاذان جمیعا، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ؛ و صفوان ، عن معاویة بن عمّار
قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا دخلت مکّة و أنت متمتّع فنظرت إلى بیوت مکّة فاقطع التّلبیة ـ
و حدّ بیوت مکّة الّتی کانت قبل الیوم عقبة المدنیّین و إنّ النّاس قد أحدثوا بمکّة ما لم یکن ـ
فاقطع التّلبیة و علیک بالتّکبیر و التّهلیل و التّحمید و الثّناء على اللّه‏ عزّوجلّ بما استطعت(1) .

باب
دخول المسجد الحرام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافیا على السّکینة و الوقار و الخشوع ،
و قال : و من دخله بخشوع غفر اللّه‏ له إن شاء اللّه‏ ، قلت : ما الخشوع ؟ قال : السّکینة، لا
تدخله بتکبّر، فإذا انتهیت إلى باب المسجد فقم و قل:

«السّلام علیک أیّها النّبیّ و رحمة اللّه‏ و برکاته بسم اللّه‏ و باللّه‏ و من اللّه‏ و ما شاء
اللّه‏ و السّلام على أنبیاء اللّه‏ و رسله و السّلام على رسول اللّه‏ و السّلام على إبراهیم و
الحمد للّه‏ ربّ العالمین» .

فإذا دخلت المسجد فارفع یدیک و استقبل البیت و قل:

«اللّهمّ إنّی أسألک فی مقامی هذا فی أوّل مناسکی أن تقبل توبتی و أن تجاوز
عن خطیئتی و تضع عنّی وزری ، الحمد للّه‏ الّذی بلّغنی بیته الحرام ، اللّهمّ إنّی أشهد
أنّ هذا بیتک الحرام الّذی جعلته مثابة للنّاس و أمنا مبارکا و هدىً للعالمین ، اللّهمّ
إنّی عبدک و البلد بلدک و البیت بیتک جئت أطلب رحمتک و أؤمُّ طاعتک ، مطیعا
لأمرک ، راضیا بقدرک ، أسألک مسألة المضطرّ إلیک الخائف لعقوبتک، اللّهمّ افتح
لی أبواب رحمتک و استعملنی بطاعتک و مرضاتک»(2) .

باب

(1) الکافی 4: 399 / 1، وسائل الشّیعة 12: 388 / 16581 .

(2) الکافی 4: 401 / 1، التهذیب 5: 99 / 327، وسائل الشّیعة 13: 204 / 17572 .

(244) مسند الفضل بن شاذان

الدّعاء عند استقبال الحجر و استلامه

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر، و صفوان بن یحیى، عن معاویة بن
عمّار، عن أبی عبد اللّه‏ علیه السلام قال: إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع یدیک و احمد اللّه‏ و اثن
علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و اسأل اللّه‏ أن یتقبّل منک، ثمّ استلم الحجر و قبّله، فإن لم
تستطع أن تقبّله فاستلمه بیدک، فإن لم تستطع أن تستلمه بیدک فأشر إلیه و قل:

«اللّهمّ أمانتی أدّیتها و میثاقی تعاهدته لتشهد لی بالموافاة، اللّهمّ تصدیقا بک
بکتابک و على سنّة نبیّک أشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شریک له و أنّ محمّدا عبده
و رسوله آمنت باللّه‏ و کفرت بالجبت و الطّاغوت و باللاّت و العزّى و عبادة الشّیطان
و عبادة کلّ ندّ یدعى من دون اللّه‏».

فإن لم تستطع أن تقول هذا کلّه فبعضه.

و قل: «اللّهمّ إلیک بسطت یدی و فیما عندک عظمت رغبتی فاقبل سیحتی(1)
و اغفر لی و ارحمنی اللّهمّ إنّی أعوذ بک من الکفر و الفقر و مواقف الخزی فی الدّنیا
و الآخرة»(2).

باب
المزاحمة على الحجر الأسود

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان
بن الحجّاج، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کنت أطوف و سفیان الثّوری قریب منّی فقال : یا أبا
عبداللّه‏ کیف کان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یصنع بالحجر إذا انتهى إلیه ، فقلت : کان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم
یستلمه فی کلّ طواف فریضة و نافلة(3)، قال : فتخلّف عنّی قلیلاً فلمّا انتهیت الحجر جزت و

(1) السیحة و السیاحة: الذهاب فی الأرض للعبادة و منه المسیح.

(2) الکافی 4: 402 / 1، التهذیب 5: 101 / 329، وسائل الشّیعة 13: 313 / 17826،و 316 / 17831.

(3) قال فی الدّروس: یستحبّ استلام الحجر ببطنه و بدنه أجمع، فإن تعذّر فبیده، فإن تعذّر أشار إلیه بیده
یفعل ذلک فی ابتداء الطّواف و فی کلّ شوط، و یستحبّ تقبیله و أوجبه سلاّر، و لو لم یتمکّن من تقبیله
استلمه بیده ثمّ قبّلها،و یستحبّ وضع الخدّ علیه و لیکن ذلک فی کلّ شوط و أقلّه الفتح و الختم.(مرآت)

مسند الفضل بن شاذان (245)

مشیت فلم أستلمه، فلحقنی فقال : یا أبا عبداللّه‏ ألم تخبرنی أنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم کان یستلم
الحجر فی کلّ طواف فریضة و نافلة ؟ قلت : بلى ، قال : فقد مررت به فلم تستلم ؟ فقلت : إنّ
النّاس کانوا یرون لرسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ما لا یرون لی و کان إذا انتهى إلى الحجر أفرجوا له حتّى
یستلمه و إنّی أکره الزّحام(1) .

باب
الطّواف و استلام الأرکان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : طف بالبیت سبعة أشواط، و تقول فی الطّواف:

«اللّهمّ إنّی أسألک باسمک الّذی یمشى به على طلل الماء کما یمشى به على
جدد الأرض(2) و أسالک باسمک الّذی یهتزّ له عرشک و أسألک باسمک الّذی تهتزّ
له أقدام ملائکتک و أسألک باسمک الّذی دعاک به موسى من جانب الطّور
فاستجبت له و ألقیت علیه محبّة منک و أسألک باسمک الّذی غفرت به
لمحمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و أتممت علیه نعمتک أن تفعل بی کذا و
کذا» ما أحببت من الدّعاء .

و کلّما انتهیت إلى باب الکعبة فصلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و تقول فیما بین الرّکن الیمانی و
الحجر الأسود:

«ربّنا آتنا فی الدّنیا حسنة و فی الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار».

و قل فی الطّواف: «اللّهمّ إنّی إلیک فقیر و إنّی خائف مستجیر فلا تغیّر جسمی و

(1) الکافی 4: 404 / 2، وسائل الشّیعة 13: 294 / 17780، و 316 / 17132، و 325 / 17855.

(2) الطّلل بالطاء المهملة محرّکة: الظّهر و مشى على طلل الماء أی على ظهره (القاموس) و الجدد محرّکة :
الأرض الغلیظة المستویة.

(246) مسند الفضل بن شاذان

لا تبدّل اسمی»(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إنّ فی هذا
الموضع ـ یعنی حین یجوز الرّکن الیمانی - ملکا اُعطی سماع أهل الأرض فمن صلّى على
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم حین یبلغه أبلغه إیّاه(2) .

باب
الملتزم و الدّعاء عنده

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ؛ و صفوان بن یحیى، عن معاویة بن
عمّار قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا فرغت من طوافک و بلغت مؤخّر الکعبة ـ و هو بحذاء
المستجار دون الرّکن الیمانی بقلیل ـ فابسط یدیک على البیت و ألصق بطنک(3) و خدّک
بالبیت و قل: «اللّهمّ البیت بیتک و العبد عبدک و هذا مکان العائذ بک من النّار».

ثمّ أقرّ لربّک بما عملت فإنّه لیس من عبد مؤمن یقرّ لربّه بذنوبه فی هذا المکان إلاّ غفر
اللّه‏ له إن شاء اللّه‏.

و تقول: «اللّهمّ من قبلک الرّوح و الفرج(4) و العافیة اللّهمّ إنّ عملی ضعیف
فضاعفه لی و اغفر لی ما اطّلعت علیه منّی و خفی على خلقک» .

ثمّ تستجیر باللّه‏ من النّار، و تخیّر لنفسک من الدّعاء، ثمّ استلم الرّکن الیمانی ثمّ ائت
الحجر الأسود(5) .

باب
أنّ الصّلاة و الطّواف أیّهما أفضل

(1) الکافی 4: 406 / 1، وسائل الشّیعة 13: 333 / 17876 .

(2) الکافی 4: 409 / 16، وسائل الشّیعة 13: 337 / 17885 .

(3) فی بعض النسخ: بدنک.

(4) فی بعض النسخ: و الفرح .

(5) الکافی 4: 411 / 5، وسائل الشّیعة 13: 345 / 17912 .

مسند الفضل بن شاذان (247)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : من أقام بمکّة
سنة فالطّواف أفضل له من الصّلاة، و من أقام سنتین خلط من ذا و من ذا، و من أقام ثلاث
سنین کانت الصّلاة أفضل [له من الطّواف(1)] .

باب
السّهو فی الطّواف

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال :
سألته(2) ، عمّن طاف بالبیت طواف الفریضة فلم یدرسته طاف أو سبعه ؟ قال : یستقبل ،
قلت : ففاته ذلک ؟ قال : لیس علیه شیء .

باب
من بدأ بالسّعی قبل الطّواف أو طاف و أخّر السّعی

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل طاف بین الصّفا و المروة
قبل أن یطوف بالبیت؟ فقال : یطوف بالبیت ثمّ یعود إلى الصّفا و المروة فیطوف بینهما(3).

باب
رکعتی الطّواف و وقتهما و القراءة فیهما و الدّعاء

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى ؛ و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن

(1) الکافی 4: 412 / 1، وسائل الشّیعة 13: 310 / 17816 .

(2) کذا مضمرا.

(3) الکافی 4: 421 / 2، التهذیب 5: 129 / 426، وسائل الشّیعة 13: 413 / 18094 .

(248) مسند الفضل بن شاذان

عمّار قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا فرغت من طوافک فائت مقام إبراهیم علیه السلام فصلّ رکعتین و
اجعله اماما(1) و اقرء فی الاُولى منهما سورة التّوحید «قل هو اللّه‏ أحد» و فی الثّانیة «قل یا
أیّها الکافرون» ثمّ تشهّد و احمد اللّه‏ و اثن علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و اسأله أن یتقبّل
منک، و هاتان الرّکعتان هما الفریضة لیس یکره لک أن تصلّیهما فی أیّ السّاعات شئت عند
طلوع الشّمس و عند غروبها، و لا تؤخّرهما ساعة تطوف و تفرغ فصلّهما(2) .

باب
السّهو فی رکعتی الطّواف

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ؛ و صفوان بن یحیى، عن معاویة بن
عمّار قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : رجل نسی الرّکعتین خلف مقام إبراهیم علیه السلام فلم یذکر
حتّى ارتحل من مکّة، قال: فلیصلّهما حیث ذکر و إذ ذکرهما و هو فی البلد فلا یبرح حتّى
یقضیهما(3).

باب
استلام الحجر بعد الرّکعتین و شرب ماء زمزم قبل
الخروج إلى الصّفا و المروة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى ؛ و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا فرغت من الرّکعتین فائت الحجر الأسود و قبّله و استلمه
أو أشر إلیه فإنّه لابدّ من ذلک، و قال: إن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى
الصّفا فافعل، و تقول حین تشرب: «اللّهمّ اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاءً من کلّ

(1) فی التّهذیب: أمامک.

(2) الکافی 4: 423 / 1، التهذیب 5: 136 / 450، أیضا: 286 / 973، وسائل الشّیعة 13: 301 /
17796، و 423 / 18114، و 434 / 18147 .

(3) الکافی 4: 425 / 1، وسائل الشّیعة 13: 432 / 18140 .

مسند الفضل بن شاذان (249)

داءٍ و سقمٍ» .

قال: و بلغنا أنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قال: حین نظر إلى زمزم: لو لا أنّی أشقّ على اُمّتی
لأخذت منه ذَنوبا(1) أو ذَنوبین(2) .

باب
الوقوف على الصّفا و الدّعاء

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن أبی عمیر، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام إنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم حین فرغ من طوافه و رکعتیه قال: ابدأ بما بدأ
اللّه‏ عزّوجلّ به من إتیان الصّفا، إنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول: «إنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ
اللّه‏ِ»(3).

قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : ثمّ اخرج إلى الصّفا من الباب الّذی خرج منه رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و
هو الباب الّذی یقابل الحجر الأسود حتّى تقطع الوادی و علیک السّکینة و الوقار، فاصعد
على الصّفا حتّى تنظر إلى البیت، و تستقبل الرّکن الّذی فیه الحجر الأسود، و احمد اللّه‏ و اثن
علیه، ثمّ اذکر من آلائه و بلائه و حسن ما صنع إلیک ما قدرت على ذکره، ثمّ کبّر اللّه‏ سبعا
واحمده سبعا و هلّله سبعا، و قل:

«لا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شریک له له الملک و له الحمد یحیی و یمیت و هو
حیّ لا یموت و هو على کلّ شیء قدیر» ثلاث مرّات.

ثمّ صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قل: «اللّه‏ أکبر على ما هدانا و الحمد للّه‏ على ما أولانا
و الحمد للّه‏ الحیّ القیّوم و الحمد للّه‏ الحیّ الدّائم» ثلاث مرّات.

و قل: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله لا نعبد إلاّ إیّاه
مخلصین له الدّین و لو کره المشرکون» ثلاث مرّات «اللّهمّ إنّی أسألک العفو و العافیة

(1) الذَّنوب: الدّلو العظیم، و أظهر «ص» بهذا البیان استحبابه و لم یفعله لئلاّ یصیر سنّة مؤکّدة فیشقّ على
النّاس. (مرآة)

(2) الکافی 4: 430 / 1، التهذیب 5: 144 / 476، وسائل الشّیعة 13: 473 / 18238 .

(3) سورة البقرة(2): 158.

(250) مسند الفضل بن شاذان

و الیقین فی الدّنیا و الآخرة» ثلاث مرّات «اللّهمّ آتنا فی الدّنیا حسنة و فی الآخرة
حسنة و قنا عذاب النّار» ثلاث مرّات.

ثمّ کبّر اللّه‏ مائة مرّة، و هلّل مائة مرّة، واحمد مائة مرّة، و سبّح مائة مرّة.

و تقول: «لا إله إلاّ اللّه‏ وحده أنجز وعده و نصر عبده و غلب الأحزاب وحده
فله الملک و له الحمد وحده وحده اللّهمّ بارک لی فی الموت و فی ما بعد الموت
اللّهمّ إنّی أعوذ بک من ظلمة القبر و وحشته اللّهمّ أظلّنی فی ظلّ عرشک یوم لا ظلّ
إلاّ ظلّک».

و أکثر من أن تستودع ربّک دینک و نفسک و أهلک، ثمّ تقول: «أستودع اللّه‏ الرّحمن
الرّحیم الّذی لا یضیع ودائعه نفسی و دینی و أهلی اللّهمّ استعملنی على کتابک و
سنّة نبیّک و توفّنی على ملّته و أعذنی من الفتنة» .

ثمّ تکبّر ثلاثا، ثمّ تعیدها مرّتین، ثمّ تکبّر واحدة، ثمّ تعیدها، فإن لم تستطع هذا
فبعضه .

و قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم کان یقف على الصّفا بقدر ما یقرأ سورة
البقرة مترتّلاً(1) .

باب
تقصیر المتمتّع و إحلاله

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر ؛ و عدّة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمّد، عن الحسین بن سعید، عن فضالة بن أیّوب، و حمّاد بن عیسى جمیعا،
عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا فرغت من سعیک و أنت متمتّع فقصّر من
شعرک من جوانبه و لحیتک و خذ من شاربک و قلّم أظفارک و أبق منها لحجّک و إذا فعلت
ذلک فقد أحللت من کلّ شیء یحلّ منه المحرم و أحرمت منه، فطف بالبیت تطوّعا ما
شئت(2).

(1) الکافی 4: 431 / 1، التهذیب 5: 145 / 481، وسائل الشّیعة 13: 475 / 18244 .

مسند الفضل بن شاذان (251)

باب
دعاء الدّم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا أشرفت المرأة على مناسکها و هی حائض فلتغتسل و لتحتش بالکرسف و لتقف
هی و نسوة خلفها فیؤمّن على دعائها و تقول :

«اللّهمّ إنّی أسألک بکلّ اسم هو لک أو تسمّیت به لأحد من خلقک أو
استأثرت به فی علم الغیب عندک و أسألک باسمک الأعظم الأعظم و بکلّ حرف
أنزلته على موسى و بکلّ حرف أنزلته على عیسى و بکلّ حرف أنزلته على
محمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم إلاّ أذهبت عنّی هذا الدّم» .

و إذا أرادت أن تدخل المسجد الحرام أو مسجد الرّسول صلّی الله علیه و آله وسلّم فعلتْ مثل ذلک ، قال :
و تأتی مقام جبرئیل علیه السلام و هو تحت المیزاب(1) فإنّه کان مکانه إذا استأذن على نبیّ
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قال : فذلک مقام لا تدعو اللّه‏ فیه حائض تستقبل القبلة و تدعو بدعاء الدّم إلاّ رأت
الطّهر إن شاء اللّه‏(2) .

باب
الإحرام یوم التّرویة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن

(1) الکافی 4: 438 / 1، التهذیب 5: 157 / 521، وسائل الشّیعة 13: 506 / 18320 ، یدلّ على وجوب
التقصیر و أنّه یحلّ له به کلّ شیء ممّا حرّمه الإحرام و على استحباب الجمع بین أخذ الشّعر من الرّأس و
اللّحیة و الشّارب و قصّ الأظفار و عدم المبالغة فیها لیبقى شیء للحجّ و على مرجوحیّة الطّواف
المندوب قبل التّقصیر. (مرآة)

(2) هو بالمدینة بحذاء القبر و المیزاب فوق رأسک، بحیال باب فاطمة الّذی بحیال زقاق البقیع.

(3) الکافی 4: 454 / 1، وسائل الشّیعة 13: 464 / 18219، أیضا 14: 346 / 19361 .

(252) مسند الفضل بن شاذان

أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا کان یوم التّرویة إن شاء اللّه‏ فاغتسل و البس ثوبیک و ادخل المسجد
حافیا و علیک السّکینة و الوقار، ثمّ صلّ رکعتین عند مقام إبراهیم علیه السلام أو فی الحجر، ثمّ اقعد
حتّى تزول الشّمس فصلّ المکتوبة ثمّ قل فی دبر صلاتک کما قلت حین أحرمت من
الشّجرة، و أحرم بالحجّ ثمّ امض و علیک السّکینة و الوقار فإذا انتهیت إلى الرّقطاء(1) دون
الرّدم فلبّ فإذا انتهیت إلى الرّدم و أشرفت على الأبطح فارفع صوتک بالتّلبیة حتّى تأتی
منى(2).

باب
نزول منى و حدودها

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، قال أبو عبد
اللّه‏ علیه السلام : إذا انتهیت إلى منى فقل : «اللّهمّ هذه مِنى و هی ممّا مننت بها علینا من
المناسک فأسألک أن تمنّ علینا بما مننت به على أنبیائک ، فإنّما أنا عبدک و فی
قبضتک» .

ثمّ تصلّی بها الظّهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الفجر، و الإمام یصلّی بها
الظّهر لا یسعه إلاّ ذلک، و موسّع علیک أن تصلّی بغیرها إن لم تقدر، ثمّ تدرکهم بعرفات، قال:
و حدّ منى العقبة إلى وادی محسّر(3) .

باب

(1) کذا فی الفقیه و التهذیب و غیرهما و هو الصّحیح عندی، و فی الکافی: الرفضاء و هو غیر موجود فی
اللّغة فضلاً عن کتب التواریخ و المعاجم. و الرقطة: سواد یشوبه بیاض و الرقطاء اسم دار بنیب من الآجر
الأحمر و الجصّ کانت بید معاویة و سکنها النّبی «ص». و الرّدم: حاجز الحائط و السدّ إلاّ أنّه أمنع منه و
أشدّ و بنوه على أطراف دور المکّة حاجزا جدرانهم و سککهم من السّیول الجاریة بالأبطح و کانت الرّدوم
بمکّة ثلاثة منها ردم عمر و قیل هو أوّل من ردم فیها، و منها ردم بنی جمح، فالرّدم آخر الدّور أو أوّلها إن
رجعت من المسجد الحرام. و الأبطح: مسیل واسع فیه رمل و دقاق الحصى .

(2) الکافی 4: 454 / 1، التهذیب 5: 167 / 557، الاستبصار 2: 251، وسائل الشّیعة 12: 398 /
16613، و 408 / 16640، أیضا 13: 519 / 18348 .

(3) الکافی 4: 461 / 1، التهذیب 5: 177 / 596، وسائل الشّیعة 13: 526 / 18365 .

مسند الفضل بن شاذان (253)

الغدوّ إلى عرفات و حدودها

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا غدوت إلى عرفة فقل و أنت متوجّه إلیها:

«اللّهمّ ألیک صمدت و إیّاک اعتمدت و وجهک أردت فأسألک أن تبارک لی
فی رحلتی و أن تقضی لی حاجتی و أن تجعلنی الیوم ممّن تباهی به من هو أفضل
منّی» .

ثمّ تلبّ و أنت غادٍ إلى عرفات، فإذا انتهیت إلى عرفات فاضرب خباءک بنمرة ـ و
نمرة هی بطن عُرنة دون الموقف و دون عرفة ـ فإذا زالت الشّمس یوم عرفة فاغتسل و صلّ
الظّهر و العصر بأذان واحد و إقامتین، و إنّما تعجّل العصر و تجمع بینهما لتفرغ نفسک للدّعاء
فإنّه یوم دعاء و مسألة ، قال : و حدّ عرفة من بطن عُرنة و ثویّة(1) و نمرة إلى ذی المجاز(2) و
خلف الجبل موقف(3) .

باب
الوقوف بعرفة و حدّ الموقف

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : قف فی میسرة الجبل فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم وقف بعرفات فی میسرة الجبل فلمّا وقف
جعل النّاس یبتدرون أخفاف ناقته فیقفون إلى جانبه فنحّاها ففعلوا مثل ذلک فقال : أیّها

(1) نمرة کفرحة : ناحیة بعرفات، أو الجبل الّذی علیه أنصاب الحرم على یمینک خارجا من المأزمین ترید
الموقف و مسجدها . عرنة کهمزة: بطن عرنة بعرفات و لیس من الموقف (القاموس) و فی المرآة . ثویّة
بفتح الثاء و کسر الواو و تشدید الیاء المفتوحة کما ضبطه أکثر الأصحاب و ربّما یظهر من کلام الجوهری
أنّه بضمّ الثّاء .

(2) ذی المجاز: موضع عند عرفات و یقال بمنى کان یقام به سوق العرب فی الجاهلیّة.

(3) الکافی 4: 461 / 3، التهذیب 5: 179 / 600، وسائل الشّیعة 13: 529 / 18371 .

(254) مسند الفضل بن شاذان

النّاس إنّه لیس موضع أخفاف ناقتی الموقف و لکن هذا کلّه موقف(1) ـ و أشار بیده إلى
الموقف ـ و افعل مثل ذلک فی المزدلفة ، فإذا رأیت خللاً فسدّه بنفسک و راحلتک فإنّ اللّه‏
عزّوجلّ یحبّ أن تسدّ تلک الخلال، و انتقل عن الهضاب(2) و اتّق الأراک، فإذا وقفت
بعرفات فاحمد اللّه‏ و هلّله و مجدّه و اثن علیه و کبّره مائة تکبیرة و اقرأ «قل هو اللّه‏ أحد»
مائة مرّة، و تخیّر لنفسک من الدّعاء ما أحببت و اجتهد فإنّه یوم دعاء و مسألة، و تعوّذ باللّه‏
من الشّیطان فإنّ الشّیطان لن یذهلک فی موضع أحبّ إلیه من أن یذهلک فی ذلک الموضع، و
إیّاک أن تشتغل بالنّظر إلى النّاس و اقبل قبل نفسک.

و لیکن فیما تقول: «اللّهمّ ربّ المشاعر کلّها فکّ رقبتی من النّار و أوسع علیّ من
الرّزق الحلال و ادرأ عنّی شرّ فسقة الجنّ و الإنس اللّهمّ لا تمکر بی و لا تخدعنی و
لا تستدرجنی یا أسمع السّامعین و یا أبصر النّاظرین و یا أسرع الحاسبین و یا أرحم
الرّاحمین أسألک أن تصلّی على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بی کذا و کذا».

و لیکن فیما تقول و أنت رافع یدیک إلى السّماء: «اللّهمّ حاجتی الّتی إن أعطیتها
لم یضرّنی ما متّعتنی و إن منعتنیها لم ینفعنی ما أعطیتنی أسألک خلاص رقبتی من
النّار اللّهمّ إنّی عبدک و ملک یدک و ناصیتی بیدک و أجلی بعلمک أسألک أن توفّقنی
لما یرضیک عنّی و أن تسلّم منّی مناسکی الّتی أریتها إبراهیم خلیلک و دللت علیها
حبیبک محمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم ».

و لیکن فیما تقول: «اللّهمّ اجعلنی ممّن رضیت عمله و أطلت عمره و أحییته
بعد الموت حیاةً طیّبةً(3) .

باب
الإفاضة من عرفات

(1) یدلّ على استحباب الوقوف فی میسرة الجبل، و المراد به میسرته بالإضافة إلى القادم من مکّة کما ذکره
الأصحاب. (مرآة)

(2) أی لاترتفع الجبال و المشهور الکراهة، و نقل عن ابن البرّاج و ابن إدریس أنّهما حرّما الوقوف على
الجبل إلاّ لضرورة و مع الضّرورة کالزّحام و شبهه ینتفى الکراهة و التحریم إجماعا. (مرآة)

(3) الکافی 4: 463 / 4، وسائل الشّیعة 13: 537 / 18393 .

مسند الفضل بن شاذان (255)

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال ، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ
المشرکین کانوا یفیضون من قبل أن تغیب الشّمس فخالفهم رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم فأفاض بعد
غروب الشّمس.

قال : و قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا غربت الشّمس فأفض مع النّاس و علیک السّکینة و
الوقار، و أفض بالاستغفار فإنّ اللّه‏ عزّوجلّ یقول : «ثُمَّ أفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أفاضَ النّاسُ وَ
اسْتَغْفِرُوا اللّه‏َ إنَّ اللّه‏َ غَفُورٌ رَحِیمٌ»(1) فإذا انتهیت إلى الکثیب الأحمر عن یمین الطّریق فقل :
«اللّهمّ ارحم موقفی و زد فی علمی و سلّم لی دینی و تقبّل مناسکی» .

و إیّاک و الوجیف(2) الّذی یصنعه النّاس فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قال : أیّها النّاس إنّ
الحجّ لیس بوجیف الخیل و لا إیضاع الإبل(3) و لکن اتّقوا اللّه‏ و سیروا سیرا جمیلاً ، لا
توطئوا ضعیفا و لا توطئوا مسلما، توءّدوا(4) و اقتصدوا فی السّیر فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم کان
یکفّ ناقته حتّى یصیب رأسها مقدّم الرّجل و یقول: أیّها النّاس علیکم بالدّعة فسنّة رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم تتّبع .

قال معاویة : و سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام یقول : «اللّهمّ أعتقنی من النّار» و کرّرها حتّى
أفاض ، فقلت : ألا تفیض فقد أفاض النّاس ؟ فقال : إنّی أخاف الزّحام و أخاف أن أشرک فی
عنت(5) إنسان(6) .

باب
لیلة المزدلفة و الوقوف بالمشعر و الإفاضة منه و حدوده

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن

(1) سورة البقرة(2): 198.

(2) الکثیب : الطّلّ من الرّمل . و الوجیف : ضرب من سیر الإبل و الخیل .

(3) إیضاع الإبل : حملها على العدو السّریع .

(4) قال فی المرآة: و فی بعض النّسخ : و توذوا بالذّال المعجمة فینسحب علیه النّفی. توأّدَ فی الأمر: تمهّل و
تأنّى یقال: مشى مشیا وئیدا أی على تؤَدَة.

(5) العَنَت : الوقوع فی أمر شاقّ .

(6) الکافی 4: 467 / 2، وسائل الشّیعة 13: 557 / 18434، أیضا 14: 6 / 18449 .

(256) مسند الفضل بن شاذان

إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: أصبح على طهر بعد ما تصلّی الفجر فقف إن شئت قریبا من
الجبل و إن شئت حیث شئت فإذا وقفت فاحمد اللّه‏ و اثن علیه و اذکر من آلائه و بلائه ما
قدرت علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و لیکن من قولک:

«اللّهمّ ربّ المشعر الحرام فکّ رقبتی من النّار و أوسع علیّ من رزقک الحلال
و ادرأ عنّی شرّ فسقة الجنّ و الإنس اللّهمّ أنت خیر مطلوب إلیه و خیر مدعوّ و خیر
مسؤول و لکلّ وافد جائزة فاجعل جائزتی فی موطنی هذا أن تقیلنی عثرتی و تقبل
معذرتی و أن تجاوز عن خطیئتی ثمّ اجعل التّقوى من الدّنیا زادی».

ثمّ أفض حین یشرق لک ثبیر (1) و ترى الإبل موضع أخفافها(2) .

باب
السّعی فی وادی محسّر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا مررت بوادی محسّر ـ و هو وادٍ عظیم بین جمع و منى، و هو إلى منى أقرب ـ فاسع
فیه حتّى تجاوزه فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم حرّک ناقته(3) و قال : «اللّهمّ سلّم لی عهدی و اقبل
توبتی و أجب دعوتی و اخلفنی فیمن ترکت بعدی»(4) .

باب
من جهل أن یقف بالمشعر

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن

(1) ثبیر جبل بین مکّة و منى و یرى من منى على یمین الدّاخل منها إلى مکّة.

(2) الکافی 4: 469 / 4، التهذیب 5: 191 / 635، وسائل الشّیعة 14: 20 / 18489، ما اشتملت علیه
الروایة یحمل على الاستحباب و الواجب النیّة و الکون بها ما بین طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس.

(3) یدلّ على أنّ الرّاکب یرکض دابّته قلیلاً. (مرآة)

(4) الکافی 4: 470 / 3، الفقیه 2: 468 / 2987 مرسلاً، وسائل الشّیعة 14: 22 / 18491 .

مسند الفضل بن شاذان (257)

یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : ما تقول فی رجل أفاض من
عرفات فأتى منى ؟ قال : فلیرجع فیأتی جمعا فیقف بها و إن کان النّاس قد أفاضوا من
جمع(1) .

باب
من فاته الحجّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : من أدرک جمعا فقد أدرک الحجّ، و قال : أیّما قارنٍ أو مفرد أو متمتّع قدم و قد فاته الحجّ
فلیحلّ بعمرة و علیه الحجّ من قابل .

قال : و قال فی رجل أدرک الإمام و هو بجمع فقال : إن ظنّ أنّه یأتی عرفات فیقف بها
قلیلاً ثمّ یدرک جمعا قبل طلوع الشّمس فلیأتها و إن ظنّ أنّه لا یأتها حتّى یفیضوا فلا یأتها و
لیقم بجمع فقد تمّ حجّه(2) .

باب
رمی الجمار فی أیّام التّشریق

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: ارم فی کلّ یوم عند زوال الشّمس و قل کما قلت حین رمیت
جمرة العقبة، فابدأ بالجمرة الاُولى فارمها عن یسارها فی بطن المسیل و قل کما قلت یوم
النّحر، قم عن یسار الطّریق فاستقبل القبلة فاحمد اللّه‏ و اثن علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ثمّ
تقدّم قلیلاً فتدعو و تسأله أن یتقبّل منک، ثمّ تقدّم أیضا ثمّ افعل ذلک عند الثانیة و اصنع کما
صنعت بالاُولى و تقف و تدعو اللّه‏ کما دعوت ثمّ تمضی إلى الثّالثة و علیک السّکینة و الوقار

(1) الکافی 4: 472 / 3، وسائل الشّیعة 14: 35 / 18522 .

(2) الکافی 4: 476 / 2، وسائل الشّیعة 14: 36 / 18524، و 49 / 18558 .

(258) مسند الفضل بن شاذان

فارم و لا تقف عندها(1) .

باب
من خالف الرّمی أو زاد أو نقص

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه قال : فی رجل أخذ
إحدى و عشرین حصاة فرمى بها فزاد واحدة فلم یدر من أیّتهنّ نقصت ، قال : فلیرجع فلیرم
کلّ واحدة بحصاة ، فإن سقطت من رجل حصاة فلم یدر أیّتهنّ هی ؟ قال : یأخذ من تحت
قدمیه حصاة فیرمى بها ، قال : و إن رمیت بحصاة فوقعت فی محمل فأعد مکانها فإن هی
أصابت إنسانا أو جملاً ثمّ وقعت على الجمار أجزأک.

و قال فی رجل رمى [الجمار فرمى] الاُولى بأربع و الأخیرتین بسبع سبع، قال: یعود
فیرمی الاُولى بثلاث و قد فرغ، و إن کان رمى الاُولى بثلاث و رمى الأخیرتین بسبع سبع
فلیعد و لیرمهنّ جمیعا بسبع سبع، و إن کان رمى الوسطى بثلاث ثمّ رمى الاُخرى فلیرم
الوسطى بسبع، و إن کان رمى الوسطى بأربع رجع فرمى بثلاث، قال، قلت: الرّجل ینکس فی
رمی الجمار فیبدأبجمرة العقبة ثمّ الوسطى ثمّ العظمى؟ قال: یعود فیرمی الوسطى ثمّ یرمی
جمرة العقبة و إن کان من الغد(2) .

باب
أدنى ما یجزى‏ء من الهدی

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: یجزى‏ء فی المتعة شاة(3) .

(1) الکافی 4: 480 / 1، وسائل الشّیعة 14: 65 / 18597، و 68 / 18605 .

(2) الکافی 4: 483 / 5، الفقیه 2: 285، التهذیب 5: 266 / 907، وسائل الشّیعة 14: 267 / 19162، و
269 / 19165 .

مسند الفضل بن شاذان (259)

باب
ما یستحبّ من الهدی و ما یجوز منه و ما لایجوز

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى، عن معاویة بن
عمّار قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا رمیت الجمرة فاشتر هدیک إن کان من البدن أو من البقر و
إلاّ فاجعل کبشا سمینا فحلاً، فإن لم تجد فموجوءٌ من الضأن(1) فإن لم تجد فتیسا فحلاً، فإن
لم تجد فما استیسر علیک، و عظّم شعائر اللّه‏ عزّوجلّ فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ذبح عن اُمّهات
المؤمنین بقرة بقرة و نحر بدنة(2) .

باب
الهدی یعطب أو یهلک قبل أن یبلغ محلّه و الأکل منه

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى جمیعا، عن معاویة بن عمّار قال:
سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل اشترى اُضحیة فماتت أو سرقت قبل أن یذبحها؟ فقال: لا
بأس و إن أبدلها فهو أفضل و إن لم یشتر فلیس علیه شیء(3) .

باب الذّبح

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان، و ابن أبی عمیر(4) قال ، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إذا اشتریت هدیک

(1) الکافی 4: 487 / 2، وسائل الشّیعة 14: 100 / 18696 .

(2) کبش موجوء: الّذی وجئت خصیتاه حتّى انفضختا.

(3) الکافی 4: 491 / 14، وسائل الشّیعة 14: 96 / 18687، و 155 / 18854 .

(4) الکافی 4: 493 / 2، التهذیب 5: 217 / 733، وسائل الشّیعة 14: 140 / 18815 .

(5) الظّاهر سقوط معاویة بن عمّار عن السّند کما یظهر من الفقیه و سائر الأسانید الماضیة و الآتیة.

(260) مسند الفضل بن شاذان

فاستقبل به القبلة و انحره أو اذبحه(1) و قل :

«وجّهت وجهی للّذی فطر السّماوات و الأرض حنیفا و ما أنا من المشرکین،
إنّ صلاتی و نسکی و محیای و مماتی للّه‏ ربّ العالمین لا شریک له و بذلک اُمرت و
أنا من المسلمین، اللّهمّ منک و لک بسم اللّه‏ و اللّه‏ أکبر اللّهمّ تقبّل منّی» ثمّ أمرّ السّکّین
و لا تنخعها حتّى تموت(2) .

باب
الأکل من الهدی الواجب و الصّدقة منها و إخراجه من منى

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى، عن معاویة بن
عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال: أمر رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم حین نحر أن تؤخذ من کلّ بدنة حذوة
من لحمها تطرح فی برمة(3) ثمّ تطبخ و أکل رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و علیّ علیه السلام منها و حسیا(4) من
مرقها(5).

باب
الأکل من الهدی الواجب و الصّدقة منها و إخراجه من منى

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی قول اللّه‏ عزّوجلّ :
«فَإذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَکُلُوا مِنْها وَ أطْعِمُوا الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرّ»(6) قال : القانع الّذی یقنع بما

(1) ظاهره جعل الذّبیحة مقابلة للقبلة و ربّما یفهم منه استقبال الذّابح أیضا و فیه نظر. (مرآة)

(2) الکافی 4: 498 / 6، الفقیه 2: 299، التهذیب 5: 231 / 746، وسائل الشّیعة 14: 153 / 18849 ،
أی لاتقطع رقبتها، و قال بعض الشّارحین : أی لاتقطع نخاعها قبل موتها و هو الخیط وسط الفقار ممتدّا
من الرّقبة إلى أصل الذّنب (رفیع) کذا فی هامش المطبوع. و قال الفیض رحمه‏الله : نخع الذّبیحة جاوز منتهى
الذّبح فأصاب نخاعها، و قال فی القاموس : نخع الشّاة : سلخها و وجاها فی نحرها لیخرج دم القلب.

(3) الحِذوة: القطعة من اللحم. و البُرمة: قِدر من حجارة.

(4) حسى المرق: شربه شیئا بعد شیء.

(5) الکافی 4: 499 / 1، وسائل الشّیعة 14: 162 / 18875، و تقدّم فی باب حجّ النّبیّ «ص».

(6) سورة الحجّ(22): 35.

مسند الفضل بن شاذان (261)

أعطیته، و المعترّ الّذی یعتریک(1)، و السّائل الّذی یسألک فی یدیه، و البائس هو الفقیر(2).

باب
صوم المتمتّع إذا لم یجد الهدی

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : سألته عن متمتّع لم یجد هدیا قال : یصوم ثلاثة أیّام فی الحجّ یوما قبل التّرویة، و یوم
التّرویة، و یوم عرفة .

قال ، قلت : فإن فاته ذلک ؟ قال : یتسحّر لیلة الحصبة(3) و یصوم ذلک الیوم و یومین
بعده ، قلت : فإن لم یقم علیه جمّاله أیصومها فی الطّریق؟ قال : إن شاء صامها فی الطّریق و
إن شاء إذا رجع إلى أهله(4) .

باب
الزّیارة و الغسل فیها

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
فی زیارة البیت یوم النّحر قال : زُره فإن شغلت فلا یضرّک أن تزور البیت من الغد و لا تؤخّره
أن تزور من یومک فإنّه یکره للمتمتّع أن یؤخّره، و موسّعٌ للمفرد أن یؤخّره، فإذا أتیت البیت
یوم النّحر فقمت على باب المسجد قلت :

«اللّهمّ أعنّی على نسکک و سلّمنی له و سلّمه لی أسألک مسألة العلیل الذّلیل

(1) هو المارّ بک لتعطیه.

(2) الکافی 4: 500 / 6، وسائل الشّیعة 14: 165 / 18878 .

(3) أی یأکل السّحور أو یخرج فی السّحر لیجوز له صوم الیوم . (مرآة)

(4) الکافی 4: 507 / 3، التهذیب 5: 39 / 115، الاستبصار 2: 280، وسائل الشّیعة 14: 179 / 18922 ،
حمله الشیخ فی الاستبصار على ما إذا رجع قبل انقضاء ذی الحجّة فإذا انقضت فلا یجوز له إلاّ الدّم.

(262) مسند الفضل بن شاذان

المعترف بذنبه أن تغفر لی ذنوبى و أن ترجعنی بحاجتی ، اللّهمّ إنّی عبدک و البلد
بلدک و البیت بیتک جئت أطلب رحمتک و أؤمّ طاعتک متّبعا لأمرک راضیا بقدرک
أسألک مسألة المضطرّ إلیک المطیع لأمرک المشفق من عذابک الخائف لعقوبتک أن
تبلّغنی عفوک و تجیرنی من النّار برحمتک» .

ثمّ تأتی الحجر الأسود فتستلمه و تقبّله ، فإن لم تستطع فاستلمه بیدک و قبّل یدک،
فإن لم تستطع فاستقبله و کبّر و قل کما قلت حین طفت بالبیت یوم قدمت مکّة، ثمّ طُف
بالبیت سبعة أشواط کما وصفت لک یوم قدمت مکّة، ثمّ صلّ عند مقام إبراهیم علیه السلام رکعتین
تقرأ فیهما ب«قل هو اللّه‏ أحد» و «قل یا أیّها الکافرون» ثمّ ارجع إلى الحجر الأسود فقبّله إن
استطعت و استقبله و کبّر، ثمّ اخرج إلى الصّفا فاصعد علیه و اصنع کما صنعت یوم دخلت
مکّة، ثمّ ائت المروة فاصعد علیها و طُف بینهما سبعة أشواط تبدأ بالصّفا و تختم بالمروة،
فإذا فعلت ذلک فقد أحللت من کلّ شیء أحرمت منه إلاّ النّساء، ثمّ ارجع إلى البیت و طُف به
اُسبوعا آخر، ثمّ صلّ رکعتین عند مقام إبراهیم علیه السلام ثمّ أحللت من کلّ شیء و فرغت من
حجّک کلّه و کلّ شیء احرمت منه(1) .

باب
من بات عن منى فی لیالیها

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : لا
تبت لیالی التّشریق إلاّ بمنى فإن بتَّ فی غیرها فعلیک دم، و إن خرجت أوّل اللّیل فلا
ینتصف لک اللّیل إلاّ و أنت بمنى إلاّ أن یکون شغلک بنسکک [أ]و قد خرجت من مکّة، و إن
خرجت نصف اللّیل فلا یضرّک أن تصبح بغیرها .

قال : و سألته عن رجل زار عشاءً فلم یزل فی طوافه و دعائه و فی السّعی بین الصّفا و
المروة حتّى یطلع الفجر ، قال : لیس علیه شیء کان فی طاعة اللّه‏(2) .

(1) الکافی 4: 511 / 4، التهذیب 5: 251 / 853، الاستبصار 2: 292، وسائل الشّیعة 14: 243 /
19099، و 249 / 19117 .

مسند الفضل بن شاذان (263)

باب
التّکبیر أیّام التّشریق

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : التّکبیر أیّام التّشریق من صلاة الظّهر یوم النّحر إلى صلاة العصر(1) من آخر أیّام
التّشریق إن أنت أقمت بمنى و إن أنت خرجت فلیس علیک التّکبیر، و التّکبیر أن تقول : «اللّه‏
أکبر ، اللّه‏ أکبر ، لا إله إلاّ اللّه‏ و اللّه‏ أکبر ، اللّه‏ أکبر و للّه‏ الحمد ، اللّه‏ أکبر على ما هدانا،
اللّه‏ أکبر على ما رزقنا من بهیمة الأنعام ، و الحمدللّه‏ على ما أبلانا»(2).

باب
الصّلاة فی مسجد منى و من یجب علیه التّقصیر و التّمام بمنى

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : صلّ فی
مسجد الخیف و هو مسجد منى و کان مسجد رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم على عهده عند المنارة الّتی
فی وسط المسجد و فوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثین ذراعا و عن یمینها و عن یسارها و
خلفها نحوا من ذلک، فقال : فتحرّ ذلک(3) فإن استطعت أن یکون مصلاّک فیه فافعل فإنّه قد
صلّى فیه ألف نبیّ، و إنّما سمّی الخیف لأنّه مرتفع عن الوادی و ما ارتفع عنه یسمّى خیفا(4).

معاویة بن عمّار قال: قلت لأبی عبد اللّه‏ علیه السلام إنّ أهل مکّة یتمّون الصّلاة بعرفات، فقال:
ویلهم ـ أو ویحهم ـ و أیّ سفر أشدّ منه، لا لا یتمّ(5) .

(1) الکافی 4: 514 / 1، وسائل الشّیعة 14: 254 / 19126، حمل الشیخ قوله «أو قد خرجت من مکّة»
على من جاز عقبة المدنیّین .

(2) فی التّهذیب: إلى صلاة الفجر .

(3) الکافی 4: 517 / 4، وسائل الشّیعة 7: 459 / 9855 .

(4) التحرّی: الطّلب و القصد.

(5) الکافی 4: 519 / 4، وسائل الشّیعة 5: 268 / 6511 .

(264) مسند الفضل بن شاذان

باب
النّفر من منى الأوّل و الآخر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا أردت
أن تنفر فی یومین فلیس لک أن تنفر حتّى تزول الشّمس و إن تأخّرت إلى آخر أیّام التّشریق
و هو یوم النّفر الأخیر فلا علیک أیّ ساعة نفرت و رمیت قبل الزّوال أو بعده، فإذا نفرت و
انتهیت إلى الحصبة و هی البطحاء فشئت أن تنزل قلیلاً فإنّ أبا عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان أبی
ینزلها ثمّ یحمل فیدخل مکّة من غیر أن ینام بها(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا نفرت فی النّفر الأوّل فإن شئت أن
تقیم بمکّة و تبیت بها فلا بأس بذلک ، قال : و قال : إذا جاء اللّیل بعد النّفر الأوّل فبتّ بمنى و
لیس لک أن تخرج منها حتّى تصبح(2) .

باب
دخول الکعبة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا أردت دخول الکعبة فاغتسل قبل أن تدخلها و لا تدخلها بحذاء، و تقول
إذا دخلت: «اللّهمّ إنّک قلت: «وَ مَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِنا»(3) فآمنّی من عذاب النّار» ثمّ
تصلّی رکعتین بین الاُسطوانتین على الرّخامة(4) الحمراء تقرأ فی الرّکعة الاُولى «حم

(1) الکافی 4: 519 / 5، وسائل الشّیعة 8: 463 / 11177 .

(2) الکافی 4: 520 / 3، التهذیب 5: 271 / 926، الاستبصار 2: 300، وسائل الشّیعة 14: 274 /
19181.

(3) الکافی 4: 521 / 7، التهذیب 5: 272 / 930، وسائل الشّیعة 14: 277 / 19192 .

(4) سورة آل عمران(3): 97 .

(5) الرُّخامة: القطعة من الرّخام و هو حجر معروف.

مسند الفضل بن شاذان (265)

السّجدة» و فی الثّانیة عدد آیاتها من القرآن، و تصلّی فی زوایاه، و تقول:

«اللّهمّ من تهیّأ أو تعبّأ أو أعدّ أو استعدّ لوفادة(1) إلى مخلوقٍ رجاء رفده و
جائزته و نوافله و فواضله فإلیک یا سیّدی تهیئتی و تعبئتی و إعدادی و استعدادی
رجاء رفدک و نوافلک و جائزتک فلا تخیّب الیوم رجائی یا من لا یخیّب علیه سائل
و لا ینقصه نائل فإنّى لم آتک الیوم بعمل صالح قدمته و لا شفاعة مخلوق رجوته و
لکنّی أتیتک مقرّا بالظّلم و الإساءة على نفسی فإنّه لا حجّة لی و لا عذر فأسألک یا
من هو کذلک أن تعطینی مسألتى و تقیلنی عثرتی و تقبّلنی برغبتی و لا تردّنی
مجبوها(2) ممنوعا و لا خائبا یا عظیم یا عظیم یا عظیم أرجوک للعظیم أسألک یا
عظیم أن تغفر لی الذّنب العظیم لا إله إلاّ أنت» .

قال: و لا تدخلها بحذاء و لا تبزق فیها و لا تمتخط فیها(3) و لم یدخلها رسول اللّه‏
صلّی الله علیه و آله وسلّم إلاّ یوم فتح مکّة(4) .

باب
وداع البیت

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : إذا أردت أن تخرج من مکّة و تأتی أهلک فودّع البیت و طُف بالبیت اُسبوعا و إن
استطعت أن تستلم الحجر الأسود و الرّکن الیمانی فی کلّ شوط فافعل و إلاّ فافتتح به و اختم
به فإن لم تستطع ذلک فموسّع علیک ، ثمّ تأتی المستجار فتصنع عنده کما صنعت یوم قدمت
مکّة، و تخیّر لنفسک من الدّعاء، ثمّ استلم الحجر الأسود، ثمّ ألصق بطنک بالبیت تضع یدک
على الحجر و الاُخرى ممّا یلی الباب، و احمد اللّه‏ و اثن علیه و صلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ثمّ قل :

(1) تعبّأ: تهیّأ و تجهّز، الوفادة: النّزول على کبیر رجاء انعامه.

(2) المجبوه: المضروب على جبهته.

(3) امتخط: أخرج المُخاط من أنفه، و هو ما یسیل من أنفه.

(4) الکافی 4: 528 / 3، وسائل الشّیعة 13: 275 / 17737 .

(266) مسند الفضل بن شاذان

«اللّهمّ صلّ على محمّد عبدک و رسولک و نبیّک و أمینک و حبیبک و
نجیک(1) و خیرتک من خلقک اللّهمّ کما بلّغ رسالاتک و جاهد فی سبیلک و صدع
بأمرک و اُوذی فی جنبک و عبدک حتّى أتاه الیقین ، اللّهمّ اقلبنى مفلحا منجحا
مستجابا لی بأفضل ما یرجع به أحد من وفدک من المغفرة و البرکة و الرّحمة و
الرّضوان و العافیة ، اللّهمّ إن أمتّنی فاغفر لی و إن أحییتنی فارزقنیه من قابل ، اللّهمّ لا
تجعله آخر العهد من بیتک ، اللّهمّ إنّی عبدک و ابن عبدک و ابن أمتک ، حملتنی على
دوابّک و سیّرتنی فی بلادک حتّى أقدمتنی حرمک و أمنک و قد کان فی حسن ظنّی
بک أن تغفر لی ذنوبی فإن کنت قد غفرت لی ذنوبی فازدد عنّی رضا و قرّبنی إلیک
زلفى و لا تباعدنی، و إن کنت لم تغفر لی فمن الآن فاغفر لی قبل أن تنأى عن بیتک
داری(2) فهذا أوان انصرافی إن کنت أذنت لی غیر راغب عنک و لا عن بیتک و لا
مستبدل بک و لا به ، اللّهمّ احفظنی من بین یدیّ و من خلفی و عن یمینی و عن
شمالی حتّى تبلّغنی أهلی فإذا بلّغتنی أهلی فاکفنی مؤونة عبادک و عیالی فإنّک ولیّ
ذلک من خلقک و منّی».

ثمّ ائت زمزم فاشرب من مائها، ثمّ اخرج و قل : «آئبون تائبون عابدون لربّنا
حامدون إلى ربّنا راغبون إلى اللّه‏ راجعون إن شاء اللّه‏» .

قال : و إنّ أبا عبداللّه‏ علیه السلام لمّا ودّعها و أراد أن یخرج من المسجد الحرام خرّ ساجدا
عند باب المسجد طویلاً ثمّ قام فخرج(3) .

باب
العمرة المبتولة(4)

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج، عن

(1) فی بعض النّسخ: و نجیبک.

(2) نأى أی بعد.

(3) الکافی 4: 530 / 1، التهذیب 5: 280 / 957 بسند آخر، وسائل الشّیعة 14: 287 / 19218 .

(4) المبتولة: المقطوعة عن الحجّ، أی المفردة .

مسند الفضل بن شاذان (267)

أبی عبد اللّه‏ علیه السلام قال: فی کتاب علیّ علیه السلام : فی کلّ شهر عمرة(1) .

باب
العمرة المبتولة فی أشهر الحجّ

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن حمّاد بن عیسى ، عن إبراهیم بن عمر الیمانی ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه سئل
عن رجل خرج فی أشهر الحجّ معتمرا ثمّ رجع إلى بلاده ، قال : لا بأس، و إن حجّ فی عامه
ذلک و أفرد الحجّ فلیس علیه دم، فإنّ الحسین بن علی علیهماالسلام خرج قبل التّرویة بیوم(2) إلى
العراق و قد کان دخل معتمرا(3) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : المعتمر یعتمر فی أیّ شهور السّنة شاء
و أفضل العمرة عمرة رجب(4) .

باب
المعتمر إذا ساق الهدی هل یذبح قبل الذّبح أو بعده(5)

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : المعتمر إذا ساق الهدی یحلق قبل أن
یذبح(6).

(1) الکافی 4: 534 / 2، وسائل الشّیعة 14: 307 / 19273 .

(2) فی التهذیب: خرج یوم الترویة.

(3) الکافی 4: 535 / 3، التهذیب 5: 436 / 1516، الاستبصار 2: 327، وسائل الشّیعة 14: 310 /
19285، قال الشّهید فی الدّروس: الأفضل للمعتمر فی أشهر الحجّ مفردا الإقامة بمکّة حتّى یأتی بالحجّ
و یجعلها متعة. و قال القاضی: إذا أدرک یوم التّرویة فعلیه الإحرام بالحجّ و یصیر تمتّعا و فی روایة عمر
بن یزید: إذا أهلّ علیه هلال ذی الحجّة حجّ و یحمل على النّدب لأنّ الحسین علیه السلام خرج بعد عمرته یوم
التّرویة و قد یجاب بأنّه مضطرّ. (مرآة)

(4) الکافی 4: 536 / 6، وسائل الشّیعة 14: 303 / 19258 .

(5) یحتمل سقوط عنوان باب من الکافی قریبا من هذا الّذی عنونّاه.

(268) مسند الفضل بن شاذان

باب
الرّجل یبعث بالهدی تطوّعا و یقیم فی أهله

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن الرّجل
یبعث بالهدی تطوّعا لیس بواجب ، قال : یواعد أصحابه یوما فیقلّدونه فإذا کانت تلک
السّاعة اجتنب ما یجتنب المحرم إلى یوم النّحر فإذا کان یوم النّحر أجزأ عنه(1) .

باب
دخول المدینة و زیارة النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم و الدّعاء عند قبره

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان عن صفوان و ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمّار ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا دخلت المدینة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حین تدخلها ثمّ تأتی قبر
النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم ثمّ تقوم فتسلّم على رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم ثمّ تقوم عند الاُسطوانة المقدّمة من جانب
القبر الأیمن عند رأس القبر عند زاویة القبر(2) و أنت مستقبل القبلة و منکبک الأیسر إلى
جانب القبر و منکبک الأیمن ممّا یلی المنبر فإنّه موضع رأس رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و تقول:

«أشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شریک له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله و
أشهد أنّک رسول اللّه‏ و أشهد أنّک محمّد بن عبداللّه‏ و أشهد أنّک قد بلّغت رسالات
ربّک و نصحت لاُمّتک و جاهدت فی سبیل اللّه‏ و عبدت اللّه‏ مخلصا حتّى أتاک
الیقین بالحکمة و الموعظة الحسنة و أدّیت الّذی علیک من الحقّ و أنّک قد رؤفت

(1) الکافی 4: 539 / 4، وسائل الشّیعة 14: 216 / 19020، أقول: هو خلاف ما فی الصحیحین الآخرین
عن معاویة بن عمّار أیضا و زرارة، قال فی الأوّل : من ساق هدیا فی عمرة فلینحره قبل أن یحلق، و مثله
فی الثانی. و فی بعض نسخ الفقه الرضوی: المعتمر إذا ساق الهدی یحلق قبل أن یذبح، مطابقا فی اللفظ
لما هنا، فجمعهما صاحب الوسائل بالحمل على التّخییر بین الأمرین و هو حسن .

(2) الکافی 4: 540 / 3، وسائل الشّیعة 13: 192 / 17549 .

(3) عند زاویة القبر، لیست فی التّهذیب.

مسند الفضل بن شاذان (269)

بالمؤمنین و غلظت على الکافرین فبلغ اللّه‏ بک أفضل شرف محلّ المکرّمین الحمد
للّه‏ الّذی استنقذنا بک من الشّرک و الضّلالة اللّهمّ فاجعل صلواتک و صلوات
ملائکتک المقرّبین و عبادک الصّالحین و أنبیائک المرسلین و أهل السّماوات و
الأرضین و من سبّح لک یا ربّ العالمین من الأوّلین و الآخرین على محمّد عبدک و
رسولک و نبیّک و أمینک و نجیّک و حبیبک و صفیّک و خاصّتک و صفوتک و
خیرتک من خلقک، اللّهمّ أعطه الدّرجة و الوسیلة من الجنّة و ابعثه مقاما محمودا
یغبطه به الأوّلون و الآخرون، اللّهمّ إنّک قلت: «وَ لَوْ إنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤُوکَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللّه‏َ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّه‏َ تَوّابا رَحِیما»(1) و إنّی أتیت نبیّک
مستغفرا تائبا من ذنوبی و إنّی أتوجّه بک إلى اللّه‏ ربّی و ربّک لیغفر لی ذنوبی».

و إن کانت لک حاجة فاجعل قبر النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم خلف کتفیک و استقبل القبلة و ارفع
یدیک و اسأل حاجتک فإنّک أحرى أن تقضى إن شاء اللّه‏(2) .

باب
المنبر و الرّوضة و مقام النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال : أبو عبداللّه‏ علیه السلام
: إذا فرغت من الدّعاء عند قبر النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم فائت المنبر فامسحه بیدک و خذ برمّانتیه و هما
السّفلاوان و امسح عینیک و وجهک به فإنّه یقال إنّه شفاء العین، و قم عنده فاحمد اللّه‏ و اثن
علیه و سل حاجتک فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قال : مابین منبری و بیتی روضة من ریاض الجنّة،
و منبری على ترعة من ترع الجنّة - و التّرعة هی الباب الصّغیر - ثمّ تأتی مقام النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم
فتصلّی فیه ما بدا لک فإذا دخلت المسجد فصلّ على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم و إذا خرجت فاصنع مثل
ذلک، و أکثر من الصّلاة فی مسجد الرّسول صلّی الله علیه و آله وسلّم (3) .

 

(1) سورة النّساء(4): 94 .

(2) الکافی 4: 551 / 1، الفقیه 2: 338، التهذیب 6: 5 / 8، وسائل الشّیعة 14: 341 / 19353 .

(3) الکافی 4: 553 / 1، الفقیه 2: 339، التهذیب 6: 7 / 12، وسائل الشّیعة 14: 340 / 19352، و 344
/ 19358 .

(270) مسند الفضل بن شاذان

باب
مقام جبرئیل علیه السلام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار قال ، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : ائت مقام
جبرئیل علیه السلام و هو تحت المیزاب(1) فإنّه کان مقامه إذا استأذن على رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم و قل :
«أی جواد أی کریم أی قریب أی بعید أسألک أن تصلّی على محمّد و أهل بیته و
أسألک أن تردّ علیّ نعمتک» .

قال : و ذلک مقام لا تدعو فیه حائض تستقبل القبلة ثمّ تدعو بدعاء الدّم إلاّ رأت
الطّهر إن شاء اللّه‏(2) .

باب
إتیان المشاهد و قبور الشّهداء

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر جمیعا، عن معاویة
بن عمّار قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : لا تدع إتیان المشاهد کلّها: مسجد قباء فإنّه المسجد الّذی
اُسّس على التّقوى من أوّل یوم، و مشربة اُمّ إبراهیم(3)، و مسجد الفضیخ، و قبور الشّهداء، و

(1) هو فی مدینة الرّسول «ص» بحیال باب فاطمة الّذی بحیال زقاق البقیع، و له «ع» مقام أیضا بمسجد
الکوفة و هو الخامسة منها.

(2) الکافی 4: 557 / 1، الفقیه 2: 568 / 3158 مرسلاً، وسائل الشیعة 14: 346 / 19361 .

(3) المشربة بفتح الراء و ضمّها: الغرفة و الصفّة، یقال: هو فی مشربته أی فی غرفته، و عدّها فی کتاب مغانم
المطابة فی معالم طابة للفیروزآبادی صاحب القاموس من المساجد قال: و منها مسجد اُمّ إبراهیم الّذی
یقال له: مشربة اُمّ إبراهیم و هو مسجد بقباء شمالی مسجد بنی قریظة قریب من الحرّة الشّرقیّة فی موضع
یعرف بالدّشت، قال: و لیس علیه بناء و لا جدار و إنّما هو عریصة صغیرة بین نخیل طولها نحو عشرة
أذرع و عرضها أقلّ منه بنحو ذراع و قد خوّط علیها برضم لطیف من الحجارة السّود، قال: و منها مشجد
الفضیخ بفتح الفاء و کسر الضّاد المعجمة بعدها مثنّاة تحتیّة و خاء معجمة، قال: و هذا المسجد یعرف
بمسجد الشّمس لبیوم و هو شرقىّ مسجد قباء على شفیر الوادی مرضوم بحجارة سود و هو مسجد صغیر.
قال: و منها مشجد الفتح و هو مسجد على قطعة من جبل سلع من جهة الغرب و غربیّة وادی بطحان.

مسند الفضل بن شاذان (271)

مسجد الأحزاب، و مسجد الفتح، قال: و بلغنا أنّ النّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم کان إذا أتى قبور الشّهداء قال:
«السّلام علیکم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار» .

و لیکن فیما تقول عند مسجد الفتح: «یا صریخ المکروبین و یا مجیب (دعوة)
المضطرّین اکشف همّی و غمّی و کربی کما کشفت عن نبیّک همّه و غمّه و کربه و
کفیته هول عدوّه فی هذا المکان»(1) .

باب
تحریم المدینة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج قال : سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام یقول : قال
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم من أحدث بالمدینة حدثا أو آوى محدثا فعلیه لعنة اللّه‏ ، قلت : و ما الحدث
؟ قال : القتل(2) .

باب
معرس النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، و ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، قال أبو عبداللّه‏
علیه السلام : إذا انصرفت من مکّة إلى المدینة و انتهیت إلى ذی الحلیفة و أنت راجع إلى المدینة من
مکّة فائت معرَّس النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم (3) فإن کنت فی وقت صلاة مکتوبة أو نافلة فصلّ فیه، و إن کان
فی غیر وقت صلاة مکتوبة فانزل فیه قلیلاً فإنّ رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قد کان یعرِّس فیه و
یصلّی(4) .

(1) الکافی 4: 560 / 1، وسائل الشّیعة 5: 285 / 6562، أیضا 14: 353 / 19373 .

(2) الکافی 4: 565 / 6، وسائل الشّیعة 14: 360 / 19387 .

(3) أعرس القوم: نزلوا آخر اللیل للاستراحة و المراد به ههنا النّزول فی مسجد النّبی «ص» الّذی عرس به و
هو على فرسخ من المدینة بقرب مسجد الشّجرة.

(272) مسند الفضل بن شاذان

(1) الکافی 4: 565 / 1، وسائل الشّیعة 14: 370 / 19409 .

مسند الفضل بن شاذان (273)

بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحیم

«کتاب الجهاد»

باب
ما یجب من الاقتداء بالائمّة علیهم‏السلام فی التّعرّض للرّزق

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال: إنّ محمّد بن المنکدر کان یقول : ما کنت أرى أنّ علیّ بن الحسین علیه السلام یدع خلفا أفضل
منه حتّى رأیت ابنه محمّد بن علیّ علیه السلام فأردت أن أعظه فوعظنی.

فقال له أصحابه : بأیّ شیء وعظک ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحی المدینة فی ساعة
حارّة فلقینی أبو جعفر محمّد بن علی و کان رجلاً بادنا ثقیلاً و هو متّکى‏ءٌ على غلامین
أسودین أو مولیین، فقلت فی نفسی : سبحان اللّه‏، شیخ من أشیاخ قریش فی هذه السّاعة
على هذه الحال فی طلب الدّنیا، أمّا إنّی لأعظنّه، فدنوت منه فسلّمت علیه فردّ علیّ السّلام
ببُهرٍ(1) و هو یتصابّ عرقا، فقلت : أصلحک اللّه‏، شیخ من أشیاخ قریش فی هذه السّاعة على
هذه الحال فی طلب الدّنیا أ رأیت لو جاء أجلک و أنت على هذه الحال ما کنت تصنع ؟ فقال :

(1) البُهر بالباء الموحّدة: انقطاع النَّفَس من الإعیاء، أو تتابعه الّذی یعتری الإنسان عند السّعی الشّدید و
العدو. و فی بعض التهذیب: بنهر أی بزجر.

(274)

لو جاءنی الموت و أنا على هذه الحال جاءنی و أنا فی طاعة اللّه‏ عزّوجلّ ، أکفّ بها نفسی و
عیالی عنک و عن النّاس و إنّما کنت أخاف إن لو جاءنی الموت و أنا على معصیة من معاصی
اللّه‏ ، فقلت : صدقت یرحمک اللّه‏ أردت أن أعظک فوعظتنی(1) .

باب
الحثّ على الطّلب و التّعرض للرّزق

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أیّوب أخی أدیم بیّاع الهروی قال : کنّا جلوسا عند أبی
عبداللّه‏ علیه السلام إذ أقبل العلاء بن کامل فجلس قدّام أبی عبداللّه‏ علیه السلام فقال : اُدع اللّه‏ أن یرزقنی فی
دعة(2) فقال : لا أدعو لک، اُطلب کما أمرک اللّه‏ عزّوجلّ(3) .

باب
إصلاح المال و تقدیر المعیشة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ ، عن رجل ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : الکمال کلّ الکمال فی ثلاثة، و ذکر فی
الثّلاثة التّقدیر فی المعیشة(4).

باب
من کدّ على عیاله

(1) الکافی 5: 73 / 1، التهذیب 6: 325 / 894، وسائل الشّیعة 17: 19 / 21872 .

(2) الدّعة: الرّاحة و خفض العیش.

(3) الکافی 5: 78 / 3، التهذیب 6: 323 / 888، وسائل الشّیعة 16: 20 / 21874 .

(4) الکافی 5: 87 / 2، تقدّم الحدیث فی أوّل الکتاب عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن
حمّاد بن عیسى ، عن ربعیّ ، عن رجل، عن أبی جعفر «ع» قال: الکمال کلّ الکمال التّفقّه فی الدّین، و
الصّبر على النّائبة، و تقدیر المعیشة.

مسند الفضل بن شاذان (275)

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن الفضیل بن یسار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا کان الرّجل معسرا
فیعمل بقدر ما یقوت به نفسه و أهله، و لا یطلب حراما فهو کالمجاهد فی سبیل اللّه‏(1) .

باب
قضاء الدّین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن عثمان بن زیاد قال ، قلت
لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ لی على رجل دینا و قد أراد أن یبیع داره فیقضینی قال : فقال أبو عبد
اللّه‏ علیه السلام : اُعیذک باللّه‏ أن تخرجه من ظلّ رأسه(2) .

باب
قصاص الدّین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن معاویة بن عمّار قال ، قلت
لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : الرّجل یکون لی علیه حقّ فیجحدنیه ثمّ یستودعنی مالاً إلى أن آخذ ما لی
عنده ؟ قال : لا هذه خیانة(3) .

باب
فی آداب اقتضاء الدّین

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن خضربن عمرو

(1) الکافی 5: 88 / 3، وسائل الشّیعة 17: 67 / 22003 .

(2) الکافی 5: 97 / 8، التهذیب 6: 187 / 390، الاستبصار 3: 6، وسائل الشّیعة 18: 340 / 23803 .

(3) الکافی 5: 98 / 2، وسائل الشّیعة 17: 67 / 22003، و 276 / 22509.

(276) مسند الفضل بن شاذان

النّخعی قال ، قال أحدهما علیهماالسلام فی الرّجل یکون له على رجل مال فیجحده قال : إن استحلفه
فلیس له أن یأخذ منه بعد الیمین شیئا، و إن ترکه و لم یستحلفه فهو على حقّه(1) .

باب
الکفالة و الحوالة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، قال : أبطأت عن الحجّ ، فقال
لی أبو عبداللّه‏ علیه السلام : ما أبطأ بک عن الحجّ ؟ فقلت : جعلت فداک تکفّلت برجل فخفر بی(2)
فقال : ما لک و الکفالات أما علمت أنّها أهلکت القرون الاُولى ، ثمّ قال : إنّ قوما أذنبوا ذنوبا
کثیرة فأشفقوا منها و خافوا خوفا شدیدا، و جاء آخرون فقالوا : ذنوبکم علینا فأنزل اللّه‏
عزّوجلّ علیهم العذاب ، ثمّ قال تبارک و تعالى : خافونی و اجترأتم علیّ(3) .

باب
کسب الحجّام

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن کسب
الحجّام فقال : لا بأس به ، قلت : أجر التّیوس(4) ؟ قال : إن کانت العرب لتعایر به و لا بأس(5).

باب
التّجارة فی مال الیتیم و القرض منه

(1) الکافی 5: 101 / 3، وسائل الشّیعة 23: 286 / 29581 .

(2) خفر فلانا: نقض عهده، و هو من الضدّ.

(3) الکافی 5: 103 / 1، وسائل الشّیعة 18: 428 / 23974 .

(4) التّیس: الذّکر من المعز و الظباء و الوعول.

(5) الکافی 5: 116 / 5، التهذیب 6: 355 / 1012، وسائل الشّیعة 17: 105 / 22098، و 111 /
22113، و یدلّ على جواز أخذ الاُجرة لفحل الضّراب، و المشهور کراهته.

مسند الفضل بن شاذان (277)

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : فی رجل عنده مال الیتیم فقال : إن کان
محتاجا و لیس له مال فلا یمسّ ماله و إن [هو] اتّجر به فالرّبح للیتیم و هو ضامن(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، و صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی الحسن علیه السلام
فی الرّجل یکون عند بعض أهل بیته مال لأیتام فیدفعه إلیه فیأخذ منه دراهم یحتاج إلیها و
لا یعلم الّذی کان عنده المال للأیتام أنّه أخذ من أموالهم شیئا ، ثمّ تیسّر بعد ذلک أیّ ذلک
خیر له ؟ أیعطیه الّذی کان فی یده أم یدفعه إلى الیتیم و قد بلغ؟ و هل یجزیه أن یدفعه إلى
صاحبه على وجه الصّلة و لا یعلمه أنّه أخذ له مالاً ؟

فقال : یجزیه أیّ ذلک فعل إذا أوصله إلى صاحبه فإنّ هذا من السّرائر إذا کان نیّته إن
شاء ردّه الیتیم إن کان قد بلغ على أیّ وجه شاء، و إن لم یعلمه أن کان قبض له شیئا، و إن
شاء ردّه إلى الّذی کان فی یده، و قال : إن کان صاحب المال غائب فلیدفعه إلى الّذی کان
المال فی یده(2) .

باب
آداب التّجارة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا قال
لک الرّجل : اشتر لی، فلا تعطه من عندک و إن کان الّذی عندک خیرا منه(3) .

باب
بیع الثّمار و شرائها

(1) الکافی 5: 131 / 3، التهذیب 6: 341 / 955، وسائل الشّیعة 17: 257 / 22468 .

(2) الکافی 5: 132 / 7، التهذیب 6: 342 / 958، وسائل الشّیعة 17: 261 / 22476 ، یمکن حمله على
ما إذا کان ثقة یعلم أنّه یوصله إلیه أو کان وکیلاً و إلاّ فیشکل الاکتفاء بإعطائه إلى الموصی بعد البلوغ.
(مرآة)

(3) الکافی 5: 151 / 6، التهذیب 7: 6 / 19، وسائل الشّیعة 17: 389 / 22814 .

(278) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ لی نخلاً بالبصرة فأبیعه و اُسمّی الّثمن و أستثنی
الکرّ من الّتمر، أو أکثر، أو العذق من النّخل ؟ قال : لا بأس ، قلت : جعلت فداک: بیع
السّنتین(1) ؟ قال : لا بأس ، قلت : جعلت فداک إنّ ذا عندنا عظیم ، قال : أمّا إنّک إن قلت ذاک
لقد کان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم أحلّ ذلک فتظالموا، فقال علیه السلام : لا تباع الّثمرة حتّى یبدو(2)
صلاحها(3) .

باب
فضل الکیل و الموازین

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن فضول الکیل و الموازین، فقال:
إذا لم یکن تعدّیا فلا بأس(4) .

باب
السّلم فی الطّعام

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن یحیى ، عن محمّد بن الحسین ؛ و محمّد بن
إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن العیص بن القاسم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام
قال : سألته‏عن رجل أسلف رجلاً دراهم بحنطة حتّى إذا حضر الأجل لم یکن عنده طعام و
وجد عنده دوابّا و متاعا و رقیقا یحلّ له أن یأخذ من عروضه تلک بطعامه ؟ قال : نعم یسمّی
کذا و کذا بکذا و کذا صاعا(5) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل

(1) فی التهذیب: نبیع السنین .

(2) أی یظهر صلاحها و یأمن من الآفة.

(3) الکافی 5: 175 / 4، التهذیب 7: 85 / 365، الاستبصار 3: 87، وسائل الشّیعة 18: 211 / 23514 .

(4) الکافی 5: 182 / 2، الفقیه 3: 131، التهذیب 7: 40 / 167، وسائل الشّیعة 18: 87 / 23212 .

(5) الکافی 5: 186 / 7، التهذیب 7: 31 / 130، الاستبصار 3: 76، وسائل الشّیعة 18: 305 / 23726 .

مسند الفضل بن شاذان (279)

بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن خالد بن الحجّاج ، عن
أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل یشتری طعام قریة بعینها و إن لم یسمّ له طعام قریة بعینها أعطاه
من حیث شاء(1).

باب
المعاوضة فی الحیوان و الثّیاب و غیر ذلک

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر، عن جمیل، عن
زرارة، عن أبی جعفر علیه السلام قال: البعیر بالبعیرین و الدّابّة بالدّابّتین یدا بید لیس به بأس(2) .

باب
بیع العدد و المجازفة و الشّیء المبهم

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن عیص بن القاسم قال : سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل له نعم یبیع ألبانها بغیر کیل،
قال : نعم حتّى ینقطع أو شیء منها(3) .

باب
بیع النّسیئة

(1) الکافی 5: 186 / 11، التهذیب 7: 39 / 51، وسائل الشّیعة 18: 314 / 23747 ، کذا فی الأولین، و
قال فی المرآة: و لعلّ فیه سقطا و حاصله أنّه إن سمّى قریة بعینها یجب أن یعطیه منها و إلاّ فحیث شاء، و
فی الأوّل قیل بعدم الجواز و المشهور جوازه إذا شرط کونه من ناحیة أو قریة عظیمة یبعد غالبا عدم
حصول هذا المقدار منه و به جمع بین الأخبار و هو حسن .

(2) الکافی 5: 190 / 1، وسائل الشّیعة 18: 155 / 23375 .

(3) الکافی 5: 193 / 5، التهذیب 7: 123 / 537، الاستبصار 3: 103، وسائل الشّیعة 17: 348 /
22722 حتّى ینقطع أی ألبان الجمیع أو لبن بعضها، و لا یبعد حمله على أنّ المراد بالانقطاع انفصال اللبن
من الضّروع فیوافق الخبر الآتی، و قال الفاضل الأسترآبادی: یعنی اللبن فی الضّروع کالثمرة على
الشّجرة لیس ممّا یکال عادة فهل یجوز بیعها بغیر کیل؟ قال: نعم لکن لابدّ من تعیین بأن یقال: إلى انقطاع
الألبان أو إلى أن تنتصف أو نظیر ذلک. (مرآة)

(280) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی رجل
یشتری المتاع إلى أجل قال : لیس له أن یبیعه مرابحة إلاّ إلى الأجل الّذی اشتراه إلیه، و إن
باعه مرابحة فلم یخبره کان للّذی اشتراه من الأجل مثل ذلک(1) .

باب
شراء الرّقیق

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی الحسن علیه السلام فی شراء الرّومیّات قال : اشترهنّ و
بعهنّ(2).

باب
التّفرقة بین ذوی الأرحام من الممالیک

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال : سمعت أبا عبداللّه‏ علیه السلام یقول : اُتی
رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم بسبی من الیمن فلمّا بلغوا الجحفة نفدت نفقاتهم فباعوا جاریة من السّبی
کانت اُمّها معهم فلمّا قدموا على النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم سمع بکاءها فقال : ما هذه البکاء ؟ فقالوا : یا
رسول اللّه‏ احتجنا إلى نفقة فبعنا ابنتها فبعث بثمنها فاُتی بها و قال : بیعوهما جمیعا أو
أمسکوهما جمیعا(3).

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام أنّه اشتریت
له جاریة من الکوفة، قال : فذهب لتقوم فی بعض الحاجة ، فقالت : یا اُمّاه، فقال لها: أبو

(1) الکافی 5: 208 / 3، وسائل الشّیعة 18: 83 / 23202 .

(2) الکافی 5: 210 / 6، وسائل الشّیعة 18: 245 / 23597 .

(3) الکافی 5: 218 / 1، وسائل الشّیعة 18: 264 / 23638 .

مسند الفضل بن شاذان (281)

عبداللّه‏ علیه السلام : ألک اُمّ ؟ قالت : نعم، فأمر بها فردّت، فقال : ما آمنت لو حبستها أن أرى فی ولدی
ما أکره(1).

باب
السّلم فی الرّقیق و غیره من الحیوان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن قتیبة الأعشى قال : سئل أبو عبداللّه‏ علیه السلام و أنا عنده فقال له رجل : إنّ أخی یختلف
إلى الجبل یحلب الغنم فیسلم فی الغنم فی أسنان معلومة إلى أجل معلوم فیعطی الرّباع مکان
الثنیّ ، فقال له : أبطیبة نفس من صاحبه ؟ فقال : نعم ، قال : لا بأس(2) .

باب الصّروف

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان، عن صفوان بن یحیى، و ابن أبی عمیر، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال: سألته
عن الصّرف فقلت له: الرّفقة ربّما عجّلت فخرجت فلم نقدر على الدّمشقیّة و البصریّة و إنّما
تجوز بسابور الدّمشقیّة و البصریّة، فقال: و ما الرّفقة؟ فقلت: القوم یترافقون و یجتمعون
للخروج فإذا عجّلوا فربّما لم نقدر على الدّمشقیّة و البصریّة فبعثنا بالغلّه(3) فصرفوا ألفا و
خمسین درهم منها بألف من الدّمشقیّة و البصریّة، فقال: لا خیر فی هذا أفلا تجعلون فیها
ذهبا لمکان زیادتها؟ فقلت له: أشتری ألف درهم و دینارا بألفی درهم، فقال: لا بأس بذلک
إنّ أبی علیه السلام کان أجرى على أهل المدینة منّی و کان یقول هذا فیقولون: إنّما هذا الفرار لو جاء
رجل بدینار لم یعط ألف درهم و لو جاء بألف درهم لم یعط ألف دینار، و کان یقول لهم: نعم
الشّیء الفرار من الحرام إلى الحلال(4) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل

(1) الکافی 5: 219 / 3، وسائل الشّیعة 18: 264 / 23639 .

(2) الکافی 5: 222 / 14، وسائل الشّیعة 18: 301 / 23715 .

(3) أی الدّراهم المغشوشة.

(4) الکافی 5: 246 / 9، وسائل الشّیعة 18: 179 / 23431 .

(282) مسند الفضل بن شاذان

بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی
الاُسرب یشترى بالفضّة ، قال : إن کان الغالب علیه الاُسرب فلا بأس به(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل ابن شاذان جمیعا ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال :
سألته عن السّیوف المحلاّة فیها الفضّة تباع بالذّهب إلى أجل مسمّى ؟ فقال : إنّ النّاس لم
یختلفوا فی السّناء(2) أنّه الرّباء إنّما اختلفوا فی الید بالید ، فقلت له : فیبیعه بدراهم بنقد ؟
فقال : کان أبی یقول : یکون معه عرض أحبّ إلیّ ، فقلت له : إذا کانت الدّراهم الّتی تعطی
أکثر من الفضّة الّتی فیها ؟ فقال : و کیف لهم بالاحتیاط بذلک ؟ قلت له : فإنّهم یزعمون أنّهم
یعرفون ذلک ، فقال : إن کانوا یعرفون ذلک فلا بأس و إلاّ فإنّهم یجعلون معه العرض أحبّ
إلیّ(3).

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن
الحجّاج قال : سألته عن الرّجل یشتری من الرّجل الدّراهم بالدّنانیر فیزنها و ینقدها و
یحسب ثمنها کم هو دینارا ثمّ یقول : أرسل غلامک معی حتّى اُعطیه الدّنانیر ، فقال : ما اُحبّ
أن یفارقه حتّى یأخذ الدّنانیر، فقلت : إنّما هو فی دار وحده و أمکنتهم قریبة بعضها من بعض
و هذا یشقّ علیهم(4) فقال : إذا فرغ من وزنها و إنقادها فلیأمر الغلام الّذی یرسله أن یکون
هو الّذی یبایعه و یدفع إلیه الورق و یقبض منه الدّنانیر حیث یدفع إلیه الورق(5) .

(1) الکافی 5: 248 / 15، وسائل الشّیعة 18: 203 / 23496 ، أی إذا غلب اسم الاُسرب أو جنسه و
الأوّل أظهر کما سیأتی فی خبر یونس و الحاصل أنّه بمحض هذا لایجری فیه حکم الصّرف و الرّباء لأنّ
الفضّة مستهلکة فیه و علیه فتوى الأصحاب. (مرآة)

(2) النّسیء و النّساء بالمدّ: النّسیئة.

(3) الکافی 5: 251 / 29، وسائل الشّیعة 18: 198 / 23482 ، لعلّ المراد به أنّه بمنزلة الرّباء فی التّحریم
و إن لم یکن من جهة لزوم التّقابض باطلاً فهو من جهة عدم تجویزهم التّفاضل فی الجنسین نسیئة باطل
لکن لم ینقل منهم قول بعدم لزوم التّقابض فی النّقدین و إنّما الخلاف بینهم فی غیرهما و لعلّه کان بینهم
فترک . قال البغوی فی شرح السّنة : یقال کان فی الابتداء حین قدم النّبیّ «ص» المدینة بیع الدّراهم
بالدّراهم و بیع الدّنانیر بالدّنانیر متفاضلاً جائزا یدا بید ثمّ صار منسوخا بإیجاب المماثلة و قد بقی على
المذهب الأوّل بعض الصّحابة ممّن لم یبلغهم النّسخ کان منهم عبداللّه‏ بن عبّاس و کان یقول : أخبرنی
اُسامة بن زید أنّ النّبیّ «ص» قال : إنّما الرّباء فی النّسیئة. (مرآة)

(4) لتوهّم المشتری أنّه إنّما یتبعه لعدم الاعتماد علیه . (مرآة)

مسند الفضل بن شاذان (283)

باب
الرّجل یقرض الدّراهم و یأخذ أجود منها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال : سألت أبا
عبداللّه‏ علیه السلام عن الرّجل یستقرض من الرّجل الدّراهم فیردّ علیه المثقال أو یستقرض المثقال
فیردّ علیه الدّراهم، فقال : إذا لم یکن شرط فلا بأس و ذلک هو الفضل ، إنّ أبی رحمه‏الله کان
یستقرض الدّراهم الفسولة(1) فیدخل علیه الدّراهم الجلال(2) فقال : یا بنیّ ردّها على الّذی
استقرضتها منه، فأقول: یا أبه إنّ دراهمه کانت فسولة و هذه خیر منها، فیقول : یابنیّ إنّ هذا
هو الفضل(3) فأعطه إیّاها(4) .

(1) الکافی 5: 252 / 32، وسائل الشّیعة 18: 167 / 23401 .

(2) المثقال: الدّینار. الفسولة: الرّدیء من الشّی .

(3) فی الفقیه و التّهذیب: الجیاد. الجلال: النّفیس من کلّ شیء.

(4) إشارة إلى قوله نعالى: «و لا تنسوا الفضل بینکم» .

(5) الکافی 5: 254 / 6، وسائل الشّیعة 18: 193 / 23469 .

(284) مسند الفضل بن شاذان

«کتاب النّکاح»

باب
حبّ النّساء

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن سکین النّخعى
و کان تعبّد و ترک النّساء و الطّیب و الطّعام، فکتب إلى أبی عبداللّه‏ علیه السلام یسأله عن ذلک،
فکتب إلیه : أمّا قولک فی النّساء فقد علمت ما کان لرسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم من النّساء، و أمّا قولک
فی الطّعام فکان رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم یأکل اللّحم و العسل(1) .

باب
من وفق له الزّوجة الصّالحة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن أبی الحسن علیّ بن موسى الرّضا علیه السلام قال : ما أفاد عبد فائدة خیرا من زوجة
صالحة إذا رآها سرّته و إذا غاب عنها حفظته فی نفسها و ماله(2) .

باب

(1) الکافی 5: 320 / 4، اختیار معرفة الرجال 2: 668، وسائل الشّیعة 20: 15 / 24905 .

(2) الکافی 5: 327 / 3، وسائل الشّیعة 20: 39 / 24975 .

(285)

فضل من تزوّج ذات دین و کراهة من تزوّج للمال

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا
تزوّج الرّجل المرأة لجمالها أو مالها وکّل إلى ذلک، و إذا تزوّجها لدینها رزقه اللّه‏ الجمال و
المال(1).

باب
مناکحة النصّاب و الشکّاک

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ ، عن الفضیل بن یسار ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال ، قال له الفضیل : أتزوّج النّاصبة ؟
قال : لا و لا کرامة ، قلت : جعلت فداک واللّه‏ إنّی لأقول لک هذا و لو جاءنی ببیت ملآن دراهم
ما فعلت(2).

باب
المرأة تهب نفسها للرّجل

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان ؛ و
محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، و محمّد بن سنان جمیعا، عن ابن
مسکان، عن الحلبی قال: سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن المرأة تهب نفسها للرّجل ینکحها بغیر
مهر، فقال: إنّما کان هذا للنّبی صلّی الله علیه و آله وسلّم و أمّا لغیره فلا یصلح هذا حتّى یعوّضها شیئا یقدّم إلیها
قبل أن یدخل بها قلّ أو کثر و لو ثوب أو درهم، و قال: یجزی الدّرهم(3) .

باب

(1) الکافی 5: 333 / 3، الفقیه 3: 248، التهذیب 7: 403 / 1609، وسائل الشّیعة 20: 49 / 25004 .

(2) الکافی 5: 348 / 4، وسائل الشّیعة 20: 549 / 26318 .

(3) الکافی 5: 384 / 1، وسائل الشّیعة 20: 265 / 25585 .

(286) مسند الفضل بن شاذان

التّزویج بغیر بیّنة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی الرّجل
یتزوّج بغیر بیّنة قال : لا بأس(1) .

باب
الرّجل یرید أن یزوّج ابنته و یرید أبوه أن
یزوّجها رجلاً آخر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن سالم ؛ و محمّد بن حکیم ، عن أبی
عبداللّه‏ علیه السلام قال: إذا زوّج الأب و الجدّ کان التّزویج للأوّل، فإن کان جمیعا فی حال واحدة
فالجدّ أولى(2).

باب
المرأة یزوّجها ولیّان غیر الأب و الجدّ کلّ واحدٍ
من رجلٍ آخر

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان ، عن ابن مسکان ، عن ولید بیّاع
الأسفاط قال: سئل أبو عبداللّه‏ علیه السلام و أنا عنده عن جاریة کان لها أخوان زوّجها الأکبر بالکوفة
و زوّجها الأصغر بأرض اُخرى، قال : الأوّل بها أولى إلاّ أن یکون الآخر قد دخل بها فإن
دخل بها فهى امرأته و نکاحه جائز(3) .

(1) الکافی 5: 387 / 3، وسائل الشّیعة 20: 98 / 25132 .

(2) الکافی 5: 395 / 4، الفقیه 3: 250، التهذیب 7: 390 / 1562، وسائل الشّیعة 20: 290 / 25651.

مسند الفضل بن شاذان (287)

باب
أنّ الصّغار إذا زوّجوا لم یأتلفوا

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن هشام بن الحکم ، عن أبی عبداللّه‏ - أو أبی
الحسن علیه السلام - قال : قیل له : إنّا نزوّج صبیاننا و هم صغار ، قال : فقال : إذا زوّجوا و هم صغار
لم یکادوا یتألّفوا(1).

باب
الرّجل یفجر بالمرأة فیتزوّج اُمّها أو ابنتها
أو یفجر باُمّ امرأته أو ابنتها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن عیص بن القاسم قال :
سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل باشر امرأة و قبّل غیر أنّه لم یفض إلیها ثمّ تزوّج ابنتها قال: إذا
لم یکن أفضى إلى الاُمّ فلا بأس، و إن کان أفضى إلیها فلا یتزوّج ابنتها(2) .

باب
ما یحرم على الرّجل ممّا نکح ابنه و أبوه و ما یحلّ له

(1) الکافی 5: 396 / 2، وسائل الشّیعة 20: 281 / 25630 ، قال فی النّافع : إذا زوّجها الأخوان برجلین
فإن تبرّعا اختارت أیّهما شاءت، و إن کانا وکیلین و سبق أحدهما فالعقد له، و إن اتّفقا بطلا، و قیل : العقد
للأکبر. و قال السّیّد فی شرحه : یتحقّق اتّفاقا العقدین باقترانهما فی القبول، و القول بصحّة عقد الأکبر
للشّیخ و أتباعه لروایة بیّاع الأسفاط، و الرّوایة ضعیفة السّند بالاشتراک، قاصرة عن إفادة المطلوب، و
یمکن حملها على ما إذا کانا فضولیّین و کان معنى قوله : «الأوّل أحقّ بها» أنّه یستحبّ لها إجازة عقد
الأکبر الّذی هو الأوّل إلاّ أن یکون الأخیر دخل بها فإنّ الدّخول إجازة العقد. (مرآة)

(2) الکافی 5: 398 / 8، وسائل الشّیعة 20: 104 / 25152 .

(3) الکافی 5: 415 / 2، التهذیب 7: 330 / 1356، الاستبصار 3: 166، وسائل الشیعة 20: 424 /
25988 .

(288) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن محمّد بن مسلم، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : إذا جرّد الرّجل الجاریة
و وضع یده علیها فلا تحلّ لابنه(1) .

باب
الرّجل یتزوّج المرأة فیطلّقها أو تموت قبل أن یدخل بها أو بعده
فیتزوّج اُمّها أو بنتها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان بن یحیى ، عن منصور بن حازم قال :
کنت عند أبی عبداللّه‏ علیه السلام فأتاه رجل فسأله عن رجل تزوّج امرأة فماتت قبل أن یدخل بها
أیتزوّج باُمّها ؟ فقال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : قد فعله رجل منّا فلم نر به بأسا ، فقلت : جعلت فداک ما
تفخر الشّیعة إلاّ بقضاء علیّ علیه السلام فی هذه الشّمخیّة(2) الّتی أفتاها ابن مسعود أنّه لا بأس بذلک
ثمّ أتى علیّا علیه السلام فسأله فقال له علیّ علیه السلام : من أین أخذتها؟ فقال : من قول اللّه‏ عزّوجلّ : «وَ
رَبائِبُکُمُ اللاّتِی فِی حُجُورِکُمْ مِنْ نِسائِکُمُ اللاّتِی دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإنْ لَمْ تَکُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا
جُناحَ عَلَیْکُمْ»(3) فقال علیّ علیه السلام : إنّ هذه مستثناة و هذه مرسلة و اُمّهات نسائکم.

فقال أبو عبداللّه‏ علیه السلام للرّجل : أما تسمع ما یروی هذا عن علیّ علیه السلام فلمّا قمت ندمت و
قلت : أیّ شیء صنعت یقول هو : قد فعله رجل منّا فلم نر به بأسا و أقول أنا : قضى علیّ علیه السلام
فیها، فلقیته بعد ذلک فقلت : جعلت فداک مسألة الرّجل إنّما کان الّذی قلت یقول کان زلّة منّی
فما تقول فیها ؟ فقال : یا شیخ تخبرنی أنّ علیّا علیه السلام قضى بها و تسألنی ما تقول فیها(4) .

 

(1) الکافی 5: 419 / 5، التهذیب 7: 282 / 1193، وسائل الشّیعة 20: 418 / 25971 .

(2) فی التهذیب: السّمجیة. قوله : «فی الشّمخیّة» یحتمل أن یکون تسمیتها بها لأنّها صارت سببا لافتخار
الشّیعة على العامّة، و قال الوالد العلاّمة : إنّما وسمت المسألة بالشمخیّة بالنّسبة إلى ابن مسعود فإنّه عبداللّه‏
بن مسعود بن غافل بن حبیب بن شمخ ، أو لتکبّر ابن مسعود فیها عن متابعة أمیر المؤمنین «ع» یقال :
شمخ بأنفه، و التّقیة ظاهر من الخبر انتهى. (مرآت)

(3) سورة النّساء(4): 23.

(4) الکافی 5: 422 / 4، التهذیب 7: 274 / 1169، الاستبصار 3: 157، وسائل الشّیعة 20: 462 /
26097، أقول : أکثر علمائنا الإسلام على أنّ تحریم اُمّهات النّساء لیس مشروطا بالنّساء لقوله تعالى: «و
اُمّهات نسائکم» الشّامل للمدخول بها و غیرها و الأخبار الواردة فی ذلک کثیرة. (مرآة)

و فی هامش الکافی: و لمّا جعل ابن مسعود قوله تعالى: «من نسائکم اللاّتی دخلتم بهنّ...» متعلّقا بالمعطوف و
المعطوف علیه جمیعا و جعلهما مقیّدین بالدّخول ردّ «ع» بأنّ المعطوف علیه مطلق و المعطوف مقیّد. و
قوله «ع»: «إنّ هذه مستثناة» أی مقیّدة بالنّساء اللاّتی دخلتم بهنّ. و قوله: «و هذه مرسلة» أی مطلقة غیر
مقیّدة بالدّخول و عدمه. قال الشّیخ فی التهذیب و الاستبصار: فهذان الخبران (أی هذا الخبر و خبر جمیل
و حمّاد) شاذّان مخالفان لظاهر کتاب اللّه‏ تعالى، قال اللّه‏ تعالى: «و اُمّهات نسائکم» و لم یشترط الدّخول
بالبنت کما شرطه فی الاُمّ لتحریم الرّبیبة فینبغی أن تکون الآیة على إطلاقها و لا یلتفت إلى ما یخالفه و
یضادّه ممّا روی عنهم «ع»: ما أتاکم عنّا فاعرضوه على کتاب اللّه‏ فما وافق کتاب اللّه‏ فخذوا به و ما خالفه
فاطرحوه، و یمکن أن یکون الخبران وردا على ضرب من التّقیّة لأنّ ذلک مذهب بعض العامّة.

مسند الفضل بن شاذان (289)

باب
المرأة الّتی تحرم على الرّجل فلا تحلّ له أبدا

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن
أبی إبراهیم علیه السلام قال : سألته عن الرّجل یتزوّج فی عدّتها بجهالة أهی ممّن لاتحلّ له أبدا؟
فقال : لا أمّا إذا کان بجهالة فلیتزوّجها بعد ما تنقضی عدّتها، و قد یعذر النّاس فی الجهالة بما
هو أعظم من ذلک ، فقلت : بأیّ الجهالتین یعذر ؟ بجهالته أن یعلم أنّ ذلک محرّم علیه، أم
بجهالته أنّها فی عدّة ؟ فقال : إحدى الجهالتین أهون من الاُخرى، الجهالة بأنّ اللّه‏ حرّم ذلک
علیه و ذلک بأنّه لایقدر على الاحتیاط معها ، فقلت : فهو فی الاُخرى معذور ؟ قال : نعم ، إذا
انقضت عدّتها فهو معذور فی أن یتزوّجها ، فقلت : فإن کان أحدهما متعمّدا و الآخر یجهل ،
فقال: الّذی تعمّد لایحلّ له أن یرجع إلى صاحبه أبدا(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن جمیل بن درّاج ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام ؛ و
إبراهیم بن عبد الحمید ، عن أبی عبداللّه‏ و أبی الحسن علیهماالسلام قال : إذا طلّق الرّجل المرأة
فتزوّجت ثمّ طلّقها زوجها فتزوّجها الأوّل ثمّ طلّقها فتزوّجت رجلاً ثمّ طلّقها فتزوّجها الأوّل
ثمّ طلّقها الزّوج الأوّل هکذا ثلاثا لم تحلّ له أبدا(2) .

(1) الکافی 5: 427 / 3، التهذیب 7: 306 / 1274، الاستبصار 3: 186، وسائل الشّیعة 20: 451 /
26068.

(290) مسند الفضل بن شاذان

باب
حدّ الرّضاع الّذی یحرم

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن معاویة بن عمّار ، عن
صباح بن سیابة ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : لا بأس بالرَّضعة و الرَّضعتین و الثّلاث(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى قال : سألت أبا الحسن علیه السلام
عن الرّضاع مایحرم منه ؟ فقال : سأل رجل أبی علیه السلام عنه فقال : واحدة لیس بها بأس و ثنتان
حتّى بلغ خمس رضعات(2) ، قلت : متوالیات أو مصّة بعد مصّة ؟ فقال : هکذا قال له ، و سأله
آخر عنه فانتهى به إلى تسع و قال : ما أکثر ما اُسأل عن الرّضاع! فقلت: جعلت فداک، أخبرنی
عن قولک أنت فی هذا عندک فیه حدّ أکثر من هذا ، فقال : قد أخبرتک بالّذی أجاب فیه أبی،
قلت : قد علمت الّذی أجاب أبوک فیه و لکنّی قلت: لعلّه یکون فیه حدّ لم یخبر به فتخبرنی
به أنت، فقال : هکذا قال أبی ، قلت : فأرضعت اُمّی جاریة بلبنی ؟ فقال : هی اُختک من
الرّضاعة، قلت : فتحلّ لأخ لی من اُمّی لم ترضعها اُمّی بلبنه(3) ؟ قال : فالفحل واحد ؟ قلت :
نعم هو أخی لأبی و اُمّی ، قال : اللّبن للفحل صار أبوک أباها و اُمّک اُمّها(4).

باب
نوادر فی الرّضاع

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن

(1) الکافی 5: 428 / 7، وسائل الشّیعة 20: 530 / 26268 .

(2) الکافی 5: 328 / 4، وسائل الشّیعة 20: 381 / 25881 .

(3) لعلّه «ع» توقّف عن الحکم فی الخمس و ما زاد لأنّه ذهب الشّافعی و جماعة من العامّة إلى أنّ خمس
رضعات یحرّمن، و بالجملة التّقیّة فی هذا الخبر ظاهرة. (مرآة)

(4) أی کان من بطن آخر، و یدلّ على تحریم أولاد صاحب اللّبن على المرتضع و هو اتّفاقیّ. (مرآة)

(5) الکافی 5: 439 / 7، وسائل الشیعة 20: 381 / 25883 .

مسند الفضل بن شاذان (291)

یحیى ، عن العبد الصّالح علیه السلام قال ، قلت له : أرضعت اُمّی جاریة بلبنی؟ قال : هی اُختک من
الرّضاع ، قال ، فقلت : فتحلّ لأخی من اُمّی لم ترضعها بلبنه ـ یعنی لیس بهذا البطن و لکن
ببطن آخر؟ ـ قال : و الفحل واحد ؟ قلت : نعم أخی(1) لأبی و اُمّی ، قال : اللّبن للفحل صار
أبوک أباها و اُمّک اُمّها(2) .

أبواب المتعة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن
یحیى ، عن ابن مسکان، عن عبداللّه‏ بن سلیمان قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول : کان
علیّ علیه السلام یقول: لو لا ما سبقنی به بنی الخطّاب ما زنى إلاّ شقیّ(3) .

باب
الأمة یشتریها الرّجل و هی حبلى

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سألته
عن الأمة الحبلى یشتریها الرّجل فقال : سئل عن ذلک أبی علیه السلام فقال : أحلّتها آیة(4) و حرّمتها
آیة اُخرى (5).

 

(1) فی نسخ الکافی و التهذیب: اُختی و هو خلاف ما فی قبله .

(2) الکافی 5: 444 / 3، التهذیب 7: 322 / 1328، وسائل الشّیعة 20: 395 / 25921 .

(3) الکافی 5: 448 / 2، التهذیب 7: 250 / 1080، الاستبصار 3: 141، وسائل الشّیعة 21: 5 / 26357،
فی بعض النّسخ: «الاشقى» و صحّحه ابن إدریس فی السّرائر على ما هو المضبوط فی کتب العامّة (الا
شفى) - بالفاء - قال الجزری فی النّهایه : فی حدیث ابن عبّاس : ما کانت المتعة إلاّ رحمة رحم اللّه‏ بها اُمّة
محمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم لو لا نهیه عنها ما احتاج إلى الزّنا إلاّ شفى أی إلاّ قلیل من النّاس من قولهم : «غابت الشّمس
إلاّ شفى» أی إلاّ قلیلاً من ضوئها عند غروبها، و قال الأزهری : قوله : «إلاّ شفى» أی إلاّ أن یشفى یعنی
یشرف على الزّنا و لا یواقعه فأقام الاسم و هو الاشفى مقام المصدر و هو الإشفاء على الشّیء. انتهى

(4) إشارة إلى قوله تعالى : «و الّذین هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملکت أیمانهم - إلى قوله
- العادون» .

(5) الکافی 5: 474 / 1، التهذیب 8: 176 / 616، الاستبصار 3: 362، وسائل الشّیعة 18: 262 /
23634، أیضا 21: 92 / 26609 .

(292) مسند الفضل بن شاذان

باب
الرّجل یعتق جاریته و یجعل عتقها صداقها

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحسن بن زیاد ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : سألته عن المملوک ما یحلّ له من النّساء ؟ فقال :
حرّتان أو أربع إماء ، قال : و لا بأس بأن یأذن له مولاه فیشتری من ماله إن کان له جاریة أو
جوار یطأهنّ و رقیقة له حلال(1) .

باب
المملوک یتزوّج بغیر إذن مولاه

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و علیّ بن
إبراهیم، عن أبیه ، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج ، عن منصور بن حازم ،
عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی مملوک تزوّج بغیر إذن مولاه أ عاص للّه‏ ؟ قال : عاص لمولاه ، قلت :
حرام هو ؟ قال : ما أزعم أنّه حرام و قل له أن لا یفعل إلاّ بإذن مولاه(2) .

باب
الرّجل یشتری الجاریة و لها زوج حرّ أو عبد

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار جمیعا ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن
الحسن بن زیاد قال: سألت أبا عبداللّه‏ علیه السلام عن رجل اشترى جاریة یطأها فبلغه أنّ لها
زوجا؟ قال: یطأها فإنّ بیعها طلاقها و ذلک أنّهما لا یقدران على شیء من أمرهما إذا بیعا(3) .

(1) الکافی 5: 477 / 2، وسائل الشّیعة 20: 526 / 26257، وسائل الشّیعة 20: 527 / 26261 .

(2) الکافی 5: 478 / 5، وسائل الشّیعة 21: 113 / 26664 ، لعلّه محمول على فضولی و الفضولی صحیح
فی معرض الفسخ، و التّعبیر بهذه العبارات للردّ على العامّة فإنّهم یقولون ببطلانه من رأس. (مرآة)

مسند الفضل بن شاذان (293)

باب
الأمة تکون تحت المملوک فتعتق أو یعتقان جمیعا

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ؛ و
محمّد بن إسماعیل عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن یحیى ، عن عیص بن القاسم قال ،
قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ بریرة کان لها زوج فلمّا اُعتقت خیّرت(1) .

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر،
عن ربعیّ بن عبداللّه‏ ، عن برید بن معاویة ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال : کان زوج بریرة عبدا(2).

باب
غیرة النّساء

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج رفعه قال : بینا رسول
اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم قاعد إذ جاءت امرأة عریانة حتّى قامت بین یدیه ، فقالت : یا رسول اللّه‏ إنّی فجرت
فطهّرنی قال: و جاء رجل یعدو فی أثرها و ألقى علیها ثوبا ، فقال : ما هی منک ؟ فقال :
صاحبتی یا رسول اللّه‏ خلوت بجاریتی فصنعت ما ترى ، فقال : ضمّها إلیک ، ثمّ قال : إنّ
الغیراء(3) لا تبصر أعلى الوادی من أسفله(4) .

باب
حقّ المرأة على الزّوج

(1) الکافی 5: 483 / 1، وسائل الشّیعة 21: 154 / 26772 ، قوله : «فإنّ بیعها طلاقها» حمل على أنّ معناه
تسلّط المشتری على الفسخ کما سیأتی تفسیره بذلک. (مرآة)

(2) الکافی 5: 486 / 2، وسائل الشّیعة 21: 162 / 26791 .

(3) الکافی 5: 487 / 6، التهذیب 7: 342 / 1397، وسائل الشّیعة 21: 162 / 26792 .

(4) الغیراء: فعلاء من الغیرة .

(5) الکافی 5: 505 / 3، وسائل الشّیعة 20: 156 / 25293 .

(294) مسند الفضل بن شاذان

محمّد بن یعقوب، عن محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر،
عن جمیل بن درّاج، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما علیهماالسلام أنّه قال: لا یجبر الرّجل إلاّ على
نفقة الأبوین و الولد، قلت لجمیل: فالمرأة؟ قال: قد روى أصحابنا و هو عنبسة بن مصعب و
سورة بن کلیب عن أحدهما علیهماالسلام أنّه إذا کساها ما یواری عورتها و أطعمها ما یقیم صلبها
أقامت معه و إلاّ طلّقها، قال، قلت لجمیل: فهل یجبر على نفقة الاُخت؟ قال: إن اُجبر على
نفقة الاُخت کان ذلک خلاف الروایة(1) .

باب التستّر

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ، عن
أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال ، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : لیس للنّساء من سروات(2) الطّریق شیء و لکنّها
تمشی فی جانب الحائط و الطّریق(3) .

و بهذا الإسناد، عن ابن أبی عمیر ، عن إبراهیم بن عبد الحمید ، عن الولید بن صبیح ،
عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال ، قال رسول اللّه‏ صلّی الله علیه و آله وسلّم : أیّ امرأة تطیّبت ثمّ خرجت من بیتها فهی
تُلعن(4) حتّى ترجع إلى بیتها متى ما رجعت(5) .

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر ، عن حفص بن البختری ، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام قال :
لاینبغی للمرأة أن تنکشف بین یدی الیهودیّة و النّصرانیّة فإنّهنّ یصفن ذلک لأزواجهنّ(6) .

 

(1) التهذیب 6: 294 / 816، و الاستبصار 3: 44، وسائل الشّیعة 21: 510 / 27717 ، لکن فی الکافی 5:
512 / 8: عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن جمیل...و فی آخره: قال: قد روى عنبسة
عن أبی عبداللّه‏ «ع» قال...فتدبّر ثمّ افهم .

(2) جمع سراة و هی وسط کلّ شیء .

(3) الکافی 5: 518 / 1، وسائل الشّیعة 20: 183 / 25376 .

(4) على بناء المجهول أی تلعنها الملائکة، و ظاهره الحرمة و یمکن حمله على ما إذا کان بقصد الأجانب.

(5) الکافی 5: 518 / 2، وسائل الشّیعة 20: 161 / 25308 .

(6) الکافی 5: 519 / 5، وسائل الشّیعة 20: 184 / 25379 ، یدلّ على کراهة کشف المرأة یدیها عند
الیهودیّة و النّصرانیّة و ربّما قیل بالتّحریم لقوله تعالى : «و نسائهنّ» إذ الظّاهر اختصاصها بالمؤمنات.

مسند الفضل بن شاذان (295)

باب
اُولی الإربة من الرّجال

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ، و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن یحیى ، عن ابن مسکان ، عن زرارة
قال: سألت أبا جعفر علیه السلام عن قول اللّه‏ عزّوجلّ : «أوِ التّابِعِینَ غَیْرِ اُولِی الإرْبَةِ مِنَ
الرِّجالِ...»(1) ـ إلى آخر الآیة ـ قال : الأحمق الّذی لا یأتی النّساء(2) .

باب
ما یحلّ للمملوک النّظر إلیه من مولاته

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان ، عن ابن أبی عمیر ، عن معاویة بن عمّار قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : المملوک
یرى شعر مولاته و ساقها ؟ قال : لا بأس(3) .

باب
متى یجب على الجاریة القناع

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن یحیى ، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج
قال : سألت أبا إبراهیم علیه السلام عن الجاریة الّتی لم تدرک متى ینبغی لها أن تغطّی رأسها ممّن
لیس بینها و بینه محرم، و متى یجب علیها أن تقنّع رأسها للصّلاة ؟ قال : لا تغطّی رأسها حتّى

(1) سورة النّور(24): 31 .

(2) الکافی 5: 523 / 1، وسائل الشّیعة 20: 204 / 25436 ، اُولی الإربة: ذووا الحاجة إلى النّساء، و غیر
اُولی الإربة: هم الشّیوخ الّذین سقطت شهوتهم کما فی روایة، و الأحمق کما فی هذه الروایة، و قیل:
الخصى و المجبوب، و قیل: العبید الصغار .

(3) الکافی 5: 531 / 3، وسائل الشّیعة 20: 223 / 25478 .

(296) مسند الفضل بن شاذان

تحرم علیها الصّلاة(1).

(1) الکافی 5: 523 / 2، وسائل الشّیعة 20: 228 / 25496، و رواه الصدوق، الظّاهر مراده «ع» حتّى
تحیض فتحرم علیها الصّلاة.

مسند الفضل بن شاذان (297)

«کتاب العقیقة»

باب
فضل البنات

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم ، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا، عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن الحکم، عن جارود قال ، قلت لأبی
عبداللّه‏ علیه السلام : إنّ لی بنات فقال: لعلّک تتمنّى موتهنّ! أمّا إنّک إن تمنّیت موتهنّ فمتن لم تؤجر و
لقیت اللّه‏ عزّوجلّ یوم تلقاه و أنت عاص(1) .

باب
أنّ عقیقة الذّکر و الاُنثى سواء

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن
إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان جمیعا، عن صفوان، عن منصور بن حازم، عن أبی عبد
اللّه‏ علیه السلام قال: العقیقة فی الغلام و الجاریة سواء(2) .

 

(1) الکافی 6: 5 / 4، وسائل الشّیعة 21: 366 / 27318 .

(2) الکافی 6: 29 / 2، وسائل الشّیعة 21: 417 / 27457 .

(298)

«کتاب الطّلاق»

باب
من طلّق لغیر الکتاب و السّنّة

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
یحیى، عن عبداللّه‏ بن مسکان، عن محمّد الحلبی قال ، قلت لأبی عبداللّه‏ علیه السلام : الرّجل یطلّق
امرأته و هی حائض، قال: الطّلاق على غیر السنّة باطل، قلت: فالرّجل یطلّق ثلاثا فی مقعد
قال: یردّ إلى السّنّة(1) .

باب
أنّ المراجعة لا تکون إلاّ بالمواقعة

محمّد بن یعقوب ، عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل
بن شاذان جمیعا ، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الرّحمان بن الحجّاج قال، قال أبو عبداللّه‏ علیه السلام
فی رجل یطلّق امرأته: له أن یراجع، و قال: لا یطلّق التّطلیقة الاُخرى حتّى یمسّها(2) .

محمّد بن یعقوب ، عن أبی علیّ الأشعری، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان ؛ و
محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبی
إبراهیم علیه السلام قال: سألته عن رجل یطلّق امرأته فی طهر من غیر جماع ثمّ یراجعها فی یومه

(1) الکافی 6: 58 / 3، التهذیب 8: 47 / 144، وسائل الشّیعة 22: 16 / 27900 .

(2) الکافی 6: 73 / 2، التهذیب 8: 44 / 134، الاستبصار 3: 280، وسائل الشّیعة 22: 141 / 28222 .

(299)

ذلک ثمّ یطلّقها تبین منه بثلاث تطلیقات فی طهر واحد؟ فقال: خالف السّنّة، قلت: فلیس
ینبغی له إذا هو راجعها أن یطلّقها إلاّ فی طهر؟ فقال: نعم، قلت: حتّى یجامع؟ قال: نعم(1) .

باب
الّتی لا تحلّ لزوجها حتّى تنکح زوجا غیره

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن أیّوب بن نوح ؛ و أبی علیّ
الأشعریّ، عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ و محمّد بن إسماعیل ، عن الفضل بن شاذان ؛ و حمید
بن زیاد، عن ابن سماعة کلّهم، عن صفوان، عن ابن مسکان، عن أبی بصیر قال، قلت لأبی
عبداللّه‏ علیه السلام : المرأة الّتی لا تحلّ لزوجها حتّى تنکح زوجا غیره؟ قال: هی الّتی تطلّق ثمّ
تراجع ثمّ تطلّق ثمّ تراجع ثمّ تطلّق الثّالثة فهی الّتی لا تحلّ لزوجها حتّى تنکح زوجا غیره و
یذوق عسیلتها(2).

صفوان، عن موسى بن بکر، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السلام فی الرّجل یطلّق امرأته
تطلیقةً ثمّ یراجعها بعد انقضاء عدّتها، فإذا طلّقها الثّالثة لم تحلّ له حتّى تنکح زوجا غیره،
فإذا تزوّجها غیره و لم یدخل بها أو مات عنها لم تحلّ لزوجها الأوّل حتّى یذوق الآخر
عسیلتها(3) .

و بهذا الإسناد عن صفوان، عن ابن مسکان، عن أبی بصیر، عن أبی عبداللّه‏ علیه السلام فی
المطلّقة التّطلیقة الثّالثة لا تحلّ له حتّى تنکح زوجا غیره و یذوق عسیلتها(4) .

باب
عدّة المطلّقة و أین تعتدّ

محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن إسماعیل، عن الفضل بن شاذان ؛ و أبی علیّ

(1) الکافی 6: 74 / 4، وسائل الشّیعة 22: 141 / 28223 .

(2) الکافی 6: 76 / 3، وسائل الشیعة 22: 113 / 28151 ، العُسیلة: لذّة الجماع .

(3) الکافی 6: 76 / 4، وسائل الشّیعة 22: 113 / 28151 .

(4) الکافی 6: 76 / 5، وسائل الشیعة 22: 114 / 28152 .

(300) مسند الفضل بن شاذان

الأشعریّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال:
المطلّقة تحجّ و تشهد الحقوق(1) .

باب
الفرق بین من طلّق على غیر السنّة و بین المطلّقة إذا خرجت
و هی فی عدّتها أو أخرجها زوجها

محمّد بن یعقوب ، عن الحسین بن محمّد قال: حدّثنی حمدان القلانسی قال، قال لی
عمر بن شهاب العبدیّ: من أین زعم أصحابک أنّ من طلّق ثلاثا لم یقع الطّلاق ؟

فقلت له: زعموا أنّ الطّلاق للکتاب و السنّة فمن خالفها ردّ إلیهما، قال: فما تقول فیمن
طلّق على الکتاب و السّنّة فخرجت امرأته أو أخرجها فاعتدّت فی غیر بیتها تجوز علیها
العدّة أو یردّها إلى بیته حتّى تعتدّ عدّة اُخرى فإنّ اللّه‏ عزّوجلّ قال: «وَ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ
بُیُوتِهِنَّ وَ لا یَخْرُجْنَ»(2)؟ قال: فأجبته بجواب لم یکن عندی جوابا و مضیت فلقیت أیّوب
بن نوح فسألته عن ذلک فأخبرته بقول عمر، فقال: لسنا نحن أصحاب قیاس إنّما نقول
بالآثار، فلقیت علیّ بن راشد فسألته عن ذلک و أخبرته بقول عمر فقال: قد قاس علیک و هو
یلزمک إن لم یجز الطّلاق إلاّ للکتاب فلا تجوز العدّة إلاّ للکتاب، فسألت معاویة بن حکیم
عن ذلک و أخبرته بقول عمر، فقال معاویة: لیس العدّة مثل الطّلاق و بینهما فرق(3) و ذلک أنّ
الطّلاق فعل المطلّق فإذا فعل خلاف الکتاب و ما اُمر به قلنا له ارجع إلى الکتاب و إلاّ فلا یقع
الطّلاق، و العدّة لیست فعل الرّجل و لا فعل المرأة إنّما هی أیّام تمضى و حیض یحدث لیس

(1) الکافی 6: 92 / 3، التهذیب 8: 131 / 453، الاستبصار 3: 333، وسائل الشّیعة 22: 219 / 28430،
أقول: و روى الکلینی مثله فی المتوفّى عنه زوجها 6: 116 / 5، قال الشیخ فی الاستبصار: فأمّا ما تضمّن
الخبر من أنّه یجوز لها أن تشهد الحقوق فینبغی أن یحمل على التّفصیل الّذی تضمّنه خبر سماعة من أنّه
یجوز لها ذلک إذا خرجت بعد نصف اللّیل و ترجع إلى بیتها فی اللّیل و ذلک هو الأولى. و قال المجلسی:
إمّا محمول على الحقوق الواجبة، أو الزّوجة البائنة، أو على إذن الزّوج إن جعلنا المنع مقیّدا بعدمه. (مرآة)

(2) سورة الطّلاق(65): 1 .

(3) حاصل الفرق أنّ اللّه‏ تعالى أمر بالطّلاق على وجه خاصّ حیث قال: «و طلّقوهنّ لعدّتهنّ» فقیّد الطّلاق
بکونه فی زمان یصلح للعدّة فإذا اوقع على وجه آخر لم یکن طلاقا شرعیّا بخلاف العدّة فإنّه قال:
«فعدّتهنّ ثلاثة قروء» و قال: «أجلهنّ أن یضعن حملهنّ» فأجاز بأنّه یجوز لهنّ التّزویج بعد العدّة ثمّ بعد
ذلک نهاهنّ عن شیء آخر فلا یدلّ سیاق الکلام على الاشتراط بوجه.

مسند الفضل بن شاذان (301)

من فعله و لا من فعلها إنّما هو فعل اللّه‏ تبارک و تعالى، فلیس یقاس فعل اللّه‏ عزّوجلّ بفعله و
فعلها فإذا عصت و خالفت فقد مضت العدّة و باءت بإثم الخلاف و لو کانت العدّة فعلها لما
أوقعنا علیها العدّة کما لم یقع الطّلاق إذا خالف .

قال محمّد بن یعقوب: و قال الفضل بن شاذان فی جواب أجاب به أبا عبید فی «کتاب
الطّلاق»(1): ذکر أبو عبید أنّ بعض أصحاب الکلام قال: إنّ اللّه‏ تبارک و تعالى حین جعل
الطّلاق للعدّة لم یخبرنا أنّ من طلّق لغیر العدّة کان طلاقه عنه ساقطا و لکنّه شیء تعبّد به
الرّجال کما تعبّد النّساء بأن لا یخرجن من بیوتهنّ مادمن یعتددن، و إنّما أخبرنا فی ذلک
بالمعصیة فقال: «وَ تِلْکَ حُدُودُ اللّه‏ِ فَلا تَعْتَدُوها وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللّه‏ِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»(2)
فهل المعصیة فی الطّلاق إلاّ کالمعصیة فی خروج المعتدّة من بیتها؟ ألستم ترون أنّ الاُمّة
مجمعة على أنّ المرأة المطلّقة إذا خرجت من بیتها أیّاما أنّ تلک الأیّام محسوبة لها فی عدّتها
و إن کانت للّه‏ فیه عاصیة، فکذلک الطّلاق فی الحیض محسوبٌ على المطلّق و إن کان للّه‏
[فیه [عاصیا.

قال الفضل بن شاذان: أمّا قوله: «إنّ اللّه‏ عزّوجلّ لمّا جعل الطّلاق للعدّة لم یخبرنا أنّ
من طلّق لغیر العدّة کان الطّلاق عنه ساقطا» فلیعلم أنّ مثل هذا إنّما هو تعلّق بالسّراب.

إنّما یقال لهم: إنّ أمر اللّه‏ عزّوجلّ بالشّیء هو نهی عن خلافه(3)، و ذلک أنّه جلّ ذکره
حیث أباح نکاح أربع نسوة لم یخبرنا أنّ أکثر من ذلک لا یجوز، و حیث جعل الکعبة قبلة لم
یخبرنا أنّ قبلة غیر الکعبة لا تجوز، و حیث جعل الحجّ فی ذی الحجّة لم یخبرنا أنّ الحجّ فی
غیر ذی الحجّة لا یجوز، و حیث جعل الصّلاة رکعة و سجدتین لم یخبرنا أنّ رکعتین و ثلاث
سجدات لا تجوز.

فلو أنّ إنسانا تزوّج خمس نسوة لکان نکاحه الخامسة باطلاً، و لو اتّخذ قبلة غیر
الکعبة لکان ضالاًّ مخطئا غیر جائز له و کانت صلاته غیر جائزة، و لو حجّ فی غیر ذی
الحجّة لم یکن حاجّا و کان فعله باطلاً، و لو جعل صلاته بدل کلّ رکعة رکعتین و ثلاث
سجدات لکانت صلاته فاسدة و کان غیر مصلّ، لأنّ کلّ من تعدّى ما اُمر به و لم یطلق له

(1) هذا الکتاب من تألیف الفضل بن شاذان لکنّه فقد و لم یصل إلینا .

(2) سورة الطّلاق(65): 1 .

(3) هی قاعدة اُصولیّة: الأمر بالشّیء یقتضی النّهی عن ضدّه .

(302) مسند الفضل بن شاذان

ذلک کان فعله باطلاً فاسدا غیر جائز و لا مقبول، فکذلک الأمر و الحکم فی الطّلاق کسائر ما
بیّنّا و الحمد للّه‏ .

و أمّا قولهم: «إنّ ذلک شیء تعبّد به الرّجال کما تعبّد به النّساء أن لا یخرجن مادمن
یعتددن من بیوتهنّ فأخبرنا ذلک لهنّ بالمعصیة و هل المعصیة فی الطّلاق إلاّ کالمعصیة فی
خروج المعتدّة من بیتها فی عدّتها؟ فلو خرجت من بیتها أیّاما لکان ذلک محسوبا لها فکذلک
الطّلاق فی الحیض محسوب و إن کان للّه‏ عاصیا» .

فیقال لهم: إنّ هذه شبهة دخلت علیکم من حیث لا تعلمون، و ذلک أنّ الخروج و
الإخراج لیس من شرائط الطّلاق کالعدّة، لأنّ العدّة من شرائط الطّلاق ذلک أنّه لا یحلّ للمرأة
أن تخرج من بیتها قبل الطّلاق و لا بعد الطّلاق، و لا یحلّ للرّجل أن یخرجها من بیتها قبل
الطّلاق و لا بعد الطّلاق، فالطّلاق و غیر الطّلاق فی حظر ذلک و منعه واحد، و العدّة لا تقع إلاّ
مع الطّلاق و لا تجب إلاّ بالطّلاق و لا یکون الطّلاق لمدخول بها و لا عدّة کما قد یکون
خروجا و إخراجا بلا طلاق و لا عدّة فلیس یشبه الخروج و الإخراج بالعدّة و الطّلاق فی
هذا الباب.

و إنّما قیاس الخروج و الإخراج کرجل دخل دار قوم بغیر إذنهم فصلّى فیها فهو عاصٍ
فی دخوله الدّار و صلاته جائزة، لأنّ ذلک لیس من شرائط الصّلاة لأنّه منهیّ عن ذلک صلّى
أو لم یصلّ .

و کذلک لو أنّ رجلاً غصب ثوبا، أو أخذه و لبسه بغیر إذنه فصلّى فیه لکانت صلاته
جائزة و کان عاصیا فی لبسه ذلک الثّوب، لأنّ ذلک لیس من شرائط الصّلاة، لأنّه منهیّ عن
ذلک صلّى أو لم یصلّ.

و کذلک لو أنّه لبس ثوبا غیر طاهر، أو لم یطهّر نفسه، أو لم یتوجّه نحو القبلة لکانت
صلاته فاسدة غیر جائزة، لأنّ ذلک من شرائط الصّلاة و حدودها لا یجب إلاّ للصّلاة(1).

و کذلک لو کذب فی شهر رمضان و هو صائم بعد أن لا یخرجه کذبه من الإیمان لکان

(1) أقول: مراده أنّ کلّما کانت الصّلاة سببا للنّهی عنه فاقترانه للصّلاة مفسد لها کالصّلاة فی الثّوب النّجس، و
کلّما کان النّهی فیه عاما غیر مختصّ بالصّلاة فاقترانه غیر مفسد کالصّلاة فی الثّوب المغصوب، و ذلک
تصریح منه بصحّة الصّلاة فی الدّار المغصوبة. لکن ادّعى الإجماع على بطلانه جماعة کالسّیدین و العلاّمة
و الشّهیدین و صاحب المدارک، و حمل قوله هنا على إرادة إلزام العامّة على مقتضى قیاسهم .

مسند الفضل بن شاذان (303)

عاصیا فی کذبه ذلک و کان صومه جائزا لأنّه منهیّ عن الکذب صام أو أفطر.

و لو ترک العزم على الصّوم أو جامع لکان صومه باطلاً فاسدا، لأنّ ذلک من شرائط
الصّوم و حدوده لا یجب إلاّ مع الصّوم.

و کذلک لو حجّ و هو عاقٌّ لوالدیه أو لم یخرج لغرمائه من حقوقهم لکان عاصیا فی
ذلک و کانت حجّته جائزة لأنّه منهیّ عن ذلک حجّ أو لم یحجّ.

و لو ترک الإحرام أو جامع فی إحرامه قبل الوقوف لکانت حجّته فاسدة غیر جائزة
لأنّ ذلک من شرائط الحجّ و حدوده لا یجب إلاّ مع الحجّ و من أجل الحجّ.

فکلّ ما کان واجبا قبل الفرض و بعده فلیس ذلک من شرائط الفرض، لأنّ ذلک اُتی
على حدّه و الفرض جائز معه، فکلّ ما لم یجب إلاّ مع الفرض و من أجل الفرض فإنّ ذلک من
شرائطه لا یجوز الفرض إلاّ بذلک على ما بیّنّاه، و لکنّ القوم لا یعرفون و لا یمیّزون و
یریدون أن یلبسوا الحقّ بالباطل .

فأمّا ترک الخروج و الإخراج، فواجب قبل العدّة و مع العدّة و قبل الطّلاق و بعد الطّلاق
و لیس هو من شرائط الطّلاق و لا من شرائط العدّة و العدّة جائزة معه و لا تجب العدّة إلاّ مع
الطّلاق و من أجل الطّلاق فهی من حدود الطّلاق و شرائطه على ما مثّلنا و بیّنّا و هو فرق
واضح و الحمد للّه‏ .

و بعد فلیعلم أنّ معنى الخروج و الإخراج لیس هو أن تخرج المرأة إلى أبیها أو تخرج
فی حاجة لها أو فی حقّ بإذن زوجها مثل مأتم أو ما أشبه ذلک و إنّما الخروج و الإخراج أن
تخرج مراغمة(1) أو یخرجها زوجها مراغمة، فهذا الّذی نهى اللّه‏ عزّوجلّ عنه، فلو أنّ امرأة
استأذنت أن تخرج إلى أبویها أو تخرج إلى حقّ لم نقل إنّها خرجت من بیت زوجها، و لا
یقال: إنّ فلانا أخرج زوجته من بیتها، إنّما یقال ذلک إذا کان ذلک على الرّغم و السّخط و
على أنّها لا ترید العود إلى بیتها فأمسکها على ذلک، و فیما بیّنّا کفایة .

فإن قال قائل: لها أن تخرج قبل الطّلاق بإذن زوجها و لیس لها أن تخرج بعد الطّلاق و
إن أذن لها زوجها، فحکم هذا الخروج غیر ذلک الخروج و إنّما سألناک عنه فی ذلک الموضع
الّذی یشتبه و لم نسألک فی هذا الموضع الّذی لا یشتبه، ألیس قد نهیت عن العدّة فی غیر

(1) المراغمة: المنابزة و المعاداة.

(304) مسند الفضل بن شاذان

بیتها فإن هی فعلت کانت عاصیة و کانت العدّة جائزة(1) فکذلک أیضا إذا طلّق لغیر العدّة
کان خاطئا و کان الطّلاق واقعا و إلاّ فما الفرق؟

قیل له: إنّ فیما بیّنّا کفایة من معنى الخروج و الإخراج ما یجتزى‏ء به عن هذا القول
لأنّ أصحاب الأثر و أصحاب الرّأی و أصحاب التّشیّع قد رخّصوا لها فی الخروج الّذی لیس
على السّخط و الرّغم و أجمعوا على ذلک .

فمن ذلک ما روى ابن جریح، عن ابن الزّبیر، عن جابر أنّ خالته طلّقت فأرادت
الخروج إلى نخل لها تجذّه فلقیت رجلاً فنهاها فجاءت إلى رسول اللّه‏ علیه السلام فقال لها: اُخرجی
فجذّی نخلک لعلّک أن تصدّقی أو تفعلی معروفا(2) .

و روى الحسن، عن حبیب بن أبی ثابت، عن طاووس أنّ رجلاً من أصحاب
النّبیّ صلّی الله علیه و آله وسلّم سئل عن المرأة المطلّقة هل تخرج فی عدّتها؟ فرخّص فی ذلک(3).

و ابن بشیر، عن المغیرة، عن إبراهیم أنّه قال فی المطلّقة ثلاثا: إنّها لا تخرج من بیت
زوجها إلاّ فی حقّ من عیادة مریض أو قرابة أو أمر لابدّ منه .

مالک، عن نافع، عن ابن عمر أنّه کان یقول لا تبیت المبتوتة و المتوفّى عنها زوجها إلاّ
فی بیتها، و هذا یدلّ على أنّه قد رخّص لها فی الخروج بالنّهار(4).

و قال أصحاب الرّأی: لو أنّ مطلّقة فی منزل لیس معها فیه رجل تخاف فیه على نفسها
أو متاعها کانت فی سعة من النُّقلة .

و قالوا: لو کانت بالسّواد فطلّقها زوجها هناک فدخل علیها خوف من سلطان أو غیر
ذلک کانت فی سعة من دخول المصر .

و قالوا: للأمة المطلّقة أن تخرج فی عدّتها أو تبیت عن بیت زوجها .

و کذلک قالوا أیضا فی الصّبیّة المطلّقة .

(1) فی بعض النّسخ: ماضیة.

(2) صحیح مسلم 4: 200، أبو داود: 2297 من طریق أحمد فی المسند 3: 221، و النسائی 2: 611،
الدارمی 2: 168، ماجة 4032، البیهقی 7: 436 .

(3) فی سنن الترمذی 2: 339: و قال بعض أهل العلم من أصحاب رسول اللّه‏ «ص» و غیرهم: للمرأة أن تعتدّ
حیث شاءت و إن لم تعتدّ فی بیت زوجها. و هو قول علی و ابن عباس و الحسن و عطاء .

(4) السنن الکبرى 7: 435 .

مسند الفضل بن شاذان (305)

قال: و هذا کلّه یدلّ على أنّ هذا الخروج غیر الخروج الّذی نهى اللّه‏ عزّوجلّ عنه، و
إنّما الخروج الّذی نهى اللّه‏ عزّوجلّ عنه هو ما قلنا أن یکون خروجها على السّخط و
المراغمة و هو الّذی یجوز فی اللّغة أن یقال: فلانة خرجت من بیت زوجها و إنّ فلانا أخرج
امرأته من بیته، و لا یجوز أن یقال لسائر الخروج الّذی ذکرنا عن أصحاب الرّأى و الأثر و
التّشیّع أنّ فلانة خرجت من بیت زوجها و أنّ فلانا أخرج امرأته من بیته لأنّ المستعمل فی
اللّغة هذا الّذی وصفنا و باللّه‏ التّوفیق(1).

مسند الفضل بن شاذان قسم 1

مسند .....................  قسم 4

مسند......................  قسم 2

مسند........................قسم 5

مسند .....................  قسم 3

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است
ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی